44/07/14
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: الأصول العملية/أصالة البراءة /خاتمة؛ ایرادات اربعة من المحقق الخوئي؛ الایراد الرابع
الإیراد الرابع
و هذا الإیراد مبني على ما سلكه المحقّق الخوئي تبعاً لأُستاذه المحقّق النائیني من أنّ تنجیز العلم الإجمالي دائر مدار تعارض الأُصول في أطراف العلم الإجمالي و تساقطها و حیث إنّه لا معنی لجریان الأصل في الطرف المعلوم كونه نجساً في مفروض المثال، یجري الأصل في غیره بلامعارض، فلایكون العلم الإجمالي منجّزاً. [1]
الوجه الرابع: ما جاء في عقاب من لمیتعلّم و الحث على التعلّم
و هو الآیات و الروایات التي تتضمّن العقاب على من لمیتعلّم و الحاثّة على التعلّم فمن الآیات قوله تعالى: ﴿فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾[2] [3] و قوله تعالى: ﴿فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾[4]
و من الروایات ما ورد في الأمالي[5] للمفید و الأمالي[6] للطوسي عن الإمام الصادق أنّه سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلِلهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ﴾[7] فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَبْدِي أَ كُنْتَ عَالِماً؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ لَهُ: أَ فَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ؟ وَ إِنْ قَالَ: كَانَ جَاهِلًا، قَالَ لَهُ: أَفَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّىتَعْمَلَ؟ (و في بعض النسخ: فهلا تعلّمت) فَيَخْصِمُهُ، فَتِلْكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ».
تقریب ذلك: إنّه إن قلنا بجواز الرجوع إلى البراءة قبل الفحص فلا معنی لوجوب السؤال عن أهل الذكر و لایبقی مجال للعتاب بالنسبة إلى من لایتعلّم.