الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/08/06

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: انتهاء البحث في مصادر كتاب المستدرك

 

الثالث والثلاثون كتاب الشهاب للقاضي محمد بن سلامة بن علي بن جعفر بن حكمون المغربي الضاعي.

هذه الكتب من الكتاب الثالث والثلاثين إلى الكتاب الثالث والأربعين سيتضح أنها غير معتبرة إلا كتابين للفضل بن الحسن الطبرسي صاحب كتاب مجمع البيان سيذكر الشيخ الداوري "حفظه الله" كتابين لأمين الإسلام الطبرسي الفضل بن الحسن هذان الكتابان معتبران وأما بقية الكتب فهناك مناقشة في إحدى الجهات الثلاث إما من جهة الطريق إلى الكتاب أو من جهة وثاقة نفس المؤلف أو نسبة الكتاب إلى مؤلفه أو من جهة المضمون.

الكتاب الثالث والثلاثون

الجهة الأولى الطريق للكتاب

هذا الكتاب قد يدعى أنه مشهور وإذا اشتهر الكتاب فلا حاجة إلى بيان الطريق إليه إذن الطريق الأول قد يدعى أنه تام.

على أننا لا نبني على ما يبني عليه شيخنا الأستاذ آية الله الشيخ مسلم الداوري من أن مجرد شهرة الكتاب تغني عن النظر إلى طريقه.

والسر في ذلك

أن بعض الكتب قد تكون مشهورة في الأزمنة السابقة ولكن النسخ لم تصل إلينا بنفس الشهرة في كل طبقة طبقة ككتاب تفسير علي بن إبراهيم القمي فإنه كان معروفا لكن لم تصل إلينا نسخة مشهورة في كل طبقة وإنما وصلت إلينا نسخة مختلطة من تفسير القمي وتفسير أبي الجارود الزيدي

إذن مجرد دعوى معروفية الكتاب أو مشهورية الكتاب بمجردها لا تغني عن النظر إلى الطريق.

نعم لو ثبتت الشهرة كابرا عن كابر كما في الكتب الأربعة، الكتب الأربعة كتب مشهورة لا نحتاج إلى الطريق إليها لأنها في كل زمن وفي كل حقبة كانت معروفة ومشهورة لذلك كتب الصدوق ليست ككتابه من لا يحضره الفقيه فإن كتابه من لا يحضره الفقيه اشتهر تناوله أكثر من بقية كتبه وإن كان بقية كتبه جيدة لكن مثلا كتاب علل الشرائع هناك رأي للسيد السيستاني "حفظه الله" أو ابنه السيد محمد رضا السيستاني أنه كتاب الفضل بن شاذان علل الفضل بن شاذان.

إذن مجرد شهرة الكتاب لا تغني بنفسها عن بيان الطريق ولكن هذا الكتاب بالإضافة إلى أنه كتاب مشهور شرحه الكثير من أعلام السنة وأعلام الشيعة وقد ذكرهم الشيخ الداوري "حفظه الله" يرجع إلى الكتاب.

إذن قد يدعى أن الجهة الأولى تامة وهي معروفية الكتاب وبالإضافة إلى معروفيته ـ هذا الكتاب ـ فإنه له طرق كثيرة في الإجازات إذن لا نكتفي بمجرد دعوى الشهرة ووجود شروح على هذا الكتاب لعلماء السنة وعلماء الشيعة ولكن إذا راجعنا إجازات العلماء نجد طرق إلى هذا الكتاب، إذن الجهة الأولى تامة.

الجهة الثانية وثاقة الؤلف

الجهة الثانية نفس المؤلف القاضي محمد بن سلامة بن علي بن جعفر بن حكمون المغربي القضاعي هذا محدث معروف معاصر للشيخ الطوسي وقد توفي سنة 454 ولكن اختلف فيه هل هو شيعي أو سني فذهب أبن شهر آشوب في معالم العلماء[1] والعلامة في إجازته الكبيرة إلى السادة بني زهرة والعلامة المجلسي في بحار الأنوار[2] إلى أنه من العامة ومال المحدث النوري في المستدرك إلى القول بتشيعه وذكر عدة قرائن على تشيعه[3] ولكن النكتة الأساس ليس أنه شيعي أو سني هل هو ثقة أو لا؟ لم يرد فيه توثيق.

إذن الجهة الثانية ليست تامة.

