الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/09/27

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: البحث في حال محمد بن سنان

 

الحادي عشر محمد بن سنان

والأقوال فيه ثلاثة، التوثيق والتضعيف والتوقف فهو ممن اختلفت فيه الأقوال مدحا وقدحا وتوقفا فيه وقد اتفق له ما لم يتفق لغيره فتضاربت فيه أقوال الرجالي الواحد كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي والعلامة الحلي إذ توقف فيه العلامة تارة ومدحه تارة أخرى كما أن المفيد والشيخ الطوسي قد وثقاه تارة وضعفاه تارة أخرى والمشهور ضعفه وذهب السيد الأستاذ السيد الخوئي "رحمه الله" إلى ما عليه المشهور[1] من تضعيفه معجم رجال الحديث جزء 17 صفحة 169.

وقد روى محمد بن سنان في الكتب الأربعة في أكثر من ألف مورد فقد جاء وورد بعنوان محمد بن سنان في سبعمائة واثنين وتسعين موردا[2] وجاء بعنوان أبن سنان في أربعمائة وسبعة واربعين موردا وأبن سنان مردد بين شخصين محمد وعبد الله والفارق بينهما في الطبقة فعبد الله بن سنان في طبقة أصحاب الإمام الصادق “عليه السلام” ولا إشكال في وثاقته وجلالة قدره فعبد الله بن سنان من العظماء وأما محمد بن سنان فهو من طبقة أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد “عليهم السلام” وقد اختلف فيه فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه ومنهم من توقف فيه.

الشيخ الداوري أيده الله مال إلى توثيقه والسيد الخوئي "رحمه الله" مال إلى تضعيفه وسيتضح من صميم البحث أننا نتوقف فيه فهو قد تعارض فيه الجرح والتعديل والتوثيق والتضعيف فيتعارض التوثيق مع التضعيف فيتساقطان فتكون النتيجة جهالة محمد بن سنان عندنا فلا نعمل برواياته هذه خلاصة النتيجة.

أما تفصيلها

فإن الكلام يقع في مقامين:

المقام الأول في وثاقة محمد بن سنان وعدمها

المقام الثاني في قبول رواياته فسواء وثقناه أو ضعفناه هل يمكن قبول روايات محمد بن سنان وهي قد تربوا على الألف أو لا.

أما الجهة الأولى وهي وثاقة محمد بن سنان فقد استدل بعدة وجوه على التوثيق وقد استدل أيضا بعدة وجوه على التوثيق قدم الشيخ الداوري "أيده الله وحفظه" وجوه القدح والتضعيف وهي خمسة وجوه وفي مقابلها ذكر الوجوه التي يمكن أن يستدل بها على وثاقته وهي عبارة عن ثمانية وجوه من هذه الوجوه الثمانية التي قد يستدل بها على توثيقه نهض منها ثلاثة أدلة على توثيقه بحسب نظر أستاذنا سماحة آية الله الشيخ مسلم الداوري فالوجوه الثمانية التي استدل بها على توثيق محمد بن سنان لم يتم منها خمسة وجوه وتم منها ثلاثة وجوه وهي خصوص الوجه الثاني والخامس والسادس فيكون توثيقه تاما إلا أن توثيقه معارض ببعض الوجوه التي ذكرت في قدحه وتضعيفه فيتعارض الجرح والتعديل إلا أن الشيخ الداوري يستظهر من الوجوه التي استدل بها على تضعيف محمد بن سنان أنه ضعف بسبب تهمة الغلو والارتفاع وبالتالي لا يكون التضعيف لنفسه هو وبلحاظ وثاقته وإنما يكون التضعيف من جهة الغلو والارتفاع وفساد العقيدة لا يستلزم القدح في الوثاقة فالمراد بالتوثيق هو عبارة عن عدم تعمد الكذب فالثقة لا يتعمد الكذب وإنما يكون صادقا سواء كان مذهبه حقا أو كان مذهبه باطلا فتكون النتيجة النهائية بنظر أستاذنا سماحة الشيخ الداوري "أيده الله" أن ثلاثة وجوه موثقة لمحمد بن سنان تتعارض مع الوجوه المضعفة له من جهة عقيدته ولا تعارض في البين فنحمل التضعيف على بيان فساد العقيدة فتكون أدلة التوثيق بلا معارض فتكون النتيجة وثاقة محمد بن سنان، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى وهي توثيق محمد بن سنان بنظر شيخنا الأستاذ الداوري.

