42/05/11
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/ مسوّغات الکذب
و منها: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى[1] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى[2] عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ[3] عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: «الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ صِدْقٌ وَ كَذِبٌ وَ إِصْلَاحٌ بَيْنَ النَّاسِ» قَالَ: قِيلَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ؟ قَالَ (ع): «تَسْمَعُ مِنَ الرَّجُلِ كَلَاماً يَبْلُغُهُ فَتَخْبُثُ نَفْسُهُ [4] فَتَلْقَاهُ فَتَقُولُ سَمِعْتُ مِنْ فُلَانٍ قَالَ فِيكَ مِنَ الْخَيْرِ كَذَا وَ كَذَا خِلَافَ مَا سَمِعْتَ مِنْهُ». [5]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [6] [7] [8]
أقول: الروایة مرسلة و تدلّ علی أنّ الإصلاح لیس من مصادیق الکذب و الصدق، مثل: قوله (ع): «المصلح لیس بکذّاب» فتکون حاکمةً علی أدلّة حرمة الکذب لو کانت معتبرةً، فهذه الروایة من المؤیّدات أیضاً.
و منها: رَوَى حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو[9] وَ أَنَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ[10] عَنْ أَبِيهِ[11] جَمِيعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) عَنِ النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لَه: «... يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الصَّلَاحِ وَ أَبْغَضَ الصِّدْقَ فِي الْفَسَاد ... يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ يَحْسُنُ فِيهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِيدَةُ فِي الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ وَ الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاس ...». [12]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [13] [14]
أقول: الروایة ضعیفة السند و لکنّ الدلالة تامّة، فتکون من المؤیّدات للأدلّة المعتبرة.
و منها: حَدَّثَنَا أَبِي[15] (رضی الله عنه) قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ[16] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ[17] عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ[18] عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ[19] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ[20] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْمُحَارِبِيِّ[21] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع)قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ص): «ثَلَاثٌ يَحْسُنُ فِيهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِيدَةُ فِي الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ وَ الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَ ثَلَاثٌ يَقْبُحُ فِيهِمُ الصِّدْقُ النَّمِيمَةُ وَ إِخْبَارُكَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ بِمَا يَكْرَهُهُ وَ تَكْذِيبُكَ الرَّجُلَ عَنِ الْخَبَرِ قَالَ وَ ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِيتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ[22] وَ الْحَدِيثُ مَعَ النِّسَاءِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِيَاءِ». [23]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [24] [25]
أقول: الروایة ضعیفة السند و تامّة الدلالة، لکن تدلّ علی أنّ الکذب في الإصلاح من مصادیق الکذب الحسن، فتکون من المؤیّدات.
و منها: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[26] عَنْ أَبِيهِ[27] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ[28] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ[29] عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ[30] قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): إِنَّا قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ[31] (ع) فِي قَوْلِ يُوسُفَ (ع): ... ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ﴾[32] فَقَالَ (ع): «وَ اللَّهِ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَب وَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (ع): ﴿... بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ﴾[33] فَقَالَ (ع): «وَ اللَّهِ مَا فَعَلُوا وَ مَا كَذَبَ» قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): «مَا عِنْدَكُمْ فِيهَا يَا صَيْقَلُ؟[34] » قَالَ: فَقُلْتُ مَا عِنْدَنَا فِيهَا إِلَّا التَّسْلِيمُ، قَالَ: فَقَالَ (ع): «إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ اثْنَيْنِ وَ أَبْغَضَ اثْنَيْنِ أَحَبَّ الْخَطَرَ[35] فِيمَا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ[36] وَ أَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الْإِصْلَاحِ وَ أَبْغَضَ الْخَطَرَ فِي الطُّرُقَاتِ[37] وَ أَبْغَضَ الْكَذِبَ فِي غَيْرِ الْإِصْلَاحِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ (ع) إِنَّمَا قَالَ: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا﴾ إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ وَ دَلَالَةً عَلَى أَنَّهُمْ لَا يَفْعَلُونَ[38] وَ قَالَ يُوسُفُ (ع) إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ». [39]
إستدلّ بها بعض الفقهاء. [40]
أقول: الروایة صحیحة سنداً و الدلالة تامّة، حیث تدلّ علی أنّ إرادة الإصلاح مطلقاٌ[41] توجب عدم تحقّق الکذب أو تحقّق الکذب المحبوب عند الله- تعالی.