الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/09

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: مراحل التحقيق في السند

 

خمس مراحل لتحقيق السند

الفصل الأول مراحل التحقيق في السند توجد خمس مراحل لتحقيق السند ولمعرفة أن هذا السند معتبر أو لا.

المرحلة الأولى فهم مفاد السند وهذا بحث تصوري وليس تصديقيا فلابد أن نتصور السند والمفردات الواردة في السند بشكل صحيح.

المرحلة الثانية معرفة التحريفات في السند فقد تسقط واسطة أو تزاد واسطة او يحصل تصحيف لكلمة فيتغير معناها وهذا يحتاج إلى خبرة في معرفة التصحيف في السند.

المرحلة الثالثة توثيق الرواة وتضعيفهم ومعرفة مذهبهم لكي نشخص أن الرواية صحيحة أو موثقة أو حسنة أو ضعيفة.

المرحلة الرابعة تمييز المشتركات فالعنوان واحد مشترك والمعنونات متعددة فلابد من تشخيص المعنون لهذا العنوان الواحد فمثلا أبو بصير مشترك بين اربعة، محمد بن اسماعيل مشترك بين ثلاثة عشر شخصا أو عبد الأعلى مشترك بين قرابة ستة عشر رجل فهنا يأتي بحث تمييز المشتركات يعني تمييز العنوان المشترك بين عدة معنونات فالوحدة في العنوان والتعدد في المعنونات.

المرحلة الخامسة توحيد المختلفات فما المراد بتوحيد المختلفات؟ العكس يعني العناوين متعددة والمعنون واحد، مثلا روى الكليني عن أحمد بن ادريس وروى الكليني عن ابي علي الاشعري فإذا رجعنا إلى كتب الرجال لا نجد عنوان أبو علي الاشعري مع أن أبا علي الاشعري هو نفس أحمد بن ادريس فهنا إذا قال الكليني أبو علي الاشعري فما المراد به هنا العناوين متعددة والمعنون واحد هذا ما يقال توحيد المختلفات يعني توحيد العناوين المختلفة لمعنون واحد الرجل واحد أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي احيانا عن أحمد الثاني عن أحمد بن محمد الثالث عن احمد بن محمد بن عيسى الرابع عن احمد بن محمد بن عيسى الاشعري خامس عن أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي السادس عن أبي جعفر ستة عناوين والمعنون واحد فإذن هذا ما يقال لا، لا تقل هذا تمييز المشتركات هذا توحيد المختلفات يعني كيف عندنا ترادف واشتراك في اللغة العربية الاشتراك اللفظ واحد لفظ العين والمعاني متعددة الترادف بالعكس المعنى واحد الإنسان الالفاظ متعددة إنسان وبشر، المعنى واحد والالفاظ متعددة أسد أسامة غضنفر هذا من باب تقريب الفكرة.

 

تطبيق العبارة

الفصل الاول مراحل التحقيق في السند

التحقيق حول اعتبار السند وعدمه ـ عدم اعتبار السند ـ يحتاج إلى طي يعني قطع مراحل يمكن حصرها في مراحل خمس:

المرحلة الأولى فهم مفاد السند يعني تصور مفردات السند الصحيحة من دون إضافة أي شيء تتصور المفردات هذا ما سنبحثه في النقطة الأولى.

المرحلة الثانية معرفة التحريفات في السند من تصحيف وسقط وزيادة

المرحلة الثالثة توثيق الرواة وتضعيفهم ومذهبهم

المرحلة الرابعة تمييز المشتركات يعني تمييز العنوان المشترك بين معنونات مشتركة كثيرة يعني عنوان مشترك لمعنونات كثيرة

المرحلة الخامسة توحيد المختلفات يعني توحيد العناوين المختلفة لمعنون واحد.

