الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/28

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: صحبة الرواة للأئمة {ع}

 

الثاني صحبة الرواة للأئمة عليهم السلام[1]

 

توضيح الدرس

كان الكلام في الأمور التي لها مدخلية في معرفة السند حيث شرعنا في الباب الثالث وقد خصصه المصنف لفوائد كتب الرجال وذكر عدة فوائد:

الفائدة الأولى معرفة وثاقة الرواة وضعفهم ومذهبهم

الفائدة الثانية طبقة الراوي، طبعا الباب الثالث صفحة 150، الطبقة صفحة 161، في الطبقة ذكر أربعة أمور هذه الأمور الاربعة من المقرر أن يبحثها المصنف السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني ويبحث تأثيرها في المراحل الخمسة مثلا الأول وفيات الرواة ومواليدهم يبحث تأثيرها في المراحل الخمسة للسند:

المرحلة الأولى فهم مفاد السند

المرحلة الثانية معرفة التحريفات في السند

المرحلة الثالثة الجرح والتعديل ومعرفة مذهب الراوي

المرحلة الرابعة تمييز المشتركات

المرحلة الخامسة توحيد المختلفات

ثم النقطة الثانية صحبة الرواة للائمة عليهم السلام وعدمها هذا ما نبحثه اليوم صفحة 176، يبحث تأثير صحبة الرواة للائمة في المراحل الخمس:

الأولى مفاد السند فهم مفاد السند

الثانية معرفة التحريفات في السند

الثالثة الجرح والتعديل ومعرفة مذهب الراوي

الرابعة تمييز المشتركات

الخامسة توحيد المختلفات

وإلى هنا ينتهي الكتاب في الختام أشار إلى شيء سادس غير الخمسة وهو أثر صحبة الراوي في تشخيص الإمام لأنه أحيانا يقول عن أبي الحسن فمن هو المراد بأبي الحسن هل المراد الإمام علي أو المراد أبو الحسن الأول الإمام الكاظم أو المراد أبو الحسن الثاني الإمام الرضا أو المراد أبو الحسن الثالث الإمام الهادي فإذا أطلق عن أبي الحسن كيف تعرف أن هذا الإمام هو الإمام الكاظم أو الإمام الرضا أو الإمام الهادي؟ من معرفة صحبة الراوي إذن بحثنا اليوم في النقطة الثانية صحبة الرواة للائمة عليهم السلام أو عدم صحبتهم وتأثير صحبتهم في المراحل الخمس بالإضافة إلى الأمر السادس وهو تشخيص الإمام الذي وردت الرواية عنه.

إذن هناك نقطتان وهما الثالثة والرابعة لم يذكرهما المصنف النقطة الثالثة مشايخ الرواة وتلاميذهم وهذه أهم نقطة والنقطة الرابعة الارتباط السندي بين الرواة فهذه النسخة التي تنتهي بصفحة 194 ناقصة وفيها الكثير من الوعود والارجاعات سنذكره وهذا كله لم يذكر للاسف الشديد.

يبدو أن هذه النسخة ناقصة ونتمنى أن السيد المحقق مصنف هذه النسخة يكمل هذه النسخة لأن هذا الكتاب الشريف يتميز بالناحية العملية يعني الطالب يدرس هذا الكتاب ثم بعد ذلك يكفي اسبوع أو اسبوعين يأخذ تطبيقات رجالية مثلا كتاب الوسائل يبحث بداية كتاب الطهارة ويراجع مثلا كتاب تحرير الوسائل وهو شرح الوسائل لنفس الحر العاملي يبحث تمهيد الوسائل أو تمهيد الدلائل إلى شيخنا الاستاذ الشيخ مسلم الداوري وهو شرح ايضا يبحث أيضا كتاب مصادر الاستنباط وهو شرح للسيد محمد علي الموحد الابطحي رحمة الله عليه وهو أيضا شرح إلى الوسائل حتى لو لم يرجع إلى هذه الشروح لابد الطالب يمر على دورة تطبيقية لأسانيد الوسائل في باب ما باب الطهارة باب الحج الأمر بالمعروف الجهاد يتعلم كيف يستخرج السند.

بحثنا اليوم في تأثير صحبة الراوي للإمام عليه السلام في المراحل الخمس ويضاف إليها الأمر السادس وهو تشخيص الإمام الذي وردت عنه الرواية بحثنا صفحة 176.

 

تطبيق المتن

الأمر الثاني صحبة الرواة للائمة عليهم السلام

من المقاصد الرئيسية لكتب الرجال تعيين صحبة الرواة للأئمة وعدمها وبيان أن الراوي من اصحاب أي إمام كان فبعض كتب الرجال أسس لهذا الأمر كرجال الشيخ الطوسي ورجال البرقي بل قلما يرى في رجال البرقي نكتة أخرى حول الرواة إذن رجال البرقي طبقات فقط وسائر كتب الرجال تتعرض لذلك يعني نكات أخرى في الرجال في غالب التراجم بحيث يفهم كون التعرض له يعني لحال الراوي من الأغراض الملحوظة عند التأليف بحيث قد يكشف السكوت عن ذكر ذلك عن ذكر الجرح والتعديل والأحوال في ترجمة الرواة عن عدم العثور على من ذكر ذلك حول هؤلاء الرواة وهل يمكن الاستدلال بذلك على نفي صحبة الرواة فيه كلام سيأتي.

مثلا عندنا كتابين الأصل أن يذكر حال الراوي وهما فهرست الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي وعندنا كتابان الأصل فيهما عدم ذكر شيء آخر غير الطبقة وهما رجال البرقي ورجال الشيخ الطوسي وكيف كان فمعرفة اصحاب الائمة تفيد في الأبحاث الرجالية كثيرا يتطرق الآن إلى أول مرحلتين:

المرحلة الأولى قال فقد يستعان بذلك يعني بمعرفة اصحاب الائمة على فهم مفاد السند، أو كشف التحريف الواقع فيه ـ بالسند ـ هذه المرحلة الثانية بالنظر إلى تاريخ وفاة الأئمة عليهم السلام ومقايسته مع تاريخ راو واقع في السند على نهج ما مر آنفا.