وأما النقطة الثانية قبول رواياته فبناء على توثيقه تقبل رواياته وأما بناء على تضعيفه فإنه يقول أيضا يمكن الاعتماد عليها لأن كتب محمد بن سنان كثيرة ومشهورة ككتب الحسين بن سعيد الأهواز والشيخ الطوسي "رحمه الله" قال وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها وله كتاب النوادر وجميع كتبه إلا ما فيها تخليط أو غلو أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة عن أبي جعفر بن بابويه عن أبي إلى آخره فعبارة الشيخ الطوسي تحتمل وجهين:

الوجه الأول أن الشيخ الطوسي قد روى جميع روايات محمد بن سنان إلا ما فيها من تخليط أو غلو فتكون النتيجة أن جميع ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيبين وغيرهما عن محمد بن سنان إنما هو من كتب محمد بن سنان التي ليس فيها غلو أو تخليط وبالتالي تقبل جميع روايات محمد بن سنان أما من جهة السند فلاشتهار روايتها ككتب الحسين بن سعيد الاهوازي فلا تحتاج إلى طريق وأما من جهة المضمون فلأن الشيخ الطوسي نص أنه لا يروي عن محمد بن سنان إلا الروايات التي ليس فيها غلو أو تخليط هذا الفهم الأول.

الفهم الثاني أن نحمل كلام الشيخ الطوسي أخبرنا بجميع كتبه ورواياته على أنها جملة استئنافية فعبارة الشيخ الطوسي عبارة عن عبارتين مستقلتين تماما العبارة الأولى يقول فيها كتب محمد بن سنان ككتب الحسين بن سعيد لكن ليست ككتب محمد بن سنان وإنما كتب محمد بن سنان التي ليس فيها غلو أو تخليط هذه مشهورة ككتب الحسين بن سعيد هذا مفاد الجملة الأولى.

الجملة الثانية أخبرنا بجميع كتبه ورواياته تشمل الجميع، جميع كتبه سواء ما كان فيها غلو أو تخليط أو ما لم يكن فيها فبناء على هذا الفهم لا يمكن قبول جميع روايات محمد بن سنان لأننا لا ندري هل الشيخ الطوسي ذكر التي فيها غلو أو تخليط أو لا فلابد من النظر في مضمونها والتدقيق فيه، هذا نص عبارة الشيخ الطوسي الآن نقرأها بناء على الفهمين صفحة 420 نهاية البحث.

قال الشيخ الطوسي وكتبه ـ محمد بن سنان ـ مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها وله كتاب النوادر وجميع كتبه إلا ما فيها تخليط أو غلو. الآن جملة استئنافية هذا الفهم الثاني يعني كتب الحسين بن سعيد مشهورة وكتب محمد بن سنان التي ليس فيها غلو أو تخليط مشهورة.

أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة عن أبي جعفر بن بابويه الشيخ الطوسي يروي جميع الكتب التي فيها غلو والتي ليس فيها غلو لمحمد بن سنان وأما بناء على الفهم الآخر فتكون الواو واو عاطفة هكذا وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها وله كتاب النوادر وجميع كتبه إلا ما فيها تخليط أو غلو أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة فتكون هذه الواو عاطفة إذا الواو عاطفة يعني الشيخ الطوسي يروي خصوص الروايات التي ليس فيها غلو أو تخليط ولعل الاحتمال الأول هو الصحيح أنها جملة استئنافية لأنه كرر مفردة الكتب مرتين قال وجميع كتبه إلا ما فيها تخليط أو غلو أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة كرر لفظ الكتب مرتين ولا أقل من الإجمال لا ندري هل الواو عاطفة أو استئنافية فلا يتم ما أفاده شيخنا الأستاذ الداوري فلا يمكن التعويل على رواياته لاحتمال أن الواو هي واو استئنافية فالشيخ الطوسي يذكر جميع الكتب والروايات وبالتالي فيها ما فيه تخليط وغلو وفيها ما ليس فيه فلا يمكن قبولها خلافا لشيخنا الأستاذ الداوري، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى والثانية بشكل موجز بناء على مبنى الشيخ الداوري “حفظه الله” ولكن سيتضح من خلال البحث أننا نبني على جهالة محمد بن سنان لأن الروايات الوادحة والروايات المضعفة تكاد تكون متكافئة أولا وثانيا هذا التضعيف منه ما هو ناظر إلى جهة الغلو والارتفاع ومنه ما هو ناظر إلى نفس محمد بن سنان فالطعن فيه والنص على أنه رجل ضعيف أو ضعيف جدا هذا طعن بالنسبة إلى نفس الشخص فيصعب أن تحمل هذا التضعيف على التضعيف من جهة فساد العقيدة وبالتالي لا يمكن الجمع بين التضعيف والتوثيق فتكون النتيجة هي التوقف بخلاف الترجمة القادمة الثاني عشر المفضل بن عمر فإنه أيضا قد تعارض التوثيق والتضعيف في حقه ولكن الروايات المادحة والموثقة للمفضل بن عمر حوالي ستة وعشرين رواية والروايات المضعفة للمفضل بن عمر حوالي ثمن روايات فالروايات المادحة أكثرا عددا وإن كان أكثرها ضعيف السند لكن هناك كثرة عددية قد توجب حصول الاستفاضة أو التواتر مما تؤدي إلى حصول الاطمئنان هذا أولا.

