43/08/10
موضوع: دیباجة الکتاب
نشرع اليوم في مباحث كتاب منية المريد في آداب المفيد والمستفيد للشهيد السعيد زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي الشامي المعروف بالشهيد الثاني المستشهد سنة تسعمئة وخمسة وستين هجرية قمرية.
في البداية يذكر الشهيد الثاني تمهيداً ومدخلاً أشبه بالمقدمة للفصل الأول الذي يذكر فيه شواهد نقلية عن فضل العلم والعلماء فيبدأ بالشواهد القرآنية ثم الشواهد الروائية من السنة الشريفة ثم شواهد من الأئمة ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وشواهد من الأحاديث والتفاسير تدل على فضل العلم والعلماء وشواهد من الحكمة القديمة ومن الآثار ومن العلماء والحكماء هذا الفصل الأول، والفصل الثاني شواهد عقلية على فضل العلم والعلماء.
وقبل أن نقرأ هذه المباحث لأنها شواهد نقلية تحتاج إلى قراءة تبركاً نشير إلى أهم نكتة في درس اليوم وهي أهمية العلم فأهم صفة من صفات الله تبارك وتعالى هي العلم وأهم صفة من صفات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ هي صفة العلم وأهم وأبرز صفة من صفات أمير المؤمنين وصي رسول الله هي العلم وأهم صفة من صفات جميع الأئمة من الإمام علي إلى الإمام القائم المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ هي صفة العلم.
فنحن ندرس في العقائد وعلم الكلام صفات الله تبارك وتعالى ونقسم الصفات الإلهية إلى قسمين:
صفات ذاتية كالعلم والحياة والقدرة أهمها هذه الصفات الثلاث العلم والحياة والقدرة، وبعضهم أضاف أربع صفات السميع العليم البصير العليم ترجع إلى العلم السميع البصير إلى آخره هذه الصفات الذاتية.
وأما الصفات الفعلية كثيرة رزاق إلى آخره.
يقول علماء الكلام مرجع جميع الصفات الذاتية إلى العلم فالصفات الفعلية رزاق ترجع إلى علم الله عز وجل برزق الناس وكيفية رزق الناس وهكذا صفة حكيم من الحكمة مرجعها إلى العلم بالحكمة وهكذا حتى الصفات الذاتية القدرة مرجع القدرة إلى العلم لأنه من دون علم لا تكون قدرة فقرأتم ودرستم في علم العقائد وعلم الكلام أن أس أساس الصفات الإلهية العلم هذه أهم صفة.
وهكذا بالنسبة إلى رسول الله وجميع الأنبياء والمرسلين ـ عليهم أفضل صلوات المصلين ـ قال تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) أكثر موارد اقتران التزكية والتعليم قدمت التزكية على التعليم وفي آيات قليلة قدم التعليم على التزكية.
إذا من أهم وظائف الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل صلوات المصلين التعليم وفاقد الشيء لا يعطيه إذا لم يكن عالما فكيف يعلم؟!
وهكذا في صفات أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ جمعت في صفاتك الأضداد الإمام علي بحر شجاع قوي حليم غيور صفات كثيرة لكن أبرز صفة في أمير المؤمنين صفة العلم علمني رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ (ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب ولقد بعثني رسول الله الإمام علي يقول إلى اليمن وقال لي اقض بينهم يا علي، قلت يا رسول الله كيف اقضي بينهم وأنا لا اعلم؟!
فوضع يده على صدره ثم قال اذهب على بركة الله، يقول علي ـ عليه السلام ـ فلم أحر في جواب مسألة قط).
بعد من أبرز صفات الأئمة كلهم العلم أبرز صفة العلم حتى لقب لقب الإمام الرضا عالم آل محمد إذا هذه صفة مهمة لطالب العلم وأحياناً الشيخ وطالب العلم ينسى صفة العلم يصير عالم مجاهد يصير ورع تقي لكن يقصر في التحصيل العلمي.
إذا قلت له لماذا تقصر في دراستك؟
يقول مو المهم العلم المهم الإيمان ولا صحيح المهم هو الإيمان أهم من العلم لكن أنت الآن يقال لك مؤمن ولا يقال لك عالم نحن نريد عالم مؤمن لا نريد مؤمن فقط من دون عالم أو المهم أنت تخدم المؤمنين خدمة المؤمنين أو تكون مجاهداً في سبيل الله صحيح لكن أنت الآن أصبحت مجاهد في سبيل الله ولست بعالم أو أصبحت خادم المؤمنين ولست بعالم، وهذه نقطة مهمة ينبغي أن يلتفت إليها طالب العلم.
أحد الخطباء المعروفين والبارزين إذا رأى شيخاً وعالماً يرقى المنبر يسأله هذا السؤال يقول له أنت عالم يخطب أو خطيب يتعلم؟!
هذه مسألة مهمة يعني في الدرجة الأولى والأساس أنت عالم لكنك تمتهن الخطابة أو في الدرجة الأولى أنت مهنتك خطيب لكن يتعلم هذا مهم جداً لطالب العلم.
مثلاً طالب العلم السياسي هل هو عالم يسوس يمتهن السياسة؟! أو هو سياسي في الدرجة الأولى يتعلم على سبيل النجاة؟! هل أنت عالم شاعر أو أنت شاعر يتعلم؟! هذه أهم نكتة في درس اليوم.
إذا أنت شيخ أنت عالم بقطع النظر عن بقية الصفات أن تكون سياسياً أن تكون شاعراً أن تكون عاملاً في سبيل الله أن تكون عابداً متهجداً ينبغي أن تحرز السمة الأولى أن تكون عالماً وإلا هذا عالم متهجد عابد ايش فائدة العلم؟! المهم هو عابد صحيح هو الآن عابد وليس بعالم.
نحن نريد عالماً متبتلاً متهجداً متعبداً لأن الكلام حول العالم والعلم والعلماء إذا كلامنا يتمحور حول الآثار المترتبة على صفة العلم بقية الصفات أيضاً تترت عليها آثار صفة التعبد والتهجد تترتب عليها آثار صفة خدمة المؤمنين تترتب عليها آثار، صفة الجهاد في سبيل الله تترتب عليها آثار ولكن ليس بحثنا حول الجهاد في لله أو خدمة المؤمنين أو التعبد والتهجد هذا كله زين لكن كلامنا في الصفة الأساسية وهي صفة العلم أن تكون عالماً.
الشهيد الثاني يقدم مقدمة أنا اضطر أقرأها لعذوبة ألفاظها يقول في التمهيد الشهيد الثاني:
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وصلى الله على حبيبه وعبده ونبيه محمد أفضل من عَلِم وعَلَم وعلى آله وأصحابه المتأدبين بآدابه وسلم.
أما بعد فإن كمال الإنسان إنما هو بالعلم الذي يضاهي به ملائكة السماء ويستحق به رفيع الدرجات في العقبى مع جميل الثناء في الدنيا ويتفضل مداده على دماء الشهداء وتضع الملائكة أجنحتها تحت رجليه إذا مشى ويستغفر له الطير في الهواء والحيان في الماء ويفضل نومه ليلة من ليالي على عبادة العبد سبعين سنة وناهيك بذلك جلالة وعظما.
سؤال: لماذا العالم أو علم ليلة أفضل من عبادة سبعين سنة؟! ورد في الرواية عن تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة في رواية سبعين سنة لماذا؟!
لأن هذا التفكر أو هذا العلم هو الذي يصحح عبادة سبعين سنة.
لا بأس بهذه القصة قد تكون واقعية وقد تكون غير واقعية لكنها تكشف عن واقع يقال أخوان صمم أحدهما أن يتعلم واختار الآخر أن يصعد أن يصعد على أعلى الجبل لكي يتعبد ويتهجد، افترقا لمدة عشرين سنة.
أحدهما يعبد الله فوق سفح الجبل والآخر يعلم ويتعلم أسفل الجبل بعد عشرين سنة اشتاق العابد إلى العالم نزل من أعلى الجبل.
التفت العالم إلى العابد حبيبي يا أخي كيف صرت كفيف العين الآن أراك عندك عين وحدة أين العين الثانية؟ قال العابد تأملت قلت إسراف تكفي عينان إسراف تكفي عين واحدة فوضعت بعض على عينٍ واكتفي في عبادة ربي بالعين الأخرى.
