الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/09/28

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: البحث في حال المفضل بن عمر

 

الثاني عشر المفضل بن عمر

وهو ممن وقع الاختلاف فيه فذهب بعضهم إلى وثاقته وذهب آخرون إلى ضعفه وورد له في الكتب الأربعة ما يقرب من مئة وستة موارد[1] وذهب السيد الخوئي "رحمه الله" إلى توثيقه ووافقه شيخنا الأستاذ سماحة آية الله الشيخ مسلم الداوري “حفظه الله” ونحن نميل إلى ما ذهبا إليه والوجه في ذلك تعارض الجرح والتعديل في حقه فهناك وجوه لتوثيقه وهناك وجوه لتضعيفه لكن الروايات الشريفة الواردة في توثيق المفضل بن عمر أكثر عددا وهي حوالي ستة وعشرين رواية في مقابل الروايات المضعفة للمفضل بن عمر وهي حوالي ثمان روايات.

الشيخ الداوري وأستاذه السيد الخوئي يتفقان في النتيجة وهي توثيق المفضل بن عمر لكن يختلفان في الاستدلال وفي الطريقة التي قادت إلى النتيجة.

السيد الخوئي "رحمه الله" يقول إن الروايات المضعفة يرد علمها إليهم صلوات الله عليهم فهي من قبيل الروايات المضعفة لمحمد بن مسلم وزرارة بن أعين وهذه الروايات صدرت عن الأئمة للحفاظ على زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم فلها وجه في صدورها وهو حمايتهما والحفاظ عليهما ونحن هنا لا ندري ما هو الوجه في صدور هذه الروايات الطاعنة في المفضل بن عمر فلعلها للحفاظ عليه فالسيد الخوئي "رحمه الله" يرجح روايات الموثقة للمفضل بن عمر ويقول إن الروايات المضعفة محل تأمل لأن عدد الروايات المادحة كثيرا وقد يبلغ ستة وعشرين رواية.

الشيخ الداوري يناقش السيد الخوئي يقول هذه الروايات الستة وعشرين وفقا لمبنى السيد الخوئي كلها ضعيفة عدا رواية واحدة وهي رواية الكافي عن محمد بن يحيى عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب الواردة في تعزية الإمام الصادق للمفضل بن عمر حينما توفي إسماعيل ابن الإمام الصادق وهذه الرواية من ناحية الدلالة لا تدل على توثيق المفضل بن عمر وإن كانت تدل على مكانة المفضل بن عمر وشدة العلاقة بين المفضل بن عمر والإمام الصادق لدرجة أن الإمام الصادق أرسل أحدا إليه يعزيه في وفاة ابن الإمام الصادق مما يدل على وجود علاقة قوية بين الإمام الصادق والمفضل بن عمر، إذن الروايات المادحة كلها ضعيف على مبنى السيد الخوئي عدا رواية الكافي رواية واحدة من الكافي ولكن من ناحية الدلالة لا تفيد المدح في المقابل الروايات المضعفة منها ما هو صحيح السند فبناء على مبنى السيد الخوئي المفروض يصير تعارض وتساقط وأما على مبنى الشيخ الداوري فإن الروايات المادحة يكون منها ثلاث روايات صحيحة واحدة منها رواية الكافي في تعزية الإمام الصادق “عليه السلام” واثنتان روى عنه محمد بن أبي عمير فتكون هذه الرواية ضعيفة من مرسلات أبن أبي عمير والشيخ الداوري يقبل مرسلات أبن أبي عمير فتكون هناك ثلاث روايات في جهة المدح في مقابل الروايات المضعفة.

الشيخ الداوري يقول الطريق الصحيح هو أن عدد الروايات المعتبرة في التوثيق ثلاث روايات في مقابلها روايات ذامة ومضعفة فنحن لا نحملها كما حملها السيد الخوئي ونرد علمها إليهم صلوات الله عليهم وإنما نقول إن التضعيف إنما هو من جهة الغلو والطعن في العقيدة وفساد المذهب لا يستلزم الطعن في الشخص وروايته فنحمل الروايات الذامة على فساد العقيدة فلا يحصل تعارض فنرجح الروايات والوجوه الموثقة ونقدمها من دون أي معارضة فتكون النتيجة وثاقة المفضل بن عمر والصحيح ما صححه السيد الخوئي "رحمه الله".

أما مناقشة الشيخ الداوري “حفظه الله” لأستاذه السيد الخوئي من أنه لا توجد دعوى بالعلم بصدور التوثيق إجمالا لأن الروايات ضعيفة ولا توجد منها إلا رواية واحدة فهو ليس في محله فلأن هذه الروايات قرابة ستة وعشرين رواية فقد يدعى فيها التواتر أو الاطمئنان فدعوى السيد الخوئي أنه يحصل علم بصدورها ليس ببعيد فإذا ادعينا التواتر أو الاستفاضة يحصل علم بصدور ولو واحدة منها ولا أقل يحصل تواتر إجمالي أو لا أقل يحصل اطمئنان ووثوق بصحة بعضها فكلام السيد الخوئي تام.

