41/08/12
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: المکاسب المحرمة/الکذب
المسألة الثامنة عشرة[1] : الكذب[2]
أقول: إنّ فطرة الإنسان مجبولة علی حسن الصدق و قبح الکذب و علیه أساس أدیان الإلهیّة. و أعداء الصدق و الحقیقة أوّل وسیلة حربهم هو تکذیب الحقیقة. و بالتکذیب أقدموا علی العداوة مع أحقّ الحقائق و أصدق الصادقین، أي: الله- تبارك و تعالی- و القرآن الکریم و النبيّ الأعظم(ص).
الکذب مذموم و مقبّح في القرآن الکریم علی أسالیب مختلفة. و الکذب و الکاذبون مذمومان في روایات کثیرة. عدّ الکذب مفتاح بیت الخبائث و هو من ذنوب التي تمنع من وصول الإنسان إلی حقیقة الإیمان و عدّ بعض أقسامه- کالکذب علی الله و الرسول- من أکبر الکبائر و الضروريّ هو اجتناب مجتمع الإیمانيّ عنه.
في هامش الکذب سؤالات کثیرة؛ فمنها: ما حقیقة الکذب؟ و منها: هل الکذب بجمیع أقسامه من الکبائر أم لا؟ و منها: هل خلف الوعد و الهزل و المبالغة من أقسام الکذب أم لا؟ و منها: ما حقیقة التوریة و ما حکمها؟ و منها: ما مستثنیات الکذب و مسوّغاته؟
الجواب الفقهيّ لهذه السؤلات یحتاج إلی التفقّه العمیق و السحّاء[3] . و هذه الرسالة متکفّلة له.
أقول: إنّه لا فرق بین کون الکذب حرفةً للإنسان أو لا؛ فإنّ الکذب محرّم تکلیفاً و ثمنه حرام وضعاً و من المکاسب المحرّمة إذا کان الإخبار حرفةً و شغلاً للإنسان؛ فالصَحفيّ و المُراسل و المُکاتب[4] إذا کان کاذباً، فعمله حرام تکلیفاً و باطل وضعاً.