الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/22

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: كيفية الرجوع إلى كتب الرجال

 

الباب الثاني كيفية الرجوع إلى كتب الرجال [1]

توضيح الدرس

تطرقنا إلى الأصول الرجالية الأولية الستة والأصول الرجالية الثانوية الأربعة ﴿تلك عشرة كاملة﴾[2] ثم تطرقنا إلى الجوامع الرجالية كمنهج المقال للاسترابادي ثم تطرقنا إلى الدراسات الرجالية كرجال السيد مهدي بحر العلوم وخامسا المعاجم الرجالية ثم يتطرق السيد المصنف الشبيري الزنجاني حفظه الله إلى كيفية استخدام هذه الكتب الرجالية وكيفية الرجوع إليها.

توضيح طريقة معجم رجال الحديث للسيد الخوئي

وقبل أن نقرأ ما ذكره من أمور مختلفة لكل كتاب من هذه الكتب الرجالية نوضح طريقة أحسن هذه المعاجم الرجالية وهو موسوعة معجم رجال الحديث للسيد أبو القاسم الخوئي "رحمه الله" الذي طبع في حياته في ثلاثة وعشرين مجلدا وبعد وفاته طبع الطبعة الخامسة في أربع وعشرين مجلدا.

المجلد الأول يبدأ بمقدمة في كليات علم الرجال والقوانين الكلية التي على أساسها يمكن توثيق أو تضعيف رجال الحديث ثم يبدأ بتراجم الرجال والرواة فيبدأ بحرف الهمزة في المجلد الأول وينتهي بحرف الياء وفي المجلد الأخير وهو الرابع والعشرون يتطرق إلى الكنا والألقاب وأعلام النساء فاحيانا تذكر الكنية أبو جعفر أبو العباس أبو فلان وأحيانا يذكر اللقب فقط البجلي البصري الكذائي وأحيانا ترد اسماء بعض النساء هناك كتب كتبت خصيصا لذلك مثل كتاب الكنا والألقاب للشيخ عباس القمي صاحب مفاتيح الجنان.

هناك كتاب اسمه أعلام النساء المؤمنات أحصى فيه النساء اللائي وردن في الروايات الشريفة نحن نتطرق إلى طريقة السيد الخوئي أعلى الله مقامه الشريف في عرض الرواة فقد درس جميع الرواة الواردين في الكتب الاربعة.

فمعجم رجال الحديث هو معجم رجال الكتب الاربعة ومن هنا كتب المحقق الشيخ جعفر السبحاني كتاب الموسوعة الرجالية الميسرة في جزئين وعنونها بهذا العنوان أو عنوان معجم رجال الوسائل لأن كتاب وسائل الشيعة جمع الكتب الاربعة وأضاف إليها روايات من سبعين كتابا وبالتالي إذا ورد شخص في هذه الكتب السبعين ولم يرد في الكتب الاربعة فإن السيد الخوئي "رحمه الله" لا يترجم له لكن الشيخ السبحاني يترجم له في الموسوعة الرجالية الميسرة أو معجم رجال الوسائل وكذلك الشيخ عبد الله المامقاني في كتابه وموسوعته الأكبر وهي تنقيح المقال يترجم للرجال الذين وردوا في الكتب الاربعة وغير الكتب الاربعة.

طريقة السيد الخوئي

أما طريقة السيد الخوئي فلنضرب مثالا مثلا هذا الراوي المشهور شيخ القميين احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي أبو جعفر فإن السيد الخوئي "رحمه الله" في المعجم يكرر الرجل الواحد بعدد العناوين الواردة في الكتب الاربعة وينص في كل عنوان على أنه نفس هذا الرجل ويترجم للرجل في عنوان واحد فقط فهذا الاسم يذكره تحت هذه العناوين واحد احمد اثنين احمد بن محمد ثلاثة احمد بن محمد بن عيسى اربعة أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري خمسة احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي ستة الأشعري سبعة القمي ثمانية ابو جعفر فلو افترضنا أن هذه العناوين كلها وردت في روايات الكتب الاربعة فإن السيد الخوئي يكرر هذه العناوين تحت ارقام لكن في مواضع مختلفة أحمد يذكره في الجزء الأول باب الهمزة، القمي والاشعري وابو جعفر يذكره في المجلد الأخير الكنى والألقاب يترجم له في مكان واحد الاسم المشهور احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي هناك يترجم له أول ما يبدأ يذكر ما ذكرته الكتب الرجالية الأولية ويقتصر على خمسة وهي رجال الكشي رجال البرقي رجال النجاشي رجال الشيخ الطوسي فهرست الشيخ الطوسي ثم يذكر الكتب الرجالية الثانوية الاربعة ما قاله العلامة الحلي وابن داود وابن شهر آشوب والشيخ منتجب الدين ابن نما.

