الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

39/06/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الرضاع.

     اللبن يعدي ودليله.

     القدر المتيقن منه هو من ذات الطباع الحسنة.

     الدين ليس له دخل في الطباع.

     الكلام في أهل الكتاب والمشركات، ولبن الزنى.

ذكرنا ان اللبن يعدي وبينا ذلك من خلال الروايات العديدة. نعم اللبن يعدي وهذا واضح، نعم الكلام في أي لبن؟ هل يوجد تخصيص له، أم هو على عمومه؟

الذي استفدناه إلى الآن ان العدوى تكون في الرضاع الذي له اثر في تركيب وتكوين الانسان وهذا هو القدر المتيقن، والمشهور وجوب ارضاع اللباء هذا الحليب الاول الرضعة الاولى لها الاثر الكبير في جسم الانسان.

القاعدة العامة، اللبن يعدي: الذي وصلنا اليه إلى الآن قاعدة عامة وهي انه يستحب الارضاع من التي طباعها جيدة، " ان اللبن يعدي " مطلقا و " يشب عليه " مطلقا، بل ان الرضاع يغيّر الطباع، في رواية اخرى ولا ريب ان المرضعات تختلف، فبعضهن يختلف في الطباع، واخريات في العقيدة، واخريات في المسلك، وغيرهن في التدين، وغيرهن في الاوصاف، وغيرهن في الملكات. فهل الجميع لهن حكم واحد ولا يستحب بعضهن أو يحرم، او يفضا عن البعض الآخر؟

القدر المتيقن من اللبن هو ما كان مؤثرا في الطباع: ذكرنا الرواية التي تقول بانه إذا اردت ان ترضع اليهودية او النصرانية فامنعها من شرب الخمر واكل لحم الخنزير، لم يذكر المحرمات الاخرى، اكل لحم الخنزير يورث الدياثة تكوينا.

في الجواهر: ( و ) من هنا قال المصنف وغيره: إنه ( لا ) ينبغي أن ( تسترضع الكافرة ) لما عرفت، ولفحوى قول الباقر عليه السلام في حسن ابن المسلم: " لبن اليهودية والنصرانية والمجوسية أحب إلي من ولد الزنا " ومنه يستفاد الجواز اختيارا، مضافا إلى الأصل وخبر عبد الرحمان بن أبي عبد الله سأل الصادق عليه السلام " هل يصلح للرجل أن ترضع له اليهودية والنصرانية والمشركة؟ قال: لا بأس وقال: امنعوهن من شرب الخمر " فلا تقدح نجاسة اللبن حينئذ .[1] الرواية في الوسائل ج 15 باب 76،احكام الاولاد، ح 5، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله. الخبر معتبر السند.

المحقق في الشرائع يقول انه " لا تسترضع الكافرة " الكافرة التي ليست كتابية وليست مسلمة، هل من المكروه رضاعها ؟ هل الكفر عبارة عن طباع وعقيدة؟ الجواب: لا لانا إذا قلنا ان الكفر والعقيدة طباع يصبح هناك نوع من الجبرية " ولا اكراه في الدين "، الكفر عبارة عن ارادة وعقل ونمط تفكير.

وسنبيّن ان اللبن من الزنا يختلف عن المرضعة الاخريات وعن المشركات، وكان لبن الزنا له علاقة بالطباع، ولكن يبدو ان الزنا يؤثر في الطباع، وان كان ظاهر الامور عدمه.

وسنبين غدا في الروايات الاخرى في حليب الولد من زنا، حليب الزانية أو البنت جاءت من زنا. وسنبحث كل صنف على حدة: المرضعة النصرانية واليهودية والمرضعة المجوسية والمرضعة الكافرة، والمرضعة الزانية، والمرضعة بنت زنى، والمرضعة المسلمة الفاسقة غير المتدينة.


[1] جواهر الكلام، الشيخ محمد حسن النجفي، ج29، ص307.