درس خارج فقه استاد اشرفی

کتاب الزکاة

90/02/28

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث: تغيير الجنسية في الحيوانات

  انتهى البحث إلى الخنثى المشكل و قد مر أن طبيعة الخنثى غير المشكل إما رجل أو مرأة فتغيير جنسيته محرم لما مر إلا أن يراد من التغيير قطع العضو الزائد. و لكن الخنثى المشكل هو الذي فيه الآلات الجنسية مما هو في الرجال و النساء من الرحم و المبيضين و المهبل و الفرج و كذلك القضيب و الخصيتين.

  و هنا لابد من البحث أولا عن إمكانه و وقوعه بالنظر إلى المكاتب التوحيدية و العلوم الرائجة الجديدة؟

  كثير من فقهائنا الأجلاء قائلون بعدمه كصاحب الجواهر قدس سره و هم يقولون: إن الآيات و الروايات مصرحة إلى أن الوجود الانساني لم يخرج من الجنسين (المذكر و المؤنث) و ليس لنا قسم ثالث؛

«يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور» (الشورى49)

«و أنه خلق الزوجين الذكر و الأنثى» (النجم 45)

«فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى» (القيامة39)

  و غير ذلك من الآيات و الروايات المصرحة أو الظاهرة في ذلك المعنى منها رواية أمير المؤمنين عليه السلام:

« فألبسها علي ( عليه السلام ) ثياب الرجال والقلنسوة والنعلين وألقى عليه الرداء والحقه بالرجال »

  و مر كلامنا بأن صاحب الجواهر قدس سره قائل بأن هذه الرواية صحيحة و مورد الاعتماد و ينتج منها أن الإنسان إما مذكر أم مؤنث و عمل الولادة صرفا لم يوجب الحكم بالأنوثية و ليس للإنسان قسم ثالث أي كان مرأة و رجلا معا أو لم يكن مرأة و لا رجلا.

  و هذا هو الذي قيل به في العلم الجديد من أن الكروموزوم الجنسية إما xx او xy. و لم يمكن أن لا يكون فيه هذا الكروموزوم أم كان فيه كلا الكروموزومين. فما هو الظاهر في البدن من وجود الفرج و الذكر معا هو نقص في الجنين مثل ساير الأعضاء الزائدة التي تكونت في بعض الأفراد.

  و في قبال ذلك القول هو القول بإمكان وجود القسم الثالث و استدل له بأن الآيات ليس فيا نفي الثالث نعم قد كانت تكثير النسل الإنساني من الزوجين و أما قوله تعالى «يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور» هذا من قبيل اللقب و لم يكن له مفهوم فلا حصر في الآيات و الروايات.

  هذا و لكن لم يكن لهذا القول دليل في العلم الجديد[1] مع صرف النظر عن ظهور الآيات و الروايات.

  و القدر المتيقن وجود الخنثى المشكل في الأزمنة المختلفة من التاريخ البشري و لذا ذكر الفقهاء فروعا في أحكامه في الصلاة و الإرث. و هل هذه الأحكام أحكام واقعية أو الظاهرية؟! فالظاهر أن هذه الأحكام أحكام واقعية.

  و قد تعرّض الشيخ لهذه المسألة في كتاب رسائله في مبحث العلم الإجمالي. و مقامنا الآن في حكم تغيير الجنسية في الخنثى هل يجوز ذلك له أم لا؟

  من كان قائلا بجواز تغيير الجنسية مطلقا فقد أفتى بالجواز هنا أيضا بطريق أولى.

  و لكن على ما نقول في أصل البحث من حرمة تغيير الجنسية فما هو الحكم في المقام؟ و قد مر أن التغيير لم يجب على الخنثى المشكل حتى يلحق بالرجال أو النساء و لكن هل يجوز ذلك عليه أم لا؟

  لو فرض أن الخنثى المشكل وقع في العسر و الحرج بإتيان عباداته أو في أفعاله اليومية أو في الأحوالات النفسانية كان التغيير بالنسبة إليه جائزا لأن الضرورات تبيح المحذورات.

  و لو لم يكن على هذا الحد فهل يجوز للخنثى التغيير و التبديل بأحد الجنسين؟

  لا يجوز له ذلك على القاعدة للعلم الإجمالي بحرمة أحد التغييرين لو لم يقل بالجنس الثالث في النوع الإنساني كما هو الحق. و العلم الإجمالي بالتكليف الفعلي منجز و تحصيل الموافقة القطعية واجب.

  و لو قيل: أن هذا من الأمراض و يجوز دفع المرض و معالجته و إن لم يكن على حد الاضطرار.

  قلنا: مع التسليم بأن الخنثى المشكل كان مريضا، صار هذا المقام من باب التزاحم فلابد من ملاحظة مرجحاته.

