الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/06/01

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: البحث في كتاب الجعفريات

 

الكتاب الأول الجعفريات

الكلام في مصادر كتاب مستدرك الوسائل للمحدث الشيخ الميرزا حسين النوري الطبري المتوفى سنة 1320 هجرية قمرية، المحدث النوري صاحب المستدرك جمع روايات كتابه الشريف من اثنين وسبعين مصدراً سبعة منها لم تكن عنده وإنما نقل بواسطة صاحب البحار فنقل من الكتب السبعة مما نقله عنها صاحب البحار في بحاره إذن المصادر التي وصلت إلى صاحب المستدرك وكانت بيده من الأصول 65 أصلاً فادعى صاحب المستدرك أنه قد عثر على ما لا يعثر عليه أحد وأبرز هذه الخمسة وستين كتاب الجعفريات أو الاشعثيات.

هذه الكتب الخمسة وستين سبعة منها قد درسها مصنف الكتاب أستاذنا سماحة آية الله الشيخ مسلم الداوري قد درسها وبحثها في الجزء الأول عندما تطرق إلى مصادر كتاب وسائل الشيعة إذن يقع الكلام في ثمانية وخمسين مصدراً من مصادر كتاب مستدرك الوسائل.

يقول الشيخ الداوري "حفظه الله" إن ستة عشر مصدراً من هذه المصادر الثمانية وخمسين قد ثبت لديه اعتباره فيبقى اثنان وأربعون مصدراً فيها كلام وأخذ وعطاء من هنا قسم الشيخ الداوري "حفظه الله" مصادر مستدرك الوسائل إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى المصادر الستة عشر التي ثبت اعتبارها لديه

المجموعة الثانية الكتب التي وقع فيها الخلاف وتبلغ اثنين وأربعين كتابا يدرسها بالتفصيل من الأول إلى الثاني والأربعين

وجه تسمية الكتاب

أول كتاب وأبرز كتاب كتاب الجعفريات ويسمى بالاشعثيات نسبة إلى اسم المؤلف وهو محمد بن محمد بن الأشعث وسمي أيضا بالجعفريات نسبة للمروي عنه وهو الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"، إذن يوجد لدينا كتاب واحد له اسمان إما الجعفريات وإما الاشعثيات الجعفريات نسبة للمروي عنه الإمام جعفر الصادق والاشعثيات نسبة للراوي عن الإمام الصادق وهو محمد بن محمد بن الاشعث.

يقع الكلام في النظر إلى هذا الكتاب فهل هو معتبر أو لا؟ الجواب يوجد اتجاهان:

الاتجاه الأول لصاحب المستدرك الذي غالى في كتاب الجعفريات بحيث أول ما يبدأ رواياته في كتابه المستدرك في كل باب أول ما يبدأ بكتاب الجعفريات وكأنه قد كتب المستدرك لكتاب الجعفريات ثم التعقيب عليه بكتب أخرى فقد عد المحدث النوري كتاب الجعفريات من الكتب القديمة المعروفة المعول عليها كما في خاتمة مستدرك الوسائل الجزء الأول صفحة 15[1] وقد ادعى أنه قد ظفر بكتاب الجعفريات دون من سبقه من غيره على الرغم من أنهم كان دأبهم على جمع المصادر والأصول كالحر العاملي صاحب الوسائل وخصوصا العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب بحار الأنوار الذي بعث العلماء والباحثين إلى الأمصار لجمع هذه المصادر فكان أول داعي يدعي المحدث النوري إلى كتابة المستدرك هو حصوله على كتاب الجعفريات فهو أول داعي وأقوى محرك لكتابة كتاب مستدرك الوسائل لذلك في خاتمة المستدرك أول كتاب بحثه وطبعاً مستدرك الوسائل.

خاتمته أفضل منه لأن الخاتمة مباحث في الرجال والدراية وأما روايات المستدرك من المجلد الأول إلى الثمانية عشر أكثرها ضعيفة السند فقيمة المستدرك في خاتمته بأجزائها التسعة المجموع سبعة وعشرين ثمانية عشر في الروايات وتسعة أجزاء في الخاتمة في الرجال والدراية المجموع سبعة وعشرين وثلاثة أجزاء فهارس ثلاثين مجلد المطبوع في مؤسسة أهل البيت بتحقيقهم.

إذن المحدث النوري أولاً في كل باب باب من الأجزاء الثمانية عشر الروايات أول ما يبدأ بالجعفريات وفي الخاتمة في أول جزء من الخاتمة الجزء الأول صفحة 15 أول الكتب بدأ بها بدأ بتعريف كتاب الجعفريات فأصبح كتاب المستدرك ببركة كتاب الجعفريات ومن المصادر المعتبرة هذا الاتجاه الأول المغالاة في اعتبار كتاب الجعفريات.

