44/05/22
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: الأصول العملية/أصالة البراءة /المطلب الثاني؛ في النظریة الرابعة؛ الاحتمال الثالث و الرابع: تقابل السلب و الإیجاب بنحویه
الاحتمال الثالث و الرابع: تقابل السلب و الإیجاب بنحویه
إنّ السلب المقابل للإیجاب إمّا بنحو العدم المحمولي و إمّا بنحو عدم الرابط.
أمّا العدم المحمولي فعلى أنحاء:
إمّا بنحو عدم العنوان و لو بعدم معنونه و إمّا بنحو عدم المبدأ و لو بعدم موضوعه و إمّا بنحو عدم الإضافة و الانتساب و لو بعدم طرفیهما.
فیكون حینئذٍ موضوع الحكم مركّباً من أمر وجودي و هو زهاق الروح و أمر عدمي كعدم العنوان، أو عدم المبدأ، أو عدم الانتساب.
فیصحّ إحراز العدم على أحد الأوجه الثلاثة بالأصل و مع إحراز زهاق الروح وجداناً یحكم بالحرمة و النجاسة، فیجدي حینئذٍ جریان أصالة عدم التذكیة.
أمّا عدم الرابط فیكون موضوع الحكم ما زهق روحه و لمیكن مذكّی.
و الفرق بینه و بین العدم و الملكة، أنّ الموضوع هناك (أي في باب العدم و الملكة) ما كان غیر مذكّی بنحو ربط السلب، والموضوع هنا ما زهق روحه و لمیكن مذكّی بنحو سلب الربط عن موضوع مفروض الثبوت.
فمرجع العدم و الملكة إلى موجبة معدولة المحمول و مرجع سلب الربط إلى السالبة المحصّلة.
و حیث إنّ السلب حینئذٍ بعنوان سلب الربط عمّا زهق روحه، فلا مجری لأصالة عدم التذكیة، إذ لا علم بعدم كون ما زهق روحه في فرض ثبوته مذكّی.
و نتیجة ذلك: أنّ أصالة عدم التذكیة لاتجري بناء على أن یكون التقابل تقابل التضاد أو تقابل العدم و الملكة أو تقابل السلب و الإیجاب بنحو عدم الرابط، و إنّما تجري في صورة واحدة و هي أن يكون التقابل تقابل السلب و الإیجاب بنحو العدم المحمولي.