42/10/17
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/ التقیّة
و منها: عَلِيٌّ[1] عَنْ أَبِيهِ[2] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ[3] عَنْ جَمِيلٍ[4] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ[5] قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): «مَا مُنِعَ مِيثَمٌ (رحمة الله) مِنَ التَّقِيَّةِ، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي عَمَّارٍ وَ أَصْحَابِهِ ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمان﴾[6] ». [7]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [8]
أقول: دلالتها علی رجحان التقیّة ظاهرة و لکن لا تدلّ علی الوجوب و لا ینافي الوجوب المستفاد من سائر الأدلّة و السند صحیح.
و منها: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى[9] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى[10] عَنْ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ[11] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ[12] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ[13] قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ[14] (ع): رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أُخِذَا، فَقِيلَ لَهُمَا ابْرَأَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَبَرِئَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا وَ أَبَى الْآخَرُ، فَخُلِّيَ سَبِيلُ الَّذِي بَرِئَ وَ قُتِلَ الْآخَرُ، فَقَالَ (ع): «أَمَّا الَّذِي بَرِئَ، فَرَجُلٌ فَقِيهٌ فِي دِينِهِ وَ أَمَّا الَّذِي لَمْ يَبْرَأْ، فَرَجُلٌ تَعَجَّلَ إِلَى الْجَنَّةِ». [15]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [16]
أقول: سبق معنی الروایة، فراجع.
و منها: جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَدَ،[17] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ[18] ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ[19] عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ[20] عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ الْمِيثَمِيِّ[21] قَالَ: سَمِعْتُ مِيثَمَ النَّهْرَوَانِيَّ[22] يَقُولُ: دَعَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) وَ قَالَ: «كَيْفَ أَنْتَ يَا مِيثَمُ إِذَا دَعَاكَ دَعِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ ابْنُ دَعِيِّهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي؟ فَقَالَ[23] يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَ اللَّهِ لَا أَبْرَأُ مِنْكَ، قَالَ (ع): «إِذاً وَ اللَّهِ يَقْتُلُكَ وَ يَصْلِبُكَ» قُلْتُ: أَصْبِرُ فَذَاكَ فِي اللَّهِ قَلِيلٌ، فَقَالَ (ع): «يَا مِيثَمُ إِذاً تَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي...». [24]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [25]
أقول: هذه الروایة لا تدلّ علی وجوب التقیّة، بل تدلّ علی تأیید الإمام (ع) عدم التقیّة و رجحانه من التقیّة؛ فالأولی حذف الروایة في هذا المقام، إلّا أن تحمل الروایة علی ما إذا کان الشخص علماً توجب تقیّته هدم الدین و تزلزل المسلمین. و لعلّ میثم التمّار من هذا القبیل، کما سیأتي.
و منها: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ[26] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: لَهُ إِنَ الضَّحَّاكَ[27] قَدْ ظَهَرَ بِالْكُوفَةِ وَ يُوشِكُ أَنْ تُدْعَى إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِيٍّ (ع) فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ (ع): «فَابْرَأْ مِنْهُ» قُلْتُ: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ (ع): «أَنْ يَمضُونَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أُخِذَ بِمَكَّةَ، فَقَالُوا لَهُ ابْرَأْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَبَرَأَ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَهُ ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ﴾[28] ». [29]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [30]
أقول: تدلّ الروایة علی رجحان التقیّة و لا تنافي وجوبها الثابتة بسائر الروایات و الأدلّة.