الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/21

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: أقسام كتب الرجال والإشارة أسمائهم

 

الفصل الثاني منابع علم الرجال[1]

 

توضيح الدرس

هذا الكتاب الشريف أصول الرجال يتألف من فصلين:

الفصل الأول البحث حول الأسانيد والرواة وقد تم الحديث عن الفصل الأول.

الفصل الثاني منابع الرجال

تصانيف اصحاب الائمة عليهم السلام

وقبل أن نتطرق إلى البحث بتفاصيله وهو واضح يحتاج إلى قراءة نقدم مقدمة تاريخية مهمة وهي أن فترة النص في عهد الإمامية قرابة مائتين وخمسين سنة من هجرة النبي "صلى الله عليه وآله" إلى سنة 260 هجرية حينما غاب الإمام الثاني عشر الإمام المنتظر المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وفي هذه الفترة منذ زمن النبي "صلى الله عليه وآله" إلى فترة إمامة الإمام الحسن العسكري الإمام الحادي عشر كان لهم أصحاب وكان الأصحاب يدونون ما يسمعونه منهم مباشرة.

وقد أطلق على مدونة الصحابي عنوان أصل فإذا قيل أصل زرارة أصل محمد بن مسلم أي ما دونه زرارة أو محمد بن مسلم مما سمعه عن الإمام مباشرة.

هذه المصنفات يطلق عليها عدة عناوين تارة يقال أصل تارة يقال كتاب تارة يقال مصنف تارة يقال جامع تارة يقال كتاب فما هو الفارق بين هذه العناوين المختلفة.

بحثنا الآن ليس في هذه التفاصيل يمكن أن ترجعوا إليها في كتب الرجال المختلفة طبعا.

البعض يقول إن المراد بالتصنيف الأصل الذي تمت فهرسته وتصنيفه بخلاف الأصل الذي هو عبارة عن مدونة فيها روايات غير مرتبة بحيث يبدأ بالطهارة وينتهي بكتاب الديات عموما كانت لدينا أصول أربعمائة مشهورة ومعروفة فضلا عن غيرها هذا المشهور أصول أربعمائة أربعمائة مصنف لأربعمائة مُصنف هذا في الحديث كذلك في الرجال.

أصول في الرجال والحديث

فإذن عندنا أصول أصلية في الرجال والحديث، للأسف الشديد هذه الكتب أغلبها إن لم نقل كلها لم تصل إلينا فشيخ الطائفة الطوسي الشيخ محمد بن الحسن الطوسي كانت عنده ثلاث مكتبات ضخمة المكتبة الأولى مكتبته الخاصة، المكتبة الثانية مكتبة أستاذه الشريف المرتضى وهي مكتبة ضخمة جدا المكتبة الثالثة هي مكتبة سابور بن اردشير وزير الدولة البويهي.

الدولة البويهية دولة شيعية آل بويه، وآل بويه كانوا علماء رئيس الوزراء سابور بن اردشير كان عالما فأسس مكتبة كبيرة في بغداد هذه المصنفات كانت عند الشيخ الطوسي فلما هجم التتر طغرل بيك على بغداد وحصلت فتنة في بغداد بين السنة والشيعة بين الكرخ والرصافة وسالت دماء ففر الشيخ الطوسي "رحمه الله" لجلده لائذا بالنجف الأشرف آخر أثنى عشر سنة من حياته وتوفي سنة 460 يعني الحادثة صارت سنة 448 ولحق به تلامذته وتأسست الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ سنة 448 إلى يومنا هذا 1441 يعني قرابة ألف سنة عمر حوزة النجف الأشرف.

