44/06/08
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: المکاسب المحرمة/ اللهو/ حکم اللهو
قال المحقّق النراقيّ (رحمه الله): «ضعف هذه الأخبار كلّاً أو بعضاً غير ضائر؛ لانجبارها بما مرّ من فتاوى الأصحاب و حكايات نفي الخلاف و الإجماع. و تعضده أيضاً روايات كثيرة أخرى: کروایة سماعة: «لَمَّا مَاتَ آدَمُ (ع) وَ شَمِتَ[1] بِهِ إِبْلِيسُ وَ قَابِيلُ، فَاجْتَمَعَا فِي الْأَرْضِ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ وَ قَابِيلُ الْمَعَازِفَ وَ الْمَلَاهِيَ شَمَاتَةً بِآدَمَ(ع) فَكُلُّ مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي يَتَلَذَّذُ بِهِ النَّاسُ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ ذَاكَ»[2] و روایة عنبسة: «الْغِنَاءِ وَ اللَّهْوِ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ»[3] و روایة اسحاق بن جابر:«إِنَّ شَيْطَاناً يُقَالُ لَهُ الْقَفَنْدَرُ إِذَا ضُرِبَ فِي مَنْزِلِ الرَّجُلِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً بِالْبَرْبَطِ[4] وَ دَخَلَ عَلَيْهِ الرِّجَالُ وَضَعَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى مِثْلِهِ مِنْ صَاحِبِ الْبَيْتِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ نَفْخَةً، فَلَا يَغَارُ بَعْدَ هَذَا حَتَّى تُؤْتَى نِسَاؤُهُ، فَلَا يَغَارُ»[5] و روایه کلیب الصیداوي: «ضَرْبُ الْعِيدَانِ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْب»[6] و روایة موسی بن حبیب: «لَا يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً فِيهَا بَرْبَطٌ[7] يُقَعْقِعُ[8] وَ تَائِهٌ تُفَجِّعُ[9] »[10] جعل هذه الأخبار الأخيرة معاضدةً لعدم صراحتها في التحريم»، (إنتهی ملخّصاً). [11]
أقول: هذه الروایات مع ضعف سند أکثرها لا تدلّ علی الحرمة؛ فإنّ إثبات النفاق في القلب و أمثاله لیس ممّا یحرم علی الإنسان، بل تدلّ علی مجرّد القبح.
فمنها: [12] عَنْهُ[13] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ[14] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ[15] عَنْ سَمَاعَةَ[16] قَالَ: قَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ(ع): «لَمَّا مَاتَ آدَمُ(ع) وَ شَمِتَ[17] بِهِ إِبْلِيسُ و قَابِيلُ، فَاجْتَمَعَا فِي الْأَرْضِ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ وَ قَابِيلُ الْمَعَازِفَ وَ الْمَلَاهِيَ شَمَاتَةً بِآدَمَ (ع) فَكُلُّ مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي يَتَلَذَّذُ بِهِ النَّاسُ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ ذَاكَ». [18]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [19] [20] [21]
قال السیّد الگلبایگانيّ (رحمه الله): «أي: إن جعل المعازف و اللعب بالملاهي شماتةً بآدم(ع) حسب السنّة السيّئة التي جعلها إبليس و قابيل». [22]
اشکال في دلالة الروایة
أقول: دلالتها كما ترى؛ فإنّها تتوقّف على ضمّ مقدّمةٍ و هي أنّ كلّ ما جعله إبليس يكون استعماله حراماً و هذه المقدّمة ليست ثابتةً.
و منها: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[23] عَنْ أَبِيهِ[24] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ[25] عَنْ عَنْبَسَةَ[26] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: «اسْتِمَاعُ الْغِنَاءِ وَ اللَّهْوِ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْعَ». [27]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [28]
أقول: لا تدلّ الروایة علی الحرمة، بل تدلّ علی مجرّد المرجوحیّة إلّا إذا کان فیه مفسدة.