وثانيا حمل الشيخ الداوري للروايات المضعفة كلها على أنها من جهة الغلو وفساد العقيدة ليس في محله فإن بعضها قد يستظهر منه أنه من جهة العقيدة ولكن بعضها قد يستفاد منه التضعيف مطلقا فكيف نؤولها على أنها من جهة فساد العقيدة وإنما نقول يرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" لأنها لا تقابل كثرة الروايات المادحة وهذه الروايات المضعفة والطاعنة ظاهرها الضعف مطلقا فلا يمكن حملها على التضعيف من جهة الغلو وفساد العقيدة وإنما نقول نحن لم نفهمها ويرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" فتكون النتيجة النهائية وثاقة المفضل بن عمر، إذن النتيجة النهائية المفضل بن عمر ثقة وفقا لمبنى السيد الخوئي والشيخ الداوري وما نبني عليه ولكن الدليل الذي قاد إلى هذه النتيجة مختلف الشيخ الداوري يعالج الروايات المضعفة بحملها على التضعيف من جهة فساد العقيدة والسيد الخوئي يعالج الروايات المضعفة برد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" وقد أمرنا بذلك أنه إذا جاءت روايات لم تفهمها رد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" هذه خلاصة ونتيجة البحث.

أستدل للقول بوثاقة المفضل بن عمر عدة وجوه هذه الوجوه التي ذكرت في توثيق المفضل بن عمر وأما ما استدل به على ضعف المفضل بن عمر فعبارة عن أربعة وجوه واحدة من الوجوه الأربعة لتضعيف المفضل بن عمر الاستدلال بالروايات الشريفة التي ذكرها الكشي وواحدة من الوجوه التي ذكرت في توثيق المفضل بن عمر الروايات الشريفة وهي الوجه التاسع في توثيق المفضل بن عمر إذن ذكر في توثيق المفضل تسعة وجوه وليس عشرة وذكر في تضعيفه أربعة وجوه والوجوه كما يلي أولا وجوه التوثيق:

الوجه الأول عده الشيخ المفيد في الإرشاد من خاصة أبي عبد الله “عليه السلام” وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين ممن روى النص بالإمام من الإمام الصادق على أبنه أبي الحسن موسى[2] بن جعفر الكاظم “عليه السلام” إذن توثيق المفيد.

الوجه الثاني عده الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة من الوكلاء الممدوحين

وأما في الفهرست والرجال فلم يذكره بمدح أو ذم

وفي التهذيب بعد أن أورد رواية ينتهي سندها إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال في آخرها فأول ما في هذا الخبر أنه لم يرويه غير محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا[3]

فعدم تعرض الشيخ للمفضل ربما يجعل دليلا على اعتماده عليه وأنه غير مطعن عليه كما ذكر ذلك السيد الأستاذ[4] السيد الخوئي ولكن هذا الوجه مردود فلعله الشيخ الطوسي لم يكن في مقام بيان جميع وجوه الضعف يكفي أن يذكر وجها واحدا وهو تضعيف محمد بن سنان ولا يلزم من ذلك أن يذكر جميع المضعفين كالمفضل بن عمر لو افترضنا ذلك

ويرد عليه أن الشيخ إذا كان لا يرى اعتبار الوثاقة فكيف جعل عدم تعرض الشيخ للمفضل دليلا على الوثاقة هذا لو قلنا إن الشيخ الطوسي يرى الوثوق لا الوثاقة لكنه يرى الوثاقة بل حتى لو يرى الوثاقة لا يرد لابد أن نحرز أنه في مقام بيان تمام الوجوه التي توجب عدم قبول الرواية وعادة يذكرون وجها واحدا يكفي لتضعيفها فإن عدم الخدشة على مبنى الشيخ الطوسي ليس دليلا على التوثيق ولعل الشيخ الطوسي اكتفى بضعف محمد بن سنان على القدح في غيره إلا أنا قد ذكرنا أن الشيخ ممن يعتبر الوثاقة ونقول حتى لو بنينا على الوثاقة عدم ذكر الشيخ لا يفيد توثيق المفضل لأنه لابد أن نحرز أن الشيخ الطوسي في مقام بيان جميع الوجوه المضعفة للرواية.

الثالث ما ذكره أبن شهر آشوب في المناقب في باب إمامة أبي عبد الله “عليه السلام” من خواص أصحابه وفي مورد آخر ذكر أنه من الثقات الذين رووا صريحا النص على موسى بن جعفر عن أبيه المفضل وذكر أيضا أن المفضل باب موسى بن جعفر “عليه السلام”[5] يعني من وكلاءه وفيه أن أبن شهر آشوب من المتأخرين فلا عبرة بتوثيقاته، إذن إلى هنا تم الأول والثاني الأول توثيق المفيد الثاني ما ذكره الشيخ الطوسي من أنه من الوكلاء الممدوحين ولم يتم ما نقل عن الشيخ الطوسي في كتاب التهذيب كما أنه لم ينص عليه في الفهرست والرجال فلم يذكره بمدح أو ذم وإنما ذكره فقط، الثالث ليس بتام.

