الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

35/04/15

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : المطلق والمقيد – المفرد المعرف بآلام
الكلام في المفرد المعرف بآلام فهل كلمة لام موضوعة للدلالة على تعين مدخولها وتعريفه او انها موضوعة للدالة على ان مدخولها جنس او انها موضوعة للدلالة على تبين مدخولها او انها موضوعة للدلالة للإشارة الى مدخولها كأسماء الاشارة فيه اقوال : القول الاول ان كلمة لام موضوعة للدلالة لتعين مدخولها وتعريفه، القول الثاني انها موضوعة للدلالة على ان مدخولها جنس، القول الثالث انها موضوعة للدلالة على تزين مدخولها، القول الرابع انها تدل على الاشارة على مدخولها كأسماء الاشارة، ولكن جميع الاقوال لا يمكن المساعدة عليها
اما القول الاول : فان المراد من التعيين اما التصوري او التصديقي او العهدي والجميع لا يمكن المساعدة عليه اما التعين التصوري فهو لغو فان كلمة لام لو كانت موضوعة للدلالة على تعين مدخولها بما له من المعنى تصورا فهو لغوا وتحصيل الحاصل فان نفس مدخولها موضوع للدلالة على معناها بالدلالة التصورية فلا حاجة الى دال اخر ووضع لفظ اخر بإزاء هذا المعنى لأنه لغوٌ فموضوع كلمة لام للدلالة على تعين مدخولها بالتعين التصوري بما له من المدلول والمعنى لغو صرف وتحصيل حاصل فان نفس مدخولها موضوع لذلك المعنى ويدل على معناه بالدلالة التصورية سواء دخلت عليه كلمة لام ام لم تدخل
اما الثاني : وهو ان كلمة لام موضوعة للدلالة على ارادة مدخولها على تعين مدخولها بالتعين التصديقي أي على ارادة مدخولها ويرد عليه اولا ان الدلالة الوضعية دلالة تصورية وليست بتصديقية فكلمة لام بدلالتها دلالة وضعية لابد ان تكون تصورية وليست بتصديقيه على تفسير ذكر في مستهل بحث الاصول في مبحث الوضع الا على مسلك السيد الاستاذ قدس سره فانه على مسلكه فالدلالة الوضعية دلالة تصديقية وليست بتصورية فاذاً لو كانت كلمة لام موضوعة للدلالة على تعين مدخولها تصديقيا فهو ليس مدلول لهذه الكلمة وضعا فان دلالتها الوضعية دلالة تصورية وليست بتصديقية ومع الاغماض عن ذلك وتسليم ان الدلالة الوضعية دلالة تصديقية فهذه الوضع لغو وجزاف ولا اثر له فان نفس مدخولها موضوع للدلالة على ارادة معناه بإرادة تصديقية فان نفس مدلولها موضوع لذلك فلا حاجة لوضع كلمة لام الداخلة عليه سواء دخلت عليه كلمة لام ام لا فان نفس مدخولها يدل بالدلالة الوضعية على ارادة مدخولها فبطبيعة الحال يكون وضع كلمة لام للدلالة على ارادة مدخولها بما له من المعنى لغو ولا اثر له
واما الثالث : وهو ان يكون المارد من التعين العهدي فهو بحاجة الى قرينة سواء كان العهد ذكريا ام كان ذهنيا ام خارجيا فالجميع بحاجة الى قرينة فإرادة كل واحد من كلمة لام في المقام بحاجة الى قرينة لكي تدل على ان مدخولها معهود بين المتكلم والمخاطب حتى ينتقل الذهن الى ما هو المعهود منهما سواء كان معهودا ذكريا او ذهنيا او خارجيا فكلمة لام دلالتها على ذلك بحاجة الى قرينة وعناية زائدة وحيث انه لم تكن قرينة في البين فكلمة لام لا تدل على العهد فالنتيجة ان كلمة لام لم توضع للدلالة على تعين مدخولها وتعريفه لا التعين التصوري ولا التعين التصديقي ولا التعين العهدي هذا من جانب، ومن جانب اخر ان كلمة لام حرف ومعنى الحرف معنى نسبي متقوم ذاتا وحقيقتا بشخص وجود طرفيها ولا ذات له الا ذات طرفيه ولا وجود له الا وجود طرفيه فان كان طرفاها ذهني فالمعنى الحرفي ذهني وان كان خارجي فالمعنى الحرفي خارجي فاذاً المعنى الحرفي هو معنى نسبي متقوم ذاتا بشخص طرفيه وهو في المقام الاختصاص فانه هو المعنى الحرفي في مثل اكرم الرجل فان كلمة لام تدل على تخصيص