فلنوضح المقصود من هذه المراحل في ضمن امثلة:

المرحلة الأولى فهم مفاد السند

وقبل أن نشرع في التفاصيل التي تحتاج إلى قراءة وتطبيق نقدم مقدمة مهمة وهي في طريقة عرض السند في الكتب الروائية وأبرزها طريقتان:

الطريقة الأولى طريقة العنعنة وهي طريقة ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي فدائما يذكر الأسانيد المعنعنة مثلا علي بن ابراهيم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن فلان عن فلان عن فلان قال الصادق "عليه السلام" هذا ما يعرف بالأسانيد المعنعنة أو المسند يعني ذكر تمام السند في كل رواية هذا القسم الأول الطريقة الأولى وهذه الطريقة موجودة في كتاب الكافي للكليني وموجودة في كتب الصدوق غير كتاب من لا يحضره الفقيه مثل كتاب معاني الأخبار كتاب الخصال كتاب ثواب الاعمال كتاب عقاب الاعمال كتاب عيون أخبار الرضا وسائر كتب الصدوق عدى كتاب من لا يحضره الفقيه وموجود أيضا في الجزء الأول والثاني وقسم من الجزء الثالث من كتاب تهذيب الاحكام لشيخ الطائفة الطوسي فإنه بدأ كتابه باسلوب العنعنة يبدأ الشيخ الطوسي هكذا محمد بن محمد النعمان ابو عبد الله الذي هو المفيد عن التلعكبري عن فلان عن فلان عن فلان قال الإمام الرضا "عليه السلام".

الطريقة الثانية طريقة التعليق اتكالا على المشيخة وهذه هي طريقة الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه وطريقة الشيخ الطوسي في كتابيه التهذيبين تهذيب الأحكام من الجزء الثالث إلى الجزء العاشر وكتاب الاستبصار من بداية الجزء الأول إلى نهاية الجزء الرابع فإن الشيخ الطوسي كتب مشيخته في نهاية الجزء الرابع من الاستبصار وهي بعينها نفس مشيخة تهذيب الاحكام المذكورة في نهاية الجزء العاشر من التهذيب يعني في الجزء الرابع من الاستبصار والجزء العاشر من التهذيب فما المراد بالمشيخة.

المراد بالمشيخة ذكر مشايخ المصنف إلى راو معين مثلا يبدأ الشيخ الطوسي الرواية بالحسين بن سعيد الاهوازي الشيخ الطوسي لم يعاصر الحسين بن سعيد الاهوازي مثلا يبدأ السند بزرارة بن اعين محمد بن مسلم وهما في طبقة اصحاب الإمام الباقر والصادق "عليهما السلام" والشيخ الطوسي يعني قرابة سنة 200 للهجرة والشيخ الطوسي متوفى سنة 460 هجرية يعني من اعلام القرن الخامس إذا بدأ السند بزرارة محمد بن مسلم حسين بن سعيد ترجع في نهاية الكتاب المشيخة هناك يقول واما ما رويته عن الحسين بن سعيد الأهوازي فقد أخبرني به محمد بن محمد بن النعمان المفيد عن التلعكبري عن عن عن عن الحسين بن سعيد وأما رويته عن زرارة فقد أخبرني به فلان عن فلان عن فلان عن زرارة فإذا أردت معرفة السند فإن السند مؤلف من قسمين القسم الأول من المصنف الشيخ الطوسي إلى الراوي الذي بدأ به السند زرارة أو محمد بن مسلم أو الحسين بن سعيد وهذا تجده في المشيخة القسم الثاني من الراوي الذي بدأ به السند اثناء الكتاب إلى الإمام المعصوم "عليه السلام" هذه الطريقة يقال لها تعليق الأسانيد والمراد بالتعليق حذف أول السند هذا يقال له أسانيد معلقة وايضا الشيخ الصدوق سار على ذلك في كتابه من لا يحضره الفقيه فإذا بدأ الصدوق الرواية بأبي الصلت الهروي، ابو الصلت يروي مباشرة عن الإمام الرضا "عليه السلام" ترجع إلى المشيخة تجد مثلا الصدوق يقول وأما ما رويته عن أبي الصلت الهروي فقد أخبرني به أبي ومحمد بن الحسن بن الوليد عن فلان عن فلان عن فلان.