  و أما بعد التغيير ما هو حكم الأرث و النكاح؟

  قد مر في كلامنا مباحث في الخنثى و ترانسكشوال و التفاوت بينهما و الآن نشير إليه بموجز حتى يوضح البحث و الفرق بين الخنثى غير المشكل (الخنثى الكاذبة) و الخنثى المشكل و ترانسكشوال و استفدنا هذه المطالب من اينترنت:

أ ) خنثى كاذبة أصلها أنثى وظاهرها ذكر :

وهذه الحالة تكون في الأصل أنثى بناءاً على مستوى الصبغيات أي (

XX ) وعلى مستوى الغدة التناسلية (أي مبيض) ولكن الأعضاء التناسلية الظاهرة تشبه أعضاء الذكر وذلك بنمو البظر نمواً كبيراً حتى أنه يشبه القضيب ويلتحم الشفران الكبيران مما يجعلهما يشبهان كيس الصفن وتحدث هذه الحالة نتيجة إفراز هرمون الذكورة من الغدد الكظرية (فوق الكلية) لذلك يتجه خط سير الأعضاء التناسلية نحو الذكورة وكذلك تحدث نتيجة لأخذ الأم لهرمون الذكورة أو ا

لبروجسترون لأي سبب من الأسباب.

ب) خنثى كاذبة أصلها ذكر وظاهرها أنثى :

وهذه الحالة تكون في الأصل ذكر بناءاً على مستوى الصبغيات أي (

XY ) وعلى مستوى الغدة التناسلية (خصية) ولكن الأعضاء التناسلية الظاهرة على شكل أعضاء الأنثى، وتحدث هذه الحالة نتيجة لعدة أسباب:

1- أن الأعضاء رغم وجود الخصية لديها مناعة لهرمون الذكورة التسترون وبالتالي لا تتأثر لفعله فتظهر الأعضاء على شكل أعضاء أنثى.

2- حدوث نشاط هرموني في الغدة الكظرية وينتج هذا عن ورم نادر وخبيث في الغالب في الغدة الكظرية وتفرز فيه الغدة الكظرية زيادة في هرمون الأنوثة الأوستروجين.

3- أخذ الأم لهرمونات الأنوثة خا

صة في أول ثلاثة أشهر من الحمل.

النوع الثالث : حالات ترنر وكلينفلتر:

وهذه الحالات لا تدخل مباشرة في مشكلة الخنثى وت

حدث نتيجة خلل في الكروموسومات.

( أ ) حالات ترنر :

وهذه الحالة تكون حاملة لكروموسوم واحد فقط هو (

X ) بينما الشخص الطبيعي يكون حاملاً لكروموسومين إما (

XX ) للأنثى أو (

XY ) للذكر ويرمز لهذه الحالة بـ (

XO ) وتتجه الأعضاء التناسلية فيها سواء الباطنة أو الظاهرة إلى الأنثى لكنها لا يمكن أن تحيض أو تحمل بسب

ب ضمور الغدة الجنسية (المبيض).

(ب) حالات كلينفلتر :

وهذه الحالة تكون حاملة لثلاثة كروموسومات بدلاً من اثنين وهما كروموسومي الأنوثة (

XX ) بالإضافة إلى كروموسوم الذكورة (

Y ) ويتجه في هذه الحالة تكوين الأعضاء التناسلية إلى الذكورة بسبب وجود كروموسوم الذكورة وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الذكر يكون بارد الهمة ضعيف الباءة عنيناً له أثداء كبيرة وقضيب صغير وله خصية ضامرة وتفرز هرمونات الذكورة بشكل

ضعيف ونادر ولا يمكنه الإنجاب.

·

أساليب علاج مرض الإنترسكس (الخنث)

:

إن أسلوب علاج الخنث إجراء عملية له يتم خلالها إزالة التشوهات الخلقية فيه وتجميل هذه التسوهات.

الغصن الثاني : مرض الترانسكس

:

هو مرض نفسي ينتاب الشخص يتمثل في رغبته الشديدة في تغيير جنسه على الرغم من مظهره الخارجي والتكويني الواضح، ولا يخل هذا المرض بقدرات صاحبه الذهنية والمهنية إذ لا

يعتبر من قبيل الأمراض العقلية.

وإن من أصيب بهذا ا

لمرض عادةً ما يمر بثلاثة مراحل:

المرحلة الأولى

: التشبه بالجنس الآخر إما بارتداء الملابس أو تقليد الصوت أو المشي.

المرحلة الثانية

: النفور والاشمئزاز من أعضائه التناسلية ورغبته الشديدة في تملك أعضاء الجنس الآخر.

المرحلة الثالثة

: طلب إجراء عملية جراحية تمكنه من التخلص من أعضائه التناسلية وتملك أعضاء الجنس الأخر.

وقد حدد الأطباء وقت ظهور هذا المرض بالنسبة للذكور والإناث، فبالنسبة للذكور يظهر المرض ما بين سن الثلاثة عشر وسن الخمسين، فبالنسبة للإناث يكون ظهور المرض بما لا يت

عدى العشرين سنة.

·

أساليب علاج مرض الترانسكس:

إن مرض الإنترسكس تباينت أساليب العلاج فيه لذلك قد تعارضت آراء الأطباء في أسلوب علاج مرض الإنترسكس وتنحصر أساليب علاج مرض الإنترسكس في نوعين:

النوع الأول: العلاج النفسي

:

يلجأ أطباء الأمراض النفسية في علاج مرض الإنترسكس وذلك بتصحيح مسلك المريض النفسي إما عن طريق التنويم المغناطيسي وإقناع الشخص بحقيقة جنسه أو عن طريق إعطائه

هرمونات منشطة أو بأي طريق آخر.

النوع الثاني: التدخل الجراحي

:

وهذا النوع يتم فيه إجراء جراحة تغيير الجنس وبالتالي يتم تغيير جنس

الشخص من الناحية الشكلية فقط.

[1] ) و لكن نشير إلى التوجيه العلمي لهذا القول في ذيل البحث.