الموضوع : كتاب الزكاة  - شرائط الزكاة
فقد ذكر الماتن (قده) انه يتصور على صورتين اما ان يكون العقل مسبوقا بالجنون بان يكون المالك مجنونا ثم صار عاقلا واما ان يكون الجنون مسبوقا بالعقل بان يكون المالك للمال عاقلا ثم صار مجنونا
الصورة الاولى : الشك في اصل وجود العقل وانه حدث او لم يحدث ففي هذه الصورة لا مانع من استصحاب عدم حدوث العقل وبقاء الجنون الى زمان التعلق وعدم العقل الى زمان التعلق فان زمان التعلق معلوم كما اذا فرضنا انه يوم الجمعة والشك في اصل حدوث العقل فلا مانع من استصحاب عدم حدوث العقل لهذا الزمان او استصحاب بقاء الجنون بنحو صرف الوجود الى زمان التعلق ويترتب على هذا عدم وجوب الزكاة باعتبار ان المستصحب هو نفي الموضوع مباشرة وليس المستصحب نفي فرد الموضوع حتى يقال انه لا يثبت نفي الموضوع الا على القول بالاصل المثبت ففي هذه الصورة لا مانع من استصحاب عدم صرف وجود العقل او بقاء الجنون الى زمان التعلق ويترتب عليه عدم وجوب الزكاة
الصورة الثانية : نعلم ان العقل قد حدث ولكن نشك في حدوثه في زمن التعلق هل هو حدث قبل زمن التعلق او بعده مثلا زمان التعلق هو يوم الجمعة ولكن نعلم ان العقل قد حدث ولكن لا ندري انه حدث يوم الخميس او السبت قبل زمن اتعلق او بعده ففي مثل ذلك هل يجري هذا الاستصحاب ؟ فالمعروف والمشهور جريان هذا الاستصحاب منهم السيد الاستاذ (قده) ويترتب على هذا الاستصحاب عدم وجوب الزكاة فان هذا الاستصحاب ينفي الموضوع ونفي الموضوع نفي للحكم ايضا فيترتب على هذا الاستصحاب عدم وجوب الزكاة لكن تقدم ان هذا الاستصحاب لا يجري الا على القول بالاصل المثبت لان المستصحب بهذا الاستصحاب نفي حصة من الموضوع وهو وجوده في زمن التعلق ونفي الفرد لا يستلزم نفي الطبيعي الا على القول بالاصل المثبت لان انتفاء الطبيعي بانتفاء فرده العقلي وليس الشرعي كما ان اثباته بإثبات فرده العقلي، فهذا الاستصحاب لا يجري الا على القول بالاصل المثبت واما اذا فرضنا عكس ذلك هل يجري استصحاب معلوم التاريخ بالنسبة الى زمان مجهول التاريخ فان زمان حدوث العقل مجهول وزمان التعلق معلوم فالأصل لا يجري في التعلق بلحاظ عمود الزمان لعدم الشك فيه واما بلحاظ زمان العقل فهو مجهول ولا ندري ان التعلق حدث في زمان حدوث العقل او لم يتحقق في زمان حدوث العقل فهو مشكوك فهل يجري هذا الاستصحاب ؟ المعروف والمشهور جريان هذا الاستصحاب منهم السيد الاستاذ (قده) لكن الاشكال من ناحية انه لا يثبت ان التعلق بعد العقل الا على القول بالاصل المثبت والاثر مترتب على كون التعلق بعد العقل وهو لا يثبت ذلك فمن اجل ذلك لا يجري ولكن ذكرنا انه لا يجري من جهة اخرى وهي جهة ان زمان العقل اما ان يكون قدا لعدم حدوث التعلق فاذا لوحظ مفهوم زمان العقل وهو الجامع بين زمانين فعندئذ هذا الجامع لا محال يكون قيدا لعدم حدوث التعلق لانه مفهوم ذهني وهو لا يعقل ان يكون صرفا فلا محال ان يكون قيدا لعدم حدوث التعلق فعند اذ اذا كان قيدا فالمستصحب عدم