وجوب الاكرام بطبيعي الرجل وهذا هو معنى كلمة لام وليس معناه التعين سواء كان تصوريا ام تصديقيا ام عهدي مضافا الى انه معنى اسمي، فمعنى كلمة لام معنى حرفي وهو الاختصاص وتدل على تخصيص وجوب الاكرام في مثل هذا المثال بطبيعي الرجل هذا هو معنى الحرف، ودعوى ان الدل على هذا الاختصاص هو هيئة الجملة لا كلمة لام فان هيئة الجملة تدل على هذا الاختصاص دون كلمة لام هذه الدعوى مدفوعة بان هيئة هذه الجملة متكونة بواسطة كلمة لام ولولا هذه الكلمة لم تتكون هذه الهيئة فهي معلولة لدخول هذه الكلمة ووجودها فاذاً الاصل هذه الكلمة واما الهيئة فهي متفرعة عليها ومعلولة عليها فبطبيعة الحال تدل هذه الكلمة على الاختصاص، نظير ذلك كثير مثل الرجل في الدار او سرت من النجف الى الكوفة فان هذه الهيئة في مثل هذه الجمل متفرعة على وجود هذه الكلمة ومعلولة لها فاذاً الدال على النسبة الظرفية هي (في) والجملة متفرعة عليها وهي الدلاة على النسبة الظرفية هي كلمة في لا هيئة الجملة وهكذا الحال في سائر الامثلة ومن هنا تختلف هذه الهيئة عن قولنا اكرم رجل فان هذه الهيئة متكونة من دخول التنوين وهو يدل على الوحدة والهيئة تدل على النسبة بينهما أي نسبة وجوب الاكرام الى فرد واحد فالوحدة مستفادة من كلمة التنوين، النتيجة ان الدل على اختصاص وجوب الاكرام بطبيعي الرجل او بطبيعي العالم او ما شاكل ذلك انما هو كلمة لام دون الهيئة لأنها متفرعة على هذه الكلمة ومتفرعة لها، الى هنا قد تبين ان كلمة لام لم توضع للدلالة على تعين مدخولها وتعريفه لا التعين التصوري ولا التصديقي ولا العهدي بل معنى كلمة (لام) هو الاختصاص لأنها حرف ومعناه معنى نسبي وهو الاخصاص أي اخصاص وجوب الاكرام بطبيعي الرجل في مثل قولنا اكرم الرجل او اختصاص وجوب الاكرام في طبيعي العالم في مثل قولنا اكرم العالم وهكذا فهذا القول لا يرجع الى معنى صحيح
اما القول الثاني : وهو ان كلمة لام موضوعة للدلالة على ان مدخولها جنس فهذا القول  لا يرجع الى معنى محصل فان نفس مدخولها يدل على ذلك وهو موضوع للدلالة على ان مدلولها مدلول اسم الجنس فلا حاجة الى دال اخر سواء اكانت كلمة لام ام لم تكن فان نفس مدخولها يدل على انها جنس وقد تقدم ان اسم الجنس موضوع للدلالة على الماهية المهملة الجامعة بين الماهية المطلقة والماهية المقيدة فاذاً كون كلمة لام موضوعة للدلالة على ذلك لغو وجزاف هذا مضافا الى ان معنى الجنس معنى اسمي وليس حرفي وكلمة لام حرف فكيف تدل على المعنى الاسمي فان معنى الحرف نسبي متقوم ذاتا وحقيقتا بشخص وجود طرفيه فكيف تدل كلمة لام على المعنى الاسمي فاذاً لا يرجع الى معنى محصل
اما القول الثالث : وهو ان كلمة لام موضوعة للدلالة على تزين مدخولها فان اريد بذلك تزين لفظي فهو لا يرجع الى معنى محصل فان لفظ المعرف اذا استعمل لابد ان يكون استعماله اما مع الالف والام او مع التنوين او مع الاضافة فلابد ان يكون مع احد هذه الامور فلا يكون شيء منها زينة للفظ فان اريد بالتزين هو التزين اللفظي فهو لا يرجع الى معنى محصل وان اريد بالتزين تزين المدخول اذا كان مع الالف والام فان المدخول معهما فهو ابلغ من ان يكون مع التنوين او مع الاضافة فان اريد ذلك فيرد عليه ان الامر ليس كذلك فان هذا يختلف باختلاف الموارد والمناسبات فتارة تقتضي المناسبة دخول الالف والام على اللفظ المعرف واخرى تقتضي دخول التنوين وثالثا تقتضي الاضافة فهذا يختلف باختلاف الموارد وليس دخول الالف والام عليه ابلغ من دخول التنوين او الاضافة فان كل ذلك يختلف باختلاف الموارد وليس له ضابط كلي، فالنتيجة ان هذا القول لا يرجع الى معنى محصل وان مال اليه صاحب الكفاية قدس سره لكنه لا يرجع الى معنى محصل .