الأستاذ الشيخ هادي آل راضي

بحث الفقه

42/03/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ديات الأعضاء/ دية الانف

(مسألة 283): في دية قطع إحدى المنخرين خلاف، قيل: إنّها نصف الدية، وقيل: ربع الدية، والصحيح: أنّها ثلث الدية (1)الرابع: الأُذنان‌، وفيهما الدية كاملة، وفي إحداهما نصف الدية (2) و في بعضهما بحساب ذلك (3)، وفي شحمة الأُذن ثلث ديتها (

    1. كان الكلام في سند رواية غياث بن ابراهيم التي استدللنا بها على ان في شحمة الاذن ثلث الدية وهي تامة سندا اذا قلنا بوثاقة غياث بن ابراهيم

والظاهرا انه مشترك في هذه الطبقة بين غياث بن ابراهيم الاسدي وبين غياث بن ابراهيم الرزامي وبين غياث بن ابراهيم الدارمي وبين غياث بن كلوب ولكن الظاهر ان هؤلاء غير محتملين، اما ابن كلوب فباعتبار انه متأخر في الطبقة، فهو لا يمكن ان يروي عن الامام الصادق (عليه السلام) عادة بل ليس له رواية عن الامام الصادق، وهو يروي عن اسحاق بن عمار فهو متأخر في الطبقة باعتبار ان الصفار الذي هو من الطبقة الثامنة يروي عنه فيكون هو من الطبقة السابعة او السادسة وعادة هاتين الطبقتين لا ترويان عن الامام الصادق(عليه السلام)ومن هنا يستبعد ان يكون غياث في هذا السند هو ابن كلوب واما غياث بن ابراهيم الدارمي او الرزامي فلا يبعد اتحادهما مع الذي ترجمه النجاشي وعلى كل حال فهذا لا يمنع من البناء على ان غياث في روايتنا هو التميمي الاسدي باعتبار انه المعروف وصاحب الكتب وحسب تعبير النجاشي ان كتابه يرويه جماعة بينما الدارمي والرزامي غير معروفين بالمرة، ومن هنا يكون الاطلاق منصرفاً اليه هذا على تقدير التعدد، واما بناء على ما يقوله السيد الخوئي من انه متحد فالمسألة اوضح ومن هنا يقع الكلام في ان غياث بن ابراهيم هل هو واحد او متعدد وما يثير هذا السؤال انه بحسب كلمات الرجاليين يبدو انه يوجد تعدد في المقام فان عنوان غياث بن ابراهيم ذكره النجاشي وقال عنه التميمي الاسدي البصري سكن الكوفة ثقة روى عن ابي عبد الله وابي الحسن وله كتاب مبوب في الحلال والحرام وذكره الشيخ في الفهرست بهذا العنوان وذكر له كتب وذكر طرقه لهذه الكتب، وذكره البرقي في اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) وقال النخعي عربي كوفي وذكره الشيخ في رجاله في اصحاب الامام الباقر وقال انه بتري، وذكره في اصحاب الامام الصادق وقال ابو محمد الاسدي اسند عنه وروى عن ابي الحسن (عليه السلام) وذكره في من لم يرو عنهم اصلاً وقال روى محمد بن يحيى الخزاز عنه ونظراً الى ترجمته في هذه الكتب يثار السؤال عن انه شخص واحد او متعدد وقد ذهب المجلسي الاول في روضة المتقين الى الاتحاد ولكن بعض الاصحاب ذهب الى التعدد والسيد الخوئي (قده) وافق القول بالتعدد بأن البتري غير من وثقه النجاشي وفي البداية نقول ان اتحاد من ذكره الشيخ الطوسي في اصحاب الصادق وقال عنه ابو محمد الاسدي مع من ذكره النجاشي قريب لان كلاً منهما ذكر بانه اسدي وانه روى عن الامامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) وبناء على هذا يثبت بأن من ذكره الشيخ الطوسي في اصحاب الامام الصادق صاحب كتاب وهو المراد بمن ذكره الشيخ في الفهرست وبهذا نحصل على راوي واحد اسمه غياث روى عن الامامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) وقد روى عنه محمد بن يحيى الخزاز؛ لأن طريق الشيخ في الفهرست الى احد كتبه ينتهي الى محمد بن يحيى الخزاز وبذلك يتحد مع من ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم، يبقى الكلام في ان هذا هل هو متحد مع من ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم او انه متعدد فيكون غياث ابن ابراهيم اثنين كل منهما روى عنهم محمد بن يحيى الخزاز؟