فالسيد الخوئي في ترجمة كل رجل يلحظ هذه الكتب التسعة في أي رجل يراجع هذه الكتب التسعة خمسة من الكتب الرجالية الاولية واربعة من الكتب الرجالية الثانوية ثم بعد ذلك يذكر المباني الكلية التي يراها ويمكن أن يوثق الرجل من خلالها مثلا ذكره ابن قولويه في كامل الزيارات ذكره علي بن ابراهيم القمي في تفسيره روى عنه الاجلاء اكثر عنه الأجلاء ذكره الصدوق في مشيخة الفقيه لأن هناك مبنى للعلامة المجلسي يرى أن ذكر الصدوق لرجل في مشيخته أمارة مدحه وحسنه هناك مباني كل من ورد في كامل الزيارات أو تفسير علي بن ابراهيم القمي فهو ثقة وعادة السيد الخوئي لا يحكم لأنه ذكر مبانيه الرجالية في مقدمة معجم رجال الحديث مثلا في مقدمة معجم رجال الحديث ذكر أن مبنى أن الثلاثة لا يرون ولا يرسلون إلا عن ثقة وهو محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى بياع السابوري وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي لم يثبت لديه وذكر أنه ثبت لديه مبنى كامل الزيارات ومبنى الرواة الواردين في تفسير القمي فأنت تعرف وهو يذكر هذه المباني يقول روى عنه ابن أبي عمير روى عنه الثلاثة روى عنه فمن خلال هذه الأمور أولا وبعبارة أخرى يذكر التوثيقات الخاصة الواردة في الكتب التسعة ثم بعد ذلك يذكر التوثيقات العامة في الأخير يذكر طبقته في الحديث روى عن فلان وروى عنه فلان ويذكر المواضع في الكتب الاربعة الباب كذا الحديث كذا الباب كذا الحديث كذا إذا الرجل كثير الرواية مثل زرارة أو محمد بن مسلم يذكر ملحقا في نفس المجلد طبقة زرارة في الحديث طبقة محمد بن مسلم في الحديث ما يجعل الطبقة ضمن الترجمة لأنه تتسع الترجمة وبالتالي نأخذ من معجم رجال الحديث ثلاثة أمور:

أولا الجرح والتعديل من خلال التوثيقات الخاصة أولا والتوثيقات العامة ثانيا

اثنين طبقات الرواة من خلال تشخيص الراوي والمروي عنه والمقارنة بين الاسناد

الثالث تمييز المشتركات فيما لو كان الاسم مشتركا من خلال تشخيص الراوي والمروي

بالتالي السيد الخوئي يذكر هذه العناوين الثمانية ويحيل أحمد يقول تقدم ذكره في أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي أحمد بن محمد يأتي ذكره القمي أبو جعفر الاشعري يقول هو أحمد بن محمد المتقدم ويذكر رقم الترجمة فبالتالي تحصل ارجاعات طبعا مبنية على اجتهاده قد يحصل اشتباه ولكن السيد الخوئي دقيق جدا فالباحث لا يكتفي بكلام السيد الخوئي في هذا المجال ليس هناك تقليد بل اجتهاد ولكن هذا رجل خبير بحاثة فيعينك كثيرا وقد ذكر اسماء الرجال بحسب الترتيب الابجدي ابتداء بالاسم الأول ثم الاسم الثاني ثم الثالث ثم الرابع إلى آخره مثلا أحمد بن أحمد مقدما على أحمد بن علي لأن الهمزة قبل العين في الاسم الثاني وأحمد بن علي مقدم على أحمد بن يعقوب فإن العين قبل الياء وهكذا بالنسبة إلى حروف الكلمة الواحدة يعقوب ويزيد أيهما يقدم الزاء تقدم على العين فيقدم أحمد بن يزيد على أحمد بن يعقوب وهكذا فيراعي الترتيب الابجدي في جميع الكلمات والحروف ابتداء بالكلمة الأولى ثم الكلمة الثانية ثم الكلمة الثالثة وفيه ارجاع إلى ما تقدم وما تأخر لذلك هو سهل رحمة الله عليه.

