97/10/18
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: مقتضى الأدلّة الخارجيّة في الواجبات الناقصة
هذا، وقد قرّر المحقّق العراقي رحمهاللهفي «نهاية الأفكار» عدم الجريان بوجهٍ لايخلو عن إشكال حيث صرّح بعد ذكر هذا الشