الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

35/04/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : المطلق والمقيد – فيه بحوث
تقدم ان السيد الاستاذ قدس سره اختار ان اسم الجنس موضوع للماهية المهملة لا بشرط القسم ولا لا بشرط المقسم موضوع بإزاء الماهية المهملة الخالية عن جميع الخصوصيات الذهنية والخارجية وقد افاد في وجه ذلك انه لو كان شيء من الخصوصيات مأخوذ في المعنى الموضوع له فلازم ذلك ان يكون استعماله في الفاقد  لتلك الخصوصيات مجازا وبحاجة الى عناية زائدة ثبوتا واثباتا مع ان الامر ليس كذلك فان استعمال اسم الجنس في جميع الحالة استعماله في الماهية المهملة صحيح سواء كانت واجدة للخصوصية او كانت فاقدة لها وهذا دليل على ان اسم الجنس موضوع للماهية المهملة هكذا ذكره السيد الاستاذ قدس سره ولنا تعليقان على ذلك
الاول : ان الماهية المهملة هل هي نحو اخر من الماهيات غير ماهية لا بشرط المقسم ولا بشرط القسم بل هو قسم خامس للماهية او انه عبارة عن الماهية لا بشرط المقسم كما ذهب اليه صاحب الكفاية قدس سره او انه عبارة عن الماهية لا بشرط القسم فاذا الاقوال فيه ثلاثة قول بان الماهية المهملة قسم خامس وقسم مستقل وقول بان الماهية المهملة هي ماهية لا بشرط المقسم قول بان الماهية المهملة هي الماهية الا بشرط القسم
التعليق الثاني : المراد من ماهية لا بشرط القسم هل هو الماهية المرسلة او المراد منها شيء اخر فعلى الاول فقد تقدم ان الماهية الموجودة في الخارج منقسمة الى حصتين كماهية الانسان فأنها في الخارج اما واجدة لصفة العلم واما فاقدة ولا ثلاث في البين اذ لا يمكن ان يكون موجود انسان واجد لصفة العلم او فاقد ولا ثالث في البين اذ لا يمكن ان يكون انسان واجد وفاقدا والا لزم ارتفاع النقيضين فاذاً الماهية في الخارج تنقسم الى حصتين موجودتين في الخارج، اما في عالم الذهن فهي على ثلاثة اقسام الماهية بشرط شيء والماهية بشرط لا والماهية لا بشرط فان هذه الماهيات الثلاثة جميعا منتزعة من الموجودات الخارجية فالماهية بشرط شيء منتزعة من الحصة المقيدة بشيء بالخارج فهي منتزعة من ماهية الانسان الواجد للعالم اما ماهية بشرط لا فهي منتزعة من ماهية الانسان في الخارج الفاقد لصفة العلم اما ماهية لا بشرط فهي منتزعة من الجامع بينهما بين الحصتين في الخارج فان الحصتين تشتركان في جامع والجامع موجود بوجود كليهما وليس للجامع وجود مستقل فان الكلي وجوده بوجود افراده بالخارج وليس له وجود مستقل في الخارج في عرض وجود افراده فالطبيعي وجوده بوجود فرده الجامع بين الحصتين موجود بوجودهما في الخارج فان وجود الجامع في الخارج هو المنشأ لانتزاع ماهية لا بشرط في الذهن وهذه الماهيات الثلاث جميعها ماهيات لحاظيه وتصورية وهذه الماهيات الثلاث متباينات في الذهن ولا ينطبق شيء منهما على الاخر فان الوجودات الذهنية كالوجودات الخارجية متباينات ولا يمكن صدق وجود على وجود اخر وهذه الماهيات الثلاث بأجمعها منتزعة من الموجودات الخارجية مباشرةً ومن هنا قلنا ان الماهيات الثلاث من المعقولات الاولية والفرق بين المعقولات الاولية والثانوية في نقطتين الاولى ان المعقولات الاولية منتزعة من الموجودات الخارجية مباشرة بينما المعقولات الثانوية منتزعة من المعقولات الاولية كذلك لا من الخارج، النقطة الثانية : ان المعقولات الاولية تحكي عن الخارج مباشرةً مرآة للموجودات الخارجية كذلك اما المعقولات الثانوية فهي تحكي عن المعقولات الاولية ولا تحكي عن الخارج ومرآة للمعقولات الاولية فاذاً فرق بين المعقولات الاولية والثانوية في هاتين النقطتين والمعقولات الثانوية لا وجود لها في الخارج فالماهية لا بشرط المقسم من المعقولات الثانوية لأنها منتزعة من الماهيات الثلاثة بعد