الموضوع
:
المکاسب المحرمة/ معونة الظالمین/ حکم معونة الظالمین تکلیفا
إشکالان في الاستدلال بروایة ورّام بن أبي فراس الإشکال الأوّلقال الشهیديّ التبریزيّ(رحمه الله): «یمكن المناقشة بأنّ تعليق عنوان الإعانة و كذا عنوان العون على عنوان المشتق، كالظالم في المقام و إضافته إليه، ظاهر في كون المعان فيه خصوص مبدأ اشتقاق هذا المشتقّ قبال كونه مطلق الفعل الصادر من الذات المتلبّس بمبدأ الاشتقاق و لو كان غيره. ألا ترى أنّه لو قيل من أعان النجّار أو الحدّاد أو الكاتب و هكذا لا يستفاد منه إلّا إيجاد ما هو مقدّمة من مقدّمات أصل تحقّق المبدأ المشتقّ منه و صدوره من المعان في الخارج و اشتغاله به أو سرعته و لو بدفع الموانع عنه و لو بالتصدّي بقضاء سائر حوائجه التي تمنع اشتغال المعان بها بنفسه عن اشتغاله بمبدأ الاشتقاق، فلا يصدق على إيجاد ما ليس مقدّمة له أصلاً؛ كإعطاء الماء للشرب و الخلال للتخليل، فلا بدّ أن يراد من بري القلم و ليق الدواة في الرواية الأولى و من عقد العقدة و وكي الوكاء و مدّة بالقلم في رواية ابن أبي يعفور[1]
هي فيما إذا كانت من مقدّمات الظلم و ذلك بقرينة جعل الفاعل لها من مصاديق عون الظالم المستلزم لكونها من مصاديق إعانته، (إنتهی ملخّصاً). [2]
الإشکال الثانيقال بعض الفقهاء (حفظه الله): «الظاهر هو إعانته في ظلمه». [3]
و
منها:
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا[4]
عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ[5]
رَفَعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ(عزوجل): ﴿وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾[6]
قَالَ(ع): «هُوَ الرَّجُلُ يَأْتِي السُّلْطَانَ، فَيُحِبُّ بَقَاءَهُ إِلَى أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ إِلَى كِيسِهِ، فَيُعْطِيَهُ».[7]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [8]
أقول: الروایة تدلّ علی حرمة حبّ بقاء الظالم، کما في سائر الروایات و لا تدلّ علی حرمة الإعانة في المباحات غیر المربوطة بالظلم.
و
منها:
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[9]
عَنْ أَبِيهِ[10]
وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ[11]
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ[12]
عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ[13]
عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ[14]
قَالَ: ... قَالَ(ع): «... وَ مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ الظَّالِمِينَ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ_ تَعَالَى_ حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَى هَلَاكِ الظَّالِمِينَ، فَقَالَ: ﴿فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾[15]
». [16]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [17]
أقول: الروایة تدلّ علی حرمة حبّ بقاء الظالمین، کما في سائر الروایات.
و
منها:
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى[18]
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى[19]
وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[20]
عَنْ أَبِيهِ[21]
جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ[22]
عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ[23]
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ[24]
قَال: «... إِيَّاكُمْ وَ صُحْبَةَ الْعَاصِينَ وَ مَعُونَةَ الظَّالِمِين ...». [25]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [26]
أقول: الروایة تدلّ علی مطلق المرجوحیّة لصحبة العاصین و معونة الظالمین. و قوله(ع) «إیّاکم» في الروایات لا تدلّ علی الحرمة، بل أعمّ من الحرمة و الکراهة. و المراد مطلق المرجوحیّة، مضافاً إلی أنّ المراد لعلّه صحبة العاصین و مصاحبة العاصین في حال عصیانهم بأن یکون مجلسهم مجلس المعصیة و المراد من معونة الظالمین أي في ظلمهم، کما سبق أنّ ظهور المشتقّ في المتلبّس بالمبدأ.
[4] هم:
أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازيّ المعروف بعلّان الكلينيّ [إماميّ ثقة] و أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ الكوفيّ [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً] و محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّيّ [إماميّ ثقة] و محمّد بن عقيل الكليني [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً].
[5] الآدمي، الرازي، أبو سعید: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[9] عليّ بن إبراهیم بن هاشم القمّي: إماميّ ثقة.
[10] إبراهیم بن هاشم القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[11] عليّ بن محمّد بن شیرة القاساني: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً.
[13] سلیمان بن داود المنقري: عامّيّ ثقة ظاهراً.
[14] الفضیل بن عیاض بن مسعود: عامّيّ ثقة.
[18] العطّار: إماميّ ثقة.
[19] الأشعري: إماميّ ثقة.
[20] عليّ بن إبراهیم بن هاشم القمّي: إماميّ ثقة.
[21] إبراهیم بن هاشم القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[22] السرّاد: إماميّ ثقة من أصحاب الإجماع.
[23] الأحمسي: إماميّ ثقة.
[24] ثابت بن دینار: إماميّ ثقة.