الجهة الثالثة مضمون الكتاب

وأما مضمون الكتاب وهي الجهة الثالثة فهو يشتمل على ألف كلمة عن النبي "صلى الله عليه وآله" في الحكمة من الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال وهي محذوفة الإسناد

إذن هذا الكتاب غير معتبر لعدم توثيق مؤلفه أولا ولكونه مرسل ومحذوف الإسناد ثانيا.

التنيجة: إذن الكتاب الثالث والثلاثون لم يثبت اعتباره.

الكتاب الرابع والثلاثون

الرابع والثلاثون كتاب تاريخ قم للشيخ الأقدم الحسن بن محمد بن الحسن القمي

وثاقة المؤلف

يقع الكلام في ثلاث جهات أول جهة مؤلف الكتاب، مؤلف الكتاب من العلماء القدماء وهو معاصر للصدوق وروى عن أخ الصدوق وهو الشيخ حسين بن علي بن بابويه بل روى عن نفس الصدوق وهو محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي.

ولكن هل هذا الكتاب هو لهذا الشيخ المعاصر للشيخ الطوسي يعني الشيخ الحسن بن محمد بن الحسن القمي أو هو لشخص آخر كما ذكر صاحب الرياض الميرزا عبد الله الأفندي قال في رسالته في أحوال بلدة قم إن اسم صاحب هذا التاريخ هو الأستاذ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسين الشيباني القمي أو العمي.

إذن هل هو لابن الحسن القمي أو هو لابن الحسين الشيباني القمي أو العمي وعلى كلا التقديرين فإن كلا الرجلين لم يرد فيه توثيق ولا تضعيف ولم نقف على ترجمة لأي منهما في الكتب الرجالية بل إن أصل هذا الكتاب فارسي واصل هذا الكتاب عربي وغير موجود والذي وصل إلى يد صاحب البحار الترجمة الفارسية لكتاب تاريخ قم والعلامة المجلسي نقل من النسخة الفارسية[4] .

والذي يظهر أن لهذا الكتاب ترجمتين، الترجمة الأولى للحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي وتاريخ سنة 865 بأمر من الخواجة فخر الدين بن الوزير الكبير خواجة عماد الدين محمود بن الصاحب الخواجة شمس الدين محمد بن علي بن الصفي وقد كتبه هذا الكتاب للصاحب بن عباد وهو وزير آخر خليفة من خلفاء بني العباس.

الترجمة الثانية ذكرها صاحب كتاب فضائل السادات الأمير السيد أحمد الحسيني سبط المحقق الكركي ـ أبن بنته ـ وابن خالة المحقق الداماد وصهره على ابنته لكن لم يعين صاحب الترجمة

ويظهر أن أصل النسخة العربية كانت عنده والكتاب يشتمل على عشرين بابا والواصل من هذا الكتاب إلى صاحب المستدرك ثمانية أبواب من عشرين بابا.

ثم يذكر هذه التفاصيل أنه ذكر في الباب الحادي عشر منه واحدا ومائتين يعني مائتين وواحد من أخيار قم وفي الباب الثاني عشر ذكر مائتان وستة وستون شخصا من أسماء علماء قم ومصنفيهم مصنفاتهم ورواياتهم وهذا الكتاب يبدو تاريخ تصنيفه ثلاثمائة وثمانية وسبعين للهجرة النبوية.

وقد نقل عن أصل الكتاب الشيخ محمد علي بن الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني في حواشي نقد الرجال،[5]

الخلاصة هذا الكتاب غير معتبر أصل النسخة العربية غير موجودة وهذا الكتاب غير معتبر لجهتين أو ثلاثة جهات أولا لعدم الطريق إليه ثانيا لعدم وثاقة مؤلفه وثالثا لمضمونه لأن مضمونه رواة الحديث وليس نفس الأحاديث الفقهية، إذن لم يثبت اعتبار الكتاب الرابع والثلاثين.

