الموضوع : تنبيهات الاستصحاب/ التنبيه السابع: الأصل المثبت

كان الكلام في استصحاب بقاء الشهر في اليوم المشكوك لاثبات الاحكام المترتبة على كون اليوم الذي بعده اول ايام الشهر اللاحق ، ومن الواضح انه من الاصل المثبت ولكن الفقهاء يلتزمون بترتيب هذا الاثر والامر سهل بالنسبة لمن يقول بحجية الاصل المثبت عند خفاء الواسطة ، وانما الكلام على المبنى الذي لا يرى ذلك ،

وذكرنا بان السيد الخوئي[1] (قد) ذكر باننا تارة نقول بان عنوان الاولية عنوان مركب من امر وجودي وهو كون هذا اليوم من شوال وامر عدمي وهو عدم كون اليوم السابق عليه منه ولا مشكلة حينئذ فبالامكان احراز ان هذا اليوم هو الاول من شوال بضم الوجدان الى التعبد فان الامر الوجودي محرز بالوجدان والامر العدمي يجري فيه الاستصحاب ،

وقد ذكر المحقق النائيني[2] (قد) : باننا لا نحتاج الى هذا الاستصحاب لتصحيح ترتيب الاحكام الشرعية المترتبة على كون اليوم التالي هو اول ايام شوال فبامكاننا اثبات ان ما بعد اليوم الثلاثين هو اول ايام الشهر اللاحق بالنص اعتمادا على الادلة الدالة على ان الشهر يثبت بمضي ثلاثين يوما من الشهر السابق .

وذكر السيد الخوئي[3] (قد) : بان هذا الكلام وان كان متينا في الجملة الا انه يختص بيوم عيد الفطر لان النص مختص به ، بل ان هذا لا يجري حتى بالنسبة الى غير اليوم الاول من شوال لعدم النص فيه ، فلو فرضنا ان اليوم الخامس من شوال كان له اثر شرعي فلا يمكن ترتيبه على استصحاب بقاء الشهر الذي قبله ، ولكننا في غنى عن التمسك بالنص فبعد مضي ان ما من اليوم اللاحق لليوم الثلاثين نقطع بدخول اول الشهر غاية الامر اننا لا نعلم هل دخل في اليوم السابق او انه دخل في اليوم الاخر فان كان دخوله في اليوم السابق فقد مضى وان كان في اليوم الاخر فهو باقي فنحن نشك في بقاء ما تيقنا بدخوله فنستصحب بقاءه فالاستصحاب يعبدنا ببقاء اول الشهر وهذا المقدار يكفي لترتيب الاحكام الشرعية المترتبة على عنوان اول الشهر ولا يكون من الاصل المثبت ، وهذا لا يختص باليوم الاول من شوال بل يجري في بقية ايام شوال وفي سائر الشهور ايضا فاذا شكننا في ان اليوم هو الثامن او التاسع من ذي الحجة فبعد مضي دقيقة من اليوم الاخر نقطع بدخول اليوم الثامن ولكن لا نعلم هل دخل اليوم او امس فنستصحب بقاء ما قطعنا بوجوده .