الآن يذكر امثلة المثال الأول إلى فهم مفاد السند يعني مفردات السند.

المثال الأول ورد في الكافي أبان بن عثمان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر[2] ، التعليق هذا السند معلق جزما، لماذا معلق جزما؟ لأن أبان من أحداث اصحاب الإمام الصادق يعني ماذا احداث؟ يعني الشباب الإمام الصادق عنده اصحاب كبار ادركوا أباه الباقر وادركوه وعنده اصحاب احداث شباب لم يدركوا أباه الباقر اختصوا به منهم أبان بن عثمان كيف يروي الكليني محمد بن يعقوب المتوفى سنة 328 أو 329 يعني نهاية الغيبة الصغرى عن الإمام الصادق المتوفى سنة 148 هجرية لا يعقل إذن من صحبة أبان للإمام الصادق المتوفى سنة 148 نعرف فيه حلقة مفقودة أول السند من الكليني إلى أبان نعرفها من السند السابق.

يقول هذا السند معلق جزما فإن أبان بن عثمان عده الشيخ الطوسي[3] والبرقي[4] في رجالهما عدوه في اصحاب الإمام الصادق عليه السلام وقد وصفه الكشي مع جماعة أخرى بالفقهاء من اصحاب أبي عبد الله عليه السلام هذه اصحاب الاجماع هذا من الستة الأواسط اصحاب الاجماع وقال وهم احداث يعني شبان أصحاب أبي عبد الله عليه السلام[5] وقد صرح الشيخ الطوسي في الفهرست وتبعه النجاشي بأنه أبان بن عثمان روى عن أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن موسى عليهما السلام[6] الإمام الكاظم ولا تصح رواية الكليني المتوفى سنة 328 أو 329 عن اصحاب الصادق عليه السلام المتوفى سنة 148 واصحاب الإمام الكاظم عليه السلام المتوفى سنة 183.

سؤال كم فترة إمامة الإمام الكاظم؟ 35 سنة هو أكثر إمام في مدة إمامته من الائمة الذين توفوا وإلا أكثر إمام الإمام الحجة تولى الإمامة وهو عمره 5 سنوات إلى يومنا هذا من سنة 260 استشهد الإمام العسكري من 260 إلى هذه السنة.

الإمام الكاظم مدة إمامته 35 سنة أكثر الائمة إمامة وأكثر الائمة سجنا وأكثر الائمة أولادا وأكثر الائمة زوجاتا الإمام الكاظم سلام الله عليه ومن أكثر الائمة روايات أكثر الائمة الإمام الصادق ثم الباقر ثم الرضا ثم الإمام الكاظم عليه السلام.

يقول ولا تصح رواية الكليني عن اصحاب الصادق والكاظم مباشرة ففي السند تعليق لا محاله والرجوع إلى السند المتقدم عليه يوضح كيفية التعليق:

السند السابق محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن ابراهيم عن أبيه جميعا ـ يعني محمد بن عيسى وابراهيم بن هاشم الأب ـ عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن الحسن بن عمارة[7] وفي هذا السند تحويل كما هو الظاهر أين التحويل؟ اثنين له السند الأول محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، السند الثاني علي بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر حول السندين إلى سند واحد.

قا ل وفي هذا السند تحويل كما هو الظاهر ففي السند المبحوث عنه تعليق وتحويل معا يعني فيه تحويل حول السندان إلى سند واحد وحذفت البداية يعني هذا السند أبان بن عثمان المحذوف قبله أحمد بن محمد بن أبي نصر والسندين الذين رووا عن أبن أبي نصر السند الأول محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر السند الثاني ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، التعليق حذف أول السند من دون الإشارة إليه هذا المثال الأول إلى المرحلة الأولى فهم مفاد السند الآن المثال الثاني إلى المرحلة الثانية وهي كشف التحريفات في السند يعني واسطة ساقطة.

المثال الثاني علي بن ابراهيم عن صالح بن عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام[8] ، الظاهر أن المراد من صالح بن عبد الله في السند هو صالح بن عبد الله الخثعمي الذي عده الشيخ في اصحاب الصادق والرضا عليهما السلام[9]

وتبعد كل البعد رواية علي بن ابراهيم عن أصحاب الصادق بلا واسطة ما يصير يروي عنهم مباشرة إما بملاحظة حياة علي بن ابراهيم في سنة 307 كما ورد في بعض الأسناد وإما بملاحظة تاريخ وفاة تلميذه علي بن ابراهيم وهو الشيخ الكليني فهو سنة 329 أو 328 فعليه في السند سقط أو ارسال كيف يروي عن اصحاب الإمام الصادق المتوفى سنة 148 هذا تمام الكلام في تأثير صحبة الراوي في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية الآن تأثير صحبة الراوي في المرحلة الثالثة الجرح والتعديل ومعرفة مذهب الراوي.

نستفيد من صحبة الإمام في تعيين مذهب الرواة يعني هذه المرحلة الثالثة ونفي ما ينسب إليهم من فساد المذهب احيانا،

المثال قد يقال بكون أبان بن عثمان ناوسيا أي واقفا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام[10] ويرد بأنه أبان بن عثمان روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام كما مر عن فهرست الشيخ الطوسي ورجال النجاشي فإذا روى كيف يكون واقفي بعد على الإمام الصادق لم يقف عليه بل آمن بإمامة وهذا يضم إليه قرينة، ما هي القرينة المهمة؟ أن الرواة يرون عن الإمام حال إمامته يعني وقت إمامة الإمام الصادق إمامة الإمام الكاظم ليست فعلية بل شأنية متى تصير إمامة الإمام الكاظم فعلية؟ بعد شهادة الإمام السابق وهو الإمام الصادق فالرواة عادة ما يرون عن الإمام الكاظم في فترة حياة الإمام الصادق وإذا يروون ينصون وهكذا ما يرون عن الإمام الرضا فترة إمامة الإمام الكاظم يرون عنه بعد شهادة الإمام الكاظم هذه قرينة مطوية هذه قرينة لبية.