إذا اتضح هذا يتضح الكلام الذي ذكره المؤلف بتفاصيل كثيرة مثلا الكتب القديمة لم تكن على حسب الترتيب الابجدي خصوصا رجال البرقي ورجال الكشي نعم كانوا على ترتيب الطبقات قدموا مثلا طبقة امير المؤمنين على طبقة الإمام الصادق عليه السلام لكن لا يوجد ترتيب ابجدي نعم جاء بعض المفهرسين ووضعوا فهارس لهذه التراجم فأنت تجد في الفهرست بحسب الترتيب الابجدي لكن بحسب الصفحات يوجد تقدم وتؤخر.

بعض الكتب يوجد فيها ترتيب مثل فهرست الشيخ الطوسي وفهرست الشيخ النجاشي لكن ترتيب في الهمزة والباء والتاء والعين بعض الشيء ولكن بعض الحروف لا يوجد ترتيب إذا يوجد ترتيب يوجد ترتيب في الكلمة الأولى أما بلحاظ الكلمة الثانية والثالثة لا يوجد ترتيب يعني احمد يقدم على محمد لأن أحمد همزة ومحمد ميم لكن ما بعد احمد هل يقدم مثلا احمد بن احمد على احمد بن محمد لا يوجد هذا الترتيب فالطالب بحاجة إلى متابعة الجيد أنه بالنسبة إلى معجم الرجال يعتبره مرجعا لا مصدرا يعني لابد أن يرجع إلى الأصول الأولية ولكن من خلال معجم الرجال وغيره طبعا الخبير ما يحتاج يرجع إلى معجم الرجال يرجع إلى الكتب الاصلية مباشرة كرجال الكشي والنجاشي لكن الطالب المبتدأ يصعب عليه، هذا تمام الكلام في كيفية الرجوع.

هناك تفاصيل أحيانا يكون الاسم سهل في الرجوع الحسين بن سعيد الاهوازي سهل احيانا لفظ مشترك احمد بن محمد، أحمد بن محمد مشترك بين رواة عديدين احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي وقد أكثر من الروايات أحمد بن محمد بن خالد البرقي وقد اكثر من الروايات أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد وهو شيخ اجازة احمد بن محمد بن يحيى العطار وهو شيخ جليل كلهم هؤلاء رواياتهم كثيرة بالتالي تشخص من خلال الطبقة من هو هذا احمد بن محمد من خلال الراوي والمروي عنه احيانا يقول في الرواية عن علي من هو علي؟ يحتاج تشخص من روى عنه فتعرف أن المراد هنا علي بن أبي حمزة البطائني و علي بن الحكم هذا كله يعرف من خلال ملاحظة الأسناد بعض الرواة من خلال مقارنة الأسناد تستطيع أن تشخصه بعض الرواة ما تستطيع أن تشخصه من خلال ملاحظة الأسناد يحتاج أن ترجع إلى ترجمته في الكتب الرجالية لأنه في طبقة واحدة كذا شخص بنفس هذا العنوان يعني في نفس الطبقة فمن الأسانيد ما تعرف لكن تستطيع أن تشخصه من خلال الراوي والمروي عنه مثلا محمد بن اسماعيل يوجد محمد بن اسماعيل بن بزيع محمد بن اسماعيل البرمكي محمد بن اسماعيل النيسابوري البندقي لكن من الذي يروي عن الفضل بن شاذان هذا تعرفه من خلال الرجوع إلى الكتب الرجالية تعرف أن تلميذ الفضل بن شاذان هو محمد بن اسماعيل النيسابوري البندقي.

