الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

44/04/21

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الدرس العاشر: الفصل الثاني في ضروب تقصير العالم

ولنعم ما سطره يراع الشهيد الثاني بكلمات أحرى أن تكتب بماء الذهب إنصافاً حينما تقرأ هذا الكتاب الشريف تشعر بالخجل من نفسك وقد تشك في نيتك وأن عملك هل هو لوجه الله أو لا؟ وهل يوجب رضا صاحب العصر والزمان أو لا؟ فليحذر الإنسان من مكائد الشيطان ووسوسات النفس الأمارة بالسوء.

إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي؟!

الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ في هذا الفصل يشير إلى بعض ضروب تقصير العالم يقول هذا العالم قد يأخذ بظواهر الشريعة من صلاة وصوم ودعاء وتلاوة القرآن وغيرها من العبادات ولكنه يغفل عن ضروب أهم اشار لها رسول الله أبو القاسم محمد، إذ قال (ميدانكم الأول انفسكم فإن قدرتم عليها فأنتم على غيرها أقدار).

يقول الشهيد الثاني أنت تدرس في الحوزة العلمية المباحث الفقهية من الطهارة إلى الديات وتدرس جميع الأبواب التي رتبها الفقهاء لكنك تغفل عن ما هو أهم.

منها وهو تطهير النفس عن الرذائل الأخلاقية والخلقية من الكبر والرياء والحسن والحقد وغيرها من الرذائل المهلكات.

وصيانة اللسان وحراسته عن الغيبة والنميمة والبهتان وكلام ذي اللسانين وذكر عيوب المسلمين، لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن.

النفس لها أحكام تخصها وذنوب مقررة في محلها لابد لكل أحد أن يتعلمها لكي يجتنب الموبقات من الذنوب والعيوب هذه التكاليف لا توجد في كتب الفقه كالبيوع والإجارات بل لابد من الرجوع فيها إلى علماء الحقيقة العاملين والمراد بعلماء الحقيقة علماء الأخلاق.

هذا مصطلح الحقيقة والطريقة الطريقة للعرفان والحقيقة للأخلاق علماء الطريقة علماء العرفان علماء الحقيقة علماء الأخلاق.

ثم يشير إلى آفة عظيمة يبتلى بها طالب العلوم الدينية يقول:

وما أعظم!! اغترار العالم بالله تعالى في رضا بالعلوم الرسمية وإغفاله إصلاح نفسه وإرضاء ربّه تبارك وتعالى.

يقال: رمى أحد العلماء جوزه على عالم آخر.

فقال له أحسب أبعادها الطول في العرض في العمق.

فقال العالم الآخر والله إنك لاحوج إلى الأخلاق من معرفة أبعاد هذه الجوزة.غ

رور طالب العلم قد يكون من حيث العلم وقد يكون من حيث العمل.

أما من حيث العمل مثاله مثال المريض الذي في الدرس السابع المريض الذي به علة ومرض ويقطع البلدان للحصول على الأعشاب وإجراء الدراسات ومقابلة المختصين ويكتب الوصفات الطبية لألفمريض ويتشافون لكنه لا يشرب الدواء فإنه يبقى مريضاً ولا يتعافى.

اليوم يضرب مثال عميق في الصميم يقول مثال طالب العلم الذي ينشغل بالعلوم الحوزوية الرسمية النحو والصف والبلاغة والمنطق ويغفل عن العلوم الحقيقية غير الرسمية تهذيب النفس وتطهيرها من وساوس الشيطان والعظام يقول هذا حاله حال مريض معه بواسير يروح يتعلم الحيض والنفاس وهو لا يحيض ولا يستحيض، إذا تسأله لماذا تتعلم الحيض والنفاس؟!

يقول ربما إمرأة تسألني عن حيضها ونفاسها لكنه لا يسأل عن بواسيره ويعالج البواسير.

هذا مثال مضحك لكن في الصميم.

يقول إن مثاله مثال المريض إذا تعلم نسخة الدواء واشتغل بتكراره وتعليمه.

لا بل مثاله مثال من به علة البواسير والبرسام، ما هو البرسام؟ البرسام ألم حار في الحجاب الحاجز بين الكبد والأمعاء يعني تكرمون يصير عنده نزيف في الدم يخرج من الدبر اللي يا بواسي يخرج منه الدم من حلقة الدبر كذلك الليالي البرسام.