المحمدون الثلاثة كتبوا الكتب الأربعة وأخذوها من الأصول الأربعمائة فكتب ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني كتابه الكافي المؤلف من الأصول في مجلدين والفروع خمسة أجزاء والروضة جزء المجموع ثمانية أجزاء وكتب ثقة المحدثين الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق المتوفى سنة 381 بعد الكليني الذي توفي سنة 329 هجرية كتب الصدوق كتاب من لا يحضره الفقيه وبقية الكتب مثل الخصال والمواعظ وثواب الأعمال، عقاب الأعمال عيون أخبار الرضا كل هذا مصادره الأصول الأربعمائة وكتب الشيخ محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة المتوفى سنة 460 هجرية كتابيه تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للمفيد عشرة أجزاء والثاني الاستبصار فيما اختلف من الأخبار والشيخ الصدوق عنده كتاب أيضا وهو مدينة العلم فهذه أطلق عليها الأصول الحديثية الأولية، كتاب مدينة العلم فقد صارت الأصول الحديثية يقال لها الكتب الأربعة بالأصول الأولية ثم جاء بعدهم بعدة قرون المحمدون الثلاثة المتأخرون وكتبوا كتب أربعة فكتب محمد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني كتاب الوافي وجمع الكتب الأربعة، الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار مع ضبط اللسند وللمتن وبيان المفردات اللغوية وحيثيات سندية ودلالية، الفيض الكاشاني المتوفى سنة 1093 هجرية وكتب الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي كتاب وسائل الشيعة توفي سنة 1104، الثالث كتب المحدث المجلسي بحار الأنوار في 110 أجزاء العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111 والكتاب الرابع مستدرك الوسائل للمحدث النوري، هذه الكتب الأربعة المتأخرة الآن قد يضاف لها جامع أحاديث الشيعة للسيد حسين البروجردي الذي كتبه المعزي بأمر السيد البروجردي.

الشاهد عندنا كتب أربعة حديثية أولية أخذت من الأصول الأربعمائة وعندنا كتب أربعة حديثية ثانوية أخذت من الكتب الأولية لأنها ما وصلتنا الأصول الأربعمائة، طبعا صاحب البحار وصاحب المستدرك وأيضا الحر العاملي يدعي أنه قد وصله بعض الأصول الفيض الكاشاني ما أدعى اقتصر على الكتب الأربعة لذلك صاحب الوسائل كتب الوسائل وأضاف لها من سبعين مصدر آخر غير الكتب الأربعة، الكلام هو الكلام بالنسبة إلى الرجال، الرجال كان عندنا موجود كتب في الرجال لعل أول من كتب في الرجال هشام بن الحكم طبعا وفق نظرنا الشيعة أول من كتب هو عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين كتب أسماء من شهد الجمل مع أمير المؤمنين البعض قال لعل هذا كتاب تاريخي أو تراجم وكانت هناك كتب في الرجال اطلع عليها النجاشي والشيخ الطوسي والكشي ومن هنا كانت الأصول الرجالية الأولية أربعة أو خمسة أو ستة، الأصول الرجالية الأربعة فهرست النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجال الشيخ الطوسي ورجال الكشي الذي هو اختيار معرفة الرجال، الشيخ الطوسي اختار مختارات وهي عين ألفاظ الكشي هذه الكتب الأربعة هذا بالاتفاق، هؤلاء من أين جاءوا بامور الرجالية؟ من الأصول التي كانت سائدة ولم تصل إلينا البعض يضيف أصل خامس كالسيد الخوئي وهو طبقات البرقي في نهاية كتاب المحاسن لاحمد بن محمد بن خالد البرقي كتاب الطبقات الآن حقق وطبع بشكل كبير وإن كان مجرد طبقات ليس فيه توثيق وتضعيف.