حدوث المقيد بزمان العقل وليس له حالة سابقة لكي يجري استصحاب بقائه، واما اذا لوحظ زمان العقل بعنوان المعرفية والمشيرية الى واقعه مردد الى زمنين مرددين بين يوم الخميس والسبت فعندئذ لا يمكن استصحاب زمن عدم حدوث التعلق فان زمان التعلق مردد بين زمنين شخصيين في الخارج فعدم حدوث التعلق مقطوع الانتفاء في احد الزمانين ومقطوع البقاء في احدهما لا يكون الشك متمحضا فان التعلق زمانه يوم الجمعة فان كان زمان العقل يوم السبت فهو متحقق في زمن العقل وان كان زمان العقل يوم السبت فهو غير متحقق فعلى احد  الزمانين مقطوع التحقق واما الزمان الاخر مقطوع عدم تحققه، فلا شك في البقاء حتى يجري الاستصحاب فانه من الاستصحاب في الفرد المردد وهو فاقد لإركان الاستصحاب فمن اجل ذلك لا يجري هذا الاستصحاب هذا كله في ما اذا كان زمان التعلق معلوما وزمان العقل مجهولا
اما اذا كان زمان العقل معلوما ونعلم ان العقل حدث يوم الجمعة ولكن لا ندري ان زمن التعلق قبل حدوث العقل او بعده أي التعلق حدث في يوم الخميس قبل حدوث العقل او حدث يوم السبت بعد حدوث العقل ففي مثل ذلك هل يجري استصحاب، ذكر السيد الاستاذ انه لا يجري من جهة انه لا يثبت الموضوع والموضوع هو التعلق بعد العقل وهو لا يثبت ذلك الا على القول بالاصل المثبت وذكرنا ان عنوان البعدية في عنوان التقرير مبني على التسامح ولا يؤخذ أي قيد اخر غير ذات الجزئيين وكيف ما كان فهذا الاستصحاب لا يجري ومن جهة انه لا يثبت نفي الموضوع لان المستصحب في هذا الاستصحاب نفي فرد الموضوع ونفي حصة من حصص الموضوع ولا يترتب نفي الموضوع على نفي حصته شرعا الا على القول بالاصل المثبت فمن اجل ذلك لا تجري .
اما استصحاب عدم العقل الى زمان حدوث التعلق وفيه ايضا صور :-
الصورة الاولى : ان كان حدوث التعلق مردد بين يوم الخميس او يوم السبت واما زمان حدوث العقل معلوم يوم الجمعة لكن ثبوت العقل مجهول بالنسبة الى زمان التعلق فان كان زمان التعلق يوم السبت فهو حدث في زمن التعلق وان كان حدوث التعلق في يوم السبت فان العقل لم يحدث فان كان زمان التعلق يوم الخميس فالعقل لم يحدث في زمانه وان كان زمان التعلق يوم السبت فالعقل حدث قبل زمان يوم السبت فعندئذ هل يجري هذا الاستصحاب او لا يجري؟ فان جميع ما ذكرناه في الفرض الاول يجري هنا فان الزمان ان كان مأخوذ قيدا بان يكون الملحوظ مفهوم الزمان الجامع بين الزمانين فلا حالة سابقة له وان كان الملحوظ واقع الزمان المردد بين زمانين فهو لا يجري لانه من الزمن المردد
الصورة الثانية : وهو ما اذا كان الجنون بعد العقل فنفس ما ذكرناه من الصور المتقدمة يجري في المقام ايضا
الصورة الثالثة : فيما اذا كان كليهما مجهولي التاريخ الجنون والتعلق فعندئذ لا يجري الاستصحاب فان استصحاب كل منهما الى الزمان الاخر من الاستصحاب في الفرد المردد فلا يجري فيه كما ذكرنا
هذا كله في هذه المسألة وهي مسألة سيالة لا تختص بباب دون باب وبمسألة دون مسألة اخرى فهي تجري في جميع ابواب الفقه .