44/07/03
موضوع: الدرس الثامن عشر: السادس إذا غاب أحد منهم زائداً على العادة
السادس وهو من جنس السابق إذا غاب أحد منهم أو من ملازم الحلقة زائداً على العادة يسأل عنه وعن أحواله وموجب انقطاعه.
كان الكلام في القسم الثاني في آداب المعلم مع طلبته، تطرق الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ في منية المريد في آداب المستفيد المفيد والمستفيد إلى أدب المعلم مع طلابه، تطرقنا إلى الآداب الخمسة الأول، الأدب الخامس أن لا يتعاظم على المتعلمين بل يتواضع له فالتواضع لله.
من أبرز سمات التواضع ما ورد في البند السادس أن يسأل عن طلابه بعض الأساتذة حضر الطالب، غاب الطالب، لا يسأل عنه وجوده كالعدم حتى الكاف زائدة هذا غير صحيح، الطالب يحتاج إلى اهتمام ومزيد حنان.
أتذكر حينما افتتحنا الحسينية البحرانية في قم في منطقة آبشار في شهر رمضان قبل قرابة خمسة وعشرين سنة استضفنا أستاذنا سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الإيرواني ـ حفظه الله ـ في تلك الجلسة سأله أحد الطلبة ما رأيك في دراسة الطالب عن طريق الكاسيت والأشرطة، فقال: لا لا لا حتى أني لا تسمعون دروسي بالكاسيت إلا عند الاضطراب إذا لم تجد أستاذاً أسعى أن تحضر عند أستاذ، ثم قال: إذا أردنا أن نقرب الفكرة الدراسة عند الأستاذ الرضاعة الطبيعية بيها حنان الطفل مو يشرب حليب فقط هم بها حنان من أمه لكن الدراسة عبر الكاسيت مثل حليب بودرة حليب مجف نيدو ما بيه حنان.
إذاً الإنسان بشر كتلة مشاعر ليس جدار صامت لا حسّ له ولا مشاعر، إذا ينبغي أن يشعر الأستاذ طلابه باهتمامه كأن يناديهم بأسمائهم، يسأل عن أحوالهم.
للآسف الشديد في هذا الزمن بعض الطلبة أسأله ما اسم أستاذك؟
قال: ما أتذكر.
قلت: هذا موديل جديد هذا، عادة أستاذ ما يعرف طلابه قلنا مو مشكلة، أما طلاب ما يعرفون أستاذهم، هذه آفة.
لذلك يقول:
<يسأل عن أحواله وموجب انقطاعه> يعني السبب الذي أوجبه انقطاع الطالب عن الدرس <فإن لم يخبر عنه بشيء> يعني لم يعرف خبره <أرسل إليه> أرسل إليه رسول <أو قصد منزله بنفسه وهو أفضل كما كان يفعل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله مع أصحابه فإن كان مريضاً عاده أو في غمّ خفض عنه أو مسافرٍ تفقد أهله، ومن يتعلق به ويسأل عنهم، وتعرض لحوائجهم ووصلهم بما أمكن، وإن لم يحتاجوا إليه في شيءٍ تودد ودعا>.
ينقل في أواخر أيام المرحوم سماحة آية الله العظمى السيد حسين البروجيردي أستاذ الإمام الخميني وباني المسجد الأعظم، في أواخر أيامه كان سمعه ثقيل ويمشي متكئاً على اثنين، وقبل أن يصل إلى مجلس الدرس سأله أحد حاجته من حوائج الدنيا، فقال له السيد البروجري: راجع المكتب وراجعنا وإن شاء الله نقضي حاجتك.
وحين رقى السيد البروجيردي المنبر وشرح الدرس، أشكل هذا الطالب بإشكال علمي، وكان السيد البروجيردي ثقيل فلم يسمع إشكال هذا الطالب، وظن أنه أعاد تكرار حاجته، فقال له السيد البروجيردي: قد أجبتك قبله مجلس الدرس وقلت راجع المكتب.
فعرف الطلاب أن هذا الطالب كان قد سأل السيد البرجردي حاجته.