وثانيا الروايات القادحة والوجوه القادحة في المفضل بن عمر ليست ناظرة إلى نفسه فلم تنص على أنه كذاب وإنما كانت ناظرة إلى جهة الغلو والارتفاع والطعن في المذهب فيمكن في هذه الحالة حملها على أنها ناظرة إلى جهة الغلو أو يرد علمها إليهم صلوات الله عليهم فهي كالروايات التي تطعن في زرارة ومحمد بن مسلم على الرغم من جلالة قدرهما ومعروفيتهما لكن هناك روايات صدرت تقية لحفظ محمد بن مسلم وزرارة بن أعين فكذلك هناك روايات ظاهرها الطعن في المفضل بن عمر فتكون النتيجة توثيق المفضل بن عمر صاحب كتاب التوحيد فهو من خواص الإمام الصادق “عليه السلام” فتختلف النتيجة في المفضل بن عمر عن النتيجة في محمد بن سنان لذلك لابد أن نقرأ الوجوه المضعفة والوجوه المادحة ونركز على لب المطلب حتى نرى أنه هل يمكن الجمع كما جمع شيخنا الأستاذ الشيخ مسلم الداوري “حفظه الله” ووثق محمد بن سنان أم لا يمكن الجمع كما فعل السيد الخوئي "رحمه الله" فتكون النتيجة تضعيف محمد بن سنان أو لا أقل من التوقف كما نميل إليه.

الكلام في الجهة الأولى

الجهة الأولى توثيق محمد بن سنان أو تضعيفه والشيخ الداوري “حفظه الله” قدم الوجوه المضعفة لأن المشهور هو تضعيف محمد بن سنان، طبعا محمد بن سنان ضعفه أعلام الرجال وهم النجاشي، الشيخ الطوسي، الكشي هؤلاء الثلاثة أرباب الكتب الأربعة وأبن عقدة الزيدي وابن الغضائري بالإضافة إلى الروايات نقرأ هذه الوجوه بالمقدار الذي يهم.

الوجه الأول في تضعيفه ما ذكره الشيخ المفيد في رسالته العددية قال بعد أن أورد رواية فيها محمد بن سنان، قال وفي هذه الرواية محمد بن سنان وهو مطعون فيه لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه،[3] الشيخ الداوري يعلق وسيأتي ما يخالف هذا منه، الشيخ الداوري لا تختلف في تهمته هذه بالغلو وضعفه فيحمل التضعيف من جهة الغلو طبعا الأصل في العطف التأسيس وبالتالي وضعفه يعني تأسيس مطلب جديد لا أن التضعيف راجع إلى التهمة لكن الشيخ الداوري يستظهر أن التضعيف من جهة التهمة.

الثاني ما ذكره النجاشي في ترجمته إلى أن قال وقال أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة أنه روى عن الرضا “عليه السلام” قال وله مسائل عنه معروفة وهو رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به،[4] هذا وهو رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به احتمال كبير أنها عبارة ابن عقدة الزيدي والشيخ النجاشي ينقلها والجملة الأخيرة وهو رجل ضعيف إلى آخره من كلام أبن عقدة الزيدي كما هو ظاهر وإن كان يحتمل إنها من كلام النجاشي إلا أن الأقوى هو الأول أنها عبارة أبن عقدة فيكون التضعيف من أبن عقدة لا من النجاشي ويؤيده تعقيب الكلام بما نقله عن الكشي يعني أولا نقل النجاشي عن أبن عقدة الزيدي ثم نقل عن الكشي قال وقد ذكر أبو عمر في رجاله، إذن هذا المضعف الثاني أبن عقدة.

المضعف الثالث النجاشي نفسه وقال النجاشي في ترجمة مياح المدائني ضعيف جدا له كتاب يعرف برسالة مياح وطريقها أضعف منها وهو محمد بن سنان وهنا ورد التضعيف صراحة في كلام النجاشي،[5] كلام النجاشي ليس فيه إشارة إلى جهة الغلو إلا إذا قيل إن مياح لأنه مغال وقالوا هو مغال ضعيف والطريق إليه وهو محمد بن سنان أضعف من جهة الغلو وهذه تحتاج إلى جزم وضرس قاطع.

الثالث ما ذكره الشيخ في أكثر من موضع، الشيخ الطوسي في كتبه الأربعة ضعفه كتابين رجاليين الفهرست والرجال وكتابين فقهيين التهذيب والاستبصار يعني الشيخ الطوسي من بداية شبابه في التهذيب إلى أواخر عمره في الاستبصار كان على تضعيف محمد بن سنان فقد ذكره في الفهرست وقال محمد بن سنان له كتب وقد طعن فيه وضعف وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها وله كتاب النوادر فهو هنا وإن نسب التضعيف إلى غيره إلا أنه في كتاب الرجال ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الكاظم والرضا وضعفه في أصحاب الرضا قال محمد بن سنان ضعيف[6] لكن وثقه في أصحاب الجواد وذكره أيضا في التهذيب والاستبصار في مسألة المهر في باب النكاح فبعد أن أورد رواية فيها محمد بن سنان قال في طريق هذه الرواية محمد بن سنان ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا وما يستبد بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل عليه[7] وسيأتي خلاف ذلك عن الشيخ إن الشيخ الطوسي وثقه في أصحاب الإمام الجواد.