الکتاب الخامس والثلاثون

الخامس والثلاثون كتاب التعازي للشريف أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني

وثاقة المؤلف

هذه الجهة الأولى المؤلف يبدو أن هذا المؤلف من معاصر الشيخ الطوسي وأن الشيخ الطوسي إما أدركه في أواخر حياته أو مقدار معين من حياته لأن السند الوارد في أول الكتاب طويل يقول اخبرني الشيخ الجليل العفيف أبو العباس أحمد بن الحسين بن وجه المجاور قراءة عليه في داره بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شهر الله من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة قال حدثنا الشيخ الأجل الأمير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شهر ربيع الأول من سنة ستة عشر وخمسمائة قال حدثنا الشريف النقيب أبو الحسين زيد بن الناصر الحسيني "رحمه الله" في شوال من سنة 443 للهجرة بمشهد مولانا أمير المؤمنين.

الشيخ الطوسي ولد سنة 336 أو 338 وتوفي سنة 460 سنة التحديث بهذا الكتاب 443 يعني سبعة عشر سنة هذا سنة الكتاب سنة الإخبار متى وصل إلى الشيخ الطوسي؟

قال حدثنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي[6] هذا تاريخ تحديث العلوي بهذا الكتاب إذن من هذا الإسناد يعلم أن المؤلف إما قبل زمان الشيخ الطوسي أو في أوائل حياته يعني الشيخ الطوسي أدرك أوائل حياته.

النقطة الأولى بالنسبة إلى المؤلف لم نقف على ترجمة له في كتب الرجال إلا ما جاء في كتاب حديقة الشيعة حيث ورد روى العالم العامل المتقي الفاضل محمد بن علي العلوي الحسني بسند ينتهي إلى احمد بن محمد الانباري هذا العنوان عالم المتقي يدل على الوثاقة لكن كتاب حديقة الشيعة قد ينسب إلى المحقق الاردبيلي والمحقق الاردبيلي من المتأخرين ولا عبرة بتوثيقات المتأخرين.

جاء في الذريعة إن اسم حديقة الشيعة أطلق على أكثر من كتاب ولأكثر من شخص وبعضهم من القدماء إلا أن الذي ألفه بغير العربية هو المحقق الاردبيلي فإنه وضعه بالفارسية كما في كتاب الذريعة[7] فإذن هذا الكتاب توثيق للمتأخرين فلا عبرة بتوثيقه.

التوثيق الثاني نقل عنه السيد ابن طاووس في كتابه فرحة الغري في تعيين قبر علي لكن لم يوثقه ونقل عنه ـ عن العلوي ـ عماد الدين الطبري في كتابه بشارة المصطفى بواسطة واحدة بينه وبينه بعنوان الشريف العلامة[8] هذا عنوان الشريف العلامة لا يدل على التوثيق، الشريف يعني السيد من ذرية النبي العلامة يعني كثير العلم هذا المقدار من المدح لا يكفي في توثيقه.

مضمون الكتاب

مضمون الكتاب يتعلق بالتعزية والتسلية صدر هذا الكتاب حديث وفاة النبي وما صنعه النبي عند موت أولاده وما عزى به غيره مثلا أن النبي وقف على قبر ولده إبراهيم وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسقط ؟؟؟ وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.

إذن هذا الكتاب لم يثبت اعتباره لعدم ثبوت وثاقة مؤلفه فضلا عن الطريق إليه وأيضا مضمونه، مضمونه ليس من الأحكام الفقهية إذن غير تام بجهاته الثلاثة.

 

الكتاب السادس والثلاثون

السادس والثلاثون كتاب طب النبي "صلى الله عليه وآله" للشيخ الإمام أبي العباس جعفر بن أبي علي محمد بن أبي بكر المعتز بن محمد المستغفر النسفي السمرقندي وهو من معاصر الشيخ الطوسي إذ توفي سنة 432[9] الشيخ الطوسي توفي سنة 460 هجرية إذن هو من المعاصرين.

ذكر في أحواله أنه من علماء العامة حنفي المذهب لكن الذي يلوح من كلمات العلامة المجلسي أنه من علماء الشيعة حيث قال المجلسي في طي تعداد كتب الإمامية وكتاب طب النبي للشيخ أبي العباس المستغفري ثم قال وكتاب طب النبي وإن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين لكنه مشهور متداول بين علمائنا[10] ودعوى الشهرة من العلامة المجلسي غير مقبولة.