فلما أن انتهى الدرس ورجع إلى البيت، قيل له: سيدنا هذا الطالب الذي تكلم أنت لم تسمعه وهذا الطالب كان عنده إشكال علمي ولم يكرر حاجته، فتأذى السيد البروجردي كثيراً، قال هذه إهانة مؤمن وينبغي أن أعتذر منه.
قالوا: لا بأس نذهب إلى بيته من طرفك ونعتذر له.
قال: لا، خذوني إلى بيته.
يقول ذهبوا بالسيد البروجردي وهو يتكأ على اثنين طرق الباب خرج هذا الطالب تفاجئ مرجع المسلمين على باب البيت. نعم، سيدنا تفضلوا. قال: أنا جئت وأعتذر إليك. وإذا بالطالب ينكب على يدّ السيد البروجري يقبلها سيدنا أنا الذي أعتذر إليك.
قال: أنا سمعي ثقيل لم اسمع فتوهمت أنك كررت حاجتك.
هكذا ينبغي أن يكون الأستاذ والمربي.
رحمة الله على العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري ـ رحمه الله ـ كان يقرأ مجلس حسيني في إحدى المناطق في البحرين، وكان هناك ولد هذا الولد يسجل بالمسجلة الكاسيته القديمة يشغل ويبند يشغل ويبند ويطلع لها صوت، فالتفت الشيخ الجمري فتوجهت أنظار الجالسين إلى ذلك الولد.
والد الولد عنف الولد فشلتنا أحرجتنا مع الشيخ لا تسجل، الشيخ جاء شاف الولد ما موجود يسجل سأل وين هاي الولد؟
قالوا: القضية كذا وكذا ووالدة عنفه.
قال: خذوني إلى بيته، ذهب الشيخ الجمري إلى بيت هذا الولد طرق الباب خرج الأب.
قال: أنا جئت جئت لتطييب خاطر ولدك.
قال: أنا هذا الولد أنا أدبه إليك شيخنا.
قال: لا لا لا أخذ هدية إلى الولد ورد اعتبار الولد.
الأستاذ ينبغي أن يتواضع لطلابه ينبغي أن يعيش مع الطلبة شعور الأب بين أبنائه يتفقد أحوالهم لا يكتفي بمجرد العمل الفيزيكي يلقي بضع كلمات ويمشي.
<السابع: أن يستعلم أسماء طلبته> يستعلم على وزن يستفعل يعني يطلب العلم بأسماء طلبته <وحاضري مجلسه وأنسابهم وكناهم ومواطنهم وأحوالهم ويكثر الدعاء لهم.
وفي الحديث المسلسل بالسؤال عن الاسم والكنية والبلد وأين أنزل غنية في ذلك> يعني ماذا الحديث المسلسل؟ مسلسل التلفزيوني أو السينمائي؟ يوجد نوع من الأحاديث روايته يطلق عليها الحديث المسلسل، وهو بهذه الكيفية: حدثني فلان وسألني عن اسمي وكنيتي وبلدي وأين أنزل؟ قال: حدثني فلان وسألني عن اسمي وكنيتي وبلدي وأين أنزل؟ قال: حدثني فلان وسألني عن اسمي وكنيتي وبلدي وأين أنزل؟ إلى آخر السند، هذا يقال له الحديث المسلسل يعني المتسلسل بالسؤال عن الاسم والكنية والبلد وأين أنزل أربعة أشياء كان هناك اهتمام.
في الرواية أنت إذا سافر مع واحد وما تسأله عن اسمه هذا من الجفاء ما تسأله عن اسمه، الآن للآسف الشديد تعيش مع ناس سنين وتحضر وياهم الدرس لا تعرف أسمائهم ولا يعرفون أسمائهم، إذا ينبغي ماذا؟ ينبغي على الأستاذ أن يستعلم أسماء طلبته.
لكن الطالب قد يتوهم أن الأستاذ ما يعرف الاسم بس هو يعرف الاسم، بعضهم يسأل شيخنا ما تذكرني ما تعرفني، أقول له: أنت فلان بن فلان بن فلان، ولكن هذا العيب مني أحياناً قد لا أظهر له قد لا أظهر له أنه أعرفك.