 

تطبيق العبارة

الباب الثاني كيفية الرجوع إلى كتب الرجال

عندما نرجع إلى كتب الرجال لكشف أحوال الرواة لابد من الالتفات إلى منهج الكتب في ترتيب العناوين فإن الكتب تختلف في ذلك فالكتب المتأخرة كمعجم رجال الحديث تكون غالبا على ترتيب حروف المعجم يعني أبجد هوز حطي كلم إلى آخره في أوائل الأسماء وثوانيها الأسماء وثوالثها الاسماء بحسب الترتيب الابجدي يعني الهمزة مقدمة في الكلمة الأولى في الكلمة الثانية الهمزة أيضا مقدمة علي الواو والياء في الكلمة الثالثة وهكذا، وهكذا إلى آخر الحروف وبينها تفاوت احيانا لا نريد هنا التعرض لشرحها، لذلك حتى معجم رجال الحديث ترقيماته وترتيباته مختلفة له ثلاث طبعات طبعة النجف وطبعة بيروت وطبعة قم لذلك كتب الشيخ محمد الجواهري حفظه الله كتاب المفيد من معجم رجال الحديث واستنبط النتيجة السيد الخوئي ما يذكر النتيجة ثقة مهمل متروك احيانا يذكر لكن عادة ما يذكر الشيخ الجواهري استنبط النتيجة ويذكر طبعة قم وطبعة النجف وطبعة بيروت ويذكر رقم الترجمة وهناك عدة أعمال على معجم الرجال أول عمل كتاب دليل معجم رجال الحديث طبع والحق بالطبعة القديمة في قم ثلاث وعشرين مجلد، العمل الثاني زبدة المقال في معجم الرجال إلى شخص لبناني مجلدين أيضا في معجم رجال الحديث النتائج، الكتاب الثالث المفيد من معجم رجال الحديث للشيخ محمد الجواهري حفظه الله، هذا تمام الكلام في البحث السندي.

وأما البحث الدلالي فقد ورد في الرواية لفظة كذا هذه اللفظة يمكن أن نستظهر منها معنى كذا فتكون النتيجة كذا ويمكن أن نستظهر منها معنى كذا فتكون النتيجة كذا وبعد ذلك يقول هذا تمام الكلام في البحث السندي والدلالي لو حملنا الرواية على الجد بناء على اصالة الجد وأما لو حملناها على أنها قد صدرت على جهة التقية فحينئذ لا يمكن الاحتجاج بمثل هذه الرواية.

الترتيب الكامل للعناوين في الكتب المتأخرة يوجب سهولة الرجوع إليها مثل معجم رجال السيد الخوئي بخلاف الأصول الرجالية يعني الأولية ثم الثانوية إذ ليس لها ترتيب كامل فإنها بينما ليس له ترتيب اصلا كرجال البرقي واختيار الرجال

الحاشية يقول نعم لهما ترتيب من جهة طبقة العناوين فاصحاب الإمام امير المؤمنين عليه السلام مثلا متقدم على اصحاب الإمام الصادق عليه السلام لكن هذا غير ما نحن بصدده، ما نحن بصدده. الترتيب بحسب الترتيب الابجدي وهذا مهم.

وما له ترتيب في خصوص أوائل الأسماء كرجال النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجاله.

وبين هذه الكتب ايضا اختلافا في كيفية الترتيب: يعني حتى هذه المرتبة كفهرست الشيخ والنجاشي فيها اختلاف يبين الاختلاف، ففهرست الشيخ الطوسي جعل لكل اسم بابا واحدا كباب ابراهيم وباب محمد وباب يونس كل اسم له باب وجعل في كل حرف بابا خاصا للآحاد أي ما توحد مسماه مثلا كاصبغ هذا له باب وعاصم له باب ومروك له باب وياسين له باب ورجال النجاشي صنع هكذا في خصوص باب الألف والباء واكثر باب العين وأما في أبواب سائر الحروف فليس فيها ذكر للأبواب ما ذكر أبواب مثل الشيخ الطوسي نعم يذكر العناوين المشتركة في الاسم في موضع والآحاد في آخر الباب يعني الاسم المفرد الذي جاء لوحده ثم إن النجاشي أدرج باب الحسن والحسين في باب الألف المفروض باب الحاء أدرج في باب الألف للشهرة وكأنه للزومهما ال غالبا يعني كأنما جعل الألف واللام من ضمن العلم من ضمن الاسم والشيخ في الفهرست جعل بابا للحسن وبابا آخر للحسين وادرجهما في باب الحاء.