وهنا فائدة أخرى ترتبط بمذهب الرواة وهي أن بعض الرواة كان له حال استقامة وحال انحراف فما أخذ عنه في حال الاستقامة يصح وما أخذ عنه حال الانحراف لا يصح مثل علي بن أبي حمزة البطائني لكن المشكل تشخيص زمان الأخذ حيث إن جل الروايات لم يذكر فيها زمان الأخذ وهنا يمكن أن نستفيد من طبقة راوي هذا الشخص في حل المشكل.

المثال عدة من وكلاء الكاظم كعلي بن أبي حمزة البطائني وكان عنده ثلاثين ألف دينار، وزياد بن مروان القندي وكان عنده سبعين ألف دينار والثالث عثمان بن سعيد الرواسي عنده أيضا ثلاثين ألف دينار عثمان بن سعيد الله هداه تاب ورجع هؤلاء الاثنين ما رجعا والقندي أخبث واحد وقفوا على الكاظم عليه السلام بعد وفاته طمعا في أموال له كانت في أيديهم لئلا يلزموا باعطائها إلى الإمام الرضا عليه السلام وقد وقع هؤلاء في اسناد روايات كثيرة رواها عنهم جماعة من اجلاء الإمامية كابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وابن أبي عمير وصفوان بن يحيى من اصحاب الإمام الكاظم والرضا عليه السلام فحينئذ يقع الكلام في زمن الأخذ فإن كان قبل الوقف يعني في حياة الإمام الكاظم صحت هذه الروايات الكثيرة وإن كان بعده يعني بعد الوقف لم تصح هذه الروايات لأنه صاروا من الكذابين السيد يستظهر أنهم أخذوا هذه الروايات من هؤلاء الواقفة قبل وقفهم يعني في حياة الإمام الكاظم لأن الشيعة قاطعتهم كلاب منطورة نجسين فكان الذي يروي عنهم تنفر منه الناس.

يقول والتحقيق كون أخذ الأجلاء عن هؤلاء الواقفة في زمن صحة مذهبهم وجلالة قدرهم أي قبل أن يقفوا نظرا إلى البيونة يعني القطيعة التامة بين الواقفة والإمامية في ذلك الزمان وجسارة الواقفة على إمام عصرهم أعني الإمام الرضا[11] ونهيه عليه السلام عن مجالستهم[12] وجعلهم مع النصاب يعني الناصبين والزيدية بمنزلة سواء[13] وقد وصفهم في رواية بأنهم كفار مشركون زنادقة[14] وكانت المنافرة بينهم وبين الإمامية بين الواقفة وبين الإمامية على حد يعني إلى درجة سموا بالممطورة[15] أي الكلاب المبتلة بالمطر يعني لا تنجسك يعني يوجد ما يوجب السراية وليس كلب جاف كلب رطب، فهم أنتن من الجيف إلى غير ذلك من القرائن. [16]

لكن هنا اشكال اشار إليه المحدث النوري قدس في خاتمة المستدرك عند البحث عن وثاقة علي بن أبي حمزة البطائني وهو الذي يرتبط بصحبة الراوي للإمام عليه السلام.

بحثنا في اثبات أن أبن أبي عمير وصفوان بن يحيى بياع السابوري قد رووا عن علي بن أبي حمزة البطائني في فترة الإمام الكاظم لا في فترة الإمام الرضا يعني رووا عنه قبل وقفه لا بعد وقفه فنقبل روايات ابن أبي عمير وروايات صفوان والبزنطي عن علي بن أبي حمزة وزياد بن مروان القندي.

المحدث النوري يشكل باشكال قال إن هذا لا يتم في الذين لم يدركوا أيام الكاظم عليه السلام يعني يقول عندنا رواة ما ادركوا عصر الإمام الكاظم أدركوا عصر الإمام الرضا مثل الحسين بن سعيد الاهوازي وموسى بن القاسم واسماعيل بن مهران هذا التوجيه يتم في الذين ادركوا عصر الإمامين مثل ابن أبي عمير وصفوان ادركا الكاظم والرضا عليهما السلام صحيح الشيعة قاطعتهم لكن ماذا تقول في الرواة الذين لم يدركوا الإمام الكاظم وإنما ادركوا فقط الإمام الرضا هذا التوجيه ما يتم في حقه فلا نقبل رواياتهم التي رووها عن علي بن أبي حمزة لأن ما ادركوا الإمام الكاظم يعني جاءوا بعد الوقف فإذا رووا عن الإمام الكاظم بواسطة علي بن أبي حمزة أو عن الائمة يعلم أنهم رووا عن علي بن أبي حمزة وزياد بن مروان القندي فترة وقفه.

