درس خارج اصول استاد اشرفی

91/06/19

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث: الكلام في الإجتهاد و التقليد

الحمد لله رب العالمين و صلی الله علی ‌سيدنا و نبينا محمد و آله الطاهرين و اللعن الدائم علی أعدائهم إلی ‌قيام يوم الدين .

إن البحث عن الإجتهاد و التقليد تعد بنفسه من مسائل علم الأصول الذي قد يطرح في بداية علم الأصول و قد يطرح في خاتمته كما فعل المحقق الخراسانی(ره) في الكفاية .

و المسألة‌ تنشأ من أن المسلم لما إلتزم بدين الإسلام و إعتنقه يعلم بنحو الإجمال بوجود كثير من الأحكام العملية التي يجب عليه الإلتزام بها و بما أن هذا الدين الكامل قد إحتوي بيان كل ما كان له تأثير إيجابي أو سلبي في سعادة البشر و قد صرح بذلك قوله تعالی «اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا» و قد صرح به النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) بقوله «ما من شيء يقربكم إلی الجنة و يباعدكم عن النار إلا و قد أمرتكم به و ما من شيء يقربكم إلی‌ النار و يباعدكم عن الجنة إلا و قد نهيتكم عنه» و أودع رسول لله (صلی الله علیه و آله و سلم) علم ذلك عند خلفائه الأوصياء فيجب علي المسلم تعليم كافة ما يحتاج إليه من أمر دينه و دنياه و آخرته منهم في جميع أبعاد حياته الفردية و العائلية و الإجتماعية و الأخلاقية و الإقتصادية و علاقاته مع الآخرين في جميع المستويات و غيرها بحكم العقل و بما أن الطاعة فرع العلم و لا يحصل مع الجهل بتلك الأحكام تأمينا من العقاب فلابد من تحصيل العلم و لكن العلم الوجداني و اليقين بها الذي تكون الحجية ذاتية له؛ لا يحصل إلا بالنسبة إلی قليل من كليات بعض الأحكام كالصلاة و الصيام و الحج و غيرها و ذلك لبعدنا عن زمان أهل البيت (عليهم السلام) و صدور تلك الأحكام أولا و شدة الفتن من بعد النبي (صلی‌ الله عليه و آله و سلم) و غصب الخلافة و شدة الخلفاء الغاصبين علی الشيعة ثانيا، فلابد لمن يريد الطاعة إما أن يجتهد بنفسه لتحصيل ملكة إستنباط الأحكام و إستنباط تلک الأحکام بنفسه و إما أن يقلد من مجتهد جامع للشرائط فی ذلک و إما من الأخذ بجانب الإحتياط فی مقام العمل لكي لا تفوته مصلحة ملزمة و لا تدركه مفسدة ليؤمن العقاب و سيمر عليكم معنی الإجتهاد و التقليد .

و لابد هنا من ذكر نبذة من الروايات الواردة في هذا الباب التي ذكرها صاحب الوسائل في الباب الثالث من صفات القاضي و عليك بالرجوع إليها

الوسائل باب 3 حديث 3 عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‌ اتَّقُوا الْحُكُومَةَ فَإِنَّ الْحُكُومَةَ إِنَّمَا هِيَ لِلْإِمَامِ الْعَالِمِ بِالْقَضَاءِ الْعَادِلِ فِي الْمُسْلِمِينَ كَنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِي

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‌ يَغْدُو النَّاسُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَالِمٍ وَ مُتَعَلِّمٍ وَ غُثَاءٍ فَنَحْنُ‌ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاء ( الکافی ج1 ص34)

عن أبي إسحاق السبيعي، عمّن حدّثه ممّن يوثق به قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: إنّ الناس آلوا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى ثلاثة: آلوا إلى عالم على هدى من اللّه قد أغناه اللّه بما علم عن علم غيره، و جاهل مدّع‌ للعلم‌ لا علم له معجب بما عنده و قد فتّنته الدنيا و فتّن غيره، و متعلّم من عالم على سبيل هدى من اللّه و نجاة، ثمّ هلك من ادّعى و خاب من افترى. (الکافی ج 1ص33)

و قد أورد سیدنا الأستاذ الإمام الخمینی (ره) عدة من الروايات الدالة علی لزوم تحصيل العلم و الرجوع إلی العلماء و أنهم خلفاء الرسول (صلی الله عليه و آله و سلم) في آخر كتاب الرسائل في مبحث الإجتهاد و التقليد (ص101-104) منها ما رواه عن تفسير الإمام العسكري في منازل علماء الشيعة و منها ما رواه عن تحف العقول و فيه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) بأن مجاري الأمور و الأحكام علی أيدي العلماء بالله الأمناء علی حلاله و حرامه ... فراجع .

و الحمد لله تعالی