الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

38/01/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: احكام الاولاد

     استحباب اطعام الناس عند ولادة المولود ثلاثة ايام.

     استحباب اكل الحامل السفرجل وكذا الاب حين الحمل.

     كراهة ذكر اللقب والكنية عند احتمال كراهة الشخص المسمى بها ان ينادى بها.

الوسائل: ح 1- أحمد بن أبي عبد الله في (المحاسن) عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، وداود بن رزين، عن منهال القصاب قال: خرجت من مكة وأنا أريد المدينة، فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله عليه السلام موسى عليه السلام فسبقته إلى المدينة ودخل بعدي بيوم، فأطعم الناس ثلاثا فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود، فمكثت بذلك ثلاثا أطعم حتى أترفق ثم لا أطعم شيئا إلى الغد. [1]

والكلام في السند والدلالة:

من حيث السند: الحديث ضعيف، ففيه علي بن حديد، ولم تثبت وثاقته، وقد قمنا ببحث عنه في مسألة مشايخ الثقات عندما روى عنه صفوان وقلنا ان روايته عنه لا تخدش بالقاعدة، وهذا لا يعني اننا وثقناه.

وقد ضعفه الشيخ الطوسي في موضعين من " الاستبصار "، وضعفه العلامة في "خلاصة الأقوال " حيث قال: علي بن حديد بن الحكم .... لا يعوّل على ما يتفرد بنقله.

وهناك ادلة على الوثاقة منها التوثيق الخاص من الامام الجواد (ع) في رواية فها خدش. ووروده في اسانيد كامل الزيارات ومن اراد فليراجع تقريرات للإخوة الطلبة في بحث مشايخ الثقات.

إذن من ناحية علي بن حديد ادلة الوثاقة والتضعيف متضاربة، فلا يمكن توثيقه. فهو ضعيف. نعم أهم ما ورد في التوثيقات هو وروده في اسانيد كامل الزيارات والتي سنبحثها إن شاء الله في درس علم الرجال، والتي بدأت أميل لثبوتها.، ثم إن ومنهال القصاب أيضا ضعيف. في النتيجة الرواية ضعيفة غير معتبرة.

من ناحية الدلالة: الرواية لا تدل على استحباب الاطعام ثلاثة أيام إلا بناء على أن عمل المعصوم يدل على الاستحباب، ولم تثبت هكذا قاعدة. بل عمل المعصوم يدل على الاباحة، نعم بعض القرائن قد تدل على الاستحباب. هنا لا قرينة موجودة، بل ازيد من ذلك قد يكون الاطعام من باب استحباب كلي الاطعام حين الولادة وأن التقييد بالأيام الثلاثة لخصوصية مولد إمام معصوم هو موسى بن جعفر (ع).

     استحباب اكل الحامل السفرجل وكذا الاب.

ح1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن شرحبيل بن مسلم أنه قال في المرأة الحامل: تأكل السفر جل فإن الولد يكون أطيب ريحا وأصفى لونا. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله.

من حيث السند: الرواية ضعيفة.

من حيث الدلالة تدل على استحباب أكل الأم للسفرجل حين الحمل.

ح2 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن التيملي، عن الحسين بن هاشم، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ونظر إلى غلام جميل: ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام أكل السفرجل. [2]

من ناحية السند: " التيملي " هو ابن فضال. الحسين بن هاشم غير موثق.

من ناحية الدلالة: قد يكون اكل السفرجل قبل الحمل ويمكن ان يكون عند الوطء، فيمكن بإطلاقها شمول الحالتين.

اما من ناحية العنوان أي صاحب الوسائل " استحباب اكل الحامل السفرجل وكذا الاب حين الحمل " هذا القيد " حين الحمل " لم أجد له من خلال الروايات دليلا. نعم لو وجدنا كلمة " فيه " أي اكل فيه كما وجدوها في الروايات على ما في بالي فهي توحي باستحباب الاكل حين الحمل، أي من حين انعقاد النطفة. في الرواية الاولى تشمل الحالتين في حال الحمل وانعقاد النطفة. بدون كلمة " فيه " هذا العنوان لا ينطبق مع ما اراده صاحب الوسائل (ره).

     باب كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما.

ح 1 - محمد بن علي بن الحسين في (عيون الأخبار) عن الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمد بن يحيى الصولي، عن محمد بن يحيى بن أبي عباد، عن عمه، عن الرضا عليه السلام، أنه أنشد ثلاث أبيات من الشعر، وذكرها، قال: وقليلا ما كان ينشد الشعر، فقلت: لمن هذا؟ قال: لعراقي لكم، قلت: أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع عنك هذا، إن الله عز وجل يقول: " ولا تنابزوا بالألقاب " ولعل الرجل يكره هذا. [3]

من ناحية الدلالة: هناك مسألة تربوية لها اثر كبير ليس فقط في الكنية بل بالسلوك العام للفرد خصوصا أذا كان احد يكره اللقب.

غدا ان شاء الله نتحدث عن الشيخ القاموسي (ره) بائع الاقمشة في حادثة ادبنا بها.


[1] وسائل الشيعة، الشیخ الحر العاملي، ج15، ص133، استحباب اطعام الناس عند ولادة المولود ثلاثة أيام، باب31، ح1، ط الاسلامية.
[2] وسائل الشيعة، الشیخ الحر العاملي، ج15، ص133، استحباب أكل الحامل السفرجل وكذا الأب حين الحمل، باب32، ص133، ح1 و2، ط الاسلامية.
[3] وسائل الشيعة، الشیخ الحر العاملي، ج15، ص132، كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما، باب30، ح1، ط الاسلاميةكلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الامل .لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ( الصمت خ ) ودع عنك العللإنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم رحل.ابو العتاهية شاعر في العصر العباسي مشهور بالوعظ كان يعظ الرشيد وهو يجلس امامه ويبكي، فقيل له ان الرشيد يبكي عند الموعظة، قال: إذا كما نفاق المرء ملك عينيه. (ممثل من الدرجة الاولى).