هناك مشكلة أخرى أحيانا الشخص ما يترجمون له يترجمون له ضمن ترجمة أخرى مثلا هو من آل أعين ما يترجم إليه لم يذكر واحد من آل أعين يقول وهذا ولد عمه وولد أبو جده ويذكر ترجمته النجاشي عنده كثير من هذه الأمور طبعا السيد الخوئي الآن سهل الموضوع.

ثم إن ترتيب العناوين في فهرستي الشيخ والنجاشي يكون على أساس الشهرة وعدمها الشهرة فالعناوين المشهورة المتكررة كعنوان غير شخص العنوان قد يتعدد الشخص ما يتعدد نحن ذكرنا ثمانية عناوين لأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي لكن المعنون واحد الشخص واحد، ثم إن ترتيب العناوين يعني الآن أنت لا تحسب السيد الخوئي في معجم الرجال ذكر كذا ألف عنوان تقول هؤلاء كلهم رجال كذا ألف عنوان وليس كذا ألف شخص.

فالعناوين المتكررة كعنوان اسماعيل وابراهيم متقدمة على العناوين النادرة كعنوان ايوب وادريس والآحاد مذكورة في آخر الأبواب آخر الباب الذي يأتي بشكل مفرد وهذه الآحاد تذكر هناك، ورجال الشيخ الطوسي السيد البروجردي عنده نظرة في رجال الشيخ الطوسي يقول هو كان مسودة الشيخ الطوسي كتب طبقات الرجال من النبي إلى الإمام العسكري ففي البداية رتب الطبقات باب من روى عن النبي عن علي عن الحسن عن الحسين في الأخير ذكر باب من لم يروي عنهم وكان في صدد أن يرجع عليه ويذكر يدرج التوثيق والتضعيف ما أدرج التوثيق والتضعيف فصار كتاب طبقات مع أنه كتاب رجال ما صار فيه جرح وتعديل إلا في موارد قليلة بعكس فهرست الشيخ الطوسي الفهرست هو لفهرسة الكتب ليس للتوثيق والتضعيف لكن غالبا الشيخ الطوسي يوثق ويضعف في كتاب الفهرست ففي الجرح والتعديل الفهرست أهم من الرجال وفي الطبقات الرجال أهم من الفهرست.

يقول ورجال الشيخ الطوسي لم يذكر العناوين المشتركة في الاسم في موضع واحد كالفهرستين يعني فهرست النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي يذكر العناوين المشتركة محمد بن الفضيل الصيرفي ويقال له البجلي ويقال له كذا هذا يذكره في الفهرست في الرجال ما يذكره بل تفرقت العناوين في أبواب الحروف مثلا البجلي في باب الباء الصيرفي في باب الصاء فمثلا أدرج من يسمى بابراهيم بعضهم في أول باب الألف وبعضهم في وسطه أي باب الألف وبعضهم في آخره أي باب الألف. طبعا الكنى والالقاب وعلام النساء في الأخير هذا في المعاجم المتأخرة في المصادر الأولية لا يوجد هذا الترتيب.

نعم الرجال الطوسي في خصوص باب أصحاب الصادق عليه السلام ترتيب خاص، له اهمية فائقة في الابحاث الرجالية سنتعرض له في الباب الآتي إن شاء الله تعالى.

وحيث افتقدت كتب المتقدمين الترتيب الكامل صعب الرجوع المباشر إليها ولتسهيل الرجوع إليها وضعت فهارس لبعضها مفيدة ومن انفع هذه الفهارس ما صنع محقق اختيار الرجال المطبوع باسم اختيار معرفة الرجال الشيخ حسن المصطفوي فجزاه الله خير الجزاء.

