الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/05/19

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: بيان أصول ومصادر المجاميع الحديثية المتقدمة والمتأخرة

 

المبحث الثاني مصادر كتاب مستدرك الوسائل [1]

 

الأصول الأربعمائة

إن شاء الله نوفق اليوم للقراءة وتطبيق عبارة الكتاب ولكن قبل أن نقرأ عبارة الكتاب لا بأس أن نقدم مقدمة قد تقدمت أيضا في الجزء الأول وهي بيان الأصول الأربعمائة ومصادر المجاميع الحديثية المتقدمة والمتأخرة.

فقد أخذنا في الدرس السابق الكتب الأربعة للمتقدمين وهي للمحمدين الثلاثة الكافي للكليني والفقيه للصدوق والتهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي وأخذنا أيضا المجاميع الحديثية الأربعة للمتأخرين وهي الوافي للفيض الكاشاني والوسائل للحر العاملي والبحار للمجلسي والمستدرك للمحدث النوري.

بقي شيء وهي أن هذه المصادر أو هذه المجاميع الحديثية الثمانية أو العشرة بضميمة كتاب مدينة العلم للكتب المتقدمة وضميمة كتاب جامع أحاديث الشيعة للمجاميع المتأخرة، هذه الدورات والموسوعات الحديثية الثمانية أو العشرة من أين جاءت بالروايات؟ ما هو مصدرها؟ هذا ما يقودنا إلى بحث الأصول الأربعمائة.

ما هو الأصل؟

والمراد بالأصل المدونة التي يدون فيها الراوي ما سمعه مباشرة من المعصوم "عليه السلام" أو من الرواة الذين سمعوا من المعصوم "عليه السلام" فزرارة بن أعين له أصل ومحمد بن مسلم الطائفي له أصل والفضيل بن يسار له أصل فأصحاب الأئمة "عليهم السلام" كانت لهم مدونات يدونون فيها ما سمعوه من أحاديث الأئمة "عليهم السلام" مباشرة.

وقد ذكر العلماء والمؤرخون كالشيخ المفيد رضوان الله عليه وغيره كما في الإرشاد أنه كانت هنا أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف من أصحاب الأئمة "عليهم السلام". هذه الأصول أكثرها لم يصل إلينا فقد تلف بعضها حينما هجم التتار والمغول على بغداد وأرادوا أن يعبروا نهر دجلة وهو عريض وكبير وأوسع وأعرض من نهر الفرات فأخذوا هذه الكتب ووضعوها في نهر دجلة وجعلوها جسراً لكي يعبر عليها الجيش وخيولهم ومعداتهم حتى أصبح نهر دجلة اسودا من ذلك الحبر. فالشيخ الطوسي "أعلى الله مقامه الشريف" كان في الكرخ ببغداد وحصلت فتنة بين السنة والشيعة في ذلك الوقت وحصلت مقتلة ففر بجلده لائذا بقبر أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" قبل تقريباً أثنى عشر من وفاته وتوفي سنة 460 لعل هذه الحادثة حصلت سنة 448 هجرية قمرية وأسس الحوزة العلمية في النجف الاشرف التي لا زالت مستمرة منذ تأسيس شيخ الطائفة لها سنة 448 إلى يومنا هذا.

المكتبات لشيخ الطائفة

الشيخ الطوسي "رحمه الله" كانت عنده ثلاث مكتبات ضخمة:

المكتبة الأولى مكتبته العامرة،

المكتبة الثانية مكتبة أستاذه الشريف المرتضى وكان هو شيخ الطائفة قبل الشيخ الطوسي

المكتبة الثالثة مكتبة سابور بن اردشير وزير الدولة البويهية

فإن الدولة البويهية من الدول الشيعية، هناك عدة دول شيعية كان لها أثر في الحوزات العلمية وفي تشييد مراقد الأئمة "عليهم السلام" مثل الدولة الصفوية، الدولة القاجارية، الدولة البويهية، الدولة العيونية وهذا بحث مهم تاريخيا أن يبحث الإنسان الدول الشيعية بعضها إسماعيلية مثل الدولة الفاطمية في تونس ومصر، الدولة الحمدانية في حلب وسوريا هذه دولة شيعية أثنى عشرية إمامية سيف الدولة الحمداني والمتنبي كانوا من الشيعة الإمامية، هناك بحوث مثلا بعض الكتب مثلا كتاب هاشم معروف الحسني حول الانتفاضات الشيعية الثورات الشيعية التي قامت، طبعا الدولة البويهية كان عندهم وزير عالم ومثقف وهو سابور بن اردشير فأسس مكتبة عامة في بغداد وكانت موجودة عند الشيخ الطوسي ففي هذه المكتبة الكثير من أصول ومصنفات ومدونات أصحاب الأئمة "عليهم السلام".