خلاصة المقدمة توجد طريقتان لعرض الأسانيد الطريقة الأولى طريقة العنعنة وهي التي أتخذها ثقة الإسلام الكليني رحمه وموجودة في كتب الصدوق غير من لا يحضره الفقيه وفي الجزأين الأوليين لتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي وقسم من الجزء الثالث.

الطريقة الثانية طريقة تعليق الأسانيد اتكالا على المشيخة وهي طريقة الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه وطريقة الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار إذا تمت هاتان المقدمتان نشرع في بيان المطلب.

المصنف سماحة السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني يتعرض إلى الأسانيد التي ذكرها ثقة الإسلام الكليني في الكافي حتى يحصل لكم أنس باسانيد الكافي فإن الكليني روى ما يزيد عن ثلث الكافي عن علي بن ابراهيم القمي وعلي بن ابراهيم تسعين في المائة من رواياته عن ابيه ابراهيم بن هاشم وأما الثلثان الآخران فقد رواهما، بعد علي بن ابراهيم روى أكثر شيء عن محمد بن يحيى العطار وفي الدرجة الثالثة أحمد بن ادريس ابو علي الاشعري فهؤلاء الرواة الثلاثة أكثر عنهم الشيخ الكليني وروى عن غيرهم كمحمد بن اسماعيل قرابة ألف رواية عن الفضل بن شاذان وقد تقول إذن الطريقة سهلة يبدأ السند بشيخ الكليني المباشر علي بن ابراهيم أو احمد بن ادريس او محمد بن يحيى العطار وينتهي بالمعصوم "عليه السلام" ولكن الكليني مع اتخاذه اسلوب العنعنة اتخذ اسلوب التعليق اتكالا على العنعنة يعني لاحظ الرواية علي بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن سنان ثم في الرواية الثانية يقول وعنه عن أبيه عن فلان بن فلان هنا وعنه يعود الضمير إلى علي بن ابراهيم احيانا يعطف هكذا يقول وعنه عن فلان، عنه ما تعود إلى الأول علي بن ابراهيم تعود على أبيه وأحيانا عنه ما تعود على علي بن ابراهيم أو أبيه عن الثالث محمد بن سنان

سؤال فكيف نشخص مرجع السند في الإضمار فكيف نشخص مرجع الضمير في الأسانيد المعلقة للشيخ الكليني؟

الجواب توجد طريقتان:

الطريقة الأولى العهد الذكري فإذا تقدم مرجع الضمير أمكن إرجاع الضمير إلى مرجعه المشخص والواضح.

الطريقة الثانية أن لا يتشخص مرجع الضمير بشكل واضح كما إذا دار الأمر في مرجع الضمير إلى عدة احتمالات عنه إما ترجع إلى علي بن إبراهيم أو إلى أبيه أو إلى محمد بن سنان فحينئذ نعرف مرجع الضمير من خلال معرفة الأسانيد المشابهة ومعرفة الطبقات لذلك الرجالي الخبير يحتاج إلى تشخيص طبقة الراوي ومن خلال طبقة الراوي يعرف مرجع الضمير لذلك دأب سيد الطائفة المرجع الكبير السيد أبو القاسم الخوئي "رحمه الله" في كتابه معجم رجال الحديث على ذكر طبقة الراوي بعد كل ترجمة فيما إذا كان الراوي لديه روايات كثيرة مثلا أبو حمزة الثمالي يترجم إليه من وثقه ومن ذكره في الختام يقول طبقته في الحديث ويذكر من روى عنه وهو روى عن من من خلال أسانيد الكتب الأربعة.

سؤال ما الفارق بين معجم رجال الحديث وبين تنقيح المقال للشيخ عبد الله المامقاني ولماذا أصبح تنقيح المقال للشيخ عبد الله المامقاني اكبر من معجم رجال الحديث للسيد أبو القاسم الخوئي؟ الجواب السيد الخوئي يترجم رواة الكتب الأربعة فقط بينما تنقيح المقال للمامقاني يترجم رواة لم يذكروا في الكتب الأربعة يعني أعم رواة الكتب الأربعة وزيادة.