وقد صنف الشيخ الدرياب، الشيخ الدرياب حقق كتاب ترتيب اسانيد الكافي للسيد البروجردي وهو تلميذ السيد محمد باقر الموحد الابطحي "رحمه الله" صاحب كتاب معجم رواة الحديث وثقاته هذا غير سيد محمد علي الابطحي من أبناء عمومته، السيد محمد علي الابطحي صاحب كتاب تهذيب المقال في علم الرجال موسوعة رجالية كبيرة طبع منها خمسة اجزاء في النجف الاشرف من زمان قبل طباعة معجم رجال الحديث للسيد الخوئي وعنده شرح كامل لوسائل الشيعة مصادر الاستنباط طبع منه مجلدان فقط بعد وفاة السيد "رحمه الله" الذي دفن في حسينيته في شارع عشق علي خلف الحسينية النجفية في قم المقدسة.

وقد صنف الشيخ الدرياب كتابا سماه المعجم الموحد وهو يشتمل على ذكر المذكورين في الأصول الأولية والمذكورين في الأصول الثانوية مع ايراد الفاظ المدح والذم ومصادرها وهو كتاب حسن في بابه.

والرجوع إلى الجوامع المتأخرة كمعجم رجال الحديث ايضا يفيد في معرفة موارد وقوع العناوين في كتب المتقدمين لكن نؤكد على الرجوع إلى نفس الأصول الأولوية أو الثانوية وعدم الاكتفاء بما نقله سائر الكتب عنها ـ عن الاصول الأولية والثانوية ـ خصوصا عند التصدي للتحقيق الرجالي.

وكيف كان فالباحث لو أراد معرفة حال عنوان في كتب الرجال فهذا العنوان تارة يكون مشتملا على اسم الراوي وأخرى لا يكون كذلك بل يكون مشتملا على لقبه أو كنيته أو كليهما. أبو جعفر الاشعري مثلا.

فإن كان العنوان مشتملا على اسم الراوي مثل أحمد بن ادريس فتارة يكون العنوان غير مشترك ولا محرف وقد ورد في كتب الرجال بعينه فلا اشكال. يمكن البحث عنه

وأما لو كان العنوان مشتركا أبو بصير ومشترك محمد بن اسماعيل مشترك فيجب أن نرجع إلى جميع ما يحتمل أنطباق هذا العنوان عليه حتى نكشف المراد من العنوان المشترك باستخراج القرائن الدالة عليه بأن نقول الكشي معاصر للكليني والكليني ينقل عن محمد بن اسماعيل والكشي ينقل عن محمد بن اسماعيل وقد نص على أنه النيسابوري وقد نص على أنه تلميذ الفضل بن شاذان فيتعين أن يكون هو.

حتى نكشف المراد من المشترك باستخراج القرائن الدالة عليه لكن هذا الطريق إنما يحسن إذا كانت المحتملات قليلة. اثنين ثلاثة أحيانا أبو عبد الأعلى يدور بين اربعة عشر واحد.

المثال: محمد بن قيس البجلي هذا إذا روى عن الإمام الباقر عليه السلام هو مشترك بين الثقة والضعيف لكن إذا روى عن الإمام الباقر فهو ثقة، إنه مردد في النجاشي

الحاشية ترجمة محمد بن قيس ابو نصر الأسدي صفحة أخرى محمد بن قيس أبو عبد الله البجلي.

بين أربعة رواة اثنان منهم مترجمان بالأصالة لكونهما صاحبي كتاب، لماذا لكونهما صاحبي كتاب يعني يريد أن يقول فهرست الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي يفهرس إلى اصحاب الكتب فلكونهما كل واحد عنده كتاب ترجم لهما النجاشي واثنان منهم مترجمان استطرادا من باب أن الكلام يجر.

وأما إذا كان المحتملات كثيرة كالأسماء المتبركة المتكررة مثل محمد وعلي والحسن والحسين فالرجوع المباشر إلى كتب الرجال صعب جدا ففيها ـ الاسماء المتكررة ـ يجب أولا تمييز المشتركات بالنظر إلى طبقة الراوي والالتفات إلى مشايخه أو رواته وإن لم نتيسر من التمييز الكامل نلتجئ إلى تقليل أطراف الترديد وحصرها في موارد محدودة حتى نتمكن من الرجوع إلى كتب الرجال سريعا.