دور الأصول الأربعمائة في الكتب الأربعة المتقدمة والمتأخرة

أصحاب الكتب الأربعة الكليني في كافيه المؤلف من ثمانية أجزاء ألف الكافي في عشرين سنة واستخرج وانتقى الروايات الصحيحة من الأصول الأربعمائة ودون أصول الكافي.

وهكذا الشيخ الصدوق حينما مر بمنطقة في إيران قريبة من نيشابور فقالوا له إن الطبيب الرازي قد زارنا فلما أراد أن يسافر قلنا له خلف لنا كتابا في الطب عند غيابك فكتب كتاب من لا يحضره الطبيب فكتب لهم الشيخ الصدوق كتاب من لا يحضره الفقيه لذلك لفظ كتاب موجود في العنوان، كتاب من لا يحضره الفقيه لكن الآن المطبوع يكتبون من لا يحضره الفقيه وإلا أصل العنوان لفظ كتاب موجودة في العنوان، كتاب من لا يحضره الفقيه على غرار كتاب من لا يحضره الطبيب.

وهكذا الشيخ الطوسي "رحمه الله" في كتابيه التهذيب والاستبصار أستخرج الروايات من الأصول الأربعمائة

فالكتب الأربعة عبارة عن تنقيح لروايات للأصول الأربعمائة وتبويبها لأن الأصل ليس مبوباً الأصل غير المصنف، المصنف فيه ترتيب وتبويب لكن الأصل غير مبوب روايات مبعثرة مدونة.

ثم بعد ذلك جاء المتأخرون، خاتمة المتقدمين الشيخ الطوسي أربعمائة وستين هجرية ثم جاء المتأخرون الشيخ الفيض الكاشاني في الوافي وهو متوفى سنة 1091 لم يضف على الكتب الأربعة شيئاً لكن صاحب الوسائل حر العاملي المتوفى سنة 1104 أضاف مما يزيد على سبعين مصدر على الكتب الأربعة هذه السبعين فما زاد هي عبارة عن أصول يدعي أنها قد وصلت إليه.

ثم جاء صاحب البحار وهو أكثر من جمع أوفد إلى الأنصار لكي يحصلوا على المخطوطات والأصول فألف كتاب بحار الأنوار وفي نهاية كتاب البحار تقريبا في العشرة الأجزاء الأخيرة بعد المائة واثنين يتكلم عن إجازاته في الرواية وإجازاته إلى الكتب وطرقه إلى الكتب فهو قد حصل على هذه المصادر.

كذلك صاحب المستدرك هذا موطن بحثنا هذا الغرض من تقديم المقدمة أن المحدث النوري يدعي أنه قد وصله خمسة وستين كتاب ونقل من سبعة كتب وصلت لصاحب البحار فكان مجموع الكتب التي نقل عنها ولم ينقل عنها صاحب الوسائل اثنين وسبعين كتاب فاستدرك لصاحب الوسائل من هنا قال بعضهم إن صاحب المستدرك قد جمع ما تركه صاحب الوسائل يعني صاحب الوسائل وجد هذه الأصول لكن عنده غير معتبرة بينما صاحب المستدرك يرى أنها معتبرة فنقل منها ثم بعد ذلك نجد أنه حتى بعد صاحب المستدرك هناك من أدعى أنه قد عثر على بعض هذه الأصول التي اندثرت كالسيد محمد الحجة الكوهكمري المعاصر للسيد البروجردي كتب كتاب الأصول الستة عشر كتاب مطبوع، أدعى أنه قد وصل إليه ستة عشر أصلا إذن المجاميع الحديثية قد وصلتنا عن طريق الأصول الأربعمائة وغيرها، هذه الأصول الأربعمائة هي الأصول المشهورة يعني يوجد أصول غير مشهورة يعني الأصول المشهورة والمعروفة هي أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف هو المصنف الواحد عنده مدونات ما شاء الله إذن صاحب المستدرك نقل من اثنين وسبعين مصدرا لم ينقل عنها صاحب الوسائل ونقل الروايات منها وبوبها وفق تبويب صاحب الوسائل.

المبحث الثاني

مصادر كتاب مستدرك الوسائل وفيه ثلاث مباحث:

الأول مكانة الكتاب وأهميته

الثاني الكتب التي ثبت اعتبارها عند الشيخ الداوري ستة عشر كتابا

الثالث الكتب التي وقع الكلام فيها اثنين وأربعين

اثنين وأربعين وستة عشر ثمانية وخمسين، ثمانية وخمسين وسبعة لم يتطرق إليها الشيخ الداوري لأنه قد بحثها في الجزء الأول عندما بحث مصادر الوسائل سبعة زائد ثمانية وخمسين خمسة وستين وسبعة لم تصل إلى صاحب المستدرك وإنما نقل عنها بواسطة صاحب البحار.