والكتاب السادس كتاب الضعفاء لابن الغضائري الذي لم يصل إلينا لكن نقل منه المولى عناية الله القهبائي في كتابه مجمع الرجال، هذه الأصول الرجالية الأولية موضوعها أيضا مختلف فهرست الشيخ الطوسي والنجاشي موضوعهم الكتب فهرسة إلى الكتب وأما رجال الشيخ الطوسي وطبقات البرقي موضوعهم طبقات الرجال والأسانيد وأما الكشي فهو يذكر الروايات الواردة في حق كل رجل مدحا أو ذما وبعض كلمات الرجاليين وأما موضوع رجال ابن الغضائري فهو الضعفاء، الآن عندنا موسوعة الضعفاء في الحديث ثلاثة أجزاء وعندنا الثقاة في الحديث ثلاثة أجزاء وعندنا موسوعة كامل الضعيف بالثقة إذن هؤلاء هم هذه هي الكتب الأربعة أو الخمسة أو الستة وثلاثة من الكتب الأربعة للشيخ الطوسي الفهرست والرجال واختيار معرفة الرجال للكشي هي للشيخ الطوسي ثم جاء من بعدهم في وقت متأخر أربعة وكتبوا كتبا أربعة هي الأصول الرجالية المتأخرة اعتمادا على الأصول الرجالية الأولية فالأصول الرجالية الثانوية اعتمدت على الأصول الرجالية الأولية مع امتياز أنهم قد عثروا على كتب لم تصل إلينا مثل رجال أبن عقدة الزيدي ورجال العقيقي فإن العلامة الحلي وابن داود يرويان عنهم عن هذين الكتابين والأصول الرجالية الثانوية أيضا أربعة الأول خلاصة الأقوال للعلامة الحلي، الثاني رجال أبن داود وهما زميلان قد درسا عند السيد أحمد بن طاووس، السيد جمال الدين ابن طاووس المتوفى سنة 673 والعلامة الحلي توفي سنة 726 هجرية قمرية ابن داود مو معلوم سنة وفاته إذن الكتاب الأول خلاصة الأقوال للعلامة الحلي الكتاب الثاني رجال ابن داود الكتاب الثالث فهرست الشيخ منتجب الدين كتاب الرابع معالم العلماء لابن شهر أشوب صاحب كتاب مناقب آل أبي طالب وكلاهما متعاصران من أعلام القرن الخامس الهجري وكلاهما عملهما متمم لفهرست الشيخ الطوسي لذلك المصنف السيد محمد جواد الشبيري لم يتطرق إليهما لم يذكرهما لأنهما يترجمان للرجال المتأخرين عن الرجال الذين وردوا في رجال الشيخ الطوسي والمهم في الروايات الرجال الواردين في أسانيد الكتب الاربعة هذا تمام الكلام في الطبقة الثانية الأصول الرجالية الثانوية هذا هو المهم في منابع علم الرجال.

إلى هنا عرفنا عندنا كتب رجالية أولية وكتب حديثية أولية أربعة وعندنا كتب رجالية ثانوية أربعة وعندنا كتب حديثية ثانوية أربعة.

بعد هذه المجاميع جاءتنا جوامع تجمع كل هذه الكتب مثل مجمع الرجال للقهبائي وغيره إلى يومنا هذا معجم الرجال للسيد الخوئي تجمع هذا الصنف الثاني الجوامع، الصنف الرابع كتب دراسات مثل رجال السيد مهدي بحر العلوم هذه دراسات رجالية مثل سماء المقال لأبي الهدى الكلباسي فبعد الجوامع عندنا جوامع رجالية مثل معجم رجال الحديث مثل كتاب منهج المقال للأسترابادي هذا كتاب عليه الكثير من الحواشي الوحيد البهبهاني كتابه كتاب دراسات على منهج المقال للاسترابادي إذن هناك خمسة أمور ينبغي بحثها الواحد تلو الآخر أول شيء الأصول الرجالية الأولى الأولية ثاني شيء الأصول الرجالية الثانوية ثالث شيء الجوامع ورابع شيء الدراسات وخامس شيء الموسوعات الشاملة.

كتاب السيد الخوئي بلحاظ تدرجه إلى القسم الثالث الجوامع وبلحاظ كونه معجم وموسوعة تدرجه في هذا القسم.

هناك كتاب لأحد المعاصرين كتاب اسمه معجم رواة الحديث وثقاته لسماحة آية الله السيد محمد باقر الأبطحي الأصفهاني رحمة الله عليه عنده مؤسسة اسمها مؤسسة الإمام المهدي طبع هذا الكتاب باثنى عشر مجلد ممكن أن تطالعونه وتستفادون منه.

 

تطبيق العبارة

الفصل الثاني منابع علم الرجال

في التحقيق حول الرجال والاسناد نحتاج إلى المراجعة إلى منابع عديدة المراد بالمنابع المصادر والمصدر يفرق عن المرجع، المراد بالمصدر الوثيقة الأصلية الأساسية بخلاف المرجع المرجع هو الذي ترجع إليه وإن لم يكن وثيقة اصلية إذن المنبع والمصدر أخص والمرجع أعم وكتب متنوعة من مختلف العلوم وأهم هذه المنابع اثنان كتب الرجال والاسناد فالكلام يقع في مقامين:

المقام الأول كتب الرجال

المقام الثاني الاسناد كمنبع لعلم الرجال هذا البحث الثاني كاسناد مثل كتب السيد البروجردي وغيرها

والمقام الأول كتب الرجال يقع في أربعة أبواب:

الباب الأول اقسام كتب الرجال واشارة إلى اسمائها هذا الذي بحثنا كله فيه

الباب الثاني كيفية الرجوع إلى كتب الرجال

الباب الثالث فوائد كتب الرجال

الباب الرابع الأصول الستة الرجالية وذكرناها باضافة رجال البرقي ورجال ابن الغضائري.