ربما يؤيد دعوى الشهرة ما ذكره الخواجة نصير الدين الطوسي له كتاب آداب المتعلمين نعم الكتاب الآن المحقق السيد محمد رضا الجلالي شرحه وحققه وطبعه بشكل مستقل، في كتاب آداب المتعلمين يقول ولابد للمتعلم أن يتعلم شيئا من الطب يتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري في كتابه المسمى بطب النبي من كلام خواجة نصير الدين الطوسي يفهم أن هذا الكتاب مشهور بين الأعلام إلا أن المؤلف لم يرد فيه توثيق وما ذكره العلامة المجلسي من أنه من علماء الإمامية هذا سهو واضح.

النتيجة النهائية لم يثبت اعتبار كتاب طب النبي لعدم توثيق مؤلفه.

 

الكتاب السابع والثلاثون والثامن والثلاثون

كتاب السابع والثلاثون والثامن والثلاثون هذا معتبر من الكتب الأخيرة، كتاب كنوز النجاح وكتاب عدة السفر وعمدة الحضر لأمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي الطبرسي تلميذ المفيد الثاني أبو علي ابن الشيخ الطوسي، الطبرسي هو وابنه وحفيده لهم كتب مشهورة أولا الطبرسي اشتهر بكتاب مجمع البيان في تفسير القرآن وهذا الكتاب أصله تهذيب إلى تفسير التبيان للشيخ الطوسي هو في مقدمة الكتاب.

وثاقة المؤلف

الطبرسي هو صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن المتوفى سنة 548 وهو من الأجلاء الثقاة وأحد تلاميذ المفيد الثاني أبي علي الطوسي ابن الشيخ الطوسي قبره معروف في المشهد الرضوي ذكر في أحواله أنه دفن حيا فنذر وأخرج من القبر فكتب التفسير ووفاء بنذره وقيل هذه الحادثة وقعت للمولى فتح الله الكاشاني صاحب تفسير منهج الصادقين والتفسير موجود مطبوع، هو من الثقاة.

إذن الجهة الأولى تامة.

الطريق إلى الكتاب

الجهة الثانية وهي الطريق إلى الكتابين ورد هذا الطريق في الإجازة الكبيرة للعلامة الحلي إلى السادة بني زهرة ـ السادة الحلبيين ـ ذكر الطريق إلى جميع كتبه ورواياته ـ روايات الطبرسي ـ ومنها هذين الكتابين.

وأيضا نقل السيد ابن طاووس في كتابه جمال الأسبوع وفي كتابه الآخر مهج الدعوات وغيرهما نقل الطريق إلى كتب وروايات الطبرسي وأيضا الكفعمي في كتابه المصباح[11] أيضا ذكر الطريق إلى كتبه وأيضا قال صاحب الرياض الميرزا عبد الله الأفندي وللطبرسي هذا أيضا كتاب كنوز النجاح إلى أن قال وله كتاب عدة السفر وعمدة الحضر وقد عثرت منه على نسخ وعندنا منه نسخة أيضا إذن الطريق الثاني تام لكن ابن شهر آشوب والتفرشي صاحب نقد الرجال والشيخ منتجب الدين بن نما صاحب الفهرست لم يذكروا هذين الكتابين في عداد كتب الطبرسي عند ذكر ترجمته لعلهم لم يذكروا ذلك إما لعدم وصول هذين الكتابين إليهم وإما اكتفاءهم بذكر بعض كتبه المشهورة والمعروفة كمجمع البيان

مضمون الكتاب

الكتابان يشتملان على الأدعية وبعض الآداب والسنن

النتيجة

الحاصل الكتابان معتبران.

 

الكتاب التاسع والثلاثون

التاسع والثلاثون كتاب غرر الحكم ودرر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي

وثاقة المؤلف

اختلف في الآمدي والمشهور أنه من علماء السنة ذهب بعض العلماء إلى أنه من الشيعة كابن شهر آشوب صاحب معالم العلماء ومناقب آل أبي طالب وأيضا صاحب البحار استظهر أنه من الشيعة الإمامية الآن كتاب مطبوع مشهور غرر الحكم ودرر الكلم كلمات الإمام علي المختصرة.