السيد يناقشه بعدة مناقشات خلاصتها يقول لو قام الدليل على أنهم لم يدركوا كلامك تام لو قام الدليل على أن الحسين بن سعيد لم يدرك الإمام الكاظم هذا صحيح لكن أحيانا يقوم الدليل على أنه ادرك الإمام الكاظم فيتم مدعانا بلا شك واحيانا أخرى لا يوجد دليل على أنه ادرك ولا يوجد دليل على أنه لم يدرك فعدم الذكر لا يدل على عدم الادراك يعني إذا ما ذكروا أنه أدرك الإمام الكاظم نحن ما نستطيع ننفي أنه لم يدرك الإمام الكاظم لأن الاهتمام في كتب الرجال بالوفيات لا المواليد فلربما ولد وأدرك لكنه لم يذكر أو صحب أو سمع لكن لم يروي عن الإمام الكاظم فعدم ذكر الرجل في اصحاب الإمام الكاظم مثلا إذا ما ذكروا أن الحسين بن سعيد من اصحاب الإمام الكاظم ذكروا أنه مثلا من اصحاب الإمام الرضا الجواب هذا ما ينفي أنه ليس من اصحاب الإمام الكاظم لأنهم عادة يذكرون من صحب وروى أما من صحب ولم يروي فلا يذكر في الطبقة.

الخلاصة

لاحظوا مناقشة السيد الشبيري الزنجاني للمحدث النوري يقول يا أيها المحدث النوري كلامك يتم لو نص الرجاليون على أن الحسين بن سعيد لم يدرك الإمام الكاظم أما إذا سكتوا كلامك ما يتم لربما الحسين بن سعيد ادرك الإمام الكاظم لكن ما روى عنه ولم يذكر الرجاليون أنه أدرك لأنهم يذكرونه من اصحاب الإمام الكاظم إذا روى عنه وبالتالي ما ذكرناه في حق أبن أبي عمير وصفوان يتم أيضا في حق الحسين بن سعيد وموسى بن القاسم وغيرهما.

قال إن هذا لا يتم، ماذا إن هذا؟ وهو استظهار أنهم رووا الرواية قبل الوقف لا بعد الوقف فتقبل استظهار أن الرواة رووا عن علي بن أبي حمزة قبل الوقف لا بعده هذا لا يتم في الذين لم يدركوا أيام الكاظم يعني يتم في الذين أدركوا أيام الكاظم وهم ابن أبي عمير وصفوان ولا يتم في الذين لم يدركوا أيام الكاظم عليه السلام كالحسين بن سعيد وموسى بن القاسم واسماعيل بن مهرام السكوني فإن وقفه السكوني كان مقارنا لوفاة الإمام الكاظم فكل من كان ضا يعني من اصحاب الإمام الرضا روى عنه في أيام وقفه[17] ، عنه الهاء تعود إلى علي بن أبي حمزة البطائني في ايام وقفه انتهى ما اردنا نقله من كلامه الشاهد هنا قوله فكل من كان ضا يعني من اصحاب الرضا روى عنه في أيام وقفه السيد الشبيري الزنجاني يناقش هذه الكلية يقول من أين هذه كل من ذكروا من اصحاب الرضا فهو روى عن علي بن أبي حمزة أيام وقفه قد ذكروه في اصحاب الرضا وما ذكروه في اصحاب الكاظم لكن يمكن أن يدرك الكاظم وما ذكروا لأن صحبه وما روى عنه.

الآن يوجه كلامه السيد الشبيري الزنجاني قال ولا يخفى أن المراد بمن كان ضا أي من عد في اصحاب الإمام الرضا ولم يعد في اصحاب الإمام الكاظم بداهة عدم الملازمة بين مجرد كون الرجل من اصحاب الإمام الرضا وعدم ادراكه لزمن مولانا الكاظم عليه السلام

لكن هذا الاستدلال غير تام لوجوه

الأول الثاني الثالث لب المطلب ذكرناه.

الأول إن مجرد عدم ذكر الراوي في كتب الرجال في اصحاب إمام كالإمام الكاظم وعدم اشارتهم بروايته عنه مثل عدم إشارتهم إلى رواية الحسين بن سعيد عن الإمام الكاظم ليس دليلا قطعيا على عدم كونه ـ كون الراوي ـ كالأهوازي من اصحابه من اصحاب الإمام كالكاظم في الواقع لما يأتي الآن يأتي.

الثاني إن عدم رواية الراوي عن الإمام ليس دليلا على عدم ادراكه لعصره الإمام والمراد ممن ذكر في ابواب اصحاب الائمة ليس من صحب الإمام و رأى الإمام فقط لا من رئاه وروى. والمراد ممن ذكر في ابواب اصحاب الائمة من كتب الرجال من روى عنهم لا مطلق أي وليس المراد من أدرك عصرهم وإن لم يكن له رواية عنهم عليهم السلام.

الثالث لو سلمنا عدم دلالة رواية الراوي عن إمام يعني عدم دلالة رواية الاهوازي عن الإمام الكاظم على عدم ادراكه لعصره يعني الاهوازي لم يدرك عصر الإمام الكاظم نظرا لاستبعاد ادراك عصره وعدم التشرف بحضرته يعني يدرك الإمام ما يحضر عنده خصوصا في الرواة الكبار، خصوصا في كبار الرواة كالحسين بن سعيد لما تم هذا الاستبعاد، يقول لو سلمنا بهذا الكبرى هذا ما يتم بخصوص الإمام الكاظم لماذا؟ اربعة عشر سنة في السجن خصوصا آخر عمره ليس أربعة عشر سنة متصلة لكن السنوات الأخيرة من عمره كان في السجن واستشهد في السجن فلو سلمنا بكلام المحدث النوري في خصوص أصحاب الإمام الكاظم ما نسلم.

قال لما تم هذا الاستبعاد في خصوص الإمام الكاظم حيث كان مسجونا في سنين من اخريات عمره فلم يمكن للشيعة الاستضاءة من انوار علومه بالطريق العادي.

نعم بالطريق الغيبي ممكن نعم لو كنا عالمين بتاريخ ولادة هؤلاء وكونها بعد وفاة الإمام الكاظم عرفنا أن الاهوازي ولد بعد الإمام الكاظم أو في اخريات حياته بحيث ما بلغ حتى يروي عن الإمام الكاظم لصح هذا الاستدلال ـ استدلال المحدث النوري ـ لكن أنا لنا باثباتها لأن في الغالب يذكرون تاريخ الوفاة أما تاريخ الولادة ما كان الراوي مشهور إلا إذا من اسرة عريقة، فتحصل أن الفائدة المتوخاة من هذا الكلام في بحثنا هذا أي صحبة الإمام غير تامة.

