الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

34/11/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع : جريان الاستصحاب في العدم الازلي
 ذكرنا ان منشئ الخلاف بين السيد الاستاذ قدس سره والمحقق النائيني قدس سره في عدم العرض ان المحقق النائيني قدس سره ان عدم العرض عدم نعتي فمن اجل ذلك انكر جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية واما السيد الاستاذ بنى على انه عدم محمولي فلا مانع في جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية فاذا نقطة الاختلاف انما هو في عدم العرض الذي هو مأخوذ في موضوع العام فان الدليل المخصص يوجب تقيد موضوع العام بعدم عنوان المخصص فذهب المحقق النائيني قدس سره الى ان هذا العدم عدم نعتي واما السيد الاستاذ فقد اختار انه عدم محمولي اما المحقق النائيني فقد ذكر ان عدم العرض عدم نعتي كما ان وجوده وجود نعتي فاذا ورد من المولى يستحب اكرام العلماء ثم ورد في دليل يجب اكرام العلماء العدول فان هذا الدليل المخصص يوجب تقيد موضوع العام بالعالم الذي لا يكون فاسقا فاذا الموضوع مقيد بعدم الفسق وذكر قدس سره ان عدم الفسق عدم نعتي وليس عدم محمولي وقد استدل على ذلك بأمرين
 الاول : ان نقيض الوجود النعتي عدما نعتي وبما ان وجود العرض وجود نعتي لموضوعه في الخارج فالنقيض الوجود النعتي عدم النعتي فان نقيض الشيء هو البديل له فان نقيض البديل له فان نقيض الوجود النعتي هو العدم النعتي ، هكذا ذكره قدس سره
 والجواب عن ذلك : ان وجود العرض يختلف عن عدم العرض في عدة نقاط ، الاولى : ان وجود العرض في نفسه عين وجوده بموضوعه وهذا ليس بمعنى ان للعرض وجودين في الخارج وجود في نفسه ووجود في موضوعه بل وجود واحد وهذا الوجود الواحد سنخ وجوده اذا وجد في الخارج لابد ان يوجد في موضوع محقق فيه فاذا وجود العرض المحمولي عين وجوده النعتي وهو الوجود المرتبط بالموضوع ومضاف للموضوع بينما العدم في العرض ليس كذلك فان عدم العرض في نفسه ليس عين عدمه لموضوعه وعدم العرض عدم محمولي وهو ليس عدم النعتي وهو عدم العرض الثابت لموضوعه فان عدم العرض عدم ازلي وثابت في الازل ولا يتوقف على أي موجود في الخارج فاذا لا يعقل ان يكون عدم العرض المحمولي عين عدم العرض النعتي فان عدم العرض النعتي لابد ان يكون موجود في الخارج وعدم العرض عدم ازلي ولا يتوقف على أي موجود في الخارج فمن هذه النقطة يختلف عدم العرض عن وجود العرض
 النقطة الثاني : ان وجود العرض مضاف الى موضوعه ومرتبط بموضوعه وهذا الارتباط متمثل في النسبة بين وجود العرض المحمولي وبين موضوعه في الخارج وهذه النسبة نسبه تخصصية قائمة بين وجود العرض وهو الوجود المحمولي وبين موضوعه فان هذه النسبة تخصص العرض الى حصة خاصة ، ومن اجل ذلك تسمى بالنسبة التخصصية وهذه النسبة قائمة بين وجود العرض وهو الوجود المحمولي وبين موضوعه بينما هذه النسبة لا تتصور بين عدم العرض وموضوعه في الخارج فان عدم العرض ثابت في الازل ولا يتوقف على أي موضوع في الخارج حتى تتصور النسبة بينهما بين عدم العرض وموضوعه في الخارج فاذا وجود العرض متقوم بهذه النسبة أي النسبة التخصصية بينما هذه النسبة لا تتصور بين عدم العرض وموضوعه في الخارج فان عدم العرض عدم ازلي ثابت في الازل ولا يتوقف على أي شيء أي موجود في الخارج
