درس خارج فقه استاد اشرفی

کتاب الزکاة

89/12/25

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث: تغيير الجنسية ـ حكمها بالنسبة إلى ترانسكشوال

ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا

  قال الزمخشري في تفسيره الكشاف ج 1 ص 564:

وتبتكهم الآذان : فعلهم بالبحائر كانوا يشقون أذن الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكروا وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها . وتغييرهم خلق الله : فق ء عين الحامي وإعفاؤه عن الركوب ، وقيل الخصاء .... وقيل فطرة الله التي هي دين الاسلام . وقيل للحسن : إن عكرمة يقول هو الخصاء ، فقال كذب عكرمة هو دين الله . وعن ابن مسعود هو الوشم ، وعنه ( لعن الله الواشرات والمتنمصات والمستوشمات المغيرات خلق الله ) وقيل التخنث.

  تمسك علماء العامة بأن تغيير الجنسية من مصاديق خلق الله و هذا إطاعة الشيطان الذي هو عدو الله و عدو المؤمنين. و قد قال الله تبارك و تعالى في القرآن كرارا بأن الشيطان كان عدوا لكم.

  هنا نشير إلى مقدمات لإيضاح الموضوع:

  المقدمة الأولى:

  إن هذا الإخطار من إبليس كان أول ابتداء خلقة الانسان؛

البقرة: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ( 35 ) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ( 36 )

الأعراف: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ( 19 ) فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما و... ( 21 ) فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ( 22 )

  فمن الزمن الأول بعد تمرد الشيطان و بعد ترده من عند الله فهذا الملعون بنى على عداوة الإنسان. و قال:

لأضلنهم و لأمنينهم و ... ولآمرنهم فليغيرن خلق الله...

  فكل ما جرت في التاريخ من المفاسد من مصاديق تمنيات الشيطان أو من مصاديق تغيير خلق الله. فلابد أن لا يشتبه الأمر علينا بأن فعل الأعراب في الجاهلية الأولى مثلما يشقون أذن الأنعام و ما يشبه ذلك تقربا إلى الأصنام فهذا من تغيير خلق الله فقط، لا بل كان في ذلك الزمن هذا من مصاديق التغيير و لكن هو على الاستمرار في مقام الإضلال و الأمر بالتغيير. ففي عصر النبي تمنيات للبشر و الآن أيضا تمنيات مطابقات لزمننا الآن غير ما كان في الزمن السابق.

  و لذا قال الشيخ جواد المغنية في تفسيره الكاشف: أن تغيير خلق الله في زمن السابق ما مر و في زمننا الآن أمر إبليس لعنه الله بصناعة الغارات المختلفة الكيمياية و الاحتراقية و النوية لانهدام أبناء البشر. إليك نص عبارته في ترجمة التفسير:

و لا مرنهم فليبتكم آذان الاءنعام ولامرنهم فليغيرن خلق الله . ((بتك ، به معناى قطع است . گفته مى شود: ((بتكه ))؛ يعنى آن را قطع كرد. ((تبتيك )) به معناى مبالغه در قطع است . انعام عبارت است از: شتر، گاو و گوسفند. اعراب در دوران جاهليت گوش هاى برخى از چهارپايان را مى بريدند و آنها را وقف بت ها قرار مى دادند و بر خودشان حرام مى كردند. تفصيل اين موضوع در هنگام تفسير آيه 103 از سوره مائده : ما جعل الله من بحيرة و لا سائبة و لا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب خواهد آمد. ان شاء الله .همان گونه كه شيطان در عصر جاهليت ، به حزبش دستور مى داد كه گوش هاى چهارپايان را قطع كنند و آفرينش خدا را تغيير دهند، امروز نيز به حزب خود دستور مى دهد تا بم بهاى ناپالم را بر سر زنان و كودكان و بمب هاى هسته اى را بر روى شهرهايى چون هيروشيما و ناكازاكى فرو بريزند تا خلق خدا را نابود سازند و اين ، نتيجه سلطه سياستمداران بر انديشه هاى نابغه و قدرت علم است .

  و على هذا كله أقول لابد أن لا يشتبه علينا المصاديق فقوله عليه اللعنة بنحو كلي فالتغييرات بحسب الأزمنة و الأشياء متفاوتة. و من العجب من بعض المفسرين انحصار تفسير الآية بقطع الأذن أو نحو ذلك من المصاديق السابقة في عصر الجاهلية و غفلوا عن ساير المصاديق في طول الأزمنة و بالأخص المصاديق الحاضرة.

  فعلى ذلك لو كان تغيير خلق الله هو مطلوب إبليس اللعين على أي نحو كان فإيجاد التغيير من إطاعة إبليس و هو محرم قطعا.