المثال الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير بقرينة أبي بصير أبو بصير ينصرف إلى الاشهر وهو الأسدي المكفوف وقائده علي بن أبي حمزة البطائني والقاسم بن محمد الذي يروي عن علي بن أبي حمزة هو الجوهري.

يقول في هذا السند المتكرر في التهذيب كثيرا يصح الرجوع بدوا أي ابتداء إلى كتب الرجال لتعرف حال الحسين بن سعيد حيث إن المسمى بهذا الاسم في الأصول الرجالية منحصر في شخص واحد وهو الحسين بن سعيد الاهوازي صاحب التصانيف المشهورة[3] الكثيرة.

وأما القاسم بن محمد فأمره مردد بين العناوين أشهرها اربعة: القاسم بن محمد الجوهري وقد ترجم له طائفة من كتب الرجال[4] والقاسم بن محمد الخلقاني وقد ترجم له الشيخ والنجاشي في فهرستيهما[5] الثالث والقاسم بن محمد القمي يعرف بكاسولا، الرابع والقاسم بن محمد الاصفهاني المعروف بكاسولا والعنوانان الأخيران القمي والاصفهاني كليهما كاسولا متحدان.

عادة في النسبة ينسب لغير الأصلي الآن إذا قالوا فلان النجفي الغروي هو ليس من النجف ولا من الغري يعني أنت بحراني سكنت في النجف يسمونك شيخ فلان البحراني النجفي الغروي الآن المرجع الشيخ بشير النجفي الغروي وهو باكستاني فلكي يتشرف الإنسان ينسب إلى هذه البقاع.

واحيانا يذكر لا للانتساب وإنما للاشتهار مثل الفاضل الهندي صاحب كشف اللثام من اصفهان ذهب إلى الهند ورجع اشتهر بالفاضل الهندي وهو مدفون في النجف وهو اصفهاني.

والقاسم بن محمد القمي مذكور في النجاشي[6] والقاسم بن محمد الاصفهاني مذكور في رجال الشيخ وفهرسته[7] ورجال أبن الغضائري.

فمعرفة القاسم بن محمد تتوقف على المراجعة إلى تراجم العناوين الاربعة في كتب الرجال وليس في ذلك صعوبة كثيرة،

في الحاشية يقول في فهرست رجال الشيخ كاسان بدل كاسولا في مجمع الرجال للقهبائي عن رجال أبن الغضائري ذكر أن فيه القاسم بن محمد الاصفهاني كاسولة.

وأما علي فالمترجم بهذا الاسم في كتب الرجال كثير غايته فلابد من تعيين المراد منه أولا في فرد واحد أو افراد محدودة ثم الرجوع إلى ترجمة واحدة أو تراجم محدودة في كتب الرجال.

ففي هذا المثال بعد معرفة كون المراد من القاسم بن محمد هو القاسم بن محمد الجوهري نعرف كون المراد من علي هو علي بن أبي حمزة البطائني فنرجع إلى الاصول الرجالية فنعرف احواله بسهولة.

هنا نشير إلى نكتة احيانا إذا انت تشتبه في شيء يقودك إلى اشتباه ثاني يعني لو القاسم بن محمد الجوهري اشتباه هو ليس الجوهري أنت بناء على أن الجوهري ثبتت أنه هو البطائني فقط تكون نتيجتك في الجوهري خطأ يمكن تكون نتيجتك في البطائني خطأ إذا ترتبت على الجوهري لكن هنا ليست مترتبة بالكامل على الجوهري مترتبة أيضا في من يروي عنه وهو أبو بصير الاسدي المكفوف.

يقول بل بالنسبة إلى عنوان القاسم بن محمد أيضا لو كنا قادرين على تميزه وتعيين المراد منه قبل المراجعة إلى كتب الرجال كانت المراجعة اسهل واسرع يعني يريد أن يقول حاول أن تشخص الشخص من العنوان من خلال المقارنة بين الأسانيد قبل الرجوع إلى تراجم الرجال ساعات التراجم تشوش.

والحاصل أن الانسب تمييز العنوان المشترك قبل الرجوع إلى كتب الرجال بما أمكن فإن قدرنا على التمييز الكامل كانت المراجعة في غاية السهولة وإن لم نقدر إلا على تقليل الاحتمالات ارتفع بعض الصعوبات عن مسير دراستنا.