فبدل أن يشتغل عن معالجة خروج الدم من دبره يذهب إلى معالجة خروج الدم من قُبلِ غيره يقول فاشتغل بتعلم دواء الاستحاضة وتكرار ذلك ليلاً ونهاراً مع علمه بأنه رجل لا يحيض ولا يستحيض.

رحمة الله على الشيخ محمد جواد مغنية يقول لن نعرف الحج حتى نحج ولن نعرف الحيض حتى نحيض ـ رضوان الله عليه ـ .

ولكنه يقول ربما يقع علة الاستحاضة لإمرأة وتسألني عنه.

يقول وذلك غاية الغرور حيث تعلم ترك الدواء النافع لعلته مع استعماله ويشتغل بما ذكرناه.

ثم يقول كذلك المتفقه المسكين قد تسلط عليه إتباع الشهوات والإخلاد إلى الأرض والحسد والرياء والغضب والبغضاء والعجب بالاأعمال التي يظنها من الصالحات ولو فتش عن باطنها وجدها من المعاصي الواضحة.

يغفل عن معالجتها يدرس الحيض والنفاس ونزوح البئر ويدرس أمور كثيرة بيع السلم بيع السلم هو الذي يقدم فيه المبيع ويؤخر فيه الثمن أو النسيئة النسيئة تأخير الثمن وتقديم المثمن السلم بالعكس لأنه درستم في كتاب البيع إما سلم وإما نسيئة وإما يكون الثمن والمثمن حاضر وأحياناً أحدهما حاضر والآخر مؤجل إذا أجلت الثمن هذا نسيئه إذا أجلت تسليم المثمن المبيع هذا سلم وأنت ما تخضع للمعاملات.

وهكذا اللعان يعني إذا شكّ والعياذ بالله في زوجته وأن هذا الولد ليس ولدي فوجود صيغة اللعان في القرآن الكريم (والخامسة أن لعنة الله عليها إن كانت من الكاذبين) إلى آخره يتعلم هذه المصطلحات أو الجراحات يعني دية الجراحات والدعاوى في باب القضاء والبينات والقصاص والديات ولا يحتاج إلى شيء من ذلك مدة عمره.

ويدرس في الحوزة العلمية مع أن هذه العلوم تجب كفاية ولا تجب فرض عين تعرفون الواجب الكفائي هو الواجب الذي إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر كالصلاة على الميت أو تكفينه وإن تركه الجميع استحقوا العقاب جميعاً بخلاف الواجب العيني الصلاة الصوم هذا الواجب يتعين على كل فرد فرد فتهذيب النفس من الواجبات العينية أما دراسة أبواب الفقه من الواجبات الكفائية.

ينبغي أن يلتفت إلى قوله صلى الله عليه وآله (أدنى الرياء الشرك) (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) (حب المال والشرف ينبتان النفاق كما ينبت الماء البقلة).

للآسف الشديد الطالب قد يصاب بأحد دائيين خطيرين:

الداء الأول الغفلة والغرور (وغركم بالله الغرور) من هو الغرور؟ الشيطان الغرور يجعل الإنسان مغرور.

الداء الثاني المراء والجدل في الدين يكابر إما يكون مغفل ومغرور أو لا ملتفت لكن يعاند.

المعاند والمجادل هذا عالم وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم.

وإما يكون غافل فيصير مخذوع يطلب الرئاسة والاستعلاء والجاه والمال.

فيجب التنبه لدواء إحداى العلتين إما الغفلة وإما المراء والمكابرة، ثم يقول لاحظ هذا الكلام يقول:

وليعلم مع ذلك أيضا أن مجرد تعلم هذه المسائل المدونة ليس هو الفقه عند الله تعالى.

الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله (إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقهه في الدين وألهمه اليقين).

ما المراد بالتفقه في الدين؟ هل المراد تعلم علم الفقه؟ الشريعة والأحكام؟

لا لفظ التفقه هنا ورد بالمعنى اللغوي الفقه في اللغة بمعنى الفهم.

(إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين) يعني فهمهم في الدين جعله فاهماً للدين، فهم الدين ليس هو هذه المصطلحات التي نتعلمها في الفقه والأصول والعقائد وتفسير القرآن فهم الدين فقه الدين هو فهم الدين يعني ماذا أراد الله لك ما هي حقيقة العبودية لله عز وجل بتطهير النفس من الرذائل والموبقات.

لذلك فقه الدين هذا العلم هو الذي يورث الهيبة ويورث الخوف ويورث الخشوع ويحمل على التقوى، قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) يعني العالم الذي عرف الله حق معرفته من شأن هذا العلم أن يجعله ماذا؟ يخاف الله ويخشاه.

قال تعالى (فلولا نفرا من كل فرقة) فلولا خرج من كل فرقة (منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) والذي يحصل به الإنذار غير هذا العلم المدون الإنذار غير الإخبار، الإخبار مجرد إيصال الخبر أما الإنذار إيصال الخبر بما يبعث على ماذا؟ يقظة الضمير، هذا هو الإنذار فيه جنبة إرشاد.

ثم يضرب عدة أمثلة يقول هذا العلم المدون اللي تدرسونه في الفقه والأصول ماذا يراد به؟ يقول:

يراد به حفظ الأموال والأبدان والأعراض ثلاثة أشياء.

هذا العلم تحفظ الأموال بشروط المعاملات لما تتعلم البيع والإجارة وبعد تحفظ الأبدان بالأموال وبعد دفع القتل والجراحات يعني هذه الأمور الثلاثة التي يحتاط فيها الشارع المقدس.

الشارع يحتاط في أمور ثلاثة: الدماء والأعراض والأموال، علم الفقه تتعلم الأحكام الشرعية التي تحقن الدم والمال والعرض (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) كما يقول رسول الله صلى الله عليه واله.

يقول الشهيد الثاني المال في طريق الله آلة من الآلات والبدن في طريق الله مركب تركبه وتستعمله، العلم المهم هو العلم الذي يؤثر في سلوك الطريق إلى الله ليس علم البدن البدن مركب ليس علم المال المال آله المهم العلم الذي يعلمك كيف تسلك الطريق إلى الله تعالى يعلمك الحجب اللي تحجبك عن الله عز وجل يعلمك الصفات اللي تلوثك وتجعل بينك وبين الله عز وجل حجاباً ومن ثم أصبح العلم موجباً للخشية.

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي.

المراد به العلم الحقيقي هذا العلم الحقيقي لا يزداد بكثرة التعليم والتعلم هذا الذي ورد فيه ليس العلم بكثرة التعليم إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يحبه، ما الذي يحبه؟ الذي أخلص لله هذا بزيادة الإخلاص الله يقضي في العلم في القلب يقذف النور في القلب.

أما العلم الرسمي منطق ونحو وصرف وبلاغة وأصول وفلسفة وتفسير قرآن ونهج البلاغة هذي الشروح والاصطلاحات تزداد بكثرة التعليم والتعلم.

لذلك يقول الشهيد الصدر ـ رضوان الله عليه ـ في كتاب المحنة إن كثيراً من مصطلحات الفقه الأصول بل ربما حتى العرفان قد تبعدنا عن الله عز وجل ليست هذه هي العلم الحقيقي هذه مقدمة للعلم الحقيقي ثم يضرب عدة أمثلة لمن تمسك بالعلوم الرسمية وترك العلوم حقيقية:

المثال الأول يقول من سلك طريق الحج لكنه اقتصر على علم خرز الراوي والخف.

الخف الحذاء والراوية القربة التي تروي الإنسان القربى التي يجعل فيها المال قال لها راوية طبعاً في مصطلح أهل الحجاز الحصان يقال له راوية ذلك الإمام الحسين لما خاطب ابن طعان المحاربي قال له أنخ الراوية لم يفهم علي ابن طعان المحارب لهذا كلام الخطباء أعذرونا فقال له الإمام احنث السقاء لم يفهم أيضا.

فجاء الإمام ـ سلام الله عليه ـ و سقاه بنفسه بكفه المباركة لكن هذا علي ابن طحان كان ابن طعان المحاربي كان ممن سلب الحسين سلام الله عليه بعد استشهاده.

فهذا الشخص يشتغل بخياطة القربى والراوية والخف مع أن القربى والخف ليس هو الحج، الراوية القربى والخف أداة تستعين بها للوصول إلى الحج.

المثال الآخر يذكره يقول من صرف نفسه في دراسة الوجود والكون يقول واشتغل بمعرفة الموجودات من شهب ونياز وكواكب وشمس هل هذه الموجودات نفس الموجودات في الأرض أو زائدة عليها أو مشتركة يقول:

فيغوص في مطالب ربما لا ثمرة لها ولم يحصل حقيقة ما يطلب.

ثم يذكر مثال ثالث هذا المثال حلو يقول ملك من الملوك اتخذ عبيداً وأدخلهم قصره قال لهم ادخلوا إلى القصر واشتغلوا بخدمة القصر وتكميل أنفسكم حتى تصلوا إلى مقامات وتجتنبوا الموبقات.

لكن لما دخلوا القصر انبهروا بالنقوش والتحف والأثاث ونسوا تكميل أنفسهم والملك دعاهم لكي يتكاملوا ويتساموا فانشغلوا بالرسومات والنقوشات والثريات والأثاث فاشتغلوا بالأمور الرسومات وغفلوا عن الأمور الحقيقية.

يقول كذلك الله عز وجل جعل هذا الكون إليك وقال لك عبدي ها؟ فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقها لكن وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون انشغل الإنسان بالرسومات والمظاهر في الدنيا ونسى عبادة رباه.

مثال رابع يقول هذا مثال البيت مظلم اللي يشتغل بالأمور الرسمية والعلوم الرسمية وما يهذب نفسه يقول هذا مثل بيت مظلم معتم باطنه مظلم لكن وضع السراج على سطحه حتى استنار ظاهره فظاهره أنيق ولكن باطنه معتم ومظلم.

مثال خامس بئر الحش وفي نسخة أخرى في طبعة جماعة المدرسين بئر نجس.

ما هو الحش في اللغة؟ الحش في اللغة الحمام المرحاض، بئر يعني بالوعة المرحاض والتواليت كلها عثرات يقول ظاهرها جص وباطنها نتن.

هذا من يشتغل بالمصطلحات هذا مثل بالوعة الحمام ظاهرها حلو وباطنها كله أوساخ هذا ما مربي نفسه يستولى عليه الغضب الحقد الحسد الكبر الرياء الكذب لكن إذا تكلم من أحسن ما يكون علامة دهره هذا بالولعة مزينة بجص جميل.

المثال السادس أو كقبور الموتى ظاهرها مزينة وباطنها جيفة يعني أنت مثل صندوق القبر إذا تعتني بالمصطلحات وتغفل عن تهذيب نفسك.

المثالث السابع قال وكمثال رجل قصد ضيافة الملك إلى داره فجصص باب داره وترك المزابل في صدر داره أو يمكن تقرأ وكمثال رجل قصد ضيافة الملك إلى داره فجصص باب داره وترك المزابل في صدر داره.

يعني أراد أن يستضيف الملك قال هذا ملك متعود على قصور فجصص مدخل البيت لكن أمام مدخل البيت ترك الزبالة، كيف يستقبل الملك؟

وذلك غرور واضح جلي.

بل أقرب مثال إليه هذا المثال الثامن والأخير وهذا مثال جداً مهم شخص زرع في أرض نبت في هذه الأرض الحشيش فأمر أن يقلع الحشيش من جذره لكن ما قلعوا الحشيش من جذره من فوق.

تعرفون الحشيش إذا يقطع من فوق يكبر أكثر ويزداد أكثر هذا نفس الشيء زرع الحشيش يعني الموبقات في قلبه وزرع أيضا المصطلحات الفقهية والأصولية والفلسفية حاول يقتلع البذور الخبيثة في قلبه ما استطاع ما قلعها من جذورها قلعها من فوق هذي تزداد تتغلغل تلتف هاي الحشيش يلتف على المصطلحات لاحظ العبارة يقول:

أقرب مثال إليه رجل زرع زرعاً فنبت ونبت معه حشيش يفسده فأمر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه من أصله فأخذ يجز رأسه ويقطعه فلا يزال يقوى أصله وينبت لأن مغارس النقائص ومنابت الرذائل هي الأخلاق الذميمة في القلب فمن لا يطهر القلب منها لن تتم له الطاعات الظاهرة إلا مع الآفات الكثيرة.