  المقدمة الثانية: قال الله تبارك و تعالى في كتابه الشريف:

ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ( لقمان: 20 )

هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم (البقرة:29 )

  فكثير من المخلوقات الإلهية في اختيار البشر و هذا من جهة استفادة النوع الإنساني لرفع الحاجات؛ فالجبل الذي هو مسخر الإنسان ليس من جهة النظر إليه بل لجهة الانتفاع و الانتفاع من الجبل أو الأرض بحسبهما من استخراج معادنه و الزرع فيها. فلو قيل لرجل إن هذا الدار باختيارك، معناه أن السكنى في بيوتاته و استفادة من حمامه و نحوها تحت يدك. فقوله تعالى: سخر لكم ما في السماوات و الأرض، أو خلق لكم ما في الأرض جميعا، معناه أنه لو احتاج الآدمي جاز له قطع الأشجار و التصرف في البحار و استخراج المعادن من الجبال. فليس هذا كله تغيير خلق الله تعالى فكل تبديل صوري ليس معناه تغيير الخلق بل التغيير الذي هو إرادة إبليس الملعون و المنهي من عند الله تعالى هو التغيير الإفسادي. فليست هذه الموارد من التخصيص في التغيير حتى يقال أنه يلزم من ذلك التخصيص الأكثر.

لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين (الحج: 37 )

  فما نقل عن إبليس اللعين: ولآمرنهم فليغيرن خلق الله، فهذا التغيير المطلوب عند إبليس الملعون هو التغيير الذي كان موافقا للأغراض الشيطانية.

  بعد المقدمتين نرجع إلى البحث فنقول: أن التغيير بإطلاقه يشمل كل تغيير خالف خلق الله بلا فرق بين التغيير في الدين أو التغيير في الصورة التي كانت مخالفة لما يرضى به الله تعالى أو التغيير في الهدف الغايي من الخلق. فما جاء في الروايات كما مر من المجمع بأن التغيير في الآية هو تغيير دين الله أو الإخصاء أو وصل الشعر أو نحوها مما مر في التفاسير كلها مصاديق للتغيير الذي هو مراد إبليس اللعين و لم ينحصر بهذه الموارد بل كما قال به الفيض قدس سره في تفسير الصافي أن كل هذه التغييرات أيضا تغيير في دين الله أو تغيير في أمر الله تعالى. قال قدس سره في التفسير الصافي ج 1 ص 501:

وفي المجمع عن الصادق ( عليه السلام ) ليقطعن الأذن من أصلها ولأمرنهم فليغيرن خلق الله فيه عنه ( عليه السلام ) يريد دين الله وأمره ونهيه ويؤيده قوله سبحانه فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله . أقول : ويزيده تأييدا قوله عز وجل عقيب ذلك ذلك الدين القيم وتفسيرهم ( عليهم السلام ) فطرة الله بالإسلام ولعله يندرج فيه كل تغيير لخلق الله عن وجهه صورة أو صفة من دون اذن من الله كفقئهم (السقؤ بالهمزة الشق يقال فقأت مينه أفقؤها أي شققتها) عين الفحل الذي طال مكثه عندهم الفقاؤه عن الركوب وخصأ العبيد وكل مثلة ولا ينافيه التفسير بالدين والأمر لأن ذلك كله داخل فيهما ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله بأن يؤثر طاعته على طاعة الله عز وجل فقد خسر خسرانا مبينا إذ ضيع رأس ماله وبدل مكانه من الجنة بمكانه من النار.

 فبالنتجية أن المراد من التغيير في هذه الآية الكريمة كما مر من كلام فخر الرازي هو كل تغيير يخالف ما أراد الله تعالى في الصورة أو الفطرة أو الدين و كذلك الفيض قدس سره أنه كل تغيير لخلق الله عن وجهه صورة أو صفة من دون إذن من الله. هذا من جهة الكبرى و أما صغرى البحث أعني تغيير الجنسية من أظهر مصاديق هذه الكبرى فتغيير الجنسية من أظهر مصاديق تغيير خلق الله تعالى.[1] فهو محرم و لابد لنا من دليل لإخراج بعض الموارد مثل ترانسكشوال من حرمة التغيير.

[1] ) و لكن قد نوقش في كلام الأستاذ بأن هذا أول الكلام! فبأي وجه كان تغيير الجنسية هو مطلوب إبليس و مورد سخط الله تعالى؟! فلو بدل الرجل بالمرأة أو العكس هل سقط عنه التكليف أو لم يمكن له العمل بالتكاليف الجديدة؟! أي لم يجب عليه بعد تبدله بالمرأة وجوب ستر الشعر مثلا حتى يقال هو مورد غضب الله تعالى؟! و من المعلوم أن هذا التغيير بنفسه ليس مورد غصب الرب لأنه بذلك تبدل موضوع التكاليف للنفس الآدمي فقط لا شيء آخر حتى يوجب غضب الرب. فمثل هذا التغيير مثل تبدل ماء العنب بالخل لا تبدل ماء العنب بالخمر أعني لم يكن نفس المرأة شيئا مغضوبا عند الرب حتى يكون تبدل الرجل بالمرأة موجب لغضب الله تعالى و كذلك في صورة العكس.