42/06/25
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/ التقیّة
و منها: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى[2] عَنْ يُونُسَ[3] عَنْ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازِ[4] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: «مَنْ أَذَاعَ عَلَيْنَا حَدِيثَنَا، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَحَدَنَا حَقَّنَا» قَالَ: وَ قَالَ (ع) لِمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ: «الْمُذِيعُ حَدِيثَنَا كَالْجَاحِدِ لَهُ». [5]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [6]
أقول: هذه الروایة تدلّ علی المدّعی.
و منها:[7] يُونُسُ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ[8] عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ[9] قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): «مَنْ أَذَاعَ عَلَيْنَا حَدِيثَنَا، سَلَبَهُ اللَّهُ الْإِيمَانَ». [10]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [11]
أقول: هذه الروایة صحیحة سنداً و تامّة دلالةً.
الإشکال علی جعل القسم الثالث قسماً مستقلّاً للتقیّة
قال بعض الفقهاء (حفظه الله): «لكنّ الإنصاف أنّه ممّا لا يمكن المساعدة عليه، بل هو في الحقيقة راجع إلى القسم الأوّل و هو التقيّة في موارد الخوف؛ فإنّ إطلاق السرّ ليس إلّا في الموارد التي يكون في إظهار الحقّ أو بعض العقائد الدينيّة ضرراً و خوفاً على النفس أو العرض أو الدين نفسه و إلّا ما لا يكون فيه ضرراً لا يكون سرّاً و لا يدخل تحت عنوان كتمان السرّ و إذاعته. و على هذا يؤول هذا القسم إلى القسم الخوفي. يشهد لما ذكر غير واحد من روايات ذاك الباب بعينه:
[فمنها]:[12] يُونُسَ[13] عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ[14] عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: «مَا قَتَلَنَا مَنْ أَذَاعَ حَدِيثَنَا قَتْلَ خَطَإٍ وَ لَكِنْ قَتَلَنَا قَتْلَ عَمْدٍ». [15]
و فيه دلالة على أنّ إذاعة الحديث في موارد كتمانه يترتّب عليه الإضرار العظيمة ربما بلغ القتل. و حيث إنّ فاعله عالم بهذا الأثر فهو في الواقع قاتل عمد و هل هو إلّا مصداق لترك التقيّة الخوفىّ و قد عرفت أنّ الخوف كما أنّه قد يكون على النفس، يمكن أن يكون على الغير.
أقول: کلامه (حفظه الله) متین.
[و منها]:[16] عَنْ يُونُسَ[17] عَنِ الْعَلَاءِ[18] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ[19] قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ[20] (ع) يَقُولُ: «يُحْشَرُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَا نَدَا دَماً، فَيُدْفَعُ إِلَيْهِ شِبْهُ الْمِحْجَمَةِ[21] أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لَهُ هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِ فُلَانٍ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّكَ قَبَضْتَنِي وَ مَا سَفَكْتُ دَماً، فَيَقُولُ: بَلَى وَ لَكِنَّكَ سَمِعْتَ مِنْ فُلَانٍ رِوَايَةَ كَذَا وَ كَذَا فَرَوَيْتَهَا عَلَيْهِ، فَنَقَلْتَ عَلَيْهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى فُلَانٍ الْجَبَّارِ، فَقَتَلَهُ عَلَيْهَا وَ هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِهِ». [22]
أقول: دلالة الروایة تامّة و السند صحیح.
[و منها]:[23] عَنْ يُونُسَ[24] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ[25] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ[26] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلك بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ﴾[27] قَالَ (ع): «وَ اللَّهِ مَا قَتَلُوهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ لَا ضَرَبُوهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ وَ لَكِنَّهُمْ سَمِعُوا أَحَادِيثَهُمْ، فَأَذَاعُوهَا، فَأُخِذُوا عَلَيْهَا، فَقُتِلُوا، فَصَارَ قَتْلاً وَ اعْتِدَاءً وَ مَعْصِيَةً». [28] [29]
أقول: الروایة تامّة سنداً و دلالةً.