لا بأس لا بأس اذكر لك خاطرة كان عندي زميل كنا في أول إعدادي دارت الدنيا بعد تقريباً خمسة وعشرين سنة أنا في قم أكثر خمسة وعشرين سنة يعني تقريباً ثلاثين سنة فوق الثلاثين سنة افترقنا هو صار صحفي، في يوم من الأيام صار معاون للوزير وأنا طالب هنا.
يوم من الأيام ذهبت إلى باساژ قدس مجمع القدس اشتري كتباً، دخلت المكتبة كان الوزير موجود وحوارية والوفد المرافق له، كان هذا أيضاً ضمنهم موجود وغترة وعقال وكشخة، أنا جلست أتأمل في الكتب لا شأن لي بالوزير والمرافقين اعرف الوزير وكل المرافقين من سنة وشيعة جاؤوا من البحرين، هو جالي قال شيخ عبد الله ما عرفتني؟! قلت له أنت فلان بن فلان بن فلان وفي أول إعدادي كنا نسميك أبو كذا، قال: يكفي هذا يكفي بارك الله فيك. ولكن للكبر شأن قد ننسى.
<الثامن: أن يكون سمحاً ببذل ما حصله من العلم، سهلاً بإلقائه إلى مبتغيه، متلطفاً في إفادة طالبيه مع رفق ونصيحة وإرشاد إلى المهمات> بعض الناس بخيل في التعليم عنده علم ما يرضى يعلم بفلوس، ما يرضى يعلم، زكاة العلم تعليمه، وبعضهم عنيف في التعليم يمين عليك كأنه يتصدق عليك أو يهينك مشكلة.
رحمة الله على السيد شهاب الدين المرعشي النجفي مرجع كبير ومكون هذه مكتبته مكتبة المرعشي النجفي في ثالث أكبر مكتبة في الشرق الأوسط، هذا يقول: كان هناك أستاذ يدرس اللغة الدمشقية ولكن بذيء اللسان شديد يهين الطلبة فكان الطلبة قد حرموا من علمه.
قلت في نفسي: لماذا لا نستفيد من هذا الأستاذ خلي الطلبة يستفيدون من هذا الأستاذ، فيقول: ذهبت إلى الأستاذ واتفقت معه، هو غضوب وشديد، قلت له: مولانا إذا عندك غضب وتعنيف توجه إليه وألقي ما في جعبتك عليّ ولا تغضب على أحد من الطلبة فمشى هكذا الدرس يغضب على المرعشي النجفي والطلبة الباقين قد أمنوا ذلك، ومشى الدرس واستفادوا من علمه.
بعض الناس عنده حدة في المزاج، يمكن هو طيب القلب لكن سيء الأخلاق.
اه جاء أحد الفلاسفة وكان الفيلسوف الآخر مستلقياً منبطحاً فرمى عليه جوزة، قال: قم واحسب أبعاد هذه الجوزاء الطول في العرض في الارتفاع، فقال الفيلسوف المستلقي: والله أنك لأحوج إلى الأخلاق من معرفة أبعاد هذه الجوزة.
بعد كل ما يربي نفسه على اللين والسماح والتسامح هذا أفضل يجذب الطلاب، بعض الأساتذة مثل المغناطيس إذا يبتسم يكتسب خدود الموجودين كلهم كلش تشوف الموجودين يبتسموا عنده بشر بشارة في الوجه عنده حسن استقبال حسن كلام هذه نعمة من الله عز وجل فليتحلى بها الأستاذ.
يقول:
<حريص على حفظ ما يبذله لهم من الفوائد النفيسات، ولا يدخر عنهم من أنواع العلم شيئاً يحتاجون إليه أو يسألون إذا كان الطالب أهلاً لذلك> أحياناً الطالب أهلاً لذلك أحياناً ليس أهلاً لذلك.