الشيخ الداوري يتمسك بقرينتين الأولى لفظ مطعون فيه، الثانية لا يعمل بما ينفرد بروايته هذا لا يعمل بما ينفرد بروايته ورد في كلام الشيخ الطوسي شيخ الطائفة وورد في كلام أبن عقدة الزيدي، الزيدية في الفقه قريبين من السنة الشوافع وفي العقائد الزيدية عندهم بعض الأفكار قريبة من السنة فيما يرتبط بالخلفاء وبالتالي قد يكون محمد بن سنان روى بعض الروايات التي قد يفهم منها شائبة الغلو كما لو روى روايات في مقامات الأئمة الذين لا يقول بهم الزيدية فيكون ابن عقدة الزيدي لا يعمل بالروايات التي يتفرد بها محمد بن سنان.

إلى هنا ذكرنا أقوال ثلاثة من أئمة الرجال وهم الشيخ النجاشي والشيخ الطوسي في كتبه الأربعة وأبن عقدة الزيدي يبقى الكلام في الرابع أبو عمر الكشي.

الرابع ما ذكره الكشي في مواضع ويذكر روايات هذه الروايات عددها ست وأكثرها ضعيف السند منها قال حمدويه ـ حمدويه ضعيف ـ كتبت أحاديث محمد بن سنان عن أيوب بن نوح وقال لا استحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان[8] هنا سيأتي ما هو وجه عدم استحلال رواية روايات محمد بن سنان.

الرواية الثانية وفي مورد آخر أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا ـ إلى حمدويه ـ فيه أحاديث محمد بن سنان فقال لنا ـ أيوب بن نوح ـ إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا فإني كتبت عن محمد بن سنان ولكن لا أروي لكم أنا عنه شيئا فإنه قال قبل موته كلما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية إنما وجدته[9] وهذا بعيد جدا يعني رواياته كثيرة كلها بالوجادة مع أنه عاصر ثلاثة من الأئمة الإمام الكاظم والرضا والجواد فيكون وجه عدم الاستحلال والذي يرويه حمدويه وأن أيوب بن نوح لا يستحل وأن هذه الروايات وصلت إلى محمد بن سنان وتحملها بالوجادة وجدها مكتوبة وتنسب إلى الإمام فهو لم يروي عن الإمام مباشرة قراءة عليه أو سماع منه أو مناولة، هذه الرواية الأولى والثانية ليست مروية عن المعصوم.

الرواية الثالثة ومنها ما ذكره عن محمد بن مسعود قال قال عبد الله بن حمدويه هذه الروايات الثلاث الأولى كلها ضعيفة بحمدويه سمعت الفضل بن شاذان يقول لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان وذكر الفضل في بعض كتبه إن من الكذابين المشهورين أبن سنان وليس بعبد الله[10] يعني المراد محمد بن سنان وليس عبد الله بن سنان الذي هو في طبقة الإمام الصادق فإنه جليل القدر فقيه عظيم الشأن بخلاف محمد بن سنان الذي هو من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد، إذن الأول من الأصحاب الذي لا يستحل الرواية عنه أيوب بن نوح، الثاني الفضل بن شاذان.

الرواية الرابعة ومنها ما ذكره عن أبي الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري وهي ضعيفة بابن قتيبة النيسابوري قال قال أبو محمد الفضل بن شاذان أروا أو في نسخة ردوا أحاديث محمد بن سنان عني وقال لا أحب وفي نسخة لا أحل لكم أن تروا أحاديث محمد بن سنان عني ما دمت حيا وأذن في الرواية بعد موته[11] والجملة الأخيرة وأذن في الرواية بعد موته كما يحتمل فيها أنها من الكشي يحتمل فيها أيضا أنها من الراوي فيكون من كلام الفضل يعني أبن قتيبة يروي يقول إن الفضل الشاذان أذن بعد موته هذه يستدل بها الشيخ الداوري يقول إذا كان ليس بثقة وضعيف فما هو وجه التفريق بين الرواية في الحياء والرواية بعد الموت ولكن مع فساد العقيدة يظهر الوجه أنه ما دمت حيا لا تنسبوني إليه وأنني رويت عنه شيئا وأما بعد موتي فهذا ليس بمطعن يمكن أن تروه عني

ومنها ما ذكره في ترجمة المفضل بن عمر قال بعد ذكر جماعة من الغلاة ومحمد بن سنان كذلك،[12] طبعا هذا سيأتي تخريجه أن أبن داود عنده نسخة أخرى من كتاب الكشي وموجود فيها الكذابين أربعة وليس فيهم محمد بن سنان شخص آخر مكان محمد بن سنان.