الرابع وقوعه في إسناد تفسير القمي في كلا القسمين[6] وهذا تام عند الشيخ الداوري بلحاظ القسم الأول وليس بتام عندنا بناء على أن تفسير القمي لا يفيد التوثيق في كلا القسمين خلافا للسيد الخوئي "رحمه الله".

الخامس ما ذكره ابن بسطام في طب الأئمة وكتاب طب الأئمة اتضح أنه لم يصل إلينا بطريق صحيح ولا حجية له وقد بحثناه فيما سبق من أن المفضل كان بابا لأبي عبد الله “عليه السلام”.

يقول الشيخ الداروي إلا أنا قد ذكرنا فيما تقدم أن هذا الكتاب وإن ذكره صاحب الوسائل وعده من الكتب الواصلة إليه إلا أن الطريق إليه غير معتبر إذن هذا ليس بتام.

السادس ابن طاووس في كتاب الأمان وأبن طاووس من المتأخرين ولا عبرة بتوثيقاته هذا من ناحية كبرى من ناحية صغرى الاستدلال بأن أبن طاووس أوصى أبنه باصطحاب كتاب توحيد المفضل وهذه التوصية لا تفيد توثيق المفضل وإنما تدل على علو مضامين كتاب المفضل.

السادس إن أبن طاووس في كتاب الأمان أوصى أبنه باصطحاب كتاب المفضل بن عمر الذي رواه عن الصادق “عليه السلام” وقال لابنه في كتاب المحجة أنظر كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه الصادق “عليه السلام” فيما خلق الله "عز وجل" من الآثار وفي آخر كتاب المفضل ذكر أن الإمام “عليه السلام” وضع يده على صدر المفضل وقال أحفظ بمشيئة الله فخر مغشيا عليه فلما أفاق المفضل قال له الإمام الصادق كيف ترى نفسك؟ فقال استغنيت بمعونة مولاي وتأييده عن الكتاب الذي كتبه وصار ذلك بين يدي كأني أقرأ من كفي إلى أن قال “عليه السلام” للمفضل فأنت منا بالمكان الرفيع وموضعك من قلوب المؤمنين موضع الماء من الصدئ إلا أن هذا الوجه لا ينهض دليلا أولا إن أبن طاووس في عداد المتأخرين وثانيا إن الرواية وإن كان فيها دلالة على جلالة قدر المفضل إلا أن رواها هو المفضل نفسه إذن الوجه الخامس ليس بتام.

الثالث لم يتم توثيق أبن شهر آشوب الرابع لم يتم تفسير القمي، الخامس طب الأئمة لم يتم، السادس كتاب الأمان أيضا لم يتم.

السابع رواية الأجلاء عنه مثل ابن أبي عمير ومحمد بن مسلم وجعفر بن بشير ويونس بن عبد الرحمن وعثمان بن عيسى والحسن بن محبوب وغيرهم[7] وهذا ليس بتام أيضا إلا أن رواية أبن أبي عمير ومحمد بن مسلم في غير الكتب الأربعة هنا رواية الأجلاء ليس بتام ولكن رواية محمد بن أبي عمير تفيد التوثيق هذا الوجه يكون تام من هذه الجهة إلا إذا خصصنا توثيق من يروي عنه أبن أبي عمير إذا كان في الكتب الأربعة ولكن لا وجه لهذا التخصيص فيتم هذا الوجه، إلى هنا تم الوجه الأول والثاني والسابع، السابع في خصوص رواية أبن أبي عمير عنه.

الثامن إن أبن الوليد لم يستثنه من كتاب نوادر الحكمة وقلنا إن عدم الاستثناء دليل على التوثيق هذا الوجه تام بناء على مبنانا ومبنى الشيخ الداوري وليس بتام بناء على مبنى السيد الخوئي "رحمه الله".

المبنى التاسع الروايات الكثيرة هذه الروايات كلها ضعيفة إلا رواية واحدة عن الكافي الشريف بناء على مبنى السيد الخوئي أو ثلاث روايات بناء على مبنى الشيخ الداوري.

