الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/05/17

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: مقدمة في مصادر كتاب مستدرك الوسائل

 

طليعة

نبدأ بتدريس الجزء الثاني من كتاب أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق[1] وهو الكتاب الذي كتبه المرحوم الشيخ محمد علي صالح المعلم "رحمه الله" تقريراً لبحث أستاذنا سماحة آية الله الشيخ مسلم الداوري "حفظه الله".

الشيخ المعلم "رحمه الله" من أجود المقررين وقد سافر للتبليغ في أفريقيا وأبتلي بمرض ولعله الملاريا ورجع إلى قم المقدسة وهو يعاني من هذا المرض وتوفاه الله "عز وجل" "رحمه الله" واسكنه فسيح جنته.

الشيخ المعلم قرر مجلداً واحداً لبحث شيخنا الأستاذ الداوري وتقريره يمتاز بالجودة وسبك العبارة ولكن قبل ما يزيد على خمسة عشر عاماً طبع هذا الكتاب في مجلدين وأضيفت بعض المباحث إلى ما كتبه شيخنا المعلم "رحمه الله".

تدريس المجلد الأول

وقد شرعنا في تدريس هذا الكتاب أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق قبل ما يقارب خمسة عشر عاماً ولم نوفق لتدريس الجزء الثاني فقد شرعنا في تدريس الجزء الأول يوم الأحد الثالث عشر من ربيع الثاني لعام 1426 هجرية قمرية الموافق 22/5/ 2005 ميلادية المصادف 1/3/1384 هجرية شمسية وتم الانتهاء من تدريس الجزء الأول يوم الاثنين 27 جمادي الأولى 1426 هجرية قمرية الموافق 4/7/2005 ميلادية المصادف 13/4/1384 هجرية شمسية فكان 76 درساً خلال ما يقارب شهر وأثني عشر يوماً فكنا ندرس أحيانا في اليوم الواحد عدة دروس ونكمل الجزء الثاني قبيل شهر رمضان الكريم.

كتاب أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق

فيه مباحث في الرجال في الكليات وفيه مباحث في الرجال في التطبيقات وفيه مباحث في الدراية.

الجزء الأول الكثير من مباحثه في علم الدراية وهذا الكتاب مؤلف بجزءه من ثلاثة فصول وخاتمة.

الفصل الأول والثاني وقسم من الثالث في الجزء الأول.

الفصل الثالث مؤلف من قسمين مبحثين والفصل الثالث فيه ثلاث مقامات:

المقام الثالث من القسم الثالث فيه مبحثان:

المبحث الأول دراسة مصادر وسائل الشيعة وهذا موجود في الجزء الأول

المبحث الثاني من المقام الثالث من الفصل الثالث هو دراسة كتب ومصادر مستدرك الوسائل وهذا موجود في الجزء الثاني.

إذن نشرع في بيان مصادر وكتب مستدرك الوسائل وبعد ذلك يقع البحث في الفصل الرابع في التوثيقات العامة وهو أهم بحث رجالي وبعد نهاية الفصل الرابع يأتي البحث في التطبيقات.

هناك بعض الرجال الذين يكثر ذكرهم في الروايات وقد وقع الخلاف فيهم كمحمد بن سنان وعلي بن أبي حمزة البطائني وغيرهما.

إذن الجزء الثاني من حيث المباحث أهم من الجزء الأول لأن الجزء الثاني أولا تضمن البحث عن كليات علم الرجال وأصلا إذا قالوا علم رجال يعني كليات وثانياً تطرق إلى التطبيقات في بعض الرجال في الخاتمة وثالثا تطرق إلى دراسة مصادر مستدرك الوسائل.

طريقتنا في الدراسة

أما طريقتنا في الدراسة فإننا لن نقرأ جميع العبارات الموجودة في المجلد الثاني لأنه يطول البحث ولا داعي لذكرها نقرأ العبارات المهمة وبالتالي نشرع اليوم إن شاء الله في بضع دقائق.

الآن في الجزء الثاني من كتاب أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق للشيخ الداوري "حفظه الله"

المبحث الثاني يعني من المقام الثالث من الفصل الثالث مصادر كتاب مستدرك الوسائل ندرس ثلاثة أمور:

الأول مكانة الكتاب وأهميته

الثاني الكتب التي ثبت اعتبارها

الثالث الكتب التي وقع الكلام فيها.

مكانة الكتاب وأهميته

خاتمة المحدثين هو الميرزا حسين النوري الطبري، طبرستان شمال إيران مازندران، ونوري من منطقة نور في شمال إيران محافظة مازندران، خاتمة المحدثين هو المحدث النوري ومن أبرز تلامذته الشيخ عباس القمي صاحب مفاتيح الجنان المدفون عند عتبته.