قال صاحب الرياض عده جماعة من الفضلاء من جملة أجلة علماء الإمامية منهم ابن شهر آشوب وقال صاحب البحار ويظهر مما سننقله عن ابن شهر آشوب أن الآمدي كان من علمائنا وأجاز له رواية هذا الكتاب[12] يعني ابن شهر آشوب أدرك الآمدي وأخذ منه إجازة في رواية كتاب غرر الحكم من الأمور التي استدلوا على أنه شيعي إمامي أنه روى روايات لا يرويها إلا الخاصة مثل قوله بنا فتح الله وبنا يختم[13] ، نحن دعاة حق[14] إلى آخر هذه الروايات والحق والإنصاف إنها لا تدل على التشيع كثير من علماء السنة نقلوا أعظم من هذه الروايات ولم يتشيعوا بل بعضهم ألف يعني مثل شواهد التنزيل للحسكاني ثلاثة مجلدات في مناقب الأئمة "عليهم السلام" أو كتاب المناقب هذا لا يدل.

لم يثبت أنه شيعي إمامي وحتى لو ثبت أنه شيعي إمامي المهم وثاقته، لا دليل على توثيقه طبعا البعض استدل على أنه عامي لأنه في بداية الكتاب قال عندما ذكر أمير المؤمنين قال كرم الله وجه وهذا تعبير يعبر به العامة لأن الإمام علي لم يسجد لصنم بخلاف الأول والثاني والثالث فقد سجدوا للصنم قبل الإسلام ومصطلح كرم الله وجهه للشخص الذي لم يسجد لصنم قط.

حاول البعض أن يؤول ذلك يقول هو قال كرم الله وجهه من باب التقية أو أنه من سهو النسّاخ[15] لكن لا دليل على ذلك أنه عاش ظروف تقية أو أن هناك نسّاخ قد سهو.

النتيجة في وثاقة المؤلف

على أي تقدير هو سني أو شيعي لم يرد فيه توثيق إلا ما ذكره صاحب الرياض عن جماعة من الفضلاء ولم يعين منهم هؤلاء نعم الآمدي من مشايخ أبن شهر آشوب وهو في طبقة قطب الدين الراوندي ولا يثبت بذلك توثيق

الطريق إلى الكتاب

والطريق إلى الكتاب غير معلوم ولم تثبت شهرته لكي يستغنى عنه

مضمون الكتاب

والكتاب في محتواه يقول يشتمل على فضائل أهل البيت ومناقبهم أنا وجدت الكتاب هو يشتمل على كلمات الإمام علي القصار بل الآن هناك في كتاب ثلاثة مجلدات ترتيب غرر الحكم وفي كتاب تكملة غرر الحكم

النتيجة النهائية

الحاصل الكتاب غير معتبر لعدم الطريق إليه أولا وثانيا لعدم ثبوت الوثاقة.

 

الكتاب الأربعون

الكتاب الأربعون كتاب مشكاة الأنوار في غرر الأخبار للشيخ أبي الفاضل علي ابن الشيخ رضا الدين أبي نصر الحسن ـ صاحب مكارم الأخلاق ـ ابن الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي إذن هو حفيد الطبرسي.

وثاقة المؤلف

ألف هذا الكتاب مشكاة الأنوار وهو مطبوع في مجلدين تتميما لكتاب والده الحسن في مكارم الأخلاق ونقل السيد ابن طاووس من هذا الكتاب مشكاة الأنوار في كتابه المجتنى من الدعاء المجتبى ونقل أيضا الكفعمي في كتابه المصباح مما يقوي أن هذا الكتاب مشهور ومعروف بين الأعلام لكن المؤلف لم يرد فيه توثيق ولم نقف على ترجمته سوى ما ورد من أنه روى عن السيد السعيد جلال الدين أبي علي بن حمزة الموسوي وغيره هذا ما يدل على الوثاقة

طريق الكتاب ومضمونه

وأما الكتاب فقد وصفه صاحب البحار بقوله كتاب طريف يشتمل على أخبار غريبة وقال المحدث النوري وأغلب أخبار المشكاة منقولة من كتاب المحاسن وكان عنده تماما أو أغلبها ويعرف اعتباره[16] من اعتباره كتاب المحاسن للبرقي

النتيجة الكتاب غير معروف لعدم الطريق إليه ولعدم ثبوت وثاقة المؤلف لا يعني أنه ليس بثقة لا يوجد دليل على أنه ثقة.