ثم هل هو متحد مع من ذكره الشيخ في اصحاب الباقر وقال انه بتري؟اما السؤال الاول فجوابه ان ظاهر كلام الشيخ انه متعدد، ولكن في المقابل يستبعد التعدد لأن لازمه ان يكون هناك راويان كل منهما اسمه غياث بن ابراهيم ويروي الخزاز عن كل منهما، وهذا بعيد لان غياث بن ابراهيم الذي يروي عنه الخزاز لا توجد له اي رواية عن غير الامام الصادق (عليه السلام) فكل رواياته يروي فيها عن الامام الصادق (عليه السلام) والظاهر ان افتراض وجود راويين يروي عنهما محمد بن يحيى الخزاز احدهما يروي عن الامام والاخر لا يروي عنه بعيد، ومن هنا يكون الاتحاد اقرب، ويبقى انه كيف ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم بعد ان ذكره في اصحاب الصادق وقال انه روى عن ابي الحسن (عليه السلام) فلا بد ان يحمل كلام الشيخ على محامل اخرى كما حملوه على انه اشتباه، فهناك كلام حول كتاب رجال الشيخ وانه مسودة واما السؤال الثاني فذهب السيد الخوئي (قده) الى تغايرهما واستدل له بامور كلها ترتكز على ان هناك رواة يروون عن غياث بن ابراهيم بحسب مراجعة الطرق الى كتبه، وهؤلاء روى عنهم طبق متأخرة عنهم وهذه الطبقة المتأخرة لا يمكن ان تروي عن اصحاب الامام الباقر (عليه السلام) بواسطة واحدة مثلا راوي كتاب غياث هو اسماعيل بن ابان كما في النجاشي، واحمد بن ابي عبد الله البرقي يروي عن اسماعيل بن ابان واحمد توفي سنة (280 ه) والظاهر انه لا يمكن ان يروي عن عن اصحاب الامام الباقر بواسطة واحدة فلا بد ان يكون غياث بن ابراهيم المترجم في كتاب النجاشي غير غياث بن ابراهيم الذي ذكره الشيخ من اصحاب الامام الباقر ومنها ان راوي كتابه على ما ذكره الشيخ في الفهرست هو محمد بن يحيى الخزاز وهو ايضاً يروي عنه البرقي فكيف يروي البرقي عن اصحاب الامام الباقر بواسطة واحدة فلا بد ان يكون هذا غياث بن ابراهيم الذي يروي عنه الخزاز من اصحاب الصادق لا من اصحاب الباقر ومنها الحسين اللؤلؤي وزيدان بن عمر فانهما رويا كتاب غياث بن ابراهيم، والاول يروي عنه حميد المترفي سنة 310 والثاني يروي عنه علي بن ابراهيم القمي وهما لا يمكن عادة ان يرويا عن اصحاب الامام الباقر بواسطة واحدة ما نقوله في المقام ان هذا لا يؤثر على المطلوب من تصحيح الرواية بمعنى ان وثاقة غياث بن ابراهيم الواقع في سند الرواية ثابتة على كل حال اما اذا قلنا بالاتحاد فواضح واما على القول بالتعدد فلان غياث بن ابراهيم في روايتنا هو من اصحاب الصادق وقد وثقه النجاشي لان الراوي عنه محمد بن يحيى الخزاز وهو يروي عن غياث الذي هو من اصحاب الصادق ويؤيد هذا ما تقدم نقله عن السيد الخوئي (قده) من ان الخزاز لا يمكن ان يروي عن اصحاب الباقر بواسطة واحدة وعليه فالظاهر ان غياث الواقع في سند الرواية ثقة فالرواية صحيحة او موثقة ويبقى غياث الذي ذكره البرقي ووصفه بانه نخعي فهل هو غيره او نفسه ؟فحتى لو قلنا بانه غيره كما هو الظاهر، فالظاهر ان ذلك لا يضر بصحة الرواية لان العنوان ينصرف الى المعروف لانه صاحب كتاب او كتب وأما الآخر فهو غير معروف اصلاً