مثلا راجع ترجمة مكحول لا تجدها في معجم رجال الحديث لأن عنوان مكحول لم يرد في الكتب الأربعة لكن إذا رجعت إلى تنقيح المقال للمامقاني يترجم مكحول لأنه ورد في كتاب الخصال للشيخ الصدوق، السيد الخوئي إذا راوي عنده روايات كثيرة مثل زرارة ومحمد بن مسلم طبقته في الحديث ما يذكره في ترجمته يذكرها في نهاية الجزء يعني نفس الجزء الذي يترجم فيه إلى زرارة ومحمد بن مسلم مثلا افرض الجزء العاشر هناك ملحق إلى الجزء العاشر في نهاية الجزء العاشر يذكر طبقة من روى عن زرارة إذن نشخص الضمير من خلال معرفة طبقة الراوي.

إلى هنا خلاصة كلام السيد الشبيري الزنجاني أن الكليني جاء بالأسانيد المعنعنة يعني عن عن عن فتارة تكون الأسانيد المعنعنة كاملة فيحصل التصور الكامل هذه النقطة الأولى تصور مفردات السند وتارة تكون مفردات السند ناقصة كما لو قام الكليني بتعليق السند.

لتشخيص تعليق السند طريقتان:

الطريقة الأولى إذا ذكر مرجع الضمير

الطريق الثانية إذا لم يذكر مرجع الضمير أو دار بين عدة احتمالات.

فإن مرجع الضمير يشخص من خلال معرفة طبقة الراوي ومن أين نعرف طبقة الراوي؟ من معرفة الأسانيد المشابهة مثلا أحمد بن محمد مشترك بين أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي وبين أحمد بن محمد بن خالد البرقي وكلاهما في طبقة واحدة أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي شيخ القميين وهو طرد أحمد بن محمد بن خالد البرقي طرده من قم لأنه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل فعندنا احمد بن محمد الطارد وهو الأشعري القمي وعندنا المطرود فكيف نميز بينهما في الرواية وكلاهما ثقاة، نميز فيمن يروي عنه مثلا من الذي يروي عن الحسين بن سعيد هو أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي فنشخصه فهذا من الراوي والمروي لذلك من الأسانيد المشابهة تطالع الأسانيد التي فيها أحمد، احمد بن محمد، أحمد بن محمد بن خالد، احمد بن محمد بن عيسى، هذا أحمد بن محمد بن خالد أحيانا محمد بن أبي عبد الله، أبو عبد الله هو محمد بن خالد البرقي من الأسانيد المشابهة يتشخص مثلا تعرف إن عن السكوني عن النوفلي أصلا روايات السكوني كلها عن النوفلي علي بن إبراهيم عن أبيه أكثر من تسعين في المائة من روايات علي بن إبراهيم عن أبيه بالأنس بالروايات والأسانيد يتشخص هذا.

ثم بعد ذلك السيد الشبيري الزنجاني يقول هذه الأسانيد التي فيها تعليق إما التعليق يكون بداية السند وإما يكون وسط السند مرجع الضمير أو مرجع الضمير لا في البداية ولا في أثناء السند مرجع الضمير في أسانيد سابقة يعني يذكر الكليني السند الأول والسند الثاني والسند الثالث السند الرابع يقول وعنه هذه وعنه تعود إلى السند الأول أو إلى السند الثاني من أين تشخصها؟ من معرفة طبقة الراوي إذا قال وعنه عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي تلحظ أحمد بن محمد يروي عن من عادة من الذي يروي عنه يتشخص الضمير الآن الضابطة الكلية أخذناها.