 

الكتاب الحادي والأربعون

الحادي والأربعون كتاب جامع الأخبار هذا عنوان جامع الأخبار عنوان إلى علماء السنة وإلى علماء الشيعة هذا الكتاب الشيعي جامع الأخبار

وثاقة المؤلف

اختلف فيه على أقوال ستة من هو المؤلف ذكرها المحدث النوري في خاتمة المستدرك[17] ،

القول الأول أنه للصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه وإليه ذهب السيد حسين المفتي الكركي

القول الثاني الكتاب لأبي الحسن علي بن أبي سعيد بن أبي الفرج الخياط واحتمله صاحب البحار،

القول الثالث الكتاب لمحمد بن محمد الشعيري واختاره صاحب الرياض.

القول الرابع الكتاب لأبي علي الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان على ما نقله صاحب الرياض واستغربه ـ استغرب من هذا القول ـ

القول الخامس هو ولد صاحب مجمع البيان والذي هو أبو نصر الحسن صاحب كتاب مكارم الأخلاق وإلى ذلك ذهب الحر العاملي وينص على ذلك في كتابه إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة وصاحب الوسائل لم ينقل عن هذا الكتاب في الوسائل ولكن صاحب الوسائل في كتابه أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل أول من فصل الرجال عن التراجم هو الحر العاملي في كتاب أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل تردد في نسبة هذا الكتاب إليه فقال في ترجمته وينسب كتاب جامع الأخبار وربما ينسب إلى محمد بن محمد الشعيري لكن بين النسختين تفاوت.

القول السادس هذا الكتاب جامع الأخبار من مؤلفات الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي أحد تلاميذ المفيد على ما نقله الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي في رسالة الرجعة عن المجلسي وعن بعض مشايخه لكن المحدث النوري رد هذا القول بقوله والنقل الأول غريب لأنه قال في البحار ويظهر من بعض مواضع الكتاب أن اسم مؤلفه محمد بن محمد الشعيري ومن بعضها أنه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة هذا قول سابع وقيل هو الحسن بن محمد السبزواري على ما نقله بعض المشايخ من أنه وقف على نسخة صحيحة عتيقة جدا في دار السلطنة أصفهان يعني في الوجادة وفيها تم الكتاب على يد مصنفه الحسن بن محمد السبزواري.

النتيجة النهائية في وثاقة المؤلف

هذا الكتاب لم يعرف مؤلفه مجهول وبناء على ما ذكره صاحب الوسائل فإن نسخ هذا الكتاب مختلفة إذن الجهة الأولى وثاقة المؤلف غير تامة لأنه مجهول .

الجهة الثانية الطريق إلى الكتاب

وأما الطريق إلى الكتاب غير معلوم نعم يستفاد من كلام صاحب البحار أن كتاب جامع الأخبار مشهور وبناء على أنه مشهور فهو غني عن الطريق إلا أن يقال إن كتاب جامع الأخبار فيه أكثر من عنوان إذن لا يمكن الجزم بشهرة الكتاب ولا يمكن الجزم بشهرة الكتاب إلى مؤلف معين.

مضمون الكتاب

وأما محتوى الكتاب فهو في الفضائل وبعض الأحكام، هذا تمام الكلام في الكتاب الحادي والأربعين كتاب جامع الأخبار.

النتيجة النهائية لم يثبت اعتبار الكتاب لجهالة المؤلف أولا ولعدم الطريق إليه ثانيا.

 

الكتاب الثاني والأربعون

الثاني والأربعون كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق للسيد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي

وثاقة المؤلف

هذا معاصر للعلامة الحلي وفي طبقته نسب الكتاب إلى الصدوق أو إلى المفيد وأجاب عن ذلك صاحب الرياض بقوله وغلط من نسب هذا الكتاب إلى الصدوق أو المفيد، لماذا؟ أولا لأنه غير مذكور في فهرست مؤلفاتهما ثانيا يروي عن جماعة متأخرين عن الصدوق والمفيد ثالثا يظهر من مطاوي هذا الكتاب أنه ألف سنة سبعمائة وثلاثة يعني متأخر والأمر الرابع صرح نفسه مرارا في أثناء ذلك الكتاب باسمه على ما موجود في بعض النسخ

إذن هذا الكتاب لم يثبت أنه لمؤلف معين هذا الكتاب نسب إلى الصدوق ونسب إلى المفيد.[18]

في صدر كل مبحث يوجد هذا العنوان قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن موسى بن بابويه يعني هذا ينقل أنه عن الصدوق وأيضا ينقل عن كتاب الشيخ المفيد.

