موضوع:
السفر الأول/ المسلک الأول/ المرحلة الثالثة/ في تحقيق
الجعل و ما يتصل بذلك /فصل في تحرير محل النزاع و تحديد حريم الخلاف في الجعل و
حكاية القول في ذلك/ جواب آخوند به اشکال توقف ثبوت ماهیت برای
خودش بر جعل/ ج1/ ص398-399
خلاصه جلسه قبل:(مرحوم
آخوند فرمودند که برای خلق انسان لازم نیست که خداوند متعال انسان را
انسان قرار دهد.)
إن قلت:
1 کون
الانسان انسانا متوقف علی کون الانسان ثابتا لأن سلب المعدوم عند نفسه
صحیح.
2 و کون
الانسان ثابتا متوقف علی الجعل.
3 و
المتوقف علی المتوقف متوقف.
فثبوت الانسان
لنفسه مجعول.
قلت:
فرق
بین الجعل بالذات و بین الجعل بالتبع و بالعرض.
و ثبوت
الشیء لنفسه ضروری فکون الانسان انسانا ضروری و إن کانت الضرورة
هذه ضرورة ذاتیة. و لکن لا فرق بین ضرورة الأزلیة و بین
ضرورة الذاتیة فی الاستغناء عن الجعل بالذات. لأن الضرورة مناط الغناء
عن السبب فإن مناط الحاجة إلی العلة هو الإمکان.
و
علیه فثبوت الشیء لنفسه تابع لثبوت الشیء فإن کان ثبوت
الشیء ضروریا بالضرورة الإزلیة کان ثبوته لنفسه أیضا کذلک.
و إن کان
ثبوت الشیء ضروریا بالضرورة الذاتیة کان ثبوته لنفسه أیضا
کذلک.
فالفرق
بین الضرورة الإزلیة و الضرورة الذاتیة أن ثبوت الشیء
لنفسه فی الأول لا یحتاج إلی جعل لا بالذات و لا بالتبع لأن
ثبوت نفس الذات لا یحتاج إلی الجعل و ثبوت الشیء لنفسه فی
الثانی و إن کان لا یحتاج إلی جعل بالذات أی إنه لا حاجة
إلی جعل تألیفی یجعل الشیء ثابتا لنفسه. إلا أنه
مجعول بالتبع بالجعل البسیط المتعلق بنفس الذات.
و لکن
کلاهما مشترکان فی أن ثبوت الشیء لنفسه لا یحتاج إلی جعل
بالذات.
و هذا هو
الذی ذکرناه من أنه علی القول بمجعولیة الماهیة لا
یتعلق جعل الآخر بثبوت الماهیة لنفسها أی لا یتعلق بذلک
جعل تألیفی یجعل الماهیة ماهیةً لا بالذات و لا
بالتبع أی لیس جعل الانسان مستلزما لجعل الانسان انسانا. فإن جعل
الانسان انسانا محال لأنه تحصیل للحاصل. فجعل الذات و الذاتیات
للانسان حاصل بنفس الجعل البسیط المتعلق بنفس الذات و لذا قالوا جعل الذات
جعلا بسیطا جعل للذاتیات جعلا بسیطا لا أنه بعد جعل الانسان
هناک جعل الآخر مرکب بالذات أو بالتبع یجعل الانسان انسانا.
و لا يتوهمن أن كون الذات ذاتا لما كان متفرعا على نفس الذات و الذات مجعولة
محتاجة إلى الجاعل فيكون هذه النسبة أيضا محتاجا إلى الجاعل و مجعولة له و كذا كونها
موجودة على هذه الطريقة يحتاج إلى الجعل السابق المتعلق بنفس الماهية.لأنا نقول فرق بين الاحتياج الناشي من الشيء بالذات و بين الاحتياج الناشي
منه بالعرض و على سبيل الاتفاق[1]فإن صدق الذاتيات و لوازم الماهيات
لا يحتاج إلى جعل جاعل و تأثير مؤثر بل جعلها تابع لجعل الذات وجودا و عدما فإن كانت
الذات مجعولة كانت ذاتياتها و لوازمها مجعولة بنفس ذلك الجعل و إن كانت الذات غير مجعولة
كانت الذاتيات و اللوازم لها غير مجعولة باللاجعل الثابت للذات و كما أن الضرورة الأزلية
تدفع الحاجة إلى العلة كذلك الضرورة الذاتية و الفرق بينهما بعدم الاحتياج التبعي في
الأول
[2]و ثبوته في الثاني فالجاعل يفعل ماهية
الإنسان مثلا ثم هو بنفسه إنسان
[3]و حيوان
[4]و قابل للتعلم
[5]لا بجعل مؤلف أصلا
[6]و لا بنفس
[7]ذلك الجعل البسيط كما ظنه المحقق
الدواني و تلاميذه زاعمين أن ذلك مذهب الإشراقيين و قولهم ذاتيات الماهيات مجعولة بعين
جعلها ليس معناه أن كون الإنسان إنسانا أو حيوانا- أي مصداق حملهما عليه يتعلق بجعل
الجاعل إياه بل إنما راموا به إن جعل الماهية- هو بعينه جعلها جعلا بسيطا بل الجعل
البسيط يتعلق أولا بالذاتيات و المقومات ثم بالماهية و اللوازم مترتبة عليها من دون
تعلق الجعل بها بالذات.