المرحلة الأولى فهم مفاد السند

قد يبتدئ السند من شيخ صاحب الكتاب مثل شيخ الكليني محمد بن يحيى علي بن إبراهيم وهو يعني صاحب الكتاب يروي عن شيخه قد يبتدئ السند من شيخ صاحب الكتاب علي بن إبراهيم شيخ الكليني وهو شيخ صاحب الكتاب علي بن إبراهيم يروي عن شيخه وهو أبوه إبراهيم بن هاشم وهو شيخ شيخه إبراهيم بن هاشم يروي عن شيخه وهكذا إلى أن ينتهي السند من غير أن يكون في فهمه إبهام يعني جميع مفردات السند واضحة هذا لا كلام فيه سهل.

مثل ما كثر في أسناد الكافي

السند الأول

علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني النوفلي عنده اختصاص في الرواية يروي عن السكوني عن أبي عبد الله "عليه السلام".[1]

السند الثاني

محمد بن يحيى العطار عن احمد بن محمد عن ابن محبوب هنا محمد بن يحيى يروي عن أي أحمد بن محمد؟ الأشعري القمي وليس احمد بن محمد بن خالد البرقي هذا كله تشخصه هذا تمييز المشتركات، محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب يعني عن الحسن بن محبوب، ابن محبوب مشترك بين محمد بن علي بن محبوب والحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام[2]

لكن هناك أمور خاصة في الأسناد توجب الصعوبة في فهمها:

أول شيء مرجع الضمير في الأسانيد المعلقة قد كثر وقوع الضمير في أول الأسناد فإذا سبق ذكر مرجع الضمير فيصير عهد ذكري فإذا سبق ذكر لمن وقع بعد الضمير فلا إشكال مثل ما في أسناد الكافي:

المثال الأول محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم[3] ثم يقول عنه عن أحمد بن محمد[4] ، عنه يعني محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عنه عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد تعرف الذي يختص بروايات الحسين بن سعيد الاهوازي هو احمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي.

يقول الضمير يرجع إلى محمد بن يحيى عرفنا من العهد الذكري بدأ السند محمد بن يحيى.

مثال الثاني أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى[5] ... وعنه عن صفوان[6] هنا وعنه لا تقل أبو علي الأشعري بقرينة عن صفوان وعنه عن صفوان في السند المتقدم من الذي روى عن صفوان بن يحيى بياع السابوري؟ الذي روى محمد بن عبد الجبار لذلك يقول الضمير يرجع إلى محمد بن عبد الجبار قال كما هو ظاهر، استظهرنا من رواية محمد بن عبد الجبار عن صفوان.

المثال الثالث محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم ويذكر سندين آخرين

     عنه عن علي بن الحكم...

     عنه عن احمد بن محمد بن عيسى...[7] بقرينة علي بن الحكم.

السند الثالث عنه عن احمد بن محمد بن عيسى يعني محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال فالضمير في الحديث الثاني عنه عن علي بن الحكم يرجع إلى أحمد بن محمد بن عيسى وفي الحديث الثالث عنه عن احمد بن محمد بن عيسى يرجع إلى محمد بن يحيى هذا تمام الكلام في الطريقة الأولى وهي أن يكون مرجع الضمير مشخصا من خلال العهد الذكري.

الطريقة الثانية يشخص مرجع الضمير من خلال تشخيص الطبقة وتشخيص الطبقة يحصل من خلال مقارنة الأسانيد المشابهة.

وأما إذا لم يسبق ذكر لمن وقع بعد الضمير فلا يمكن تعيين مرجع الضمير من ظاهر السند بل لابد من الرجوع إلى سائر الأسانيد ومقايسة طبقة الرواة وفي هذه الصورة توجد حالات ثلاث:

الحالة الأولى مرجع الضمير أول السند الحالة الثانية مرجع الضمير وسط السند، الحالة الثالثة مرجع الضمير إسناد سابق يفصل بينه وبينه سند على الأقل قد يكون سند سندين ثلاثة.