ومنها ما ذكره في ترجمة أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي وذكر الفضل في بعض كتبه من الكذابين المشهورين أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم[13] لكن في نسخة الكشي التي كانت موجودة عند أبن داود لا يوجد محمد بن سنان فإن قيل أن أسمه قد سقط كان الجواب أنه نص أن الكذابين أربعة وذكر أسماء أربعة وليس منهم محمد بن سنان وسيأتي أن الكشي أورد روايات مادحة لمحمد بن سنان.

الخامس ما ذكره ابن الغضائري قال ضعيف غال يضع لا يلتفت إليه[14] ولكن لا نبني على تضعيفات وتوثيقات ابن الغضائري وإن كان واضح أن التضعيف لعله من جهة الغلو وقال ابن الغضائري في ترجمة ذريح إن طريقه ضعيف لأن صاحب الكتاب قال وروى محمد بن سنان عن عبد الله بن جبلة الكناني عن ذريح وضعف هذا الطريق بمحمد بن سنان[15]

وقال ابن الغضائري في ترجمة زياد بن المنذر وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه[16] ـ عن زياد بن المنذر ـ هذا تمام الكلام في الوجوه المضعفة لمحمد بن سنان وواضح من كثير منها أن جهة التضعيف من جهة الغلو وفساد العقيدة لكن بعضها مطلق كقول النجاشي "رحمه الله" ضعيف جدا من دون أن يذكر جهة الغلو وهكذا بعض عبائر الشيخ الطوسي "أعلى الله مقامه الشريف" فإنه قد ضعفه إذن محمد بن سنان قد ضعف من قبل أئمة الفن وهم الشيخ النجاشي والشيخ الطوسي في كتبه الأربعة وأبن عقدة الزيدي والشيخ الكشي وأبن عقدة الزيدي هذا تمام الكلام في الوجوه الخمسة التي ضعف فيها محمد بن سنان.

وأما الوجوه الثمانية التي وثق فيها محمد بن سنان:

الوجه الأول عده الشيخ المفيد في الإرشاد ممن نص، طبعا أيضا من الذين ضعفوا المفيد يعني المفيد والنجاشي والشيخ الطوسي وابن عقدة الزيدي والكشي وابن الغضائري ستة من أئمة الفن والعمدة في ذلك كلام المفيد وهو معارض وكلام الشيخ الطوسي وهو معارض وأيضا العلامة الحلي لأنه من المتأخرين لا نقبل بتوثيقه وتضعيفه ولكن العمدة في التضعيف كلام المفيد والنجاشي والشيخ الطوسي وأبن عقدة الزيدي، هذا العمدة في التضعيف.

وأما ما استدل به على وثاقته

الأول عده الشيخ المفيد في الإرشاد ممن نص على أبي الحسن الرضا “عليه السلام” من أبيه الإمام الكاظم وأنه من خاصة الإمام الرضا وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته وكلام الشيخ المفيد في الإرشاد مناف لتضعيفه في الرسالة العددية يتعارضان يتساقطان.

الثاني عده الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة من الوكلاء الممدوحين[17] والشيخ الداوري يبني على أن الوكالة عن الإمام المعصوم تفيد التوثيق خلافا للسيد الخوئي فيكون هذا وجها لترجيحه إذن هو يقبل هذا الثاني ونحن نقبله إذن هذا الأول ليس بتام لأنه معارض فيسقط بالمعارضة الثاني تام لأن الوكالة عن المعصوم أمارة الوثاقة إذن الثاني تام عند الشيخ الداوري هذه الوجوه الثمانية ثلاث منها تام عند الشيخ الداوري.

الثالث وقوعه في إسناد تفسير علي بن إبراهيم القمي[18] والشيخ الداوري لا يقبل هذا الوجه لأنه ورد في القسم الثاني من تفسير القمي والشيخ الداوري لا يقبل القسم الثاني من تفسير القمي ونحن لا نقبل بأكمله لا القسم الأول ولا القسم الثاني إذن هذا الوجه ليس بتام.

الرابع رواية الأجلاء عنه مثل أيوب بن نوح والفضل بن شاذان ومحمد بن عيسى العبيدي ويونس بن عبد الرحمن ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والحسن والحسين أبني سعيد يعني الأهوازيين وغيرهم[19] ورواية الأجلاء لا تفيد التوثيق عند الشيخ الداوري وعندنا إذن هذا الوجه الرابع أيضا ليس بتام.

الخامس وردت في حقه عدة روايات عنهم “عليهم السلام” هذه الروايات قابلة للمناقشة أكثرها ضعيف السند وبعضها هو الذي يرويها في حق نفسه فلا يمكن قبولها ويذكر الشيخ الداوري ينقل هنا عدة من الروايات ومجموعها قرابة ثمان روايات.

