34/04/19
بسم الله الرحمن الرحیم
و اما روایات القوت: باب 8 من ابواب الفطرة:
صحیح زرارة و ابن مسکان عن ابی عبد الله علیه السلام:« عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْفِطْرَةُ عَلَى كُلِّ قَوْمٍ مِمَّا يُغَذُّونَ عِيَالَهُمْ - لَبَنٍ أَوْ زَبِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ.»(ح1)
روایة الحسین بن الحسن الحسین عن ابراهیم بن محمد الهمدانی:« اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي الْفِطْرَةِ- فَكَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ ع- أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ فَكَتَبَ أَنَّ الْفِطْرَةَ صَاعٌ مِنْ قُوتِ بَلَدِكَ(ثم ذکر البلاد)و کانه یرید ذکر ما هو القوت الغالب فی تلک البلاد»(ح2)زاد المفید فی المقنعة فی هذه الروایة:«و من عدم الاقط من الاعراب و وجد اللبن فعلیه الفطرة منه»(ح3)مرسلة یونس:« عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ عَلَى أَهْلِ الْبَوَادِي الْفِطْرَةُ- قَالَ فَقَالَ الْفِطْرَةُ عَلَى كُلِّ مَنِ اقْتَاتَ قُوتاً- فَعَلَيْهِ أَنْ يُؤَدِّيَ مِنْ ذَلِكَ الْقُوتِ.»(ح4)
و ذکر العلامة فی المختلف عن الاسکافی «وجوب اخراج مایغلب علی قوت المخرج نفسه»و اختاره ابوالصلاح الحلبی و الحلی و یدل علیه المکاتبة المتقدمة.
و قال المحقق فی المعتبر:«الضابط ما کان قوتا غالبا کالحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و الارز و الاقط و اللبن و هو مذهب علماونا» و نحوه کلام العلامة فی المنتهی.
و الظاهر ان الادلة المتضمنة لذکر الاجناس من الحنطة والشعیر و... کلها ناظرة الی بیان مقدار الواجب و انه صاع فی الجمیع فی مقابل من فرضه فی مثل الحنطة-التی قیمتها ضعف قیمة الشعیر- نصف صاع کما یشهد به خبر یاسر القمی:
«الفطرة صاع من حنطة...و انما خفف الحنطة معاویة»(ب6ح5)و صحیح معاویة بن وهب:« قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ فِي الْفِطْرَةِ جَرَتِ السُّنَّةُ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ- أَوْ صَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ أَوْ صَاعٍ مِنْ شَعِيرٍ- فَلَمَّا كَانَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ وَ كَثُرَتِ الْحِنْطَةُ قَوَّمَهُ النَّاسُ- فَقَالَ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ بِصَاعٍ مِنْ شَعِيرٍ.»(الباب ح8)
و بمضمونه خبر ابراهیم بن ابی یحیی:« عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ أَوَّلَ مَنْ جَعَلَ مُدَّيْنِ مِنَ الزَّكَاةِ- عِدْلَ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ عُثْمَانُ.»(ب6ح7)
و نظیره موثقة سلمة بن ابی حفص(الباب ح9) و یمکن کون هذه الادلة ناظرة الی مثال القوت من دون خصوصیة و لذا ذکر الاقط لاهل الانعام و اذا لم یجدوا فاللبن و ذکر الارز فی المکاتبة لاهل طبرستان و ذکر فی آخرها:«و من سوی ذلک فعلهیم ما غلب قوتهم و من سکن البوادی من الاعراب فعلیهم الاقط» و ذکر فی حدیث جعفر بن ابراهیم:
«قال ابو عبدالله علیه السلام من لم یجد الحنطة و الشعیر یجزی عنه القمع و السلت و العلس و الذرة»(ب8ح5)[1]
و بالجملة الناظر فی مجموع الروایات یکاد یشرف الیقین بان المدار علی اخراج صاع من القوت الدارج فی البلد و حیث ان الحنطة والشعیر و نحوهما مما یکثر فی جمیع البلاد التقوت بها ذکرهما الائمة الاطهار مع ما فیهما و فی التمر من خصوصیة زائدة فی التقوت بها فالقول بان المدار علی القوت الغالب فی البلاد هو الاقرب الی المستفاد من الروایات فما ذکره الماتن قده:
«و ان کان الاقوی ما ذکرنا بل یکفی الدقیق و الخبز و الماش و العدس»هو الاقوی و الاقرب الی الروایات و قد ورد صحیح عمر بن یزید بکفایةالدقیق(ب9 ح5) بل اجاز النقص فی الدقیق بازاء اجرة الطخی.
و اما الخبز فقد استشکل فیه الاستاد- بعد تصدیقه بکونه اقرب الی نفع الفقیر- بانه لایساوی صاعا من الحنطة لما فیه من المزج بالماء فحاله حال الحنطة التی مزج بالتراب الکثیر حیث ان اللازم وصول اصل القمح بحد الصاع.
و اما الماش و العدس فالقول بکفایة الصاع فیهما بما انهما من القوت فی محله بل ذکر سیدنا الحکیم من تلک الاجناس للقوت: التین و الباقلا و الحمص و غیرها و لکن لایبعد القول بکون المدار علی ما هو القوت الغالب الدارج فلیس الفواکه داخلة فیه.