آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

38/03/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : التيمم _ شرائط التيمم

(مسألة 6): يجوز الاستنابة حال عدم إمكان المباشرة، فيضرب النائب بيد المنوب عنه، ويمسح بها وجهه ويديه، وإن لم يمكن الضرب بيده فيضرب بيده نفسه . [1]

اذا كان المكلف عاجزا عن التيمم بنفسه فافتى اليزدي انه يساعده شخص آخر وهذا التعبير بالنائب فيه تناقض كما سوف يأتي والمفروض ان يعبر انه يساعده وكيفية المساعدة انه له طريقان اما المساعد يضرب بيديه على مايصح التيمم به او يمسك بيدي العاجز ويمسح بجبينه ثم كفيه , واختار السيد اليزدي الثاني يعني هذا الشخص المساعد يضرب بيدي العاجز على ما يصح التيمم ثم يمسح بهما يعني يدي العاجز جبينه وكيفه اما اذا لم يمكن ذلك لسبب واخر فالمساعد يمسك بيديه ويضعهما على العرض ثم يمسح على جبين العاجز وعلى كفيه , فقلنا مساعد اما الاجلاء مثل السيد الاعظم واليزدي والحكيم رض وغيرهم قالوا النائب .

وهذا التعبير غير واضح لان معنى النائب ان العمل يقول بالعمل والمنوب عنه لايتدخل بالعمل كما فلان زر عني سيد الشهداء وفي الحج يقوم النائب بكل الاعمال وتحرم عليه محرمات الاحرام ولامدخلية للمنوب عنه فالتعبير السليم ان يكون النائب هو الذي قام بكل العمل والمنوب عنه ينسب اليه الفعل بالتسبيب , ففي جميع هذه الامثلة تبين ان النائب هو القائم بالعمل , واما انا احمله على ظهري او على الآلة فهنا انا مساعد وليس نائبا فالذي قام بالعمل هو هذا المحمول , اذن لاينبغي الخلط بين المساعد والنائب .

ثم نأتي الى كلام اليزدي ومن معه , فالأعلام يقولون ان النائب يمسك يدي النائب ويضربهما على مايتيمم به ثم يحرك يدي العاجز على محل المسح فهنا من هو القائم بالعمل ؟ العمل الى من ينسب ؟ فالعمل عبارة عن التيمم نفسه نعم هذا الشخص قام بعمل ولكن من امتثل الامر الالهي ( فتيمموا صعيدا طيبا ) هل المساعد قطعا لا لان التيمم قالوا ضربتان ومسحتان الضربتان حصلتا بمساعدة هذا المساعد والمسحتان حصلتا من نفس العاجز نعم بمساعدة المساعد فانت هذا المساعد تسميه النائب ثم تقول بهذا فهذا غير واضح , ان شاء الله تمكنا الوصول الى عمق المسالة وهي الخلط بين لمساعد والنائب وهذا البحث يفيدنا في اقامة الدليل على ما أفتى به الاعلام رض على قبوله او رفضه .

والكلام في الصورة الاولى من المسالة وهي انه عاجز عن تحريك الكفين وساعده المساعد في سحب اليدين , فبعد هذا التمهيد ما هو الدليل على هذا ظ اذا قلنا ان هذا المساعد يساعد المريض فلانحتاج الى الدليل لان المسالة على طبق القاعدة وهو ان الفعل ننسبه الى نفس المحتاج الى الطهارة فهو الممتثل فلا نحتاج الى الدليل كما في لو كانت الدنيا باردة او الماء في عمق البئر وساعدني في اخراجه او صب الماء على يدي ساعدني فهذه الامور خارجة عن حقيقة الوضوء ونفس التصرفات التي وقعت من هذا الشخص خارجة عن حقيقة التيمم الذي هو ضربتان ومسحتان كما قالوا واضفنا اليه بسط الكفين , فالضرب والمسح حدث من هذا المحتاج الى الطهارة فلا يحتاج الى الدليل .

ثم الدليل الذي اتوا به وهي الرواية في ابواب التيمم وايده حكيم الفقهاء برواية اخرى من نفس الباب

الرواية الاولى (محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن سكين وغيره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قيل له : إنّ فلاناً أصابته جنابة وهو مجدور فغسلوه فمات ، فقال : قتلوه ، ألا سألوا ؟! ألا يمّموه ؟! إن شفاء العي السؤال )[2] ومحمد ابن مسكين تقدم الكلام فيه انه ابن سُكين وليس مسكين وذلك بعد التأمل في المصادر فلم نجد ابن مسكين ولايضر فعلا هذا سواء كان مسكين او سكين , ففسروا _ الاعلام _ يمموه يعني التيمم يصدر من النائب على جبين العاجز وكفيه يمموه يعني يكون الفعل لهذا الشخص النائب , ونحن خالفنا في تفسير المسالة , العي يعني العجز والمرض والجاهل علاه السؤال , فيمموه لمن ينسب الفعل ؟ ينسب الى غير المجدور فهو يصدر من غير العاجز وانت تقول بانه يصدر من العاجز , فهو يرفع يديه ويضعهما او يضرب بهما على مايتيمم به فمن الذي كفه انضرب على الارض طبعا هو كف المريض لكن بمساعدة المساعد وكذلك مسح كف المريض فهو مسح به جبينه وكفيه ولكن بمساعدة المساعد كما لو كان آلة كهربائية , فانت يمموا تفسرها الفعل يكون للمساعد وتفسر هذا المورد الذي ليس الفعل الا للمريض فهذا جدا غير واضح , لذلك توقفنا قليلا في التمييز بين النائب وبين المساعد هذا ليساعدنا على فهم الدليل , فهكذا هو واقع المسالة وتستدلون بهذه الرواية التي فيها نسبة الفعل الى غير العاجز فهذا غير واضح .

وزاد السيد الاعظم في الطين بلة فيقول انه يوقع التيمم على المريض يعني يكون محل وقوع التيمم وليس هو المتيمم يعني هذا يساعده ويوقع التيمم .


[1] العروة الوثقى، السيد محمدكاظم الطباطبائي اليزدي، ج2، ص211، ط جماعة المدرسین.
[2] وسائل الشيعة، العاملي، ج3، ص346، ابواب التيمم، ب5، ح1، ط آل البيت.