الحالة الأولى أن يرجع الضمير إلى أول السند السابق كما هو الأصل في ذلك يعني الأصل في الضمير أن يرجع إلى اقرب المراجع كما لو قلت جاء محمد ثم علي ثم حسين وهو مرجع عظيم الشأن، وهو تعود إلى آخر واحد حسين في المثال هذا الأصل في الضمير أن يرجع إلى أقرب المراجع إذا دلت قرينة على أنه لا يرجع إلى اقرب المراجع كما لو كان مشخص أن هذا محمد شيخ الطائفة.

المثال: علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي...[8]

     وعنه عن محمد بن عيسى بن عبيد...[9] وأنت تعرف علي بن إبراهيم ما يروي عن محمد بن عيسى بن عبيد فرق في الطبقة بينهما.

تقول في المثال يعلم أن مرجع الضمير علي بن إبراهيم بقرينة كون محمد بن عيسى بن عبيد من مشايخ علي بن إبراهيم دون سائر من وقع في السند المتقدم. إذن يتضح أنه من قال أنه هناك فارق في الطبقة بين محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني وعلي بن إبراهيم هذا مشتبه تعرف إن محمد بن عيسى بن عبيد هو شيخ علي بن إبراهيم القمي فإذا يرجع الضمير إليه.

ونظير ذلك ما إذا امتنع رجوع الضمير إلى أول السند المتقدم متى يمتنع؟ إذا هناك فارق في الطبقة فرجع إلى من وقع بعده بلا فصل يعني الواسطة الثانية مثال ذلك عدة من أصحابنا عن احمد بن أبي عبد الله يعني احمد بن محمد بن خالد البرقي عن النوفلي...

     وعنه عن أبيه عن بعض أصحابنا...[10]

وعنه لم يقل وعنهم يعني عن العدة فإذا لا تعود إلى الواسطة الأولى العدة من الأصحاب وعنه يعني عمن روى عن العدة أحمد بن أبي عبد الله البرقي فإنه بعد عدم رجوع الضمير إلى لفظ عدة من أصحابنا كان الأصل رجوعه الضمير إلى أحمد بن أبي عبد الله الواسطة الثانية ويحكم بذلك بملاحظة لماذا حكمنا ليس بمجرد إرجاع الضمير وإنما بملاحظة المسانيد المشابهة، قال بملاحظة كثرة رواية أحمد بن عبد الله عن أبيه وهو محمد بن خالد البرقي وعدم رواية النوفلي ولا غيره ممن وقع في السند السابق عن أبيه يعني عن محمد بن خالد البرقي.

الحالة الثانية: أن يرجع الضمير إلى وسط السند السابق من غير قرينة داخلية عليه إذا توجد قرينة دخل في الطريقة الأولى العهد الذكري هنا لا قرينة من الطبقة.

المثال الأول حميد بن زياد عن أبن سماعة عن أبن رباط عن إسحاق بن عمار... ثم يقول:

     عنه عن وهيب بن حفص عن أبي بصير...

     عنه عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة... [11]

هنا عنه تعود إلى الأول حميد بن زياد أو الثاني ابن سماعة أو الثالث أبن رباط أو الرابع عن إسحاق بن عمار؟

الجواب ابن سماعة من معرفة الطبقة ومن أين عرفنا الطبقة؟ من الأسانيد المشابهة.

قال مرجع الضمير هو ابن سماعة وقد أكثر ابن سماعة من الرواية عن وهيب بن حفص وعبد الله بن جبلة.

المثال الثاني محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان...

     وعنه عن احمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر... البزنطي إلى آخر السند.

     وعنه عن علي بن الحكم... [12]

هنا عنه تعود على أي مفردة من مفردات السند الأول؟ يقول مرجع الضمير في الحديث الثاني وعنه عن أحمد بن محمد بن عيسى بعد واضح أنه يقول مرجع الضمير في الحديث الثاني يختلف عن مرجعه في الحديث الثالث فإن الضمير في الحديث الثاني يرجع إلى محمد بن يحيى لأن في السند الأول محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي.