إلى هنا أخذنا تأثير صحبة الإمام في ثلاث مراحل الآن في المرحلة الرابعة والخامسة تمييز المشتركات وتوحيد المختلفات.

قال والغالب الاستعانة اغلب شيء يفيدنا في تمييز المشتركات صحبة الأئمة وطبقتهم يعني اكثر شيء نستفيد في المرحلة الرابعة والخامسة.

قال والغالب الاستعانة بكون الراوي من اصحاب أي إمام في مرحلة تمييز المشتركات وهي المرحلة الرابعة وتوحيد المختلفات وهي المرحلة الخامسة قلنا تمييز المشتركات العنوان واحد والمعنون متعدد توحيد المختلفات بالعكس العنوان متعدد والمعنون واحد يقول فإذا كان العنوان المشترك مرددا بين شخصين معدودين من اصحاب إمامين هذا تمييز مشتركات العنوان واحد مشترك المعنونات متعددة هذا تمييز مشتركات فإذا كان العنوان المشترك مرددا بين شخصين معدودين من اصحاب إمامين بينهما فصل زمني طويل أمكن تميزه بسهولة غالبا، الفارق الزمني المشكلة إذا في طبقة واحدة.

المثال الحسن بن راشد مردد بين الحسن بن راشد مولا بني العباس والحسن بن راشد البغدادي ابي علي مولا آل المهلب والحسن بن راشد الطفاوي وهذا الأخير لا نريد التعرض له وإنما كلامنا عند تردد الامر بين الاولين يعني الحسن بن راشد مولى بني العباس والحسن بن راشد البغدادي مولى آل المهلب والتمييز بينهما سهل لاختلاف طبقتهما فإن الأول مولى بني العباس من اصحاب الإمام الصادق والكاظم عليه السلام[18] والثاني البغدادي مولى آل المهلب من اصحاب الإمام الجواد والهادي[19] فالمراد من الحسن بن راشد من دون وصف عند روايته عن أبي عبد الله أو أبي الحسن موسى بن جعفر أو أبي ابراهيم عليه السلام ـ الإمام الكاظم عليه السلام ـ هو الحسن المراد من الحسن بن راشد من دون وصف هو الحسن بن راشد مولى بني العباس وعند روايته ـ الحسن بن راشد ـ عن أبي الحسن العسكري او العسكري أو الفقيه العسكري هو أبو علي الحسن بن راشد البغدادي مولى آل المهلب.

في الحاشية رقم 3 يقول التعابير الواردة هنا عن الائمة هو ما اشار إليه في معجم رجال الحديث في ترجمة الحسن بن راشد.

السيد الخوئي يأتي بنفس العناوين الموجودة في الروايات، وإذا كان العنوان المشترك مرددا بين شخصين قد ذكر أحدهما في اصحاب إمام دون الآخر هنا هل أئمة الرجال عندهم تصريح أو ما عندهم تصريح؟ عندهم تصريح إذا وثقنا به أخذنا به ما عندهم تصريح نتلمس القرائن.

وإذا كان العنوان المشترك مرددا بين شخصين قد ذكر أحدهما في أصحاب إمام دون الآخر فإن صرح أئمة الرجال بعدم كون الآخر من اصحابه كما ذكر الكشي مثلا أن حنان بن سدير أدرك ابا عبد الله الإمام الصادق ولم يدرك أبا جعفر عليه السلام[20] الإمام الباقر أمكن حمل العنوان المشترك على غيره عند روايته عن ذاك الإمام.

وأما إن لم يصرحوا بذلك لم يصرحوا بذلك أي عدم كونه مثلا من اصحاب الإمام الباقر بل أردنا اثبات عدم كون أحدهما من أصحاب إمام من مجرد عدم ذكره في اصحابه يعني لأن ذكر في اصحاب الصادق ولم يذكر في اصحاب الباقر نريد ننفي هنا مجرد عدم الذكر مشكل يأتي الكلام السابق لابد أن نحرز أما إذا ما أحرزنا ما نستطيع ننفي لذلك قال وأما إن لم يصرحوا بذلك بل أردنا اثبات عدم كون احدهما من اصحاب إمام من مجرد عدم ذكره ـ ذكر الراوي ـ في اصحابه ـ أصحاب إمام معين ـ أشكل ذلك يعني اشكل اثبات أنه من اصحاب الإمام الخاص لاحتمال كون هذا الرجل أيضا من اصحاب الإمام وإن لم يذكر في كتب الرجال كما يأتي وجهه في آخر هذا البحث.

نعم عدم ذكر جميع كتب الرجال للراوي في اصحاب إمام يعد قرينة ظنية على نفي كونه من اصحابه وقد تنضم إليها قرائن أخرى تفيد مجموعها الاطمئنان يعني عدم الذكر يمثل قرينة اثبات ناقصة ولا يمثل قرينة اثبات تامة، قرينة اثبات ناقصة بضمها مع القرائن الأخرى قد يحصل اطمئنان أما لوحدها لا يمكن الاعتماد عليها هي جزء علة لتشكيل الاطمئنان وليست تمام العلة الموجبة لحصول الاطمئنان.