بعد المثال التاسع شخص به جرب حتى يزيل الجرب لازم يشرب الدواء هو ما شرب الدواء طلا نفسه استخدم الطلاء فظاهره أنيق لكن من الباطن لم يعالج الجرب سيقضي عليه هذا الجرب، يقول ـ قدس سره ـ:

بل كمريض ظهر به الجرب وقد أمر بإطلاء وشرب الدواء أما الطلاء ليزيل على ما ظاهره والدواء ليقلع ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء وترك الدواء وبقي يتناول ما يزيد في المادة فلا يزال يطلب الظاهر والجرب دائماً يتزايد في الباطن إلى أن أهلكه.

نسأل الله تعالى أن يصلحنا لأنفسنا ويبصرنا عيوبنا وينفعنا بما علمنا ولا يجعله حجة علينا فإن ذلك بيده وهو ارحم الراحمين.

في الختام أذكر لكم خاطرة عشناها في قم المقدسة:

في يوم من أحد العلماء الله يرحمه توفي خرج بدعوة في العقائد ثقيلة جداً تعجبنا هذا عالم كبير عنده موسوعة كبيرة في الفقه شرح العروة بالكامل من البداية إلى النهاية عدة مجلدات تصل عشرين ثلاثين مجلد.

تعجبنا هذا المستوى المرجعية تخرج منه هذه الشبهة العقائدية؟!

أستاذنا المرجع الكبير الشيخ الفاضل اللنكراني ـ رحمه الله ـ قال هذا كان زميلي في الغرفة لما كنا في المدرسة الفيضية هذي الشبهة موجودة عنده من يوم كان عزوبي لكنه لم يقلع هذه الشبهة أخذ يماطل ولم يسعى في اقتلاعها من الجذور فنمت إلى أن أصبح فقيهاً كبيراً لما صار فقيه كبير طرح هذه الشبهة.

الشيخ الفاضل اللنكراني ـ الله يرحمه ـ يقول هذه الشبهة من يوم كان معناه أيام عزوبيته.

يعني شبهة ظلت مستحكمة ستين سنة عنده.

أجارنا الله من سيئات أعمالنا.

يا إخوتي ويا أحبتي اسعوا من صغركم منذ نعومة أظافركم في الحوزة العلمية إلى اقتلاع جذور الموبقات الأخلاقية والعقائدية.

السيد الامام الخميني عطل بحث الخارج ما له ثلاثة أيام لأن واحد من طلابه صارت عنده شبهة عقائدية عطل الدرس ثلاثة أيام حتى يجلس أن يرفع الشبهة العقائدية من ذهنه فلما انتزع الشبهة العقائدية من ذهنه واصل الدرس.

وأيضا في يوم من الأيام السيد الامام الخميني عطل الدرس ثلاثة أيام لماذا أصيب بالحمى؟ لماذا سمع أن أحد طلابه قد اغتاب أحد المراجع؟ مو اغتاب سمع أن أحد من طلابه اغتاب أحد المراجع صابته سخونه حمى اضطر تعطيل الدرس ثلاثة أيام.

هذا مهم جداً تجتنب الذنوب والمعاصي، اختم بهذه الخاطرة:

يوم من الأيام زرت سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض ـ حفظه الله ـ لعل عام ألفين وأربعة ميلادية قلت له شيخنا أنت آخر من لازم السيد الخوئي في مجلس الاستفتاء اذكر لي خصلة من خصائص السيد الخوئي.

قال السيد الخوئي لا يذكر أحداً بسوء ولا يحقد على أحد، ما يوم سمعته ذكر اسم شخص بسوء، وهذا سر توفيقاته ما يحقد على أحد هذي يتكلمون عليه لكن ما يتكلم على أحد.

احذروا هاي الخبيثة الغيبة وحاول قدر الإمكان ما تذكر اسم ولا تسمع اسم حتى لا تقع في محذور الغيبة وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

الفصل الثالث التوكل على الله يأتي عليه الكلام.