45/04/21
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: المکاسب المحرمة/ معونة الظالمین/ حکم معونة الظالمین تکلیفا
أدلّة الحرمة
الدلیل الأوّل: الآیة
قوله_ تعالی: ﴿وَ لٰا تَعٰاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوٰانِ﴾[1]
إستدلّ بها بعض الفقهاء.[2]
الدلیل الثاني: الروایات
فمنها: عَنْهُ[3] عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ[4] عَنِ ابْنِ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ الْكَاهِلِيِّ[5] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: «مَنْ سَوَّدَ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ وُلْدِ سَابِعٍ[6] حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِنْزِيراً». [7]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [8] [9]
أقول: ظاهر الروایة بیان مصداق من مصادیق أعوان الظلمة.
و منها: بِهَذَا الْإِسْنَادِ[10] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): «إِيَّاكُمْ وَ أَبْوَابَ السُّلْطَانِ وَ حَوَاشِيَهَا، فَإِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ وَ حَوَاشِيهَا أَبْعَدُكُمْ مِنَ اللَّهِ_ تَعَالَى_ وَ مَنْ آثَرَ السُّلْطَانَ عَلَى اللَّهِ_ تَعَالَى_[11] أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَرَعَ وَ جَعَلَهُ حَيْرَانَ». [12]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [13]
أقول: الروایة تدلّ علی مرجوحیّة القرب إلی السلطان و لا بدّ من الجمع بین الروایات.
قال الموسويّ القزوینيّ(رحمه الله): «يحتمل قويّاً أن يكون المراد من معونة الظلمة في عنواناتهم ما يعمّ ذلك أيضاً؛ للنصوص الدالّة على ذمّ أعوان الظلمة». [14]
و قال المحقّق الخوئيّ(رحمه الله): «يدلّ عليها[15] جميع ما دلّ على حرمة معونة الظالمين في ظلمهم و غير ذلك من الأخبار الناهية عن الدخول في حزبهم و تسويد الإسم في ديوانهم». [16]
و منها: بِهَذَا الْإِسْنَادِ[17] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): «مَا اقْتَرَبَ عَبْدٌ مِنْ سُلْطَانٍ جَائِرٍ إِلَّا تَبَاعَدَ مِنَ اللَّهِ وَ لَا كَثُرَ مَالُهُ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ وَ لَا كَثُرَ تَبَعُهُ إِلَّا كَثُرَتْ شَيَاطِينُهُ». [18]
أقول: الروایة تدلّ علی مرجوحیّة القرب إلی السلطان، کما أنّ کثرة المال لیست بمحرّمة. و هکذا کثرة التبعة.
إستدلّ بها بعض الفقهاء.[19] [20]
إشکال في الاستدلال بالروایتین الأخیرتین
إنّ مجرّد البعد عن ساحة القرب لا يقتضي حرمة الفعل الذي يحصّل به البعد. [21]
و منها: عِدَّةٌ[22] مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ[23] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ[24] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ[25] عَنْ أَبِيهِ[26] قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): «يَا عُذَافِرُ إِنَّكَ تُعَامِلُ أَبَا أَيُّوبَ وَ الرَّبِيعَ، فَمَا حَالُكَ إِذَا نُودِيَ بِكَ فِي أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ» قَالَ: فَوَجَمَ[27] أَبِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع) لَمَّا رَأَى مَا أَصَابَهُ أَيْ عُذَافِرُ: «إِنَّمَا خَوَّفْتُكَ بِمَا خَوَّفَنِي اللَّهُ(عزوجل) بِهِ» قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقَدِمَ أَبِي، فَلَمْ يَزَلْ مَغْمُوماً مَكْرُوباً حَتَّى مَاتَ. [28]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [29]
أقول: قد سبق البحث فیها.
منها: [30] ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ[31] عَنْ بَشِيرٍ[32] عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ[33] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ لَهُ(ع): أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُ رُبَّمَا أَصَابَ الرَّجُلَ مِنَّا الضَّيْقُ أَوِ الشِّدَّةُ، فَيُدْعَى إِلَى الْبِنَاءِ يَبْنِيهِ أَوِ النَّهَرِ يَكْرِيهِ[34] أَوِ الْمُسَنَّاةِ[35] يُصْلِحُهَا، فَمَا تَقُولُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): «مَا أُحِبُّ أَنِّي عَقَدْتُ لَهُمْ عُقْدَةً أَوْ وَكَيْتُ لَهُمْ وِكَاءً[36] وَ إِنَّ لِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا لَا وَ لَا مَدَّةً[37] بِقَلَمٍ إِنَّ أَعْوَانَ الظَّلَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي سُرَادِقٍ مِنْ نَارٍ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ الْعِبَاد». [38]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [39]
أقول: قد سبق البحث فیها.
و منها: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ[40] قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ[41] عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ[42] عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ[43] عَنِ السَّكُونِيِّ[44] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) عَنْ أَبِيهِ(ع) قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ(ص): «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وَ أَعْوَانُهُمْ وَ مَنْ لاط [لَاقَ] لَهُمْ دَوَاةً وَ رَبَطَ كِيساً أَوْ مَدَّ لَهُمْ مرة [مَدَّةَ] [45] قَلَمٍ، فَاحْشُرُوهُمْ مَعَهُمْ».[46]
إستدلّ بها بعض الفقهاء.[47]
أقول: قد سبق البحث فیها.
و منها: قَالَ[48] قَالَ(ع): «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وَ أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ وَ أَشْبَاهُ الظَّلَمَةِ حَتَّى مَنْ بَرَى لَهُمْ قَلَماً وَ لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً فَيَجْتَمِعُونَ فِي تَابُوتٍ مِنْ حَدِيدٍ ثُمَّ يُرْمَى بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ». [49]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [50] [51]
أقول: قد سبق البحث فیها.
و منها: عِدَّةٌ[52] مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ[53] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ[54] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ[55] عَنْ أَبِيهِ[56] قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): «يَا عُذَافِرُ إِنَّكَ تُعَامِلُ أَبَا أَيُّوبَ وَ الرَّبِيعَ، فَمَا حَالُكَ إِذَا نُودِيَ بِكَ فِي أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ» قَالَ: فَوَجَمَ[57] أَبِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع) لَمَّا رَأَى مَا أَصَابَهُ أَيْ عُذَافِرُ: «إِنَّمَا خَوَّفْتُكَ بِمَا خَوَّفَنِي اللَّهُ (عزوجل) بِهِ» قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقَدِمَ أَبِي، فَلَمْ يَزَلْ مَغْمُوماً مَكْرُوباً حَتَّى مَاتَ. [58]
إستدلّ بها بعض الفقهاء.[59]
أقول: قد سبق البحث فیها.