بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

45/03/15

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: المکاسب المحرمة/ معونة الظالمین/ حکم معونة الظالمین تکلیفا

 

و منها: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[1] عَنْ أَبِيهِ[2] وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ[3] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ[4] عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ[5] عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ[6] قَالَ: ... قَالَ(ع): «... وَ مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ الظَّالِمِينَ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ_ تَعَالَى_ حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَى هَلَاكِ الظَّالِمِينَ، فَقَالَ: ﴿فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾[7] ».[8]

إستدلّ بها بعض الفقهاء.[9]

أقول: الروایة ضعیفة سنداً و تدلّ علی عدم جواز المحبّة للظالمین و الحبّ أمر قلبيّ قد یقارن الإعانة الظاهريّة و قد یفارقها؛ فالدلیل أخصّ من المدّعی، فتدلّ علی حرمة الإعانة للظالمین في الجملة مع قطع النظر عن سندها.

و منها: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا[10] عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ[11] رَفَعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ عزوجل: ﴿وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾[12] قَالَ(ع): «هُوَ الرَّجُلُ‌ يَأْتِي‌ السُّلْطَانَ‌، فَيُحِبُّ بَقَاءَهُ إِلَى أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ إِلَى كِيسِهِ، فَيُعْطِيَهُ».[13]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [14] [15]

أقول: الروایة ضعیفة سنداً و دلالةً، حیث تدلّ علی حرمة حبّ بقاء السلطان الجائر و لا تدلّ علی حرمة مطلق المعاونة علی مطلق الظالم؛ فالدلیل أخصّ من المدّعی.

و منها: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ[16] الْفَقِيهُ نَزِيلُ الرَّيِّ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ_ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ_ رُوِيَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ وَاقِدٍ[17] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ[18] عَنِ الصَّادِقِ(ع) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) عَنْ أَبِيهِ(ع) عَنْ آبَائِهِ(علیهم السلام) عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(ع) قَال: ... قال[رسول الله][19] (ع): «‌... مَنْ‌ مَدَحَ‌ سُلْطَاناً جَائِراً أَوْ تَخَفَّفَ‌ وَ تَضَعْضَعَ[20] لَهُ طَمَعاً فِيهِ كَانَ قَرِينَهُ فِي النَّارِ...».[21]

إستدلّ بها بعض الفقهاء.[22]

أقول: الروایة ضعیفة سنداً و دلالةً، حیث تدلّ علی حرمة مدح السلطان الجائر و الخضوع له لطمع الدنیا و لا تدلّ علی حرمة مطلق المعاونة لمطلق الظالم؛ فالدلیل أخصّ من المدّعی، کما سبق.

 


[1] عليّ بن إبراهیم بن هاشم القمّي: إماميّ ثقة.
[2] إبراهیم بن هاشم القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[3] عليّ بن محمّد بن شیرة القاساني: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً.
[4] الاصفهاني: مهمل.
[5] سلیمان بن داود المنقري: عامّيّ ثقة ظاهراً‌.
[6] الفضیل بن عیاض بن مسعود: عامّيّ ثقة.
[7] السورة انعام، الأية 45.
[8] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج5، ص108.. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود القاسم بن محمّد الاصفهانيّ في سندها و هو مهمل)
[9] مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان، المحقق المقدّس الأردبيلي، ج8، ص64.
[10] هم: أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازيّ المعروف بعلّان الكلينيّ [إماميّ ثقة] و أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ الكوفيّ [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً] و محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّيّ [إماميّ ثقة] و محمّد بن عقيل الكليني [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً].
[11] الآدمي، الرازي، أبو سعید: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[12] السورة هود، الأية 113.
[13] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج5، ص109.. (هذه الروایة مرفوعة و ضعیفة)
[14] الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، البحراني، الشيخ يوسف، ج18، ص122.
[15] رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل، الطباطبائي، السيد علي، ج8، ص176.
[16] محمّد بن عليّ بن الحسین بن بابویه القمّي: إماميّ ثقة.
[17] البصري: مهمل.
[18] الحسین بن زید ذو الدمعة، الحسین بن زید الهاشمي: مختلف فیه و هو إمامي، ثقة ظاهراً.
[19] الزیادة منّا.
[20] أي: خضع، ذلّ.
[21] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج4، ص11.. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود شعیب بن واقد البصريّ في سندها و هو مهمل)
[22] الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، البحراني، الشيخ يوسف، ج18، ص122.