نشير إلى هذه النكتة التي ذكرناها في أول درس وهي أن ابن المجدد الشيرازي ادعى هذه الدعوى وهو من العلماء الكبار والفضلاء قال إذا اتفق رأي ثلاثة على مسألة أنا اقطع برأي المعصوم "عليه السلام" وهم الشيخ مرتضى الأنصاري ووالدي المجدد الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وزوج أختي الميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين المعبر عنه بالميرزا الصغير.

فابن المجدد الشيرازي وهو من العلماء الكبار يقول إذا اتفق هؤلاء الثلاثة على مسألة أنا أقطع بأن المعصوم "عليه السلام" يقول بها.

الشيخ الأنصاري جميع الفقهاء اليوم على مائدة الشيخ الأنصاري في الفقه والأصول وهو القائل أنا إنما ادرس لثلاثة الميرزا المجدد الشيرازي والميرزا المحقق الرشتي صاحب بداء الأفكار والميرزا حسن الطهراني، الميرزا الصغير الشيخ محمد تقي الشيرازي تلميذه شيخ الشريعة الأصفهاني وشيخ الشريعة والميرزا محمد تقي الشيرازي والآخوند الخراساني يرون أنه لا تبرأ الذمة من دون النظر إلى المستدرك لا يكفي النظر إلى روايات الوسائل فقط.

لذلك الآن جماعة المدرسين طبعوا الوسائل والمستدرك طبعة واحدة نص الصفحة الأولى العلوي وسائل النصف السفلي مستدرك في اثنين وعشرين مجلد ومجلدين الخاتمة المجموع أربعة وعشرين مجلد.

صاحب الكفاية هو من التلامذة المتأخرين للشيخ الأنصاري، المجدد الشيرازي هو من الطلبة الأوائل وكذلك المحقق الرشتي لذلك صاحب الكفاية درس عند الشيخ الأنصاري وعند المجدد الشيرازي، الميرزا النائيني درس عند المجدد الشيرازي بعضهم يعد الميرزا من تلامذة صاحب الكفاية وبعضهم ما يعده من تلامذة صاحب الكفاية يعني في رتبة تلامذته الأوائل حتى قالوا لصاحب الكفاية الميرزا النائيني ما يحضر درسك فقال هذا أنا أعطيه الاستفتاء الصبح يأتي بجوابه في الليل بعد ما يحتاج إلى درسي.

 

تطبيق المتن

النقطة الأولى مكانة الكتاب وأهميته

وهذا الكتاب قد ألفه المحدث النوري قدس متعقباً فيه الحر العاملي قدس في أبواب كتابه الوسائل يعني نفس أبواب صاحب الوسائل هو نفس أبواب وعناوين المحدث النوري ومستدركا عليه ما فاته من الروايات مما ظفر به المحدث النوري وسماه مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ويعد من الكتب الروائية التي لا غنا للفقه والفقاهة عنه.

يقول العلامة المتتبع الشيخ آغا بزرك الطهراني "رحمه الله" يجب على عامة المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها، الشيخ الداوري أو مقرر الكتاب يقول أي المجاميع الحديثية التي حواها المستدرك يعني الأحاديث المجموعة في المستدرك المأخوذة من الأصول التي اعتمدها صاحب المستدرك ويرجع إليها في استنباط الأحكام عن الأدلة كي يتم لهم الفحص عن المعارض يعني قد تكون الرواية معارضة لرواية أخرى ويحصل اليأس عن الظفر بالمخصص قد يكون الدليل عاماً فلعله هناك مخصص له لابد أن نبحث ونستفرغ الوسع في الحصول على المخصص والمقيد لكي نطمأن أنه لا يوجد مخصص ولا مقيد لذلك المقولة المشهورة ما من عام إلا وقد خص وما مطلق إلا وقد قيد

وقد أذعن بذلك، هذا كله كلام الشيخ آغا بزرك الطهراني، وقد أذعن بذلك جل علمائنا المعاصرين لمؤلفه ممن أدركنا بحثه وتشرفنا بملازمته فلقد سمعت شيخنا الآية الخراساني صاحب الكفاية يلقي ما ذكرنا على تلامذته الحاضرين تحت منبره البالغين إلى خمسمائة أو أكثر بين مجتهد أو قريب من الاجتهاد، صاحب الكفاية خرج الكثير من الفقهاء والفطاحل الشيخ عبد الكريم الحائري خرج الكثير من الفقهاء والفطاحل والسيد محمد الداماد خرج الكثير من الفقهاء، الآن طبعوا اثنين وعشرين مجلد في الفقه تقريرات الشيخ جوادي آملي لبحث السيد الداماد السيد موسى الشبيري الزنجاني تلميذ المحقق الداماد.