رحمة الله على سماحة آية الله العظمى السيد محمد مفتي الشيعة من المراجع في قم ـ رحمه الله ـ أتذكر يوم من الأيام أنا زرته هو فقيه من تلامذة الشيخ حسين الحلي وأيضاً من العرفاء، قال بعض الطلبة المبتدئين جاؤوني وقالوا: سيدنا علمنا العرفان أعطنا بعض الأوراد وبعض الأذكار في العرفان، يقول فقلت لهم: أنتم في هذه المرحلة لا أقول أنه لا يفيدكم بل قد يضركم الآن ادرسوا خلّ القواعد العلمية والاستعداد العقلي يقوى عندكم وكل شيء في وقته، حلو يا حلو هاي من عندي عاد حلو يا حلو.
لذلك يقول الشهيد الثاني: إذا الطالب ما عنده هذا الاستعداد ما إلى الآن الأرضية لتلقي هذه المعلومة ما موجودة لا تعطية أكبر من حجمه.
يلا خذّ هذه الخاطرة وهذه القضية يوم من الأيام أبو ذر الفارسي ذهب لزيارة سلمان الفارسي المحمدي لما وصل لاحظ من النافذة سلمان يطبخ في القدر يدخل يده داخل القدر يحرك المرق هكذا ما تحترق أيده، يقلب القدر لا يسقط ما في القدر على الأرض أتعجب.
فجاء أبو ذر إلى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال يا أمير المؤمنين إني رأيت من سلمان عجبا! قال: وما ذلك؟ ذكر له القضية.
فقال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ يا أبا ذر لا تعجب إن سلمان أطاع الله في كل شيء فأطاعه كل شيء، سلمان أطاع الله في كل شيء الله عز وجل سخر له كل شي.
ثم التفت أمير المؤمنين إلى سلمان، قال: يا سلمان مهلاً مهلاً على أبي ذر يعني لا تراويه كل شي مو كل شي يقدر يتحمله.
وفي الرواية علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، سلمان في الدرجة العاشرة من الإيمان يعني هي المعارف الموجودة في قلب سلمان أبو ذر ما يتحملها، لو وقعت في قلب أبي ذر لقتلته ولم يتحمل، لذلك كل طالب يأخذ بما يسع، والأستاذ يعطي الطالب بما يسعه فسالت أوديتٌ بقدرها.
لا بأس نجيب بعد قضية نكتة واقعية نكتة أحد طلاب العلم شيخ يتمنى أن ولده يصير شيخ، فقال لأحد العلماء استخر استخر لولدي أن ابعثه للدراسة الدينية، فاستخار خرجت الآية (ناقة الله فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء) قال كل يا ولدي كل يا ولدي كل يا ولدي ما تصلح للدراسة.
لا بأس هم لطائف الاستخارة ما دام ضحكتونا إن شاء الله المؤمنين ندخل الثواب جاء شخص يريد أن يشتري حماراً جاء إلى المرجع الكبير السيد أبو الحسن الاصفهاني، قال سيدنا: فد استخارة أريد أن اشتري مطي يعني اشتري حماراً، السيد أمسك القرآن جيدة، قال: العفو سيدنا شنو الآية؟
قال: قلت لك جيدة.
قال: العفو سيدنا ما هي الآية؟
قال: قال تعالى: (سنشد عضدك بأخيك).
لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم إن شاء الله ادخل الجنة ببركة البسمة هذه التي على ارتسمت على وجوهكم وخدودكم.
يقول الشهيد الثاني ـ رضوان الله عليه ـ :
<وليكتم عنهم ما لم يتأهلوا له من المعارف> ما عدهم أهلية يكتمه عنهم ما يتحملون <لأن ذلك مما يفرق الهم ويفسد الحال فإن سأله الطالب شيئاً من ذلك نبهه على أن ذلك يضره، وأنه لم يمنعه منه شحاً> ليس من باب البخل لم يعلمه، بعض الطلبة يريد يتعلم علوم غريبة أنت تتحمل علوم غريبة؟! أخاف تصعد أعلى السطح وتحرك يديك تقول ساطير في الهواء مو كل شي أنت تتحمله فسألت أودية بقدرها هو يعطيك بالمقدار الذي تتحمله.
