42/01/19
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/مفهوم الکذب
تنبیهاتالتنبیه الأوّل: الكذب غير متقوّم بالقول و اللفظ [1] [2] [3]
قال الإمام الخمینی (رحمة الله): «إنّ الظاهر أنّ الكذب لا يتقوّم بالقول و اللفظ، بمعنى كونه قولاً خارجاً من الفم معتمداً على المخارج مخالفاً مضمونه للواقع حتّى لا تكون الإشارة و الكتابة كذباً، فإنّ الإشارة و الكتابة ليستا ألفاظاً؛ بل الاُولى فعل و الثانية نقش حاكٍ عن الواقع؛ بل الظاهر أنّ الكذب بالمعنى المصدريّ عرفاً عبارة عن الإخبار المخالف للواقع و الإخبار لم ينحصر باللفظ و القول الخارج من الفم؛ بل يشمل الكتابة و الإشارة و نحوهما عرفاً، كما يطلق على ما في الصحف[4] و المجلّات و اليوميّات[5] ».[6]
أقول: کلامه (رحمة الله) متین.
تذنیب: هل الأفعال یدخل فيها الصدق و الکذب أم لا؟هنا قولان:
القول الأوّل: عدم الدخول [7] [8]
قال الشیخ النجفيّ (رحمة الله): «الكذب بالأفعال، فلا يخلو من إشكال». [9]
و قال الإمام الخمینيّ (رحمة الله): «إنّما يختصّ ما ذكرناه بالكلام و الأقوال دون الأفعال». [10]
القول الثاني: الدخول [11]
أقول: هو الحق؛ فإنّ من یظهر أفعالاً تدلّ علی أنّه فقیراً مسکیناً و الحال أنّه غنيّ یقال عرفاً أنّه کاذب؛ کما أنّ من یفعل أفعال المرضی مع کونه سالماً یقال عرفاً أنّه کاذب. و هکذا. و الدلیل هو العرف و بناء العقلاء و هو الحاکم في الدعاوي و المحاکمات.
قال بعض الفقهاء (رحمة الله): «إنّ الکذب حرام و إن کان بالفعل»[12] .