المؤلف نعته الحر العاملي في أمل الآمل قال كان عالما صالحا عابدا[19] قال صاحب الرياض الفاضل العالم الكامل المحدث الجليل[20]

إذن هناك إبهام من ناحية مؤلف الكتاب

الطريق إلى الكتاب

أما الطريق إلى الكتاب لو قلنا بشهرته فهو لكن لم يثبت أنه مشهور ولم نقف على طريق إليه فهذا الكتاب غير مشهور حتى أن صاحب البحار لم يذكره في مصادره

مضمون الكتاب

أما محتوى هذا الكتاب يشتمل على أخبار غريبة وفوائد كلامية ومسائل فقهية وأدعية وأذكار

النتيجة هذا الكتاب غير معتبر للتشكيك والترديد في مؤلفه أولا وضعف الطريق إليه ثانياً.

 

الكتاب الثالث والأربعون

الثالث والأربعون كتاب صغير

وثاقة المؤلف والطريق إلى الكتاب

هذا الكتاب الصغير مجهول المؤلف نحن في بداية هذه الدراسة ذكر الشيخ الداوري صفحة 15 المجموعة الثانية وهي الكتب التي وقع فيها الخلاف وتبلغ 42 كتابا هنا يذكر كتاب 43 لعله لم يعد الثالث والأربعون لجهالة المؤلف فبجهالة المؤلف لا يثبت اعتبار هذا الكتاب وأيضا سند الكتاب مجهول

مضمون الكتاب

ومحتواه يشتمل على أخبار طريفة في الآداب والسنن وما فيه من المتون أغلبها موجود في الكتب المشهورة.

النتيجة النهائية هذا الكتاب لم يعتمد عليه صاحب المستدرك لذلك الشيخ الداوري لما قال اثنين وأربعين كتاب لأن هذا الكتاب الثالث لم يعتمد عليه صاحب المستدرك وإنما أخرج بعض أخباره كشاهد وكمؤيد لأخبار أخرى.

بهذا يتم الحديث عن مصادر مستدرك الوسائل ويمكن تصنيفه إلى صنفين الأول ما ثبت اعتباره لدى الشيخ الداوري ومن تسعة عشر كتاب، الثاني ما لم يثبت اعتباره للشيخ الداوري وهم سبعة وعشرين كتاب، طبعا الذي لم يثبت لدينا أكثر يعني بعض الذي ثبت لديه من التسعة عشر لم يثبت لدينا مثل كتاب الجعفريات أو كتاب زيد النرسي.

هذا تمام الكلام في هذه المصادر وبعض الكتب معروف حكمها مثل كتاب اللئالي العمادي يعرف حكمه مما تقدم من كتاب عوائل اللئالي لابن أبي جمهور الاحسائي بهذا ينتهي البحث عن الكتب التي تشكل مصادر لكتاب مستدرك الوسائل.

الفصل الرابع التوثيقات العامة يأتي عليها الكلام.

 


[1] معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة و أسماء المصنفين قديما و حديثا‌، ابن شهرآشوب، ج1، ص21.
[2] بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء، العلامة المجلسي، ج1، ص42.
[3] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص355.
[4] بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء، العلامة المجلسي، ج1، ص42.
[5] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص366.
[6] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص371.
[7] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص372.
[8] بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع)، الطبري‌، عماد الدين، ج1، ص113.
[9] الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة ط دار الأضواء، الطهراني، آقا بزرك، ج15، ص144.
[10] بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء، العلامة المجلسي، ج1، ص42.
[11] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص386.
[12] بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء، العلامة المجلسي، ج1، ص34.
[13] غرر الحكم و درر الكلم، التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، ج1، ص314.
[14] غرر الحكم و درر الكلم، التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، ج1، ص723.
[15] ریاض العلماء و حیاض الفضلاء، افندی، عبدالله بن عیسی‌بیگ، ج3، ص281.
[16] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص328.
[17] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص349.
[18] ریاض العلماء و حیاض الفضلاء، افندی، عبدالله بن عیسی‌بیگ، ج5، ص305.
[19] أمل الآمل، الشيخ حرّ العاملي، ج2، ص341.
[20] ریاض العلماء و حیاض الفضلاء، افندی، عبدالله بن عیسی‌بیگ، ج5، ص305.