صاحب الميزان صاحب الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي عند طلاب ثمانية أركان يسمونهم هشت گانه يعني الأعمدة الأوتاد الثمانية من هم هؤلاء الأوتاد الثمانية:
شيخ عبد الله جواد آملي، شيخ حسن زادة آملي، شيخ محمد تقي مصباح اليزدي، الشهيد مرتضى مطهري، الشيخ يحيى الأنصاري معروفين ثمانية، في مجلس الدرس يقول ـ أنا هذه ينقلها لنا أستاذنا في الجامعة الشيخ يحيى كبير صاحب كتاب بنياد عرفان برتر العرفان الأفضل مباني العرفان الأفضل ومن تلامذة الشهيد مطهري وحسن زاد آملي ـ يقول صاحب الميزان في مجلس الدرس قال:
إلى هنا وصلنا إلى مسألة وهذه المسألة تدرس في علم الحروف وهو علم أرفع من الفلسفة والعرفان ولا أتطرق إلى هذه المسألة لأني لا أجد الوعاء الذي يمكن أن يستوعب هذه المسألة في علم الحروف.
هم الأعاظم الأقطاب فإذا يعني لا تتوهمت تفكر أنه كل شي تفهمه وكل شي تعرفه كل شي تعلم الذي يعلم كل شيء لا مكان له وهو الله تبارك وتعالى.
<وأنه لم يمنعه منه شحاً بل شفقة ولطفاً ثم يرغبه بعد ذلك في الاجتهاد والتحصيل ليتأهل لذلك وغيره، وقد روي في تفسير رباني: ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون > ما هو معنى الرباني؟ الرباني الذي يربيك يعطيك صغار المسائل إلى أن تصل إلى كبار المسائل هذا الرباني يعني يربي المجتمع.
بعض العلماء هكذا سماحة آية الله المجاهد الشيخ عيسى أحمد قاسم رجع من النجف إلى البحرين في الستينات والسبعينات المساجد في البحرين ما في صلاة جماعة علمهم من صلاة الجماعة أول ما بدأ يصلون وراه اثنين ثلاثة إلى أن امتلئ جامع الدراز بالمصلين خطوة خطوة درجة درجة.
يقول:
<وقد روي في تفسير رباني أنه الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره>.
<التاسع: صدّ المتعلم أن يشتغل بغير الواجب> يعني ترتيب الأولويات هناك واجب عيني وهناك واجب كفائي أيهما يجب أن يتعلمه أولاً؟ العيني، متعين عليه، فيرتب الأولويات.
يقول:
<التاسع: صدّ المتعلم أن يشتغل بغير الواجب قبله> يعني قبل الواجب <وبفرض الكفاية قبل فرض العين> يعني أولاً يتعلم الفريضة العينية كالصلاة اليومية ثم يتعلم الفرض الكفائي مثل ماذا؟ تغسيل الميت تكفين الميت واجب بالكفاية يعني إذا قام به البعض سقط وكفى عن البعض الآخر واذا لم يقم به أحد استحقوا العقاب جميعاً.
<ومن فرض العين إصلاح قلبه وتطهير باطنه بالتقوى، ويقدم على ذلك مؤاخذته هو نفسه بذلك ليقتدي المتعلم أولاً بأعماله> يعني الأستاذ أولاً يربي نفسه <ثم يستفيد ثانياً من أقواله> يعني يكون فعل وعمل الأستاذ مبني على التقوى، إذا الأستاذ يغتاب، الأستاذ نمام، الأستاذ يسخر بالآخرين هذا مشكل.
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الظنى كي ما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فأنهاها عن غيرها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويشتفى بالقول منك وينفع التعليم
<وكذلك يمنعه من علم الأدب قبل السنة وهكذا> يعني أو السنة مو السنة، السنة يعني يتعلم السنن المستحبة ثم يتعلم الآداب المترتبة على الأدب وهكذا العاشر يأتي عليه الكلام.