 النقطة الثالثة : ان وجود العرض وجود مرتبط بموضوعه في الخارج ومتخصص به ومتقيد به واما عدم العرض فهو ليس متخصص في نفسه وليس متقيدا بنفسه وليس مرتبطا بنفسه بل هو عدم متخصص فان المتخصص بالموضوع العرض فالعدم عدم العرض أي عدم المتخصص بالموضوع عدم المتقيد ، فاذا الربط والتقيد والنعت انما يتصور في طرف المعدوم وهو العرض فان المعدوم هو العرض فالنعت والتقيد انما يتصور في المعدوم ولا يعقل ان يكون العدم نعتا لا عالم الازل فلانه لا موضوع له في هذا العالم حتى يكون العدم نعتا له ولا في الخارج فان في الخارج الموجود هو موضوع وجود العرض والعرض هو المتخصص بالموضوع والمتقيد به والمرتبط به واما عدم العرض فهو عدم المتخصص وعدم المرتبط وعدم المتقيد ، فالنتيجة ان عدم العرض عدم النعت وعدم المتخصص لا انه متخصص وعدم المرتبط بالموضوع لا انه مرتبط بالموضوع مباشرة فاذا عدم العرض عدم النعت لا انه نعت
 ونتيجة هذه النقاط : ان عدم العرض لا يتصور ان يكون عدم نعتيا لا يعقل ان يكون عدما نعتيا والمفروض ان دليل المخصص الذي يدل على تقيد موضوع العام بعدم عنوان المخصص ايضا لا يدل على ان هذا العدم عدم نعتي بل لو قلنا بان دليل المخصص ظاهر في ذلك فلابد في التصرف فيه فانه لا يتصور كون هذا العدم عدم نعتي فاذا لا يمكن تصوره في مقام الثبوت فلاغ يصل الامر الى مقام الاثبات فالنتيجة ان هذا العدم لا يتصور ان يكون عدم نعتي هذا من ناحية ، ومن ناحية اخر قد فسر النعت بمجموعه من التفاسير
 التفسير الاول : ان وجود العرض نعت لموضوعه النعت عبارة عن وجود الرابط ووجود الرابط هو اضعف مراتب الوجود في مقابل وجود الجوهر والعرض وهو من اضعف مراتب الوجود قد فسر بذلك
 التفسير الثاني : ان النعت عبارة عن وجود الرابط وهو وجود العرض وقد فسره بذلك المحقق النائيني قدس سره ان النعت عبارة عن وجود الرابط وهو وجود العرض
 التفسير الثالث : ان النعت عبارة عن النسبة التخصصية بين العرض وموضوعه
 اما التفسير الاول فقد ذكره السيد الاستاذ قدس سره في رسالته في اللباس المشكوك وذكر ان المراد من النعت هو الوجود الثابت ولكنه عدل عن ذلك في بحث الوصول وبنى على ان وجود الرابط لا دليل عليه بل هو خلاف الوجدان واشكل على المحقق الاصفهاني قدس سره الذي يقول بوجود الرابط اشكل عليه بانه لا دليل على وجود الرابط بل هو خلاف الوجدان ، وكيف ما كان سواء أقلنا بوجود الرابط ام لم نقل فوجود الرابط اذا كان معنى النعت وجود الرابط فعدم العرض لا يعقل ان يكون نعتا فان وجود الرابط لا يتصور الا بين الوجودين فهو متقوم بكلا طرفيه ولابد ان يكون طرفاه موجودين لاستحالة تقوم الامر الوجودي للأمر العدمي فلا يمكن ان يكون طرف العدم طرفا له فلو قلنا بان النعت عبارة عن الوجود الرابط فلا يعقل ان يكون عدم العرض نعتا فان وجود الرابط لابد ان يكون متقوم بالوجودين ولا يعقل تقومه بالعدم لاستحالة تقوم الامر الوجودي بالأمر العدمي وهذا مستحيل
 هذا مضافا الى ان الاستصحاب في الاعدام الازلية لا يختص بالأعرض المعقولية ووجود الرابط على القول به من الاعراض المقبولية والاستصحاب في الاعدام الازلية لا يختص بالأعراض المعقولية فان هذا الاستصحاب كما يجري في الاعراض المعقولية كذلك في الاعراض الانتزاعية وبالأمور الاعتبارية كالطهارة والنجاسة وما شاكل ذلك ، فاذا تفسير النعت بالوجود الرابط غي صحيح وتفسير خاص لا يشمل جميع موارد النزاع فان النزاع لا يختص بالأعراض المعقولية وانه كما يجري النزاع في الاعراض المعقولية كذلك يجري في الامور الاعتبارية وكذلك بالأمور الانتزاعية كاتصاف الجسم بالفوق او بالتحت او باليمين او بالشمال او بالسبق والحوق او كاتصاف الجسم بالطهارة او بالنجاسة
 فهذا التفسير اخص من المدعى فلا يمكن المساعدة عليه .