السيد الخوئي اعتمد الخمسة من دون ابن الغضائري بعضهم يعتمد ابن الغضائري من دون البرقي والبعض يعتبرهم كلهم ستتهم.

الباب الأول أقسام كتب الرجال والإشارة إلى اسمائها

تنقسم كتب الرجال باعتبار درجة الاعتبار ومنهج التأليف إلى أقسام خسمة:

الأصول الأولية وهي ستة

الأصول الثانوية وهي أربعة طبعا إذا ندقق الأصول الأولية أربعة لأن رجال البرقي طبقات فقط وكتاب الضعفاء الأكثر لا يرونه السيد الخوئي لا يراه السيد السيستاني كأنما عنده محاولة لإثبات اعتباره.

الجوامع عديدة

الكتب التحقيقية هذا الرابع،

الخامس المعاجم الاستقرائية للأسناد والرواة.

وعمدة فائدة القسم الأخير وهو المعاجم الاستقرائية للأسناد والرواة الفائدة هي تسهيل الوصول إلى الأسناد هذه المعاجم الاستقرائية يشمل معجم السيد الخوئي يشمل تنقيح المقال يشمل معجم رواة الحديث وثقاته السيد محمد باقر الابطحي رحمة الله عليه.

فنرجع البحث عنه ـ عن هذا القسم الأخير المعاجم الاستقرائية للأسناد والرواة ـ إلى المقام الثاني لأن المقام الثاني في الأسناد صفحة 130 المقام الثاني الأسناد كمنبع لعلم الرجال الباحث عن الأسناد كمنبع لعلم الرجال.

فلنذكر المراد من الأقسام الأربعة الأولى فنقول:

الأصول الأولية هي عدة من الكتب لقدماء الأصحاب كانت مطالبها هذه الأصول الأولية الستة مدركا في علم الرجال وهذه الأصول كانت عمدة منابعها هي عدة من الكتب لقدماء الأصحاب وهم الكشي حسب القدم الكشي والنجاشي والطوسي طبعا ابن الغضائري والبرقي أقدم منهم ولكن بحسب الاعتبار وقوة الاعتبار.

مفقودة غير واصلة إلينا وهي الأصول التي اندثرت.

وهذه الأصول كانت عمدة منابعها مفقودة غير واصلة إلينا كالاصول الأربعمائة في الحديث وغيرها في الرجال فصارت هذه الكتب يعني الأولية أصولا برأسها والاعتماد عليها الآن وأهم هذه المنابع ستة،

الأول فهرست أسماء مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي من أين نعرف أن اسمه هذا؟ لم يصرح في الجزء الأول صرح في بداية الجزء الثاني قال الجزء الثاني من فهرست أسماء مصنفي الشيعة.

والمراد بالشيعة ليس خصوص الشيعة الإمامية يشمل ثلاث طوائف الفطحية والواقفة والناووسية لا تذكر الزيدية والاسماعيلية والغلاة، لماذا هذه الطوائف بالذات؟

أما الفطحية فهم يؤمنون بإمامة عبد الله الافطح تولى الإمامة سبعين يوم ومات فما عندهم مستندات فقهية ترجع إلى عبد الله الافطح وبعد عبد الله الافطح بن الإمام الصادق سبعين يوم رجعوا إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم فهم في الفقه مثل الشيعة الإمامية يختلفون فقط اعتقدوا بإمامة عبد الله الافطح فلفظ أصحابنا يشمل أحمد بن الحسن بن فضال وأولاده محمد وأحمد وعلي هؤلاء من كبار فقهاء الفطحية.

الثاني الواقفة، الواقفة وقفوا على إمامة الإمام الكاظم وانكروا إمامة الإمام الرضا لكن هذا مذهب مادي اغرتهم الأموال والشيعة أطلقت عليهم الكلاب الممطورة ونفرت منهم فهم في الفقه يرجعون إلى الأئمة عليهم السلام ما عندهم فقه غير فقهنا.