فقال العالم للعابد وعند الوضوء هل تنزع هذا الطين أم يبقى؟
فقال العابد لا أنزع هذا الطين وإنما اغسل وجهي على الطين.
قال إذا وضوؤك باطل والوضوء شرط واقعي وليس شرطاً علمياً فإذا انكشف في الواقع أنك لم تأتي بالوضوء بشكل صحيح بطل الوضوء وإذا بطل الوضوء بطلت الصلاة فيجب أن تعيد صلاة عشرين سنة.
لاحظت صاروخ سكوت في لحظة واحدة هدم صلاة عشرين سنة.
إذا العالم هو الذي يقول هذا دم شهيد أو دم منتحر هو الذي يقول هذه عبادة صحيحة أو عبادة غير صحيحة إذا العلم له أهمية كبيرة.
يقول الشهيد الثاني لكن ليس جميع العلم يوجب الزلفة يعني القرب إلى الله ولا تحصيله كيف اتفق يثمر الرضا بل لتحصيله شرائط ولترتيبه ضوابط وللمتلبس به آداب ووظائف ولطلبه أوضاع ومعارف لابد لمن أراد شيئاً منه من الوقوف عليها والرجوع في مطلوبها إليه لأن لا يضيع سعيه ولا يخمد جده.
ثم يقول وكم رأينا بغاة هذا العلم الشريف دأبوا في تحصيله ويجهدوا نفوسهم في طلبه ونيله ثم بعضهم لم يجد لذلك الطلب ثمرة ولا حصل منه على غاية المعتبرة، فما هي الأسباب؟ فإذا عرف السبب بطل العجب ومعرفة الداء نصف الدواء.
الشهيد الثاني يشير إلى ثلاث حالات وهذه الحالات متكررة من قبل الشهيد الثاني إلى يومه إلى يومنا هذا:
الحالة الأولى بعضهم درس العلم لكن لم يجد الثمرة ولم يحصل على الغاية المعتبرة هذه ظاهرة، تجد واحد ما شاء الله ما خلى كتاب إلا درسه مسطر شهادات دكتوراه وإجازات اجتهاد لكن لم يستفد لا هو ولا غيره فما هو السبب؟
هذا موجود أنا أعرف ناس عندهم إجازات اجتهاد وشهادات دكتوراه لا هو ألتذب بهذا العلم ولا أفاد غيره ضعف الطالب والمطلوب.
الحالة الثانية ثم بعضهم حصل شيئاً منه في مدة مديدة طويلة كان يمكنه تحصيل أضعافه في برهة يسيرة قليلة، درس خمسين سنة وكان يمكن يدرس الذي درسه في خمسين سنة في خمس سنوات.
ينقل أن أحدهم درس في النجف الأشرف عشرين سنة فلما قفل راجعاً إلى منطقته ذبحوا الذبائح احتفاءً به عالم المنطقة، لكن هذا الولد كان ورعاً الآن جلس في المجلس ووالده يفتخر به كلما سألوه سؤالا قال لا اعلم.
قالوا ولم لا تعلم؟ قال نصف العلم قول لا أعلم بارك الله فيك أول مرة تقبلوا وثاني مرة تقبلوا الأب تفشل، قال يا ولدي والله فشلتنا أمام الناس نحن افتخرنا بيك ذبحنا الذبايح كل ما نسألك ما تجاوب أجبني يا ولدي بصراحة عشرين سنة في النجف الأشرف ماذا كنت تعمل فيها؟!
قال يا أبه نحن ندرس من السبت إلى الأربعاء ونعطل يوم الخميس والجمعة أحذف يومين من الشهر يصير اثنين وعشرين لأن كل شهر الشهر فيه أربعة أسابيع أربعة في اثنين ثمانية صار درس رياضيات ثلاثين ناقص ثمانية اثنين وعشرين يوم أنت إذا تحذف يومين من عشرين سنة صارت خمسة عشر سنة خمس سنوات راحت في يوم الخميس والجمعة.