المثال ابن سنان مردد بين عبد الله بن سنان ومحمد بن سنان وعبد الله بن سنان معدود في اصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام مع تأمل النجاشي في روايته عن الكاظم[21] [22] ومحمد بن سنان من اصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام[23] [24] [25] فمجرد ذلك لا يكون دليلا قاطعا على عدم بقاء عبد الله بن سنان إلى زمن الإمام الرضا أو عدم روايته عنه عليه السلام يعني ربما روى ولم يصلنا كما لا يكون دليلا على عدم ادراك محمد بن سنان للصادق عليه السلام فلا يدل على إرادة عبد الله عند رواية ابن سنان عن الصادق ولا على إرادة محمد عند روايته عن الرضا لكن توجد قرينة أخرى وهي ملاحظة الأسانيد عبد الله دائما يروي عن أبي عبد الله ولم يروي في مورد واحد عن الإمام الرضا عليه السلام ومحمد دائما يروي عن الإمام الرضا والجواد ولا مورد واحد روى عن الإمام الصادق فهذه كثرة الموارد في الأسانيد هي التي ولدت الإطمئنان وليس عدم ذكر الرجاليين هو الذي ولد الاطمئنان هكذا يريد أن يقول لكن يمكن الاستدلال على ذلك يعني أن الراوي عن الرضا والجواد هو محمد والراوي عن الإمام الصادق هو عبد الله بملاحظة رواتهما وسلسلة اسنادهما وقرائن أخرى مجموع القرائن في الأسانيد ولد الاطمئنان، هذا يعني خذ هذا ولكن يمكن أن توجه دلالة عدم ذكر الرجل في اصحاب إمام على عدم إرادته من العنوان المشترك الراوي عن ذلك الإمام بتقريب أن الرجل في بحث تمييز المشتركات تارة تبحث عن الإمكان وتارة تبحث عن الانصراف إذا تبحث عن الانصراف الانصراف يصير للمشهور إذا اطلق ابو بصير ينصرف إلى الأسدي أو الأسدي والمرادي فمع الاطلاق وعدم التقييد ينصرف إلى المشهور في تمييز المشتركات عندنا عنوان غير مقيد هذا ينصرف إلى المشهور ولكن احيانا نحن ما نبحث في الانصراف إلى المشهور وتمييز المشتركات نبحث امكانية الرواية أو عدم إمكانية الرواية هنا أنت ميصير لأنه لم يذكر في حق عبد الله بن سنان أنه أدرك الإمام الرضا أن تنفي روايته عن الإمام الرضا أو لم يذكر في حق محمد بن سنان أنه أدرك الإمام الصادق تنفي أنه أدرك الإمام الصادق النفي يحتاج إلى دليل لكن إذا قيل ابن سنان عن الصادق ابن سنان عن الرضا هنا يمكن أن تحمل ابن سنان عن الرضا على محمد وابن سنان عن الصادق على عبد الله لأن البحث في الانصراف هنا، انصراف إلى المشهور والمشهور في زمن الصادق عبد الله والمشهور في زمن الرضا هو محمد لذلك يقول هذا يعني خذ ما ذكرناه عن إمكانية الرواية وعدمها ثم سنأتيك بنكتة أخرى وهي الانصراف في تمييز المشتركات هذا ولكن هذا اسلوب العلماء القدماء هكذا هذا ولكن يعني خذ هذا المطلب ونأتيك بنكتة جديدة.

هذا ولكن يمكن أن توجه دلالة عدم ذكر الرجل في اصحاب إمام على عدم إرادته من العنوان المشترك عن ذاك الإمام بتقريب أن الرجل لو كان في الواقع من رواة هذا الإمام لكانت روايته عنه قليلة وإلا لما خفي ذلك على أئمة الرجال وحيث قلت رواية هذا الراوي عن الإمام بعد لما ينصرف إليه الاطلاق إذ الاطلاق ينصرف إلى الراوي المشهور ما يصير أن تقول ابن سنان عن الصادق لا تحملها على عبد الله يحتمل أن محمد أدرك؟ كلا الانصراف يكون للمشهور، وهذا التقريب أن الانصراف في المشتركات ينصرف إلى الاشهر العنوان ينصرف إلى الاشهر وهذا التقريب صحيح غالبا خصوصا بالنسبة إلى الرواة المتكررة رواياتهم يعني الرواة المشاهير الذين عندهم روايات كثيرة وقد لا يصح هذا التقريب، أين ما يصح؟ في الرواة الذين رواياتهم قليلة أو الذين ليست لهم شهرة وتفصيل الكلام حوله لا يسعه هذا المقام.

خلصنا تأثير صحبة الراوي للإمام وتأثيرها في المراحل الخمس يقول أخذ السادسة صحبة الراوي للإمام يعين المراد من كنية الإمام هذا الأمر السادس.

يقول يمكن الاستفادة من كتب الرجال لتعيين المراد من العنوان المشترك للإمام عليه السلام كأبي الحسن مشترك بين الإمام الكاظم والرضا والجواد في الروايات الفقهية وإلا في السيرة وغيرها أبو الحسن أيضا الإمام علي، وأبي جعفر تشمل الإمام الباقر وأبو جعفر الثاني وهو الإمام الجواد فإذا كان الراوي من اصحاب الإمام الكاظم فقط فالمراد من أبي الحسن في كلامه هو الإمام الكاظم وإذا كان من اصحاب الإمام الرضا فقط فهو المراد من اصحاب الإمام الرضا وإذا كان من اصحابهما معا يدور الأمر بينهما الكاظم والرضا وكذلك بالنسبة إلى أبي جعفر يعني لو صحب الإمام كذلك بالنسبة إلى أبي يعني لو اختص به يحمل على الإمام الجواد ما اختص به مشترك لو افترضنا أن راوي ادرك الإمام الباقر والإمام الجواد مثلا يقول لكن كشف الحصار رواية الراوي عن أحد الإمامين من مجرد عدم الذكر في كتب الرجال يواجه الاشكال المتقدم يعني عدم الذكر لا يدل على عدم الادراك فيجب تكميل ذلك بضم قرائن أخرى يعني تكميل أنه ليس من اصحاب الإمام بتجميع قرائن أخرى تدل على ذلك.