طبعا أكثر هذه الروايات الموثقة له عن الإمام الجواد “عليه السلام” لذلك يستظهر الشيخ الداوري أن محمد بن سنان مر بفترة ارتفع ولذلك توجد رواية عن صفوان بن يحيى بياع السابوري وهو من أصحاب الإمام الكاظم والرضا يقول كاد أن يطير فقصصناه حتى لا يطير ولكنه رجع في فترة الإمام الجواد فيكون الروايات المضعفة له في فترة الإمام الكاظم والموثقة له في فترة الإمام الرضا والجواد "عليهما السلام".

الرواية الأولى ما أورده الشيخ الطوسي في الغيبة عن علي بن الحسين بن داود قال سمعت أبا جعفر الثاني “عليه السلام” ـ الإمام الجواد ـ يذكر محمد بن سنان بخير ويقول رضي الله عنه برضائي عنه فما خالفني وما خالف أبي قط[20] والرواية ضعيفة.

الرواية الثانية بسند صحيح ومنها ما رواه الكشي بسند صحيح عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي قال دخلت على أبي جعفر الثاني “عليه السلام” في آخر عمره فسمعته يقول جزا الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وذكريا بن آدم عني خيرا فقد وفوا لي ولم يذكر سعد بن سعد قال فخرجت فلقيت موفقا فقلت له إن مولاي ذكر صفوان ومحمد بن سنان وذكريا بن آدم وجزاهم خيرا ولم يذكر سعد بن سعد قال فعدت إليه فقال جزا الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وسعد بن سعد فقد وفوا لي[21] يعني كلهم على خير هذه رواية صحيحة السند.

ومنها ما رواه بسنده عن محمد بن قولويه إلى أن يقول عن علي بن الحسين بن داود القمي قال سمعت أبا جعفر الثاني “عليه السلام” يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير وقال رضي الله عنهما برضائي عنهما لا خالفاني قط وفي نسخة فما خالفاني قط هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا[22] يعني كأنما ورد فيه طعن ثم الإمام “عليه السلام” أمضى ذلك.

ومنها ما ذكره الكشي أيضا قال وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني أني سمعت العاصمي يقول إن عبد الله بن محمد بن عيسى الأشعري الملقب ببنان هذا يصير أخ أحمد بن محمد بن عيسى هذا لم يرد فيه توثيق مع أن أخاه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي شيخ القميين ووجههم في غاية الجلالة، يقول بنان قال كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل إذ دخل علينا محمد بن سنان فقال صفوان هذا ابن سنان لقد هم أن يطير غير مرة فقصصناه حتى ثبت معنا[23] ولكن هذه الرواية وصلت بالوجادة وجدت بخطي أبي عبد الله الشاذاني الكشي هكذا يقول.

ومنها ما رواه بسنده عن حمدويه ضعيفة بحمدويه، قال حدثني الحسن بن موسى قال حدثني محمد بن سنان قال دخلت على أبي الحسن موسى “عليه السلام” قبل أن يحمل إلى العراق بسنة وعلي أبنه “عليه السلام” بين يديه الإمام الرضا فقال لي يا محمد قلت لبيك هنا الرواية لا يؤخذ بها لأن راويها نفسه محمد بن سنان يلزم الدور، قال إنه سيكون في هذه السنة حركة ولا تخرج منها ثم أطرق ونكت في الأرض بيده ثم رفع رأسه إلي وهو يقول ﴿يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء﴾[24] قلت وما ذلك جعلت فداك؟ قال من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وإمامته من بعد محمد "صلى الله عليه وآله" يقول محمد بن سنان فعلمت أنه قد نعى إلي نفسه يعني إن الإمام الكاظم سيستشهد ودل على أبنه يعني على إمامة أبنه علي الرضا فقلت والله لئن مد الله في عمري لأسلمن حقه ولأقرن له بالإمامة وأشهد أنه حجة الله من بعدك على خلقه والداعي إلى ربه فقال لي يا محمد يمد الله في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده هذه فيها مدح وأنه سليم العقيدة فقلت ومن ذاك جعلت فداك قال محمد أبنه يعني محمد أبن الإمام علي الرضا يعني محمد الجواد قلت بالرضا والتسليم لكن هذا هو الذي يذكرها عن نفسه فقال كذلك وقد وجدتك ـ الإمام الكاظم ينص على محمد بن سنان ـ في صحيفة أمير المؤمنين “عليه السلام” أما أنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء ثم قال يا محمد إن المفضل أنسي ومستراحي وأنت أنسهما ومستراحهما يعني المفضل بن عمر أنسل الإمام الكاظم وأنت يا محمد بن سنان أنسهما ـ أنس الإمام الرضا والجواد ـ حرام على النار أن تمسك أبدا يعني أبا الحسن وأبا جعفر "عليهما السلام" يعني محمد بن سنان أنس الإمام الرضا والإمام الجواد.