قال أحسنت يا ولدي أشكرك على الصراحة بقت خمسة عشر سنة ماذا عملت فيها؟
قال نحن بعد ليس من السبت إلى الأربعة مو كل يوم ندرس يوم الوفاة نعطل يوم المولد نعطل مواليد الأئمة وفيات الأئمة الأعياد هذه خمس سنوات إذا تحسبها أثناء السنة فهذا عشر سنوات راحت.
قال عشر سنوات طارت بقت عشر سنوات ماذا عملت فيها؟
قال هذه الخمس سنوات أيضاً العشر سنوات مو كل يوم نحن ندرس أحياناً يموت مرجع ونعطل أحياناً يصير حدث ونطلع مظاهر أحياناً تمر رياح شديدة مرة يصير مرض أيضاً نعطل هذا هم خمس سنوات.
قال عفيه عليك هذه خمسة عشر سنة خمسة عشر سنة طارت يا ولدي بقت خمس سنوات شنو كنت تسوي فيها؟
قال يوم الأستاذ ما يجي ويوم أنا ما أروح الدرس، عشرين سنة.
على كل حال جيد هذا كان صادق مع نفسه وصادق مع أبيه ومع مجتمعه إذا هذا سنة خمسين سنة هي بالاسم عشرين سنة لكن هناك خلل موجود.
يقول الشهيد الثاني أحيانا هذا طالب العلم أحيانا طالب العلم يدرس سنين طويلة لكن كان يمكن أن يأخذه في أيام قليلة ـ رحمة الله ـ على آية الله الشيخ حسن زاده آملي يقول (أنا أدرس واشتغل بالعلم طول السنة عدا يومين الأول يوم رحيل الرسول الأعظم أعظم يوم في الإنسانية والثاني اليوم العاشر من المحرم شهادة سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين ـ سلام الله عليه ـ وفي غيرهما أنا محصل).
العلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه لا الأهل أهلي ولا الأولاد أولادي إذا دنا يوم تحصيل العلا داني، ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقيمة كل امرئ ما كان يتقنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حياً به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء.. أبيات منسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ .
الحالة الثالثة أدمر من الحالة الأولى والثانية يقول وبعضهم لم يزده العلم إلا بعداً عن الله تعالى وقسوة وقلباً مظلماً مع قول الله سبحانه وهو أصدق القائلين إنما يخشى الله من عباده العلماء.
بلعم بن باعورة كان عنده حرف من اسم الله الأعظم كان مستجاب الدعوة بلعم بن بالباعورة لكنه ركن إلى الدنيا الله عز وجل في بداية الآية يقول (واضرب لهم مثل الذي آتيناه آياتنا) الله يقول أنا أعطيته آياتي (فانسلخ منها) إلى أن يقول (فكان من الغاويين) إلى أن يقول (فمثله كمثل إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث) الله يقول آتيناه آياتنا لكن لمن انسلخ عن الآيات صار مثله مثل الكلب أجارنا الله جميعاً.
يقول الشهيد الثاني وما كان سبب ذلك وغيره من القواطع الصادة لهم عن بلوغ الكمال إلا إخلالهم بمراعاة الأمور المعتبرة فيه من الشرائط والآداب وغيرها من الأحوال، وقد وفق الله سبحانه بمنه وكرمه فيما خرج من كتابنا الموسوم بمنار القاصدين في أسرار معالم الدين لتفصيل جملة شريفة من هذه الأحكام مغنية لمن وقف عليها من الآنام يعني من الناس وقد رأينا في هذه الرسالة إفراد نبذة من شرائط العلم وآدابه وما يتبع ذلك من وظائفه نافعة إن شاء الله تعالى لمن تدبرها موصلة إلى بغيته إذا راعاها ونقشها على صحائف خاطره وكررها.
يقولون: العلم حرف وتكراره ألف العلم وحشي إن ترك يمشي، يقول صاحب العروة: الفقه فرار فاستعينوا عليه بالمدارسة.
بعد نحن نقول التكرار يعلم الشطار طبعا نستخدمها يعني يعلم الكسالة لا العلم بحاجة إلى تكرار.