التاسع الروايات الكثيرة الواردة في مدحه فقد أورد الكشي في رجاله سبعة عشر رواية منها ثلاث روايات ذكرها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة كما أشرنا إلى ذلك وأضاف المحدث النوري ثمان روايات سبعة عشر رواية وثمان روايات خمسة وعشرين رواية وقد تصل إلى ستة وعشرين رواية، يقول الشيخ الداوري وأكثر هذه الروايات ضعيفة السند وبعضها ينتهي إلى نفس المفضل نعم بعض هذه الروايات صحيح السند ومنها:

الرواية الأولى عن هشام بن أحمر قال دخلت على أبي عبد الله “عليه السلام” وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل على صدره فابتدأني قبل ما أسأله الإمام الصادق قال نعم والله الذي لا إله إلا هو المفضل بن عمر الجعفي حتى أحصيت نيفا وثلاثين مرة يقول ويكررها إنما هو والد بعد والد[8] هذه الرواية الكشي أوردها بسند والشيخ الطوسي أوردها بسند آخر في كلا السندين يوجد أسد بن أبي العلا وهو لم يذكر بمدح السيد الخوئي ذكر رواية الكشي وفيها عن هشام بن أحمد لكن في نسخة الكشي الموجودة عندنا فيها هشام بن أحمر وهو الصحيح إذ لا وجود لهشام بن أحمد بين الرجال فما نقله السيد الأستاذ السيد الخوئي إما سهوا من قلمه الشريف أو من النسخة التي اعتمد عليها هذه الرواية ضعيفة سندا

ومنها ما رواه الكشي عن محمد بن مسعود هنا ضعيفة بمحمد بن مسعود إلى أن يقول حدثني موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن “عليه السلام” ـ الإمام الكاظم ـ يقول لما أتاه موت المفضل بن عمر قال "رحمه الله" كان الوالد بعد الوالد أما أنه قد استراح[9]

نظير هذه الرواية ما رواه عيسى بن سليمان عن أبي إبراهيم ـ الإمام الكاظم ـ قال قلت جعلني الله فداك خلفت مولاك المفضل عليلا فلو دعوت له فقال رحم الله المفضل قد استراح يعني كان عيسى بن سليمان يعرف أن المفضل مريض الإمام يقول له استراح مات، رحم الله المفضل قد استراح قال فخرجت إلى أصحابنا فقلت لهم قد مات والله المفضل، الإمام الصادق كان في المدينة قال ثم دخلت الكوفة وإذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيام[10] هذه الرواية ضعيفة السند.

ومنها ما رواه عن محمد بن مسعود ضعيفة بمحمد بن مسعود إلى أن يقول قال أبو عبد الله لمحمد بن كثير الثقفي ما تقول في المفضل بن عمر قال ما عسيت أن أقول فيه ولو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كستيجا لعلمت أنه على الحق بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول قال "رحمه الله" لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي هذان الاثنان كانا يواجهان المفضل بن عمر فقلت لهما لا تفعلان فإني أهواه فلم يقبلاه فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعلا فلا غفر الله لهما أم أني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي ولقد كان[11] إلى آخر الرواية، الرواية ضعيفة السند.

ومنها ما ذكره الكشي قال نصر بن الصباح رفعه هذه الرواية طويلة الخلاصة فيها نفس الشيء ورد هذان الاسمان حجر بن زائدة وصاحبه يستفاد منها أن المفضل بن عمر كان كريما واسع الصدر ويدعوهم إلى مائدته الرواية ضعيفة السند.

ومنها ما رواه عن حمدويه بن نصير أيضا ضعيفة بحمدويه عن محمد بن حبيب في المعجم محمد بن حريز قال حدثني بعض أصحابنا من كان عند أبي الحسن “عليه السلام” جالسا الرواية مرسلة من الذي حدثه لا ندري ضعيفة السند، فلما نهضوا قال لهم القوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا يعني جددوا العهد به فلما نهض القوم التفت إلي وقال يرحم الله المفضل إن كان ليكتفي بدون هذا[12] يعني المفضل كان يقبل كلامنا ولا يحتاج مزيد عناية هذه رواية مروية عن الإمام الكاظم “عليه السلام”.

ومنها ما رواه محمد بن قولويه إلى أن يقول عن خالد بن نجيح الجوان قال قال لي أبو الحسن ما تقولون في المفضل بن عمر قلت يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم بأمر صاحبكم قال ويلهم يعني هؤلاء الغلاة هكذا يقولون الإمام يدافع عنه قال ويلهم ما أخبث ما انزلوه ما عندي كذلك وما لي فيهم مثله[13] يعني ما عندي واحد مثله عندهم

ومنها ما رواه عن علي بن محمد قال حدثني سلمة بن الخطاب عن علي بن حسن عن موسى بن بكر قال كنت في خدمة أبي الحسن “عليه السلام” الإمام الكاظم ولم أكن أرى شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل بن عمر[14] يعني يأتي بالأموال هو كان وكيل للإمام ولما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه ويقول أوصله إلى المفضل هذه تدل على وثاقته الإمام ما يستلم الأموال ويوصله إلى المفضل.