ومنها ما ذكره الكشي أيضا وجدت بخط جبرائيل بن أحمد هذه بالوجادة فتصير ضعيفة السند حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال أخبرني عبد الله بن عامر عن شاذويه بن الحسين بن داود القمي قال دخلت على أبي جعفر “عليه السلام” وبأهلي حبل يعني زوجتي حامل فقلت جعلت فداك أدعوا الله أن يرزقني ولدا ذكرا فاطرق مليا ـ أبو جعفر الإمام الجواد ـ ثم رفع رأسه فقال أذهب والله يرزقك غلاما ذكرا ثلاث مرات قال فقدمت مكة فصرت إلى المسجد فأتى محمد بن الحسين بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا منهم صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وأبن أبي عمير وغيرهم فأتيتهم فسألوني فخبرتهم بما قال فقالوا لي فهمت عنه ذكرا وزكي فقلت ذكرا قد فهمت قال أبن سنان أما أنت سترزق ولدا ذكرا إنه يموت على المكان يعني تولده ميت، أو يكون ميتا فقال أصحابنا لمحمد بن سنان أسئت قد علمنا الذي علمت فأتى غلام في المسجد فقال أدرك فقد مات أهلك فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا[25] ، هذا معناه كرامة إلى محمد بن سنان يخبر بالغيب ومنها هذه الرواية أيضا عن محمد بن سنان نفسه أغلب هذه الروايات ضعاف وعن نفسه.

قال دخلت على أبي جعفر الثاني فقال لي يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وبرأت منك وجعلتك محنة للعالمين اهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء قال قلت له تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي إنك على كل شيء قدير هذه يفهم منها شائبة الغلو، ثم قال يا محمد أنت عبد قد أخلصت لله إني ناجيت الله فيك فأبى إلا أن يضل بك كثيرا ويهدي بك كثيرا ولذلك هذا ومنها ما ذكره فقال ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور عن الحسن بن علي هذا من كتاب الغلاة الرواية ضعيفة السند.

ومنها ما رواه بسنده عن حمدويه ـ السند ضعيف ـ قال حدثني أبو سعيد الآدمي وهو سهل بن زياد الآدمي ضعيفة به أيضا عن محمد بن مرزبان عن محمد بن سنان إذن ضعيفة وهو راويها لا تقبل قال شكوت إلى الرضا وجع العين فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر “عليه السلام” وهو أقل من نيتي أول شيء في نسخة أخرى أقل من يدي، أقل من يدي أول شيء يعني أول شيء هذا الذي أنا أعطيك إياه نفذه فدفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال اكتم هذا الشيء فأتيناه وخادم قد حمله قال ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر “عليه السلام” هذه في حياة الإمام الرضا فجعل أبو جعفر ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء يقول ناج ففعل ذلك مرارا فذهب كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد طبعا كان أعمى والله رد بصره ببركة الإمام الجواد، قال فقلت لأبي جعفر “عليه السلام” جعلك الله شيخا على هذه الأمة كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل لأنه رد بصره قال ثم قلت له يا شبيه صاحب فطرس الرواية خلاصتها فطرس ملك من الملائكة غضب الله عليه كسر جناحيه وضعه في جزيرة نائية فلما ولد الحسين “عليه السلام” ونزل جبرائيل جبرائيل حمل هذا فطرس على جناحه إلى رسول الله لكي يشفع له عند الله فقال رسول الله لجبرائيل امسح فطرس بمهد الحسين “عليه السلام” فلما مسحه بمهد الحسين الله "عز وجل" رد له جناحيه فيقول أنت كصاحب فطرس يعني فطرس ببركة الحسين الله "عز وجل" رد له جناحيه يعني جبرائيل جاء إلى النبي، النبي قال امسح فطرس بمهد الحسين “عليه السلام” كذلك محمد بن سنان جاء إلى الرضا الرضا قال اذهب إلى الجواد صار له مثل فطرس.

الرواية الأخرى يرويها الكشي ما ذكره قال وجدت بخط جبرائيل بن أحمد أيضا هذه بالوجادة هذه الرواية كنا بمكة ويرويها أيضا محمد بن سنان، كنا بمكة وأبو الحسن الرضا فيها فقلنا له جعلنا الله فداك نحن خارجون وأنت مقيم فإن رأيت أن تكتب لنا إلى أبي جعفر كتابا لنسلم به أو تلم به فكتب فقدمنا للموفق فقلنا له أخرجه إلينا وهو صدر موفق وأقبل يقرأه ويطويه وينظر فيه ويبتسم حتى أتى على آخره يعني الإمام قرأ الكتاب كامل ـ الإمام الجواد ـ ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله قال محمد بن سنان فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال ناج ناج فقال أحمد ثم قال أبن سنان عند ذلك فطرسية فطرسية[26] وغيرها من الروايات، هذا الوجه الخامس.