مستنبطة من كلام الله وكلام رسول الله والأئمة ـ عليهم السلام ـ وكلام أساطين الحكمة والدين والعلماء الراسخين وسميتها منية المريد في أدب المفيد والمستفيد وأنا أسأل الله تعالى من فضله العميم وجوده القديم أن ينفع بها نفسه وخاصتي وأحبائي ومن يوفق لها من المسلمين وأن يجزل عليها أجري وثوابي ويثبت لي بها قدم صدق يوم الدين إنه جواد كريم وهي مرتبة على مقدمة وأبواب وخاتمة.
هذا تمام الكلام في مقدمة منية المريد في آداب المفيد والمستفيد أشار فيها الشهيد الثاني إلى أهمية العلم وإلى أهمية آداب التعلم والتعليم فمن أخل بأدب التعلم والتعليم ربما يصبح أحد هذه الحالات الثلاثة:
الحالة الأولى يدرس لكنه لم يستفد من ما درس.
الحالة الثانية يدرس كثيراً وبإمكانه أن يدرس قليلاً ويحصل على ما حصله.
الحالة الثالثة والأخيرة أن يكون العلم وبالاً عليه.
الفصل الأول شواهد نقلية شواهد من القرآن إن شاء الله الدرس القادم نذكرها في ختام درس اليوم نذكر قصة هذه القصة بعد قد تكون واقعية وقد تكون غير واقعية لكنها تنبئ وتكشف عن واقع..
ينقل أن أحدهم درس كثيراً عشرين سنة وبعد أن تخرج وقفل راجعاً بعلمه حاصره قطاع طرق يمكن أن تسرقوا أي شيء إلا هذا الصندوق القديم أتركوه هذا الصندوق القديم.
فقال له السارق ولم؟
فقال هذا حصيلة دراسة عشرين سنة.
فقال السارق لاحظ هذا العالم خذه لا فائدة في علم عشرين سنة يسرق لحظة واحدة.
ما الفائدة في علم عشرين سنة؟ لكن مو محفور في صدرك مكتوب على الكتب ينسرق في لحظة واحدة جهد عشرين سنة لحظة واحدة يسرق.
فقال العالم صدقت أيها السارق فرجع وحفظ ما كتبه وأصبح من العلماء الكبار، يقال إنه أبو حامد الغزالي أو غيره هذا قصة.
القصة الثانية في الطريق استضافه شيخ كبير كبير السن شايب، قال له يا ولدي أنت وش شغلانك؟ ما هو عملك؟
قال أنا عالم عالم دين.
قال إذا أنا عندي سؤال ما هو نصف العلم؟
هذا تأمل في نفسه قال شكل هذا الشايب خرف كبير بالسن خرف، قال لم يعلمونا ما هو نصف العلم.
قال أنا اعطيك هذه الكلمة اعتبرها مسمار في لوح نصف العلم الحلم نصف العلم ماذا؟ قال الحلم قال هذه احفظوا وصيتي نصف العلم الحلم.
هذا العالم رجع إلى منطقته وصل بعد منتصف الليل دخل البيت وجد زوجته نائمة وإلى جوارها شاب عشريني.
قال خانتني المفروض تستقبلني بالورود بعد عشرين سنة خانتني أقتلها هذه خيانه.
ذكر كلام الشيخ الكبير نصف العلم الحلم، قال نتريث ما نستعجل نصبر أيقظها انبلج الصبح مرحباً بابن العم مرحبا بابن العم كنت انتظر هذا اللقاء السعيد بعد عشرين سنة اعلم يا ابن العم في آخر لقاء بيننا انعقدت النطفة وحملت بهذا الولد وربيته وادخرته لك بعد عشرين سنة وننتظر هذا الطلع على البهية وهذا ولدك.
قال أي والله صدق الشايب هذا نصف العلم من شأن لو ما عملنا بنصف العلم لقتلنا الزوجة وقتلنا الولد.
لذلك العلم ينبغي أن يقترنه بالحلم جعلنا الله وإياكم من العلماء الحلماء، يقول أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين في صفات المتقين وأما النهار فعلماء حلماء أول صفة ذكرها من صفات العلماء أنهم حلماء وفقنا الله وإياكم للعلم والعمل الصالح وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.