من تلامذته أيضا آغا بزرك الطهراني الشيخ محسن الطهراني صاحب كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة وصاحب كتاب طبقات أعلام الشيعة وقد قرض لكتاب المستدرك في النسخة الحجرية ذات ثلاثة أجزاء الكبار يقول صاحب الذريعة ارتعش القلم بيدي وأنا أؤرخ لأستاذي المحدث النوري "رضوان الله عليه".

كتاب المستدرك يوجد اتجاهان بالنسبة له:

الرأي الأول اتجاه يقول إن المحدث النوري قد جمع ما تركه صاحب الوسائل يعني صاحب الوسائل خلال ثلاثين سنة كتب وسائل الشيعة وجمع الروايات الصحيحة بنظره وأهمل روايات لا يراها صحيحة بنظره وأهمل كتباً قد رآها لكنه لم يكن يرى أنها معتبرة وصحيحة لكن صاحب المستدرك جاء وجمع هذه الروايات واستدرك بها ما فات صاحب الوسائل والحال أنها لم تفت صاحب الوسائل وإنما تركها.

الرأي الثاني يقول المستدرك لابد منه ولا يمكن استنباط الحكم الشرعي بالنظر إلى وسائل الشيعة من دون النظر إلى روايات المستدرك فصاحب الكفاية "رحمه الله" يقول لا يتم الاستقراء وبذل الوسع إذا نظرت إلى روايات الوسائل ولم تنظر إلى روايات مستدرك الوسائل ولذلك الآن تجد جماعة المدرسين طبعوا طبعة الوسائل مع المستدرك النصف الأول من الصفحة وسائل النصف الثاني من الصفحة مستدرك الوسائل لأن الميرزا حسين النوري في كتابه مستدرك الوسائل ومستنبط الوسائل اتبع نفس الفصول والأبواب التي ذكرها صاحب الوسائل الشيخ الحر العاملي.

الأقطاب الثلاثة

هناك من يقول إذا أجمع ثلاثة من فقهائنا على مسألة أنا لا أجرئ على المخالفة بل قال بعضهم أنا أقطع بالحكم الشرعي إذا أتفق ثلاثة من الفقهاء وهم الشيخ مرتضى الأنصاري وتلميذه المجدد الشيرازي الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي صاحب ثورة التنباك وصهره الشيخ محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين هؤلاء أقطاب ثلاثة الشيخ الأنصاري وتلميذه المجدد الشيرازي وصهر المجدد الشيرازي لأخته الشيخ محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين، البعض من الفقهاء الكبار يقول إذا أجمع هؤلاء الثلاثة على مسألة أنا أقطع بالحكم الشرعي نظراً لدقتهم واحد من هؤلاء الثلاثة الشيخ محمد تقي الشيرازي المدفون في حرم الحسين يقول لا يكفي أن تفتي بالنظر إلى الوسائل من دون النظر إلى مستدرك الوسائل.

شيخ الشريعة الأصفهاني

من الفقهاء الذين قالوا بذلك شيخ الشريعة الأصفهاني وهو أحد الأعلام الخمسة الذين درسوا السيد الخوئي، السيد الخوئي في ترجمة نفسه في معجم رجال الحديث قال درست عند خمسة الميرزا النائيني والمحقق الأصفهاني والمحقق الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ المازندراني وشيخ الشريعة الأصفهاني ولعله أول ما ذكر أول واحد أو ثاني واحد الشيخ الشريعة الأصفهاني المعروف بالدقة وحينما أخذت إجازة شفوية في الرواية من شيخنا الأستاذ الشيخ مسلم الداوري "حفظه الله" وأجازني في الرواية عن طريق أستاذه السيد الخوئي عن طريق شيخ الشريعة الأصفهاني وهناك طرق متعددة قال لي عليك بطريق شيخ الشريعة الأصفهاني فإنه من أدق الطرق إلى الروايات.

الشيخ الشريعة الأصفهاني "رحمه الله" فكان من الغالين والمغالين في المستدرك ومؤلف المستدرك فيكفي هذا للتدليل على أهمية الكتاب الذي اعتنى به الفحول.

يبقى الكلام في قراءة هذه الديباجة لأن الشيخ الداوري "حفظه الله" نقل نص كلام الشيخ آغا بزرك الطهراني في مقام بيان أهمية ومكانة المستدرك، الدرس القادم نقرأ هذا الكتاب ثم نرى أن الشيخ الداوري يقسم مصادر المستدرك إلى ما هو معتبر عنده وما هو ليس بمعتبر عنده نبين مبنى الشيخ الداوري ونناقش مبنى الشيخ الداوري مكانة الكتاب وأهميته يأتي عليها الكلام.

 


[1] اصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق، الشيخ مسلم داوري، تقرير المرحوم محمدعلي علي صالح المعلم.