درس خارج اصول استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

97/11/08

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: في اقتضاء نقص الجزء سهواً للبطلان وعدمه

 

ثمّ بقي الكلام في أنّ عموم حديث لا تعاد هل يشمل الجهل، أو مختصّ بالنسيان فقط؟

فقد يدّعى الاختصاص بتقريب أن يقال إنّ الظاهر المستفاد من قوله: لا تعاد، إنّما هو نفي الإعادة في مورد لولا هذا الدليل يكون المكلّف مخاطباً بإيجاد المأمور به بعنوان الإعادة بمثل قوله: أعد الصلاة، وهذا يختصّ بموارد السهو والنسيان، فإنّه لمّا لا يمكن بقاء الأمر والتكليف بإيجاد المأمور به في حال النسيان يكون الأمر بإيجاده ممحضاً بكونه بعنوان الإعادة بخلاف موارد الجهل والعمد فإنّ التكليف بإيجاد المأمور به يكون متحقّقاً في ظرف الجهل، ويكون وجوب الإعادة باقتضاء الأمر الأوّل الباقي في ظرف الجهل لا أنّه بخطاب جديد متعلّق الإعادة كما في مورد السهو والنسيان، وبذلك يختصّ لا تعاد بخصوص صورة الإخلال الناشئ عن السهو والنسيان ولا يشمل صورة الجهل والعمد.

ولكن في «نهاية الأفكار» قد أجاب عنه بقوله: ولكن فيه أنّ إعادة الشيء في الطبائع الصرفة بعد أن كانت حقيقتها عبارة عن ثاني وجود الشيء على نحوٍ يكون له وجودٌ بعد وجود، فلا شبهة في أنّه لابدّ في صدق هذا العنوان وتحقّقه من أن يكون الشيء مفروض الوجود أو لا، إمّا حقيقيّة أو ادّعاءً وتخيّلاً، ليكون الإيجاد الثاني تكراراً لوجود ذلك الشيء وإعادةً له، وإلاّ فبدونه لا يكاد يصدق هذا العنوان فيهما فرض أنّه كان لصرف الطبيعي وجود مسبوقاً كونه بوجود آخر له حقيقة أو تخيّلاً وزعماً ينتزع منه عنوان الإعادة باعتبار كونه ثاني الوجود لما أتى أوّلاً من المصداق الحقيقي أو الزعمي كأن تعلّق الأمر بهذا الثاني بعنوان الإيجاد أو بعنوان الإعادة، وحينئذٍ نقول:

إنّه كما أنّ في موارد الإخلال السهوي بالجزء يصدق هذا العنوان وينتزع من الإيجاد الثاني عنوان الإعادة كذلك يصدق العنوان المزبور في موارد الجهل بل العمد أيضاً، حيث أنّه ينتزع العقل من الإيجاد الثاني عنوان الإعادة باعتبار كونه إعادة لما أتى أوّلاً من الفرد الفاسد، غاية الأمر يكون وجوب هذا العنوان في موارد الجهل والعمد من جهة اقتضاء التكليف الأوّل الباقي في ظرف الجهل وفي موارد السّهو والنسيان بخطابٍ جديد، ولكن هذا المقدار لا يوجب فرقاً بينهما فيما نحن بصدده كي يوجب الاختصاص لا تعاد من جهة اشتماله على لفظ الإعادة بموارد النسيان، بل ذلك كما يشمل السهو والنسيان كذلك يشمل الجهل بل العمد أيضاً، انتهى محلّ الحاجة[1] .

 


[1] نهاية الأفكار: ج3 / 433.