درس خارج اصول استاد اشرفی

90/07/13

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث:‌ في رد استدلال الكتابي بالاستصحاب

قلنا انه لامانع من جریان الاستصحاب في الاعتقادات کما انه جار فی الاعمال اذا کان له اثر شرعی فاذا کان الاعتقاد بسؤال القبر واجبا و شک فی بقائها نستصحب وجوبها .

و لااشکال فی ذلک و انما الاشکال فی ان الامور الاعتقادیة يعتبر فيها العلم و يكون الاعتقاد فرع العلم و القلب ما لم یعلم بشیء لم یعتقد به و بما أن الاستصحاب یجری عند الشک و لایکون الشاک معتقدا فكيف يمكن جريان الاستصحاب في الاعتقادات فاذا کان الانسان شاکا في نبوة‌ عيسي عليه السلام لا معني لوجب الاعتقاد به .

و الجواب عنه: ان الاعتقاد قد يكون علي ما‌هو الواقع و كان من الواجبات، الاعتقاد بما جاء به النبي من احوال القبر و القيامت و الصراط و غيرها و شكننا في بقاء ذاك الواجب فنستصحب وجوبه و ان كان تفصيل ما قاله النبي غير معلوم لنا فلا اشكال في جريان الاستصحاب في الموضوعات المشكوكة ببقاء الاعتقاد فيها كما لا اشكال في الاستصحاب الحكمي ببقاء لزوم الاعتقاد بما جاء به النبي من احوال القبر و القيامت و ... .

نعم هناك قسم من الاعتقادات اعتبر فيها العلم كالعلم بوجود الله تعالي و صفاته و معرفة الامام و لذلك کان يفحص الاصحاب عن امام زمانهم حتي عرفوه ففي هذا النوع من الامور الاعتقادية لا يكفينا الاستصحاب لعدم افادته العلم .

ان قلت: ان الظن يكفينا مع فقد العلم .

قلنا: كلا ان الظن بنفسه غير معتبر و لا دليل علي كفايته في الامور الاعتقادية کما قال الله تعالی «و ان هم الا يظنون و ان الظن لايغني من الحق شيئا» مضافا الي عدم افادة الاستصحاب ظنا .

اما استدلال الكتابي بالاستصحاب لبقاء نبوة‌ موسي و عيسي (عليهم السلام) إما ان يكون من باب الجدل إن كان الاستصحاب مقبولا عند الخصم فقط و إما ان يكون برهانا بالاستدلال بالمقدمات المقبولة لدي الكل فعلي الاول نقول لهم انا غير معتقد بنبوتهما الا من ناحية إخبار نبينا و ما جاء به القرآن حيث لم‌نر معجزاتهم حتي نؤمن بهم فاذا كان منشأ يقيننا بنبوتهم إخبار نبينا فلا محالة يكون معني هذا؛ اليقين بنسخ شريعتهما لاعتقادنا بان شريعت محمد صلي الله عليه و آله و سلم ناسخا للشرائع السابقة .

ان قلت: ان اثبات نبوتهما غير متوقف علي نبوة خاتم النبيين بل التاريخ كاف لاثبات ذلك .

قلنا‌: بان التاريخ لا يقدر علي اثباتهما لما وقع في اسناده من الحرقة و التحريف والكذب و غيرهما مما يوجب الشبهة في المستندات التاريخية فلا سبيل لنا الي الاعتقاد بهما الا من طريق القرآن و اخبار النبي الاكرم و اليه يرجع كلام مولانا الرضا عليه السلام في جواب جاثليق .

و ان کان المراد من الاستدلال بالاستصحاب اثبات بقاء نبوتهما بالبرهان فانه یکون منه اذا کان مقدمات البرهان مقبولا لدی الکتابی و المسلم و لکنه لا یثبت النبوة لكونه غير حجة عندنا و ان كان الاستصحاب ثابت في شريعتكم دون شريعتنا فانه مخدوش عندنا حيث ان اثباتبقاء الشريعة بالشريعة يكون من المصادرة بالمطلوب .

و ان كان مرادهم من الاستدلال بالاستصحاب الزام المسلمين بنبوت نبيهم فلا مجال له بعد يقيننا بنبوت نبينا و اعتقادنا بنسخ الشرائع السابقة بالاسلام .

و الحمد لله