مصرحاً لهم بأن الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتم قبل الرجوع إلى المستدرك والاطلاع على ما فيه من الأحاديث.

ثم ينقل عن حس يقول ولقد شاهدت عمله على ذلك أنه لابد يعتني بروايات المستدرك في عدة ليال وفقت لحضور مجلسه الخصوصي في داره الذي كان ينعقد بعد الدرس العمومي لبعض خواص تلاميذه للبحث في أجوبة الاستفتاءات بالرجوع إلى الكتب الحاضرة في ذلك المجلس فكان يأمرهم بقراءة ما فيه ـ المستدرك ـ من الحديث الذي يكون مدركا للفرع المبحوث عنه، يعني لا يكتفي بروايات الوسائل يقول لاحظ أيضا المستدرك، لكن الآن أكثر البحوث روايات الوسائل ما يعتنون بالمستدرك.

وأما شيخنا الحجة شيخ الشريعة الأصفهاني فكان من الغالين في المستدرك ومؤلفه الميرزا حسين النوري وكذا شيخنا الآية الأتقى ميرزا محمد تقي الشيرازي قدس[2] انتهى كلام صاحب الذريعة، الذريعة إلى تصانيف الشيعة الجزء الثاني صفحة 111.

الشيخ الداوري يشير إلى أن مصادر كتاب مستدرك الوسائل اثنين وسبعين مصدر سبعة منها تم بحثه في ما تقدم من الجزء الأول يبقى ثمانية وخمسين، ثمانية وخمسين ستة عشر منها معتبرة يبقى اثنين وأربعين وقع فيها البحث أولها كتاب الجعفريات.

بالنسبة إلى السبعة التي استثناها ولم يبحثها بعضها تقدم وبعضها ما تقدم لكن تقدم حكم ما يماثلها مثل ماذا؟ يقول وسنقصر البحث على ثمانية وخمسين كتابا منها وأما الباقي وهو سبعة كتب فقد تقدم البحث حولها ولا حاجة إلى عيادته ككتاب المزار لابن المشهدي ولم يثبت لدينا وكتاب صحيفة الرضا ولم تثبت لدينا وكتاب دعائم الإسلام للقاضي نعمان المصري ولم يثبت لدينا وكتاب عوائل اللئالي لم يثبت لدينا، كتاب المقنع للصدوق ثابت لكن ما فيه أسانيد وفلاح السائل للسيد ابن طاووس ثابت لكن السيد ابن طاووس من المتأخرين لا نعتبر بتوثيقاته وغيرها.

وبعضها وإن لم يتقدم له ذكر إلا أن حكمه حكم بعض ما تقدم ككتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان، القاضي النعمان هو من الإسماعيلية له كتابين نحن تكلمنا عن كتاب دعائم الإسلام ولم يثبت اعتباره لعدم اعتبار الكتاب وعدم اعتبار مؤلفه كذلك كتابه شرح الأخبار، يقول فإن ما يقال فيه شرح الأخبار قد قيل في كتاب دعائم الإسلام وهكذا كتاب درر اللئالئ العمادية لابن أبي جمهور الإحسائي فإن الحكم فيه درر اللئالئ العمادية هو ما تقدم ذكره في كتاب عوائل اللئالي أو غوالي اللئالي.

الشيخ الأنصاري يقول وقد طعن في المؤلِف والمُؤلَف من ليس من دأبه الطعن وهو الشيخ يوسف البحراني، يعني طعن في ابن أبي جمهور الاحسائي وطعن في كتابه عوائل اللئالي، طعن في المُصنِف والمُصَنف كثير من رواياته روايات عامية لم يثبت اعتبار الكتاب أيضا فإذا لم يثبت عوائل اللئالي وهناك طعن في المصنف أيضا الآن توجد دار تحيي كتبه طبعا ليس الكل، السيد السيستاني هناك محاولات للدفاع عن أبن أبي جمهور والباقي بعد حذف المكرر وشبهه ثمانية وخمسون كتاباً.