الثالث الناووسية هم اتباع الناووس الذي ظهر في البصرة وهم وقفوا على إمامة الإمام الصادق وأكثر رواياتنا عن الإمام الباقر والصادق عليه السلام فإذن إذا قالوا أصحابنا يشمل هذه الفرق الثلاثة يعني الشيعة الإمامية والواقفة والفطحية والناووسية خلاف مثلا الزيدية، الزيدية في الفقه اقرب إلى السنة في العقائد اقرب إلى الشيعة فالزيدية ما يدخلون ضمن أصحابنا وأيضا الاسماعيلية مذهبهم باطني.

الثاني فهرست الشيخ الطوسي

الثالث رجال البرقي

الرابع رجال الشيخ الطوسي،

الخامس اختيار الرجال للشيخ الطوسي وهو اختصار من رجال الكشي وقد يعبر عنه برجال الكشي تجوزا تسامحا

السادس الضعفاء ابن الغضائري.

موضوع الأصول الستة

موضوع هذه الكتب مختلفة فإن رجال النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي موضوع لذكر كل مصنف من أصحابنا فهرست والمراد من أصحابنا ليس خصوص الإمامية الاثنى عشرية رضوان الله تعالى عليهم بل يدخل فيهم الفطحية والواقفة والناووسية أيضا، هناك بحث لم نشر إليه وهو أبان بن عثمان الأحمر البعض يرى أنه من أصحاب الإجماع البعض يرى أنه غير إمامي أنه ناووسي من اتباع الناووس وقد حققنا هذا المطلب قبل ثمانية عشر في كتاب كليات في علم الرجال للشيخ جعفر السبحاني إذا ترجعون هناك في بحث أصحاب الإجماع فإن الشيخ السبحاني أيده الله بحث بحث أصحاب الإجماع بحثا قيما رجل رجل دراسة وأيضا المرجع الكبير السيد موسى الشبيري الزنجاني واثبت أن الناووس ليس نسبة إلى الناووس الذي ادعى ما ادعاه وإنما نسبة إلى منطقة ناووس قريبة من البصرة فهو ناووسي يعني شيعي إمامي نسبة إلى منطقة الناووس لا إلى المذهب الناووسي وبالتالي يوثق ويقول عدلا إماميا أبان بن عثمان الأحمر الناووسي.

الفطحية هم القائلون بأئمتنا مع الاعتقاد بإمامة عبد الله الافطح بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام بعده ولما مات عبد الله رجعوا إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام وحيث إن عبد الله لم يعش بعد أبيه أكثر من سبعين يوما ولم يكن عارفا بالاحكام فلم يستفد منه أصحابه حكما فقهيا فلا خلاف بين الفطحية والفرقة الناجية في فروع الأحكام.

وحيث إن عبد الله لم يعش بعد أبيه ـ الإمام الصادق ـ أكثر من سبعين يوما ولم يكن عارفا بالأحكام فلم يستفد منه أصحابه حكما فقهيا فلا خلاف بين الفطحية والفرقة الناجية في فروع الأحكام.

الواقفة هم الذين وقفوا على الإمام الكاظم عليه السلام وقالوا بكونه القائم المنتظر ولم يعتقدوا بإمامة سائرة الأئمة عليهم السلام.

والناووسية هم الواقفون على الإمام الصادق عليه السلام.

ولم يختلف الواقفة والناووسية عن الفرقة الناجية في فروع الأحكام اختلافا كثيرا نظرا إلى أن أكثر الأحكام الفقهية قد بينت على لسان الإمامين الهمامين الباقر والصادق عليهما السلام.

هذا وقد يذكر النجاشي والشيخ الطوسي بعض من يرتبط إلى الإمامية أحيانا من العامة مثل السكوني إلا على مبنى المحدث النوري أنه كان سنيا يتقي، ومن ادعى الانتقال إلى مذهب الإمامية دون ثبوت ذلك يعني ادعي أنه كان سني وانتقل لكن لم يثبت ذلك مثلا الآن ادعيا في حق السكوني.

