41/05/01
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: المکاسب المحرمه/القیادة /تعریف القیادة
المسألة السادسة عشرة[1] : القیادة.
تمهيد: في عظم معصية القيادة.
لا إشكال في قبح القيادة و شناعتها و شدّة مفسدتها، حيث إنّ القوّاد يفسد الشعب بتهيئة مقدّمات الجمع بين الذکر و الاُنثی للفجور، خصوصاً في زماننا هذا، مع الالتفات إلی البیئة[2] المجازيّ ثبّت هذه المعصیة في المجتمع کمّاً و کیفاً. بل لا خلاف بين الأصحاب في حرمتها.
قال بعض الفقهاء : «لم يعلم سبب تخصيص القيادة بالذكر؛ لأنّه لو كان المناط هو التكسّب فالزنا و اللواط و غيرهما أيضاً ممّا يجري عليهما التكسّب، فالأولى ذكر الجميع»[3] .
أقول: کلامه متین، إلّا أن یقال: إنّ الغالب في القیادة هو التکسّب، دون الزنا و اللواط و غیرهما؛ فإنّ الغالب فیها عدم التکسّب و غیر الغالب هو التکسّب؛ لکنّ الغلبة تختلف في الأزمنة و الأمکنة المختلفة.
و فیها مقامان:المقام الأوّل: في معنی القیادة لغةً و اصطلاحاً (في ماهیّة القیادة).
القیادة لغةًالقیادة مصدر[4] [5] [6] أو اسم مصدر[7] من قود بمعنی امتداد الشيء[8] .
قال الطريحيّ(ره): «القوّاد، بالفتح و التشديد: هو الذي يجمع بين الذكر و الاُنثى حراماً»[9] .
أقول: فتختصّ بالزنا فقط.
و قال الفيّومي: «قاد الرجل الفرسَ، قَوْداً، من باب قال و قِياداً بالكسر و قيادة. قال الخليل: القَود أن يكون الرجل أمام الدابّة آخذاً بقيادها، و السوق أن يكون خلفها ... و قاد الأمير الجيش، قيادة، فهو قائد و جمعه قادة و قُوّاد و انقاد انقياداً في المطاوعة. و تستعمل القيادة و فعلها و رجل قوّاد في الدياثة و هو استعارة قريبة المأخذ»[10] .
قال بعض الفقهاء(ره): «معنى القيادة و هو بحسب اللغة الهداية و الإراءة، يقال: قائد الجيش کان رئيساً عليهم و قائد الدابّة مشى أمامها آخذاً بقيادها»[11] [12] . و أضاف بعض آخر: «المصدر القود و القيادة»[13] .
و قال بعض الفقهاء(ره): «القيادة هي لغةً سوق الدابّة من أمامها و السوق يكون من خلفها. و من هنا كان المتقدّم عليها قائداً لها و يسمّى المتأخّر عنها سائقاً. و المصدر منها في كلامهم: القيادة»[14] .
و قال المحقّق الخوئيّ(ره): «هي في اللغة السعي بين الشخصين لجمعهما على الوطي المحرّم و قد يعبّر عنها[15] بکلمة الدياثة»[16] .
الإشکال علی کلام المحقّق الخوئيأقول، أوّلاً: أنّ في اللغة لیس ما ذکره؛ بل یختصّ بالذي یجمع بین الذکر و الاُنثی فقط و لا تشمل الذي یجمع بین النساء و النساء أو الرجال مع الرجال.
و ثانیاً: أنّ القیادة لیست مترادفةً مع الدیاثة[17] ؛ لأنّ الديّوث هو القوّاد على أهله و الذي يصير واسطةً بين الرجل الأجنبيّ و المرأة القریبة من الزوجة و الاُمّ و البنت و الاُخت و غیرها و القیادة هي الجمع بین الأجنبيّ و الأجنبیّة في الزنا. و في الروایات و بیان الفقهاء فرق بینهما و القیادة أعمّ من الدیاثة؛ فالدیاثة قسم من القیادة. و في روایة:
أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ[18] فِي كِتَابِ الْمَانِعَاتِ[19] [20] عَنْ عَطِيَّةَ[21] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ[22] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص): «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَ لَا مَنَّانٌ وَ لَا دَيُّوثٌ إِلَى أَنْ قَالَ: وَ الدَّيُّوثُ الَّذِي يَجْلِبُ عَلَى حَلِيلَتِهِ الرِّجَالَ»[23] . و في روایة اُخری: دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ[24] ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) أَنَّهُ قَالَ: ﴿ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ [25] الشَّيْخُ الزَّانِي وَ الدَّيُّوثُ وَ هُوَ الَّذِي لَا يَغَارُ وَ يَجْتَمِعُ النَّاسُ فِي بَيْتِهِ عَلَى الْفُجُورِ وَ المَرْأَةُ تُوطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا»[26] .
القیادة إصطلاحاًالتعریف الأوّل
القیادة هي السعي للجمع بین الرجل و المرأة للزنا، کما هو موافق لکلمات اللغویّین[27] [28] و هو الحق. هذا في القیادة التي لها حدّ معین.
قال بعض الفقهاء(ره): «القیادة هي الجمع بين الرجال و النساء على الحرام و قد يعمّم للجمع على الحرام و لو بالشذوذ الجنسي؛ كاللواط و المساحقة»[29] .