الوجه السادس أنه ورد في نوادر الحكمة ولم يستثنى هذا الوجه التام عند الشيخ الداوري إذن عند الشيخ الداوري أوجه تامة الثاني كونه من الوكلاء الممدوحين، الخامس الرواية صحيحة السند منها السادس أنه وقع في إسناد نوادر الحكمة.

السابع ما ذكره ابن طاووس في فلاح السائل، ابن طاووس من المتأخرين لا عبرة بتوثيقاته وتضعيفاته ليست حجة علينا ثم إنه استند إلى رواية والرواية ضعيفة السند أيضا بالقمي فلا تقبل.

الثامن ما ذكره العلامة في المختلف في مسألة الرضع فبعد أن نقل رواية فيها محمد بن سنان قال لا يقال إن في طريقها محمد بن سنان وفيه قول لأنا رجحنا العمل بروايته[27] كلام العلامة في المختلف ـ مختلف الشيعة ـ يتنافى مع كلامه في خلاصة الأقوال فإنه توقف في محمد بن سنان في الخلاصة[28] ، إذن كلام العلامة متعارض لا يقبل وهو من المتأخرين فليس بحجة كلامه في حقنا إذن الثامن والسابع ليس بتام التام هو خصوص الثاني والخامس والسادس يتعارض الجرح والتعديل.

الشيخ الداوري “حفظه الله” يرجح روايات المدح وأدلة المدح لأنه في نوادر الحكمة ولم يستثنى وتوجد رواية صحيحة وكونه من الوكلاء الممدوحين ويحمل هذه الروايات التي تطعن على أنها من جهة الغلو والارتفاع طبعا وجوه القدح ما ذكر عن الفضل بن شاذان وأنه من الكذابين المشهورين أو أن الكذابين أربعة، هذا الوجه يلاحظ عليه أولا ضعف السند رواياته ضعيفة السند فيه محمد بن مسعود وحمدويه وفيها علي بن قتيبة النيسابوري، النيسابوري لم يوثق، حمدويه لم يوثق، ثانيا أبن داود نقل عن الكشي أن الأربعة الذين قال عنهم الفضل بن شاذان أنهم من الكذابين المشهورين هم أبو الخطاب ويونس بن ضبيان ويزيد بن الصائغ وأبو سمينة أشهرهم ولم يذكر محمد بن سنان.

الأمر الثالث احتمال أن يكون هذا الاتهام من جهة الغلو إذن إلى هنا يذكر الشيخ الداوري هكذا.

خلاصة البحث

الشيخ الداوري يستظهر أن التضعيف من جهة الغلو ونحن نقول بعض التضعيفات ظاهرة في الغلو وبعضها ليس بظاهر كما أن روايات التضعيف وروايات المدح متكافئة وروايات المدح أكثرها يرويها محمد بن سنان نفسه وضعيفة السند وبالتالي يتعارض الجرح والتعديل فنقول بالتساقط تكون النتيجة محمد بن سنان مجهول لدينا خلافا للشيخ الداوري الذي يرى وثاقته.

الأمر الثاني قبول رواياته الشيخ الداوري يقبل رواياته بتوجيه كلام الشيخ الطوسي نحن لا نقبل هذا التوجيه فلا نقبل هذه الروايات.

النتيجة النهائية الحادي عشر محمد بن سنان النتيجة النهائية فيه أنه مجهول وعدم قبول رواياته والله العالم.

الثاني عشر المفضل بن عمر يأتي عليه الكلام.

 


[1] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج17، ص169.
[2] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج17، ص148.
[3] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج17، ص168.
[4] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص328.
[5] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص424.
[6] رجال الطوسي، الشيخ الطوسي، ج1، ص385.
[7] الإستبصار، الشيخ الطوسي، ج3، ص224.
[8] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص687.
[9] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص795.
[10] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص796.
[11] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص796.
[12] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص613.
[13] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص823.
[14] مجمع الرجال‌، القهپائي، عنايةالله‌، ج5، ص229.
[15] مجمع الرجال‌، القهپائي، عنايةالله‌، ج3، ص3.
[16] مجمع الرجال‌، القهپائي، عنايةالله‌، ج3، ص74.
[17] الغيبة، الشيخ الطوسي، ج1، ص348.
[18] تفسير القمي‌، القمي، علي بن ابراهيم، ج2، ص113.
[19] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج17، ص149.
[20] الغيبة، الشيخ الطوسي، ج1، ص348.
[21] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص792.
[22] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص792.
[23] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص796.
[24] سوره ابراهیم، آيه 27.
[25] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص848.
[26] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي)، الشيخ الطوسي، ج2، ص850.
[27] مختلف الشيعة، العلامة الحلي، ج7، ص8.
[28] رجال العلامة الحلي‌، العلامة الحلي، ج1، ص251.