الأستاذ الشیخ سلطان الفاضلي

بحث الأصول

34/10/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: توجيه ماحكي عن العلمين المحقق الطوسي والشيخ الرئيس
 كان الكلام فيما سبق ان الاراده لاتكون داخله في المعنى الموضوع له .
 وقال صاحب الكفايه :واما ماحكي عن العلمين المحقق الطوسي والشيخ الرئيس من مصيرهما الى ان الدلاله تتبع الاراده ,(ان الاراده داخله في المعنى الموضوع له) فليس ناظرا الى كون لالفاظ موضوعه
 للمعاني بما هي مراده كما توهمه بعض الافاضل-(صاحب الفصول) بل ناظر الى ان دلالة الالفاظ على
 معانيها بالدلاله التصديقيه اي دلالتها على كونها مراده للافظها تتبع ارادتها منها وتتفرع عليه تبعية مقام
 الاثبات للثبوت,وتفرع الكشف على الواقع المكشوف,فانه لولا الثبوت في الواقع لما كان للاثبات والكشف
 والدلاله مجال ولذا لابد من احراز كون المتكلم بصدد الافاده في اثبات ارادة ماهو ظاهر كلامه,ودلالته على
 الاراده والا لما كانت لكلامه هذه الدلاله-اي التصديقيه- وان كانت له الدلاله التصوريه.
 هذا ماقاله الاخوند في توضيح ما اراده العلمين المحقق الطوسي وابن سينا في ان الدلاله تتبع الاراده
 وكذلك قال ان صاحب الفصول تخيل ان كلام العلمين يتنافى وكون الالفاظ موضوعه لذوات المعاني .ولكنه
 ليس كذلك لان كلاهما ناظر الى الدلاله التصديقيه واجنبي عن مسالتنا .
 وجواب صاحب الكفايه مقبول عند العلماء السيد الخوئي والشهيد الصدروغيرهم قدس سرهم
 ونوضح كلام الاخوند ونقول ان الدلاله على قسمين :
 التصوريه وهي خطور المعنى في ذهن السامع ولو سمع هذا اللفظ من لافظ بلا شعور او من اصطكاك حجرين الشخص النائم قال زيد قائم وسمعه شخص فيخطرفي ذهن السامع قيام زيد.
 التصديقيه:المخاطب يخطر المعنى في ذهنه ويصدق ان هذا المعنى مراد المتكلم شخص له شعور جالس
 سمع منه المخاطب بان زيد مات هنا يخطر في ذهن السامع موت زيد ويتصوره ويصدق ان موت زيد مراد
 المتكلم لان المتكلم في مقام الجد والتفهيم .
 والدلاله الوضعيه دلاله تصوريه لاتحتاج الى الاراده, اللفظ موضوع للمعنى التصوري وليس للاراده دخل
 ولو كان المتكلم بلا شعور, واما في الدلالة التصديقية يشترط ارادة المتكلم عكس التصورية فانه لايشترط
 والسيد الخوئي قدس سره هو الذي يذهب الى ان الوضع هو التصديق لان الوضع عند ه هو التعهد.
 اذن الاراده ليس داخله في المعنى الموضوع له لان المعنى الموضوع له اراده تصوريه ولايشترط في التصورالاراده.
 وللتوضيح نقول الاراده على اربع اقسام :
 اولا- الإرادة التكوينية: فالاتسان في مقام وجوده وتكوينه تكون له الاراده اعطاه الله ارادة الاختيار وهذا في مقابل نه ليس مجبور,وهذ القسم لادخل له فيما نحن فيه.
 ثانيا- الإرادة الاستعمالية: الواضع وضع اللفظ لمعنى فنفس الواضع او غيره اراد ان يعمل بهذا الوضع
 فإرادة الواضع العمل بهذا الوضع هو الاراده الاستعماليه.
 ثالثا- الإرادة التفهيمية: ومعناها ان الشخص المتكلم في مقام تفهيم المعنى من هذا اللفظ وليس في مقام الاهمال والاجمال.
 رابعا-الارادة الجدية: في ان المتكلم في مقام الجد عندما يتكلم وان هذا الشيء مراده الجدي وليس في مقام الهزل والمزاح بل في مقام الجد والارادة التكوينية خارجة عن مورد الكلام وكل هذه الارادات بعد المعنى الموضوع له ، أولا وضع اللفظ للمعنى وبعد ذلك تأتي هذه الارادات وليس كلها داخلة في المعنى الموضوع له.