هذا كله لو كان العنوان مشتملا على اسم الراوي. احيانا ما يشتمل الاسم اللقب الكنية.

وأما لو لم يكن في العنوان ذلك الاسم بل اقتصر على لقبه كالحلبي والحجال أو كنيته كأبي بصير أو كليهما كابي الصباح الكناني فلا يمكن الرجوع المباشر إلى الاصول الرجالية مباشرة حيث إنها مرتبة على ترتيب الاسماء لا الالقاب والكنى، هنا فائدة معجم رجال الحديث تذهب المجلد 24 أبو الصباح الكناني يقول هو نعم كذا كذا المترجم كذا طلع أو مثلا ابو حمزة الثمالي ترجع في الكنى والالقاب الجزء 24 هو ثابت بن دينار.

نعم في أكثرها توجد ابواب للالقاب أو الكنى لكن ذلك لمن اشتهر بكنيته أو لقبه كأبو حمزة الثمالي وكان اسمه غير معلوم بالمرة أو لم يشتهر اسمه اصلا فلا يفيد في غالب الالقاب والكنى حيث إنها مشهورة معلومة عند التأمل.

فعليه يجب أولا تعيين المراد من اللقب أو الكنية بحصره في عنوان واحد أو عناوين محدودة ثم الرجوع إلى الاصول الرجالية.

والرجوع إلى الكتب المتأخرة كمعجم رجال الحديث حسن حيث إنه يتعرض إلى ارجاع العناوين المذكورة في الاسناد إلى العناوين المذكورة في كتب الرجال فيذكر المراد من العنوان المبهم أو احتمالات العنوان. يقول يحتمل كذا ويحتمل كذا يحتمل فلان المتقدم ويحتمل فلان المتأخر.

فذكر في معجم رجال الحديث حول الحجال تقدمت ترجمته بعنوان عبد الله بن محمد الاسدي.

وذكر حول أبي بصير إنه يكنى به جماعة ثم سماهم وقد ذكر في آخر ترجمته أنه عندما أطلق أبو بصير فالمراد به هو يحيى أبو القاسم الأسدي. وليس ليث ابن البختري المرادي دائما عند الاطلاق يطلق على الاشهر وعلى تقدير الاغماض فالأمر يتردد بينه وبين ليث بن البختري المرادي لأن كليهما مشهورين الأسدي والمرادي لكن الاسدي اشهر وذكر بشأن أبي الصباح الكناني تقدمت ترجمته بعنوان ابراهيم بن نعيم وهذه الارجاعات وإن كانت احيانا استنباطات المصنف السيد الخوئي قد لا تخلو عن اخطاء لكنها مفيدة جدا خصوصا في المبتدئين في الابحاث الرجالية ومما ذكرنا يظهر أن العنوان المبحوث عنه لو لم يكن بنفسه موجودا في كتب الرجال وجب الرجوع إلى كل ما يرادفه قطعا أو احتمالا كما مر.

وأما إذا احتمل وقوع التحريف في العنوان فنبحث هل وقع فيه تحريف أم لا وعلى فرض التحريف تصحيف مثلا نبحث عن أصل العنوان قبل التحريف فإن تيسر لنا معرفة ذلك فهو وإن لم يتيسر لزم الرجوع إلى كل ما يمكن أن يكون العنوان المبحوث محرفا عنه فيرجع في عنوان الحسن مثلا إلى الحسين والحر يحتمل التحريف وفي عنوان زيد إلى زياد ويزيد وبريد وهكذا في سائر الموارد المشابهة وقد مر في بعض التمارين المذكورة في الفصل الثاني طوائف يحتمل تحريف بعضها من بعض. هذا تمام الكلام في الباب الثاني.

الباب الثالث فوائد كتب الرجال يأتي عليها الكلام.

 


[1] أصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص140.
[2] السورة بقره، الأية 196.
[3] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص58.
[4] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص315.
[5] الفهرست، الشيخ الطوسي، ج1، ص202.
[6] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص315.
[7] الفهرست، الشيخ الطوسي، ج1، ص202.