وأما رجال البرقي ورجال الشيخ الطوسي فموضوعهما كل من روى عن واحد من الأئمة عليهم السلام وقد أدرجا من روى عن كل إمام في باب واحد فذكرا بابا لأصحاب النبي "صلى الله عليه وآله" وبابا لأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وبابا لأصحاب الحسن وهكذا إلى الإمام الحادي عشر صلوات الله عليهم أجمعين وقد أضاف الشيخ الطوسي في آخر كتابه بابا لمن لم يروي عنهم عليهم السلام.

والمراد من أصحاب كل إمام من روى عنه عليه السلام ولو رواية واحدة من أي مذهب كان يعني ليس المراد فقط من صحبه، من صحبه وروى عنه بخلاف مبنى السنة في الصحابي أنه من أدرك النبي من رأى النبي أقوال في المسألة.

وأما اختيار معرفة الرجال الناقلين عن الأئمة الصادقين فهو موضوع لذكر الروايات المادحة أو الذامة في احوال الرواة وأقوال جملة من قدماء الرجاليين بشأن هؤلاء الرواة مع أقوال الكشي نفسه حول رجال السند.

وأما ضعفاء ابن الغضائري فهو موضوع لخصوص المجروحين من رجال الأسناد ولم يصل إلينا نسخة هذا الكتاب.

أصلا الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب يقول كان له كتابان احدهما في الأصول والآخر في المصنفات فاخترم هو "رحمه الله" يعني مات قبل سن الأربعين وعمد بعض ورثته إلى اهلاك الكتابين.

ولم يصل إلينا نسخة هذا الكتاب لكن أدرج القهبائي جميع تراجمه في مجمع الرجال فلذلك جعلناه أصلا برأسه، كيف القهبائي أدرج؟ القهبائي تلميذ ملا عبد الله التستري وملا عبد الله التستري وجد نسخة يقال أنها رجال ابن الغضائري.

ثم إنه لا يعلم بالضبط موضوع اختيار الرجال وضعفاء ابن الغضائري من جهة المذهب، يعني الشيخ الطوسي والنجاشي يترجمون كتب ورجال أصحابنا يعني الشيعة الإمامية مع الواقفة والفطحية والناووسية فهل الكشي وابن الغضائري كذلك أو لا يشمل حتى العامة والزيدية هذا غير معلوم ولعله نظير يعني مثيل موضوع فهرستي الشيخ الطوسي والنجاشي أو قريب منه يعني يترجمون لخصوص أصحابنا لذلك إذن النجاشي والشيخ الطوسي ذكر رجل وما ذكر مذهبه لك أن تحمله على أنه إمامي وما تحمل على أنه سني، يصير أعم شيعي أعم لكن ما يشمل الاسماعيلية ولا الزيدية ولا السنة هذا كله حول الأصول الستة.

الأصول الثانوية ما كان عمدة مطالبنا من الأصول الأولية الستة لكن قد نقل عن أصول أخرى مفقودة وأهم هذه الأصول اثنان رجال العلامة الحلي المعروف بالخلاصة ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ـ ورجال أبن داود الحلي وهما ينقلان عن رجال ابن عقدة الزيدي ورجال العقيقي وغيرهما ـ غير رجال ابن عقدة والعقيقي ـ مما ليس موجودا فيما بأيدينا كما ينقلان عن النسخ المعتبرة من الأصول الأولية فينقل ابن داود كثيرا عن خط الشيخ الطوسي قدس خصوصا كتاب الرجال ولذلك صار الكتابان خلاصة العلامة ورجال أبن داود أصلين ثانويين. يضاف إليهما أصلان آخران وهما معالم العلماء لابن شهر أشوب الآن طبع في ثلاثة أجزاء تحقيق مؤسسة آل البيت وهو كتيب صغير وكتاب فهرست الشيخ منتجب الدين.

الثلاث الجوامع ما ينقل عن الأصول الموجودة بعين ألفاظها أو مع اختصارها مع ترتيب أجود من ترتيبها كالكتب الرجالية الثلاثة لميرزا محمد الاسترابادي (الوجيز والوسيط والكبير) وأشهرها الكبير منهج المقال ومجمع الرجال للمولى عناية الله القهبائي ونقد الرجال لمير مصطفى التفرشي حجري جزء واحد حققته مؤسسة آل البيت خمسة أجزاء وجامع الرواة لميرزا محمد علي الاردبيلي هذا غير المقدس الاردبيلي صاحب مجمع الفائدة والبرهان وتنقيح المآل جامع الرواة طبعه السيد البروجردي في مجلدين للأردبيلي وتنقيح الرواة، وتنقيح الرجال للعلامة الشيخ عبد الله المامقاني ومعجم رجال الحديث لآية الله السيد أبو القاسم الخوئي قدس.