الرواية الأخيرة أوردها الشيخ في كتاب الغيبة كما أورد رواية أخرى وهي عن هشام بن أحمر قال حملت إلى أبي إبراهيم “عليه السلام” إلى المدينة أموالا فقال ردها وادفعها إلى المفضل بن عمر المفضل في الكوفة فرددها إلى جعفي ـ المفضل بن عمر الجعفي ـ وحفظتها على باب المفضل.[15]

الرواية الأخرى عن محمد بن سنان دخلت على أبي الحسن قبل أن يحمل إلى العراق بسنة وعلي أبنه بين يديه فقال لي يا محمد فقلت لبيك قال إنه سيكون في هذه السنة حركة إلى أن قال يا محمد إن المفضل كان أنسي ومستراحي[16] تدل على قربه من الإمام ومنها ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبن سنان هذه ضعيفة بابن سنان عن المفضل ومروية عن المفضل فلا تقبل قال أبو عبد الله إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعا فافتدها بمالي الإمام يعتمد عليه في أن يصلح بين الشيعة ودفع الفدية في المنازعة بين الشيعة.

وروى محمد بن يحيى عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب هذه الرواية صحيحة السند، هذه الرواية الوحيدة التي يصححها السيد الخوئي تامة السند لكن دلالتها لا تدل على التوثيق لكن فيها مدح يقول يونس بن يعقوب وهو من الأجلاء قال أمرني أبو عبد الله “عليه السلام” ـ الإمام الصادق ـ أن آتي المفضل وأعزيه بإسماعيل يعني بعد وفاة إسماعيل أبن الإمام الصادق قال أنت الآن عزيتني أذهب وعزي المفضل هذه دلالة على جلالة قدره وقربه، قال أمرني أبو عبد الله “عليه السلام” أن آتي المفضل وأعزيه بإسماعيل وقال أقرأ المفضل السلام، الإمام الصادق كان في المدينة والمفضل كان في الكوفة والإمام يقول ليونس بن يعقوب أذهب إلى الكوفة وعزي المفضل وقال أقرأ المفضل السلام وقل له إنا قد أصبنا بإسماعيل فصربنا فاصبر كما صبرنا إنا أردنا أمرا يعني كان ما بدا لله في شيء كما بدا له في ابني إسماعيل كان إسماعيل هو الإمام بعد الإمام الصادق يعني يشاع هذا حتى الله "عز وجل" يحفظ الإمام موسى بن جعفر من القتل.

إنا أردنا أمرا وأراد الله "عز وجل" أمرا فسلمنا لأمر الله "عز وجل"[17] هذه الرواية الوحيدة صحيحة السند.

وروى ـ الكليني ـ عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه هذه الرواية مرسلة إلا إذا بنينا على صحة جميع أحاديث الكافي كما هو مبنى الإخباريين تكون كل هذه الروايات صحيحة السند.

الرواية الأخيرة من الكافي عن المفضل بن عمر قال قال لي أبو عبد الله “عليه السلام” ـ هذه الرواية عن المفضل فلا تقبل ـ أكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم.[18]

في الهامش

بقيت روايتان ذكرهما الكشي في رجال الحاشية رقم 4 صفحة 430 الرواية الأولى عن صفوان قال بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري لأبي الحسن الحيتان ـ الأسماك ـ فيأخذ رؤوسها ويبيعها ويشتري بها حيتانا شفقة عليه[19] هذا يدل على مدى محبته للإمام الكاظم “عليه السلام”.

الرواية الثانية حدثني محمد بن مسعود إلى أن يقول عن خالد الجوان قال كنت والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة وقد تكلمنا في الربوبية قال فقلنا مروا إلى باب أبي عبد الله “عليه السلام” حتى نسأله ـ الإمام الصادق ـ قال فقمنا بالباب قال فخرج إلينا وهو يقول بل عباد مكرم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون[20] هذه الرواية فيها مدح السيد الخوئي "رحمه الله" يقول الشيخ الأستاذ الداوري وقد جعل السيد الأستاذ هذه الرواية لا مادحة ولا ذامة ولكن لا ندري كيف لا تكون مادحة إذا كان المراد تطبيق الآية الشريفة على المفضل وزملائه بل عباد مكرمون يعني أنتم عباد مكرمون نعم إذا كان في المقام قرينة على أن كلامهم في الربوبية يشتمل على نسبتها إلى الأئمة فتخرج الرواية عن كونها مادحة إلا أنها واردة في مقام بيان حالهم عليهم السلام وأنهم عباد لله يعني لأنهم أتوا يسألون الإمام عن المقامات بل عباد مكرمون ليس المراد تطبيقها على المفضل وأصحابه بل تطبيقها على الإمام الصادق والأئمة يعني نحن عباد مكرمون ونزهونا عما تقولون بناء على هذا لا تكون الرواية مادحة ولعل السيد الخوئي هكذا فهم فلذلك قال لا مادحة ولا ذامة.

قال الكشي إسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع

والحاصل صفحة 431 إن هذه الروايات إما دالة أو مؤيدة لما عليه المفضل بن عمر من الوثاقة والجلالة والمنزلة عند الأئمة

وقد ذكر المحدث النوري ثمان روايات أخرى وهي وإن كان أكثرها لا دلالة فيها على الوثاقة إلا أنه يستفاد من بعضها براءة المفضل بن عمر من نسبته إلى الخطابية أتباع أبي الخطاب وكان من المغاليين والإمام لعنه (لعن الله أبا الخطاب)، هذا تمام الكلام في الوجوه التي استدل بها على توثيق المفضل بن عمر.