الغاء خصوصياتها ومقوماتها المميزة فان الجامع بين الماهيات الثلاث هي الماهيات لا بشرط المقسم فأنها مقسم لهذه الاقسام الثلاثة فكل مفهوم ينتزع من مفهوم اخر في الذهن فهو معقول ثانوي كالنوع والجنس والكل وما شاكل ذلك فان هذه المفاهيم جميعا من المعقولات الثانوية حاكية عن المفهوم في عالم الذهن لا في عالم الخارج والا كلي فغير موجود في الخارج وكذا النوع والجنس وغيرها فأنها جميعا من المعقولات الثانوية فكل مفهوم منتزع من المفهوم الذهني فهو من المعقولات الثانوية، واما الماهية المهملة فان كانت منتزعة من الماهية لا بشرط المقسم مع الغاء خصوصية المقسميه فهي ايضا من المعقولات الثانوية فالماهية المهملة اذا كانت منتزعة من الماهية لا بشرط المقسم مع الغاء خصوصية المقسمية فهي من المعقولات الثانوية فان كانت هكذا فلا يمكن ان يكون اسم الجنس موضوع بإزائها فان اسم الجنس كما لا يمكن ان يكون موضوع بإزاء الموجود الخارجي كذلك لا يمكن ان يكون موضوع بازء الموجود الخارجي كذلك لا يمكن ان يكون موضوع بإزاء الموجود الذهني والمفروض ان الماهية المهملة اذا كانت من الموضوعات الثانوية فلا موطن لها الا في الذهن فاللفظ لم يوضع بازاء الموجود الخارجي ولا بازاء الموجود الذهني انما وضع بازاء ماهية متقرره ما هوياً في المرتبة السابقة قد توجد في الخارج وقد توجد في الذهن فاذاً اسم الجنس لا يمكن ان يكون موضوعا بازاء الماهية المهملة فمن اجل ذلك لا يمكن الالتزام بان الماهية المهملة من المعقولات الثانوية ومنتزعة من الماهية لا بشرط المقسم مع الغاء خصوصية المقسمية لا يمكن الالتزام بذلك ومع هذا نقول بان اسم الجنس موضوع بإزائها فالجمع بين الامرين لا يمكن وعلى هذا فلابد من الالتزام بان الماهية المهملة عبارة عن الماهية لا بشرط القسم فأنها هي الماهية المهملة لان الماهية تقسم في الخارج الى اقسام فالإنسان اما عالم او جاهل او عادل وفاسق او هاشمي وغير هاشمي ونحو ذلك ولا شبهة في ان هذه الاصناف جميعا تشترك في جامع وحدوي فان الانسان اما عالم او جاهل فلا محال يشترك في ماهية قد تتصف بصفة العلم في الخارج وقد تتصف بصفة الجهل فاذا الجامع بين هذه الخصوصيات موجود في الخارج وهو الماهية المهملة واسم الجنس موجود مع هذا الجامع مع الغاء جميع الخصوصيات الذهنية والخارجية موضوع بإزاء هذا الجامع وهو متقرر ما هويا في المرتبة السابقة وقد يوجد في الذهن وقد يوجد في الخارج فاذا وجد في الذهن يسمى ماهية لا بشرط واذا وجد في الخارج فهو موجود خارجي فالجامع بينهما هو الطبيعي المتقرر ما هوي في المرتبة السابقة قد يوجد  في الذهن وقد يوجد في الخارج واسم الجنس موضوع بإزاء ذاك الطبيعي المعنى الجامع اما عنوان لا بشرط غير مأخوذ في المعنى الموضوع له باعتبار ان عنوان لا بشرط من العناوين الذهنية فهو غير مأخوذ في المعنى الموضوع له ولا الوجد الخارجي مأخوذ في المعنى الموضوع له فاذاً لا العنوان الذهني الذي هو عبارة عن عنوان لا بشرط مأخوذ في معنى موضوع لاسم الجنس ولا الموجود الخارجي اذاً الماهية المهملة الماهية لا بشرط القسم الجامع بين جميع الخصوصيات الخارجية والذهنية وهي بأجمعها غير مأخوذة في المعنى الموضع له لاسم الجنس فاذاً اسم الجنس موضوع بإزاء هذه الماهية الجامعة بين تمام هذه الخصوصيات فقد توجد في الخارج وقد توجد في الذهن ولعل مراد السيد الاستاذ قدس سره ذلك كما لا يمكن ان يكون اسم الجنس موضوع بازاء ماهية لا بشرط المقسم فان الماهية لا بشرط المقسم من المعقولات الثانوية لا موطن لها الا في الذهن وقد تقدم في باب الوضع ان الالفاظ لم توضع بازاء الموجودات الخارجية ولا بازاء الموجودات الذهنية بل توضع بازاء المعاني التي قد توجد في الذهن وقد توجد في الخارج فالوجود الخارجي ليس قيدا .