مثال الأول: مرت رواية صالح بن عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام وقلنا أن الشيخ والبرقي عدا صالح بن عبد الله الخثعمي في اصحاب الإمام الرضا دون الكاظم عليهما السلام لكن لا يكفي ذلك في الحكم بكون المراد من أبي الحسن هو الرضا عليه السلام خصوصا مع الالتفات إلى أنه من اصحاب الصادق عليه السلام أيضا فقد أدرك عصر الإمام الكاظم عليه السلام لا محاله وبالرجوع إلى سائر الأسانيد نرى روايته عن الإمام الكاظم في بعض الموارد.[26] [27]

المثال الثاني قد اكثر علي بن يقطين من الرواية عن أبي الحسن عليه السلام[28] ولم يعد علي بن يقطين إلا في اصحاب الإمام الكاظم هو مات في حياة الإمام الكاظم وذلك بمجرده غير كاف في تعيين المراد من أبي الحسن لكن علي بن يقطين مات في أيام موسى بن جعفر سنة 180 أو 182 والإمام استشهد سنة 183 فقد مات قبل إمامة الإمام الرضا.

والظاهر من الاسئلة عن الائمة إذا يسأل إمام فترة إمامته وليس فترة إمامة الإمام السابق والظاهر من الاسئلة يعني اسئلة الرواة عن الأئمة كونها أي هذه الاسئلة حين إمامتهم الائمة فليس المراد من أبي الحسن في السند هو الرضا عليه السلام وإلا هو ادرك الكاظم والرضا ومن هذا المثال تعرف فائدة أخرى للعلم بوفيات الرواة ولزوم الدقة في تعينها احيانا وعدم الاكتفاء بمعرفة العصر التقريبي لابد من التدقيق.

المثال الثالث: قد أكثر علي بن أبي حمزة من الرواية عن أبي الحسن والمراد منه مولانا الإمام الكاظم لا لمجرد عدم ذكره لاصحاب الإمام الرضا بل لأنه علي بن أبي حمزة كان من رؤساء الواقفة فلا يروي عن الرضا عليه السلام لا محاله. مع أنه روى عن الإمام الرضا لكن فترة زمن الإمام الكاظم والإمام الكاظم اشار إليه قال اسأل ولدي الرضا لكن بعد شهادة الإمام الكاظم أنكر وحاجج الإمام الرضا عليه السلام.

المثال الرابع قد كتب ابراهيم بن محمد الهمداني إلى أبي جعفر عليه السلام[29] من المكاتبة تعرف أن الإمام الجواد الائمة المتأخرين، في الحاشية 2 وفي رجال الكشي وقد كتب الحسين بن بشار الواسطي وعلي بن اسباط أيضا إلى أبي جعفر عليه السلام وسأل عما سأله ابراهيم بن محمد الهمداني لاحظ الكافي والبحث المذكور في المتن يأتي فيها أيضا.

نرجع إلى المتن والمراد من أبي جعفر في غالب الاحيان هو ابو جعفر الباقر عليه السلام لكن المراد هنا هو ابو جعفر الثاني عليه السلام الإمام الجواد لأن ابراهيم بن محمد الهمداني كان من اصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام.[30] ويستبعد جدا ادراكه لزمن أبي جعفر الباقر عليه السلام المتوفى سنة 114

هذا كله حول تمييز المشتركات وأما توحيد المختلفات فقد أشرنا إلى أنه يقوم على أساس جمع القرائن المقوية للاتحاد وجمع القرائن المضعفة للاتحاد ومقارنة هذه القرائن المقوية مع تلك القرائن المضعفة وذكرنا أن من القرائن على الاتحاد اتحاد طبقة العنوانين أو العناوين.

فإذا اشترك العنوانان مثلا في كونها من اصحاب إمام واحد فهي قرينة على الاتحاد لكنها قرينة ضعيفة خصوصا إذا كان العنوانين من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام لكثرة الرواة عنه عليه السلام بما لا يحصى.

ولذلك لا نعتني بهذه القرينة إلا تأيدا لسائر القرائن ومن القرائن على عدم الاتحاد تغاير طبقة العنوانين كأن يكون احدهما من اصحاب إمام دون الآخر فإن أمكننا نفي كون أحدهما من اصحاب إمام من صريح عبائر أئمة الرجال أو ظاهرها فهذه قرينة قوية على عدم الأتحاد وأما إذا لم نستند وهذا الكلام نفس الشيء إما التصريح أو جمع القرائن إذا لا يوجد تصريح في نفي صحبة أحدهما للإمام إلا إلى عدم ذكره في اصحابه فذلك لا يكون قرينة قوية على التغاير لما مر عدم الذكر لا يدل على عدم الصحبة والادراك.

المثال: وقع البحث في اتحاد محمد بن يحيى الخثعمي ومحمد بن يحيى الخزاز والصحيح عدم اتحادهما لقرائن اقواها اختلاف طبقتهما فقد ترجم النجاشي لمحمد بن يحيى الخثعمي وقال روى عن أبي عبد الله[31] وترجم بعده بلا فصل لمحمد بن يحيى الخزاز وقال روى عن أصحاب أبي عبد الله[32] يعني ظاهره التغاير وظاهر كلامه عدم روايته عن أبي عبد الله وكأنه ذكر هذين الكلامين في الترجمتين للتمييز بينهما ـ بين الرجلين ـ ومن هنا يظهر أن محمد بن يحيى بلا قيد إذا روى عن أبي عبد الله عليه السلام مباشرة فالظاهر كون المراد محمد بن يحيى الخثعمي لا الخزاز وإذا روى عنه بواسطة هنا يوجد احتمالان فيمكن كونه محمد بن يحيى الخزاز ولا ينفي احتمال الخثعمي هنا بالمرة إذ رواية الراوي عن الإمام مباشرة لا تنفي روايته الراوي عنه الإمام بواسطة أيضا هذا متعارف يروي عن الإمام مباشرة ويروي مع الواسطة.