ولابد أن نشير إلى أن جامع الرواة ومعجم الرجال الحديث يكونان معاجم استقرائية لتنظيم الرواة أيضا ولا ضير في أن يكون كتابا داخلا في قسمين أو أكثر اختلاف اللحاظ والحيثية وأحسن هذه الجوامع في الجمع هو معجم رجال الحديث وسنعرفه في المقام الثاني عند الحديث عن الأسانيد.

القسم الرابع الكتب التحقيقية، الكتب المؤلفة لغرض تحقيق مباحث الرجال كحاشية الوحيد البهبهاني على الرجال الكبير للميرزا الاسترابادي فوائد رجالية طبعت ملحقة بكتاب رجال الخاقاني ومعارج الكمال في شرح فهرست الشيخ الطوسي للمحقق البحراني ـ الشيخ سليمان المحاوزي ـ ورجال العلامة بحر العلوم "رحمهم الله" وقاموس الرجال للمحقق التستري. هكذا ذكرت عند تأليف الكتب وقد مضى قدس إلى رحمة الله في تسعة عشر ذي الحجة 1416 هذا أثنى عشر مجلد قاموس الرجال هو حاشية على تنقيح المقال للمامقاني.

وقد صنف العلماء من العامة والخاصة كتبا مختصة بضبط أسماء الرجال يمكن عدها من كتب الرجال اشهرها عند الخاصة كتاب إيضاح الاشتباه للعلامة الحلي وقد تعرض العلامة في الخلاصة أيضا وكذلك ابن داود في رجاله لضبط أسماء الرواة وأهم كتب الضبط ما صنفه العامة كالمؤتلف والمختلف للدار قطني والاكمال لابن ماكولا والمشتبه للذهبي وشروحه يعني شروح المشتبه كتبصير المنتبه لابن حجر وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين.

وهنا رسائل رجالية في موضوع خاص يعني مواضع رسائل رجالية في مواضيع خاصة كرسالة في أحوال أبي بصير للمحقق السيد مهدي الخوانساري قدس اشتهرت باسم رسالة عديمة النظير وقد اختص قسم من بعض الكتب بالمباحث الرجالية كجملة من فوائد خاتمة مستدرك الوسائل للمحدث النوري قدس. فيها رجال ودراية.

وفي ختام هذا الباب نشير إلى أهم الكتب المؤلفة في الدراية وأصول الرجال:

الأول

البداية في علم الدراية وشرحها المسمى بالرعاية ـ الرعاية لحال البداية ـ كلاهما للشهيد الثاني قدس، زين الدين الجبع العاملي.

الثاني

وصول الاخيار إلى أصول الأخبار لوالد الشيخ البهائي وهو الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي قدس سره.

الثالث

مقباس الهداية في علم الدراية سبعة أجزاء للعلامة الشيخ عبد الله المامقاني قدس.

الرابع

سماء المقال لأبي الهدى الكلباسي أربعة أجزاء في مجلدين وقد تعرض فيه لجملة من المباحث الجزئية الرجالية أيضا كالبحث عن احوال أبي بصير والسكوني وغيرهما.

وقد تعرض جماعة من العلماء للأبحاث الرجالية في مقدمة كتبهم منهم الوحيد البهبهاني والشيخ التستري والسيد الخوئي في مقدمة كتبهم المتقدمة، والمحقق صاحب المعالم الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في مقدمة كتابه منتقى الجمان في الأحاديث الصحيحة والحسان وقد اشتمل متن هذا الكتاب أيضا ثلاثة أجزاء اشتمل على فوائد كثيرة رجالية نافعة جدا.

وحيث إن المهم معرفة الأصول الرجالية الستة جعلنا مدار الكلام عليها في الفصول الآتية.

الباب الثاني كيفية الرجوع إلى كتب الرجال يأتي عليها الكلام.

 


[1] أصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص130.