الموضوع: التصرف فی المختلط بالبیع
« مسألة39: إذا تصرف في المختلط قبل إخراج خمسه ضمنه كما
إذا باعه مثلا فيجوز لولي الخمس الرجوع عليه كما يجوز له الرجوع على من انتقل إليه
و يجوز للحاكم أن يمضي معاملته فيأخذ مقدار الخمس من العوض إذا باعه بالمساوي قيمة
أو بالزيادة و أما إذا باعه بأقل من قيمته فإمضاؤه خلاف المصلحة نعم لو اقتضت
المصلحة ذلك فلا بأس. »
تقدم الکلام
فی التصرف غیر المعاملی فی الخمس فی المسالة
السابقة و اما الآن فالکلام فی التصرف المعاملی فیه:
لاریب ان الخمس ملک لاربابه علی النحو
الجزئی و الکلی فی عصرنا و المالک هم السادة العظام و نائب
الامام علیه السلام بما لَه من العنوان علی نحو الحیثیة
التقییدیة و لااقل من ثبوت الولایة له فیحتاج
فی التصرف فی الخمس الی اذنه، فاذا وقعت المعاملة علیه من
دون اذن کانت بمنزلة الفضولی یحتاج فی نفوذها الی اذن
الحاکم الشرعی و مع عدم إذنه یکون ید کل من البایع و
المشتری ید ضمان وقعت علی مال الغیر فله الرجوع الی
کل منهما و استقرار الضمان علی البایع علی ما هو الاصل فی
تعاقب الایادی.
و
لافرق فی ذلک بین القول بثبوت ملکیة أرباب الخمس لخمسهم بمجرد
الاختلاط کما اختاره سیدنا الاستاد تبعا لشیخنا الانصاری و
القول ببقاء مالکیة القسم الحرام و ثبوت التکلیف برد الخمس
تطهیرا للمال، فان البیع هنا بالنسبة الی القسم الحرام،
بیع فضولی و امره الی ولی الغائب او ولی من لا
ولی له و هو الحاکم الشرعی، هذا ما تقتضیه القواعد لکن علق
سیدنا الاستاد فی هذه المسالة بقوله:« لا تبعد صحّة البيع بلا حاجة إلى الإجازة فيما إذا كان المشتري مؤمناً
و يتعلّق الخمس بالثمن و إذا كان الثمن أقلّ من قيمة المثل ضمن ما به التفاوت.»
و
الوجه فیه اخبار التحلیل حکم بحلیة تصرف المشتری او
الموهوب له معللا ذلک:«لتحل مناکحهم و مساکنهم و متاجرهم» و لا اباحة فی
المتاجر الا بصحة المعاملات الواقعة علی اخماسهم و علیه ینتقل
الخمس الی العوض اذا کان له عوض و الا فالی ذمة صاحب المال.
قال
الماتن:«السادس: الأرض الّتي اشتراها الذمّي من المسلم سواء كانت أرض مزرع أو
مسكن أو دكّان أو خان أو غيرها فيجب فيها الخمس»
عن
الغنیة دعوی الاجماع علیه و عن الشیخ الفتوی به
فی النهایة و المبسوط و عن العلامة فی المنتهی و التذکرة
نسبته الی علمائنا و نظیره کنز العرفان و مجمع البحرین لکن
العلامة فی المختلف عن جماعة کابن ابی عقیل و ابن الجنید
و المفید و سلار و ابی الصلاح عدم ذکر هذا القسم فی اقسام
مایجب فیه الخمس، فاستظهر بعضهم من ذلک عدم وجوبه کما عن الشهید
الثانی فی فوائد القواعد و کذا صاحب الذخیرة استضعافا
للروایة الواردة بهذا الصدد و بالجملة فالمدار علی النصوص و الاصل
فیه صحیحة ابی عبیدة الحذاء(ب9 مما یجب فیه
الخمس، ح1المویدة بمرسلة المفید(نفس الباب ح2)
لکن
نوقش فی سند الاولی کما عرفته من الشهید الثانی و رده
سبطه فی المدارک بانها فی اعلی مراتب الصحة و لاجله استغرب تبعا
للمنتقی النقاش فی السند غیر انه ناقش تبعا له فی
الدلالة لخلوها عن ذکر متعلق الخمس و مصرفه، هل المراد خمس نفس الارض أو خمس
نتاجها کما حکی الثانی عن بعض العامة و هو مالک المعاصر للامام الباقر
علیه السلام مضافا الی ان الصحیحة رواها فی الوسائل عن
المشایخ الثلاثة عن الشیخ بسند صحیح و عن الصدوق باسناده الی
الحذاء و عن المحقق فی المعتبر باسناده الی ابن محبوب لکن سند الصدوق
الی الحذاء ضعیف بجهالة الطریق و کذلک سند المحقق الی ابن
محبوب، یبقی سند الشیخ و هو فی غایة الصحة و ان کان
احمد بن محمد الذی روی عنه سعد بن عبد الله مرددا بین ابن
عیسی و ابن خالد لکن کلاهما ثقتین مضافا الی ان
الشیخ روی الروایات فی باب الزیادات بعنوان
ابی جعفر و المراد به احمد بن محمد بن عیسی، فانه المکنی
بابی جعفر.
یبقی فی المقام ضعف الدلالة.