وأما ما استدل به على ضعفه

فلندقق فيها هل يمكن حملها على التضعيف من جهة الغلو والخطابية كما استفاد ذلك شيخنا الأستاذ الداوري أو لا إن بعضها صحيح السند وتام الدلالة ولا يمكن حمله على التضعيف من جهة الخلو وفساد العقيدة فيقال فيه ما قال فيه السيد الخوئي يرد علمها إليهم صلوات الله عليهم لأن هذه الروايات لا تكافئ الروايات الكثيرة المادحة.

وأما ما استدل به على ضعفه فأمور:

الأول ما ذكره النجاشي في ترجمته قال كوفي فاسد المذهب مضطرب الرواية لا يعبئ به وقيل إنه كان خطابيا وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها وإنما ذكرناه للشرط الذي قدمناه إلى أن يقول والرواة له مضطرب الرواية[21] الحق والإنصاف عبارة النجاشي يمكن أن يستظهر منها ما ذهب إليه الشيخ الداوري أن التضعيف من جهة الغلو والخطابية.

الثاني ما ذكره ابن الغضائري قال ضعيف متهافت مرتفع القول خطابي وقد زيد عليه شيء كثير وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما ولا يجوز أن يكتب حديثه[22] كلام أبن الغضائري أيضا ظاهر فيما أفاده الشيخ الداوري “حفظه الله” على أننا لا نقبل تضعيفات ابن الغضائري كما عليه السيد الخوئي والشيخ الأستاذ الداوري.

الثالث ما ذكره الكشي من أنه سأل أبا النضر محمد بن مسعود عن جماعة منهم إسحاق بن محمد البصري قال إلى أن يقول وأما أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري فإنه كان غاليا وصرت إليه إلى بغداد لاكتب عنه وسألته كتابا أنسخه؟ يعني أريد كتاب لكي انسخه فاخرج إلي أحاديث المفضل بن عمر في التفويض فلم أرغب فيه[23] هنا واضح أنه عدم الرغبة فيه من جهة التفويض يعني أن الله فوض إلى الأئمة هذا ما يذهب إليه بعض الغلاة هنا أيضا الطال إذن إنصافا الوجوه الثلاثة تامة مؤيدة لاستظهار الشيخ الداوري وفيه إشعار بترك رواية المفضل بن عمر.

الرابع ما أورده الكشي من الروايات الذامة وهي تسع روايات وبعضها معتبر، إذن تسع روايات في مقابل ستة وعشرين رواية منها ما رواه عن جبرائيل بن أحمد قال حدثني محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله “عليه السلام” يقول للمفضل بن عمر الجعفي يا كافر يا مشرك ما لك ولأبني يعني إسماعيل بن جعفر ـ ابن الإمام الصادق ـ وكان منقطعا إليه يعني إسماعيل منقطعا إلى المفضل يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعد[24] رجال الكشي هذا واضح الطعن من جهة الخطابية هذا أيضا موافق لكلام الشيخ الداوري.

ومنها ما رواه الكشي عن حمدويه بن نصير إلى أن يقول عن إسماعيل بن جابر قال قال أبو عبد الله “عليه السلام” أنت المفضل وقل له يا كافر يا مشرك ما تريد إلى أبني؟ تريد أن تقتله؟[25] هذه الرواية موافقة للسابقة الطعن من جهة الغلو وأنه يريد أن يجعل إسماعيل وهو من الأجلاء ومات وهو على خير.

ومنها ما رواه عن الحسين بن بندر القمي هذا في الكشي لكن إذا نراجع المعجم الحسين بن علي بندار القمي إلى أن يقول عن عبد الله بن مسكان قال دخل حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة الأزدي على أبي عبد الله “عليه السلام” فقالا له جعلنا فداك إن المفضل بن عمر يقول إنكم تقدرون أرزاق العباد فقال والله ما يقدر أرزاقنا إلا الله ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت إلى الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي لعن الله وبرء منه قالا أفتلعنه وتتبرأ منه قال نعم فلعناه وأبرئا منه برء الله ورسوله منه[26] هنا قد يستفاد منها ما ذهب إليه شيخنا الأستاذ الداوري من أنه تفويض أرزاق العباد إلى الأئمة ولكن قد يقوى ما استفاده السيد الخوئي الإمام يلعنه ويبرأ منه فقد يكون يلعنه ويبرأ منه لكي يحميه خصوصا أن هذين حجر بن زائدة وعامر بجذاعة الازدي كانا ضد المفضل بن عمر ولم ينكفئا وأحد الأصحاب أخبر الإمام كما في رواية متقدمة فهنا يقوى وجه السيد الخوئي يرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" فلعل الإمام دافع عنه وحماه.