ثم يريد أن يقول لا داعي لبحث السند من المحدث النوري إلى أصحاب هذه الكتب لأن سنده صحيح كله أقطاب، الآن أنت تأخذ إجازة يمكن عندي عشرين إجازة مني إلى مثلا إلى الشيخ الطوسي أو إلى النجاشي أو للصدوق أغلب الأسانيد طبعاً كل الإجازات تصل إلى الشيخ الطوسي هو حلقة الوصل بين المتقدمين والمتأخرين، مثلا السيد شهاب الدين المرعشي النجفي "رحمه الله" عنده أربعمائة إجازة هذا المرجع بإجازاته الأربعمائة كلها لابد أن تمر عبر الشيخ الطوسي فلا داعي لبحث من السيد المرعشي إلى الشيخ الطوسي المهم الشيخ الطوسي وما بعده.

قال ثم إن البحث حول هذه الكتب سيكون على منهاج ما تقدم في المبحث السابق أي موضع البحث فيها، البحث السابق في الجزء الأول لما بحث الوسائل سيقتصر على ثبوت طريق كل من الشيخ الطوسي والنجاشي والصدوق أو غيرهم ممن انتهى إليه طريق المحدث النوري "رحمه الله" وأما طرق المحدث النوري إلى هؤلاء المشايخ فلا حاجة للبحث عنها لأنها ثابتة ومعتبرة أصلا هو الغرض من السند إثبات أن المؤلف ألف هذا الكتاب هذا ثابت من أخبار الشيخ الطوسي وغيره فلا حاجة إلى أسانيدنا الآن أغلب الإجازات للتبرك حتى توصل السند منك إلى المعصوم "عليه السلام" مثل السيد الإمام الخميني في بداية الأربعون حديثا يبدأ السند منه بالشيخ عباس القمي صاحب مفاتيح الجنان بأستاذه الشيخ آغا بزرك الطهراني بالشيخ الأنصاري إلى أن يصل إلى النبي "صلى الله عليه وآله".

وعلى هذا فسنكتفي فيما ثبت اعتباره من هذه الكتب من جميع الجهات على الإشارة إلى وثاقة المؤلف وثبوت الطريق وصحته من دون الدخول في التفاصيل وأما ما وقع فيه الخلاف فسنتناوله بشيء من التفصيل بحسب ما يقتضيه المقام وتسهيلا على الطالب نصنف هذه الكتب إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى

ستة عشر كتابا التي ثبت ما ذكرها بالتفصيل والمجموعة الثانية تبدأ بالجعفريات اثنين وأربعين كتاب.

المجموعة الأولى ستة عشر كتاب:

الأول ثلاثة كتب للشهيد الأول محمد مكي العاملي "رحمه الله" الثاني والثالث والرابع كتاب لب اللباب وكتاب الدعوات وكتاب فقه القرآن لقطب الدين الراوندي الثقة الجليل وهذه الكتب كلها مطبوعة وموجودة من الأول إلى السادس عشر.

الخامس كتاب الهداية وكتاب المقنع للشيخ الصدوق، السادس كتاب سعد السعود الكتاب اليقين أو كشف اليقين للسيد رضا الدين علي بن طاووس هذا صاحب الكرامات أما الرجالي أستاذ العلامة الحلي السيد جمال الدين أحمد بن طاووس.

الثامن والتاسع رسالة في المهر وكتاب المسائل الصاغانية للشيخ المفيد موجود في موسوعته المطبوعة.

العاشر كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية لعلي بن يوسف الحلي أخ العلامة الحلي.

الحادي عشر كتاب الخصائص للشريف الرضي صاحب نهج البلاغة وهو محمد بن الحسين الموسوي جامع نهج البلاغة.

الثاني عشر كتاب قضاء حقوق المؤمنين الشيخ سديد الدين.

الثالث عشر كتاب معدن الجواهر لأبي فتح الكراجكي أحد تلامذة الشيخ الطوسي صاحب كنز الفوائد أيضا.

الرابع عشر كتاب روض الجنان لأبي الفتوح الرازي.

الخامس عشر كتاب تحريم الفقاع للشيخ الطوسي.

السادس عشر كتاب المؤمن أو ابتلاء المؤمن للحسين بن سعيد الاهوازي، عنده كتب كثيرة بعضها مطبوع واصل مثل كتاب الزهد، هذا تمام الكلام في المجموعة الأولى، المجموعة الثانية وهي الكتب التي وقع فيها الخلاف وتبلغ اثنين وأربعين كتابا وفيما يلي نتناول دراسة كلا منها بشيء من التفصيل الكتاب الأول الجعفريات يأتي عليه الكلام.

 


[1] أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق، الشيخ مسلم الداوري.
[2] الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة ط دار الأضواء، الطهراني، آقا بزرك، ج2، ص110.