درس خارج اصول استاد اشرفی

ویرایش دوم

90/06/30

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع البحث: تحقیق بعض الفروع فی الحادثین

قد مر الکلام فی بیان الصور المفروضة فی الحادثین اللذین یکون موضوع الحکم، احد الحادثین بالاضافة الی حادث آخر من التقدم و التأخر و ایضا ذکرنا اختلاف المبانی فی المسألة و بما ان له ثمرات کثیرة فی مختلف الابواب الفقهیة من الارث و الطهارة و... نشیر الی مورد آخر من موارد الابتلاء و ننطبق علیه المبانی السابقة مع ما فیها من الاختلاف لتظهر الثمرة بشکل واضح.

اعلم انه اذا لاقی ثوب نجس ماءا و نعلم بکریته بعد علمنا بکونه قلیلا و شککنا فی زمن حصول الملاقات و انها هل حصلت بعد بلوغه حد الکریة ام بعد قلته، فحینئذ ان کان الملاقات قبل بلوغ الماء قدر کر فلا شک فی نجاسة الثوب و الماء و ان کان بعد بلوغه یطهر الثوب و الماء باق علی طهارته فهناک ثلاث صور:

الصورة الاولی: ان یکون الملاقات و الکریة مجهولی التاریخ و الصورة الثانیة: ان یکون الکریة معلوم التاریخ دون الملاقات و الصورة الثالثة: ان یکون الملاقات معلوم التاریخ دون الکریة .

و فیها ثلاث اقوال

القول الاول: طهارة الماء فی جمیع الصور

القول الثانی: نجاسة الماء فی جمیع الصور

القول الثالث: طهارة الماء فی الصورة الثانیة و نجاسته فی الصورتین الأخریین

هذه الاقوال مترتبة علی ما سبق من المبانی.

اما القول الاول: ما ذهب الیه سیدنا الخوئی من جریان استصحاب العدم فی مجهولی التاریخ لکونها ذا اثر شرعی؛ فیجری استصحاب عدم الملاقات الی حین الکریة حیث له اثر شرعی فینتج عدم الملاقات مع الماء القلیل فیحکم بطهارة الماء القلیل و یجری ایضا استصحاب عدم الکریة الی بعد الملاقات و یعارض استصحاب عدم الکریة الی حین الملاقات مع استصحاب عدم الملاقات الی حین الکریة و لا یترتب علیهما اثر؛ لعلمنا بکذب احدهما فیسقطان و المرجع اصالة الطهارة فی الماء .

اما فیما اذا کان احدهما معلوم التاریخ، یجری الاستصحاب فیه ایضا باضافته الی مجهول التاریخ لصیرورته مجهول التاریخ حینئذ، فیجری فیه الاستصحاب ایضا و بعد التعارض و التساقط ، المرجع هو اصالة الطهارة .

اما القول الثانی: ما ذهب الیه المحقق النائینی(ره) من نجاسة الماء فی جمیع الصور؛ اذ الاستصحاب فی احد الطرفین من مجهولی التاریخ، اصل مثبت بلا اثر دون الطرف الآخر الا انه لاینتج الطهارة فیه؛ حیث ان استصحاب عدم الکریة الی بعد الملاقات جار، فالملاقات محرز بالوجدان و بقاء القلة محرز بالاصل فینتج انه ماء قلیل لاقی نجسا.

اما عکسه و هو استصحاب عدم الملاقات الی بعد الکریة فهو اصل مثبت و لا اثر عملی له فلایجری حیث ان استصحاب عدم الملاقات الی حین الکریة یلزم منه عقلا وقوع الملاقات بعد الکریة و هو لازم عقلی فلا یجری فیه الا استصحاب عدم الکریة الی حین الملاقات لعدم ترتب اثر شرعی علیه بل الاثر لللازم العقلی .

اما اذا کان احدهما معلوم التاریخ فلا یجری فی معلوم التاریخ عند المحقق النائینی دون مجهوله؛ فحینئذ ان کان الملاقات هو المعلوم، فحینئذ استصحاب عدم الکریة الی بعد الملاقات ینتج نجاسة الماء حیث ان الملاقات حاصل بالوجدان قبل الساعة الثامنة مثلا و لم یکن هناک کریة فینجس الماء.

و ان کان المعلوم هو الکریة، فحینئذ استصحاب عدم الملاقات الی بعد الکریة بلا اثر لکونه اصلا مثبتا اولاً و لاستفادة شرطیة احراز الکریة قبل الملاقات لعدم التنجس ثانیاً؛ ولا یثبت ملاقات الثوب مع الکر. و الدلیل الثانی مستفاد من الاصل الذی أسسه النائینی من انه اذا ورد عام متضمن لحکم الزامی ثم ورد مخصص، فحینئذ خروج المخصص عن تحت العام منوط باحراز موضوع المخصص و مع عدم الاحراز، عموم العام حاکم. فاذا ورد مثلا «لاتُدخِل علیَّ أحداً الا العالِم» لایجوز الدخول لِأحد الا اذا احرز کونه عالما، فعلیه الاصل الکلی فی المقام هو وجوب الاحتیاط عن ملاقی النجس الا ان یکون الملاقی ماء کر (اذا بلغ الماء قدر کر لایجب الاجتناب عنه) فاذا احرزنا الکریة، لا یجب الاجتناب عن الملاقی. اما استصحاب عدم الملاقات الی زمان الکریة لایثبت ملاقاته مع الکر لکونه اصلا مثبتا و مع عدم احرازه، کلی العام (وجوب الاجتناب عن ملاقی النجس) حاکم.

اما القول الثالث: هو الحكم بطهارة الماء في الصورتين، وهما صورة الجهل بتاريخ كل منهما، و صورة العلم بتاريخ الكرية.

و أما في صورة العلم بتاريخ الملاقات، فحكم بالنجاسة .

أما في صورة الجهل بتاريخ كل منهما، فلتساقط الاستصحابين للمعارضة، فيكون المرجع قاعدة الطهارة على ما تقدم.

و أما في صورة العلم بتاريخ الكرية، فلما بنى عليه سابقا من عدم جريان الاستصحاب في معلوم التاريخ، فلايجري استصحاب عدم الكرية حين الملاقات لمعلومية تاريخ الكرية، ويجري استصحاب عدم الملاقات حين الكرية، فيحكم بالطهارة.

و أما في صورة العلم بتاريخ الملاقات، فلا يجري استصحاب عدم الملاقات حين الكرية، لمعلومية تاريخ الملاقات، ويجري استصحاب عدم الكرية حين الملاقات ، فيحكم بالنجاسة .

  و الحمد لله