ومنها ما رواه عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير قال الكشي وذكرت الطيارة الغالية ـ الغلو ـ في بعض كتبها عن المفضل إذن هذا ضعيف السند منهم وأي هذه الكتب، أنه قال لقد قتل مع أبي إسماعيل يعني أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأى وهلل بنبوته وإن المفضل قال أدخلنا على أبي عبد الله ونحن أثنى عشر رجلا قال فجعل أبو عبد الله يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي وقال لبعضنا السلام عليك يا نوح وقال لبعضنا السلام عليك يا إبراهيم وكانا آخر من سلم عليه وقال السلام عليك يا يونس ثم قال لا تخاير بين الأنبياء إذن واضح هذه رواية فيها غلو ومصدرها ضعيف والرواية طويلة فيها كلام فيه غلو وهي ضعيفة السند.

ومنها ما رواه عن حمدويه ... عن إسماعيل بن عامر قال دخلت على أبي عبد الله “عليه السلام” فوصفت له الأئمة حين انتهيت إليه قلت وإسماعيل من بعدك؟ فقال أما ذا فلا قال حماد فقلت لإسماعيل وما دعاك إلى أن تقول وإسماعيل من بعدك؟ قال أمرني المفضل بن عمر[27] يعني المفضل بن عمر كان يؤيد أن يكون إسماعيل ابن الإمام الصادق إماما بعد الإمام الصادق

وهذه الروايات الذامة ضعيفة السند إلا روايتان أو ثلاث ثم إن السيد الأستاذ السيد الخوئي ذهب إلى أن ما صح من الروايات الذامة لابد من رد علمها إلى أهلها فإنها لا تعارض الروايات المادحة لكثرتها وتضافرها أولا وثانيا واشتمالها على ما هو الصحيح سندا بحيث لا يبعد دعوى العلم بصدورها عن المعصومين "عليهم السلام" إجمالا[28] ومنشأ الدعوى العلم بالصدور إجمالا هو كثرتها بالغ حد الاستفاضة إن لم يكن هناك تواتر، هذا من جهة الروايات.

الشيخ الداوري يناقش يقول أما تضعيف ابن الغضائري فلا اعتبار به لأنه ممن يبادر إلى التضعيف مضافا إلى عدم ثبوت نسبة كتابه إليه يعني ننكر الصغرى والكبرى وأما تضعيف النجاشي فهو راجع إلى مذهب المفضل وعقيدته ولعل نسبة فساد المذهب إليه لاتهامه بالغلو ولهذا قال النجاشي وقيل أنه خطابي وذكر الكشي كما في الرواية الأولى من روايات الذم ثم رجع بعد

وهكذا بالنسبة إلى اضطرابه في الرواية صحيح كلها مؤيدات لما ذهب إليه الشيخ الأستاذ الداوري

ثم إن تضعيف النجاشي يعارضه توثيق المفيد وعدة من الفقهاء الصالحين هم خاصة أبي عبد الله وبطانته وعده يعني تضعيف النجاشي يعارضه توثيق الشيخ المفيد وعد الشيخ المفيد للمفضل بن عمر من الفقهاء الصالحين هم خاصة أبي عبد الله “عليه السلام” وبطانته كما تقدم وكلام المفيد مقدم على كلام النجاشي لاعتضاد كلام المفيد بالروايات الكثيرة المادحة

والحاصل إن تضعيف النجاشي إما أن يكون مرجوحا أو يحمل على أنه من جهة الغلو لا مطلقا لا التضعيف من جهة شخصه ورواياته بل من جهة خصوص دعوى الغلو وحينئذ تكون الوجوه المادحة سليمة عن المعارضة فيحكم بوثاقة المفضل بن عمر ولكن ما ذكره السيد الأستاذ السيد الخوئي قدس بالنسبة إلى الروايات محل تأمل الإنصاف لا تأمل فيها يقول وذلك لأن عدد الروايات المادحة وإن كان كثيرا وقد يبلغ إلى ستة وعشرين رواية إلا أنها كلها ضعيفة والصحيح منها على مبنى السيد الأستاذ قدس رواية واحدة وهي رواية الكليني عن محمد بن يحيى عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب الواردة في تعزية الإمام “عليه السلام” للمفضل في وفاة إسماعيل أبن الإمام الصادق “عليه السلام” ودلالتها على الوثاقة محل نظر نعم فيها إشعار بالمنزلة والمكانة وشدة العلاقة بين الإمام “عليه السلام” وبين المفضل، هذه الرواية وردت صفحة 430 الفقرة الثانية، أمرني أبو عبد الله “عليه السلام” أن أتي المفضل وأعزيه بإسماعيل وقال أقرأ المفضل السلام وقل له إنا قد أصبنا بإسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا إنا أردنا أمرا وأراد الله "عز وجل" أمرا فسلمنا لأمر الله "عز وجل"[29] هذه لا تفيد التوثيق ولكن تفيد أنه رجل من المقربين للإمام كيف لا تفيد التوثيق الإمام يخص يسلم على فلان ويقول له نحن صبرنا وأنت أيضا اصبر فهذه تدل على ما هو أرفع من الوثاقة ليس مجرد ثقات.