وفي ختام هذا البحث يجدر بنا أن نشير إلى أن ذكرالرجل في اصحاب الائمة شهادة على كونه من اصحابهم فيؤخذ بها ما لم يثبت خلافها يعني الأصل كونه من اصحاب الإمامية وأما عدم ذكر الرجل في اصحاب إمام فليست شهادة على نفي كونه من اصحابه يعني كلامه في عقد الايجاب وعقد السلب عقد الايجاب يدل على إماميته لكن إذا لم يذكر هم لم يسلبوا منه صفة الصحبة عدم الذكر ليس ذكرا للعدم إذا ذكروا أنه لم يصحب الإمام غير إذا لم يذكروا.

يقول فإن رواة الحديث لا ينضبطون ولا يمكن حصرهم لكثرتهم وانتشارهم في البلدان شرقا وغربا كما صرح به الشيخ الطوسي في مقدمة رجاله[33] نعم في خصوص اصحاب الإمام الصادق هناك حصر لأنه اعتمد على رجال أبن عقدة.

يقول ولذلك كثر الرواة عن الائمة في الاسناد من غير أن يذكر ذلك في كتب الرجال بل لعلهم أكثر من المذكورين في كتب الرجال نعم في خصوص أصحاب الإمام الصادق عليه السلام من رجال الشيخ قل من لم يذكر من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام بالنسبة لنقل الشيخ الطوسي في هذا الباب رجال الصادق عن رجال أبن عقدة الزيدي وهو قد بلغ الغاية في ذلك في حصر اصحاب الإمام الصادق على حد تعبير الشيخ الطوسي في مقدمة رجال الطوسي.

نعم عدم ذكر الرجل في جميع كتب الرجال في اصحاب إمام يكشف عن عدم عثور مصنفيها هذه الكتب على رواية له عنه هذا الرجل عن الإمام عليه السلام فهي قرينة على عدم رواية الراوي عنه الإمام كثيرا فلو كان راويا عنه لكان راوي ولو بشكل نادر لكان نادرا فلا يقاس عليه ولا يمكن حمل العنوان المشترك عليه إذا لم يكن عليه قرينة ظاهرة وندرة رواية الراوي وشذوذها تفيد في ابحاث رجالية أخرى كما يظهر للمتأمل.

وهنا دقيقة يعني أمر دقيق وهو أنه قد كثر ذكر الرواة عن الائمة في كتب الشيخ الطوسي كالتهذيب والاستبصار.

خلاصة هذه الفكرة يقول إذا نراجع كتب الحديث نجد رواة غير مترجمين في كتب الرجال الشيخ الطوسي ذكر رواة في التهذيب والاستبصار وما ذكرهم في كتابيه الرجال والفهرست مما يعني أنه حينما صنف الرجال والفهرست اعتمد على كتب الرجاليين ما اعتمد على كتب الحديث واستخراج الرواة من كتب الحديث هذه الدقيقة،

قال وهنا دقيقة يعني نكتة دقيقة تقدير حذف مضاف وهو أنه قد كثر ذكر الرواة عن الائمة في كتب الشيخ الطوسي كالتهذيب والاستبصار والآمالي للشيخ الطوسي من غير أن يكون لهم ذكر في رجاله وهذا ربما يثير العجب لتقدم تأليف التهذيب على الرجال وهو يدل على أن الشيخ في رجاله لم يكن يسبر كتب الحديث لاستخراج الرواة عن الائمة بل كان لديه عدة كتب رجالية قد ذكر كل واحد منها عدة من اصحاب الائمة وقد اخذ الشيخ اسماء اصحاب الائمة منها يعني من الكتب الرجالية لا من الكتب الحديثية فهو ـ الشيخ الطوسي ـ جمع معلومات عدة كتب رجالية في كتابه الرجالي والحاصل أن منبع يعني مصدر الشيخ الطوسي في سرد الاسماء في كتب الرجال هو كتب الرجال لا كتب الحديث والأسناد بل الظاهر ذلك في فهرست الشيخ الطوسي ورجال الشيخ النجاشي ايضا ولاثبات ذلك قرائن كثيرة أخرى سنشير إلى بعضها حتى في الختام هناك إشارة إلى حديث يأتي ولم يأتي، هذا تمام الكلام في هذا المطلب صفحة 194 وبه نختم الحديث في كتاب اصول الرجال لسماحة السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني.

نختم هذا الكتاب الشريف اليوم السبت 28 من شهر شوال لعام 1441 هجرية قمرية الموافق 31 خرداد شهر ثلاثة 1399 هجرية شمسية المصادف 20 يونيو شهر ستة من عام 2020 ميلادية.


[1] أصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص176.
[2] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج8، ص392.
[3] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص164.
[4] رجال البرقي- الطبقات‌، البرقي، ابو جعفر، ج1، ص39.
[5] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص375.
[6] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص13.
[7] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج8، ص391.
[8] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج4، ص141.
[9] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص225.
[10] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص352.
[11] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص466.
[12] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص457.
[13] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص229.
[14] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص456.
[15] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص460.
[16] فرق الشیعة، نوبختی، حسن بن موسی، ج1، ص81.
[17] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج4، ص468.
[18] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص181.
[19] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص375.
[20] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص555.
[21] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص264.
[22] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص283.
[23] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص334.
[24] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص364.
[25] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص377.
[26] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج4، ص187.
[27] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج4، ص330.
[28] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج3، ص18.
[29] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج7، ص396.
[30] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص352.
[31] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص350.
[32] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص359.
[33] رجال الطوسي - ط جماعة المدرسين، الشيخ الطوسي، ج1، ص17.