يقول كما يشهد به أنه يرجع لمحمد بن يحيى ذكر أحمد بن محمد بن عيسى في السند السابق وأما الضمير في الحديث الثالث وعنه عن علي بن الحكم فيرجع إلى أحمد بن محمد بن عيسى بشهادة كثرة رواية احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم وقد مر مورده آنفا.

الحالة الثالثة أن يرجع الضمير إلى شخص واقع في الأسناد السابقة ويفصل فصل بين الضمير في السند اللاحق ومرجع الضمير في السند السابق يفصل بينهم سند أو أكثر.

المثال أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير ...ثم يقول:

     الحسين بن سعيد عن صفوان...

هذا السند الثاني ثم يأتي السند الثالث فيه ضمير:

     وعنه عن محمد بن عيسى عن أبن أبي عمير...[13]

هذا وعنه لا يعود إلى السند الثاني الحسين بن سعيد عن صفوان وعنه عن محمد بن عيسى يعود إلى الأول أحمد بن محمد بن عيسى يعني يروي عن أبيه محمد بن عيسى طبعا أبوه لم يرد فيه توثيق وأخوه عبد الله بن عيسى الملقب ببنان أيضا لم يرد فيه توثيق مع أنه شيخ القميين احمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي.

يقول الظاهر البدوي يعني ابتداء رجوع الضمير إلى الحسين بن سعيد لكنه لم تعهد روايته ـ الحسين بن سعيد ـ عن محمد بن عيسى الذي هو والد أحمد بن محمد بن عيسى والظاهر رجوع طبعا محمد بن عيسى في طبقة الحسين بن سعيد لأن أحمد بن محمد بن عيسى يروي عن الحسين بن سعيد فأبوه محمد بن عيسى في طبقة الحسين بن سعيد فالحسين بن سعيد لا يروي عمن في طبقته محمد بن عيسى يقول والظاهر رجوع الضمير إلى احمد بن محمد بن عيسى الذي أكثر من الرواية عن محمد بن عيسى يعني أبيه وقد توسط محمد بن عيسى بين أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عمير كثيرا يعني والد احمد بن محمد بن عيسى روى عن أبن أبي عمير روايات كثيرة.

ويؤكد عدم رجوع الضمير إلى الحسين بن سعيد أن محمد بن أبي عمير هو شيخ الحسين بن سعيد وقد كثرت روايات الحسين بن سعيد عنه يعني عن محمد بن أبي عمير جدا فلو رجع الضمير إلى الحسين بن سعيد لكان محمد بن عيسى متوسطا بين الحسين بن سعيد وبين شيخه محمد بن أبي عمير وهذا غريب لأنه عادة إذا أمكن أن يروي مباشرة يروي مباشرة من دون واسطة لأن علو الإسناد من قلة الوسائط كلما قلة وسائط السند أصبح السند إعلائي.

والمتحصل من مجموع ما مر أنه قد يكون في السند قرينة داخلية تبين مرجع الضمير فلا إشكال وقد لا تكون الطريقة الأولى إذا تكون يصير العهد الذكري وقد لا تكون ففي مثل هذه الصورة الطريقة الثانية يجب الرجوع إلى طبقة الرواة والأسناد المشابهة لمعرفة طبقة الراوي لنعرف كيفية رواية الرواة بعضهم عن بعض حتى نكشف مرجع الضمير.

إلى هنا أخذنا النقطة الأولى كلامنا الآن كله في التعليق، أول نقطة أخذناها مرجع الضمير ثاني نقطة التعليق في الإسناد الثالث الإشارة وأيضا تعود إلى التعليق في الإسناد، منها التعليق في الإسناد يأتي عليه الكلام.

 


[1] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج1، ص12.
[2] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج1، ص93.
[3] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص404.
[4] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص405.
[5] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج4، ص277.
[6] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج4، ص277.
[7] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص169.
[8] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص326.
[9] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص327.
[10] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج4، ص60.
[11] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج6، ص91.
[12] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص150.
[13] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج8، ص22.