الاتجاه الثاني عدم العناية بكتاب الجعفريات وعدم اعتباره

مناقشات صاحب الجواهر في اعتبار الجعفريات

وقد ناقش المحقق صاحب الجواهر الشيخ محمد حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام الجزء 21 صفحة 398 [2] ناقش في اعتبار كتاب الجعفريات بأربع مناقشات:

المناقشة الأولى قال هذا الكتاب ليس من الأصول المشهورة فمن المعلوم أن عندنا أصول أربعمائة مشهورة ومعروفة عند الإمامية وكتاب الجعفريات ليس من الأصول المشهورة المعول عليها هذه المناقشة الأولى.

المناقشة الثانية ليس من الأصول المعتبرة يعني ليس حجة علينا لم يقم الدليل على اعتبار كتاب الجعفريات فهو ليس من الكتب الصحيحة عند الإمامية.

المناقشة الثالثة لم تتواتر نسبة الكتاب إلى مؤلفه فمن غير المعلوم أن كتاب الجعفريات هل مؤلفه محمد بن محمد بن الأشعث أو مؤلفه شخص آخر، الآن إذا شخص قال من قال إن الكليني هو الذي كتب الكافي هذا أول الكلام تقول هذا وصلنا بالتواتر إخبار جماعة كثيرين يمتنع تواطئهم على الكذب ويمتنع اتفاق خطأهم في فهم الحادثة هذه الجماعة الكثيرة في كل طبقة كابر عن كابر من سنة وفاة الكليني سنة 329 هجرية يعني نهاية الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا كابر عن كابر جيل عن جيل تناولوا كتاب الكافي وهذا يثبت أن الكاتب كتاب الكافي هو الكليني "رحمه الله" بالتواتر لكن كتاب الجعفريات هل كتبه محمد بن محمد بن الأشعث أم لا؟ لم تثبت نسبة الكتاب إلى ابن الأشعث بالتواتر هذه المناقشة الثالثة.

المناقشة الرابعة لم تثبت صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه المناقشة الثالثة تقول لم يثبت التواتر المناقشة الرابعة تقول أصلا الصحة ليس ثابتة بالتالي يقول صاحب الجواهر بناء على هذه المناقشات الأربعة نجد أن صاحب البحار وصاحب الوسائل أعرضوا عن كتاب الجعفريات لا أن الكتاب لم يصل إليهم وإنما اعرضوا يعني هذا يثبت هذه المقولة التي تقول إن صاحب المستدرك قد جمع ما تركه صاحب الوسائل.

يقول صاحب الجواهر صفحة 16 بل الكتاب المزبور على ما حكي عن بعض الأفاضل ليس من الأصول المشهورة هذه المناقشة الأولى، المناقشة الثانية بل ولا من المعتبرة ولم يحكم أحد بصحته من أصحابنا المناقشة الثالثة بل لم تتواتر نسبته إلى مصنفه المناقشة الرابعة بل ولم تصح ـ نسبة الكتاب إلى مصنفه ـ على وجه تطمئن النفس بها ولذا يعني لأن الكتاب لم يصح عن مؤلفه لم ينقل عنه الحر في الوسائل ولا المجلسي في البحار مع شدة حرصهما خصوصا الثاني المجلسي على كتب الحديث ومن البعيد عدم عثورهما عليه يعني عثرا على كتاب الجعفريات ولم ينقلا منه والشيخ الطوسي والنجاشي وإن ذكرا أن مصنفه ـ مصنف كتاب الجعفريات ـ من أصحاب الكتب إلا أنهما لم يذكرا الكتاب المزبور يعني لم يذكرا محمد بن محمد بن الأشعث بعبارة تشعر بتعيينه يعني تعيين مؤلف هذا الكتاب ومع ذلك فإن تتبعه كتاب الجعفريات وتتبع كتب الأصول يعطيان أنه هذا الكتاب كتاب الجعفريات إذا نفحص فيه ليس جارياً على منوالها على طريقة الأصول الأربعمائة فإن أكثره بخلافها أكثره روايات عامية وإنما تطابق روايته في الأكثرية روايات العامة[3] يعني مضامينه موافقة لروايات العامة إلى آخر ما ذكره، الآن يعلق الشيخ الداوري ومن ذلك يظهر أن الكتاب محل خلاف بين الأعلام بين مغال وهو صاحب المستدرك وبين مصرف في الطعن وهو صاحب الجواهر فلابد من التحقيق حوله بالبحث في ثلاثة جهات:

الجهة الأولى في الطريق إلى الكتاب يعني هل سندنا إلى كتاب الجعفريات صحيح أو لا،

الجهة الثاني في المؤلف ومن بعده إلى الإمام "عليه السلام" يعني السند نبحثه شقين:

الشق الأول في الأول من هنا إلى الكتاب يعني إلى المؤلف الشق الثاني ثم من المؤلف إلى الإمام "عليه السلام"

الجهة الثالثة في مضمون الكتاب

إذن الأمر الأول سندي، الأمر الثاني أيضا سندي، الأمر الثالث مضموني مضمون الكتاب ومحتواه من الروايات إذن يقع الكلام في ثلاث جهات، أما الجهة الأولى يأتي عليها الكلام.

 


[1] خاتمة مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج1، ص15.
[2] جواهر الكلام، النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن، ج21، ص398.
[3] جواهر الكلام، النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن، ج21، ص398.