الآن إذا أنت فجعت بحبيبين وترسل شخص إلى شخص في بلاد نائية وقل له نحن قد فجعنا بولدنا ونحن صبرنا أنت أيضا اصبر هذا يدل على أنه مقرب منك وجليل القدر عندك كيف ما تفيد التوثيق تفيد ما هو أرفع من التوثيق تكون تامة سندا ودلالة كلام السيد الخوئي تام.

وأما بقية الروايات فعلى مبناه السيد الخوئي "قدس" ضعيفة ففي بعضها محمد بن سنان وهو يرى ضعفه الشيخ الداوري يرى وثاقته وفي بعضها إرسال من أبن أبي عمير وهو لا يرى صحة مراسيله الشيخ الداوري يرى صحة المراسيل كما أن في بعضها لم يرد التوثيق في رواتها فالروايات ضعيفة السند الروايات الموثقة والمادحة، إذن إلى هنا اعلم السيد الخوئي الروايات الذامة يرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم".

شيخنا الأستاذ الداوري يقول وأما على ما نذهب إليه فعدد الروايات المعتبرة يبلغ ثلاث روايات فما أفاده السيد الأستاذ "رحمه الله" من دعوى العلم بالصدور إجمالا وضرورة رد علم الروايات الذامة إلى أهلها وحملها على ما حملت عليه الروايات الذامة لزرارة ومحمد بن مسلم محل إشكال الجواب ليس محل إشكال من كلا الجهتين الجهة الأولى العلم بالصدور إجمالا لكثرة الروايات ثانيا يرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" لأنه لا يمكن توجيهها فقط بأن الطعن من جهة الغلو بل فيها بعض الأمور من لعن وبراءة قد تكون لنكتة لا نعلمها فنرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم".

يقول محل إشكال وذلك لأن الروايات الذامة وإن كان عددها تسعا إلا أنها تشتمل على الصحيح سندا فيقع التعارض قطعا بين الروايات السيد الخوئي يصرح أن هناك تعارض لكن يرفع هذا التعارض برد الروايات الذامة إليهم "صلوات الله عليهم" فعلى مبناه "رحمه الله" يكون الجمع بما ذكره بضميمة تضعيف النجاشي مشكلا جدا الجواب الجمع الذي ذكره السيد الخوئي تام جدا وليس مشكلا والذي نذهب إليه ـ الشيخ الداوري ـ أن الأصح في الجمع بين الطائفتين من الروايات هو أن التضعيف إنما كان من جهة نسبته إلى الغلو والنسبة إلى الغلو لا يوجب تضعيف المفضل بن عمر من جهة الحديث والرواية فما ورد من التضعيفات والروايات الذامة يرجع إلى مذهبه، الجواب هذا تام بنحو الموجبة الجزئية لا بنحو الموجبة الكلية يعني بعض الروايات يمكن توجيهه أما الروايات الأخرى ما صدر من لعن وبراءة وما شاكل ذلك قد تكون لنكتة خفيت علينا فيرد علمها إليهم "صلوات الله عليهم" وما أورد من التوثيقات والروايات المادحة يرجع إلى وثاقته وصحة حديثه نعم قد يقع التعارض بالنسبة إلى مذهبه ولا يعنينا أمر تحقيقه وإن كنا نرجح أنه رجع إلى الاستقامة كما هو الحال في محمد بن سنان ولكن لا يضر بالمقام يعني شيخنا الأستاذ الداوري يستظهر أن محمد بن سنان والمفضل بن عمر مر بفترة من الغلو والخطابية وما شاكل ذلك ثم رجع

والحاصل النتيجة النهائية إن المفضل بن عمر ثقة في حديثه ولا إشكال فيه والله العالم.

الثالث عشر المعلى بن خنيس

والرابع عشر محمد بن إسماعيل هذان بقيا يعني آخر شخصين يأتي عليهما الكلام.

 


[1] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج19، ص315.
[2] الإرشاد، الشيخ المفيد، ج2، ص216.
[3] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج7، ص361.
[4] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج19، ص319.
[5] مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية، ابن شهرآشوب، ج3، ص438.
[6] تفسير القمي‌، القمي، علي بن ابراهيم، ج1، ص28.
[7] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج19، ص315.
[8] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص614.
[9] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص612.
[10] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص621.
[11] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص612.
[12] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص620.
[13] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص620.
[14] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص620.
[15] الغيبة، الشيخ الطوسي، ج1، ص347.
[16] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص797.
[17] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص92.
[18] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج1، ص52.
[19] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج1، ص621.
[20] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص619.
[21] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص416.
[22] مجمع الرجال‌، القهپائي، عنايةالله‌، ج6، ص131.
[23] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص813.
[24] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص612.
[25] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج19، ص323.
[26] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص615.
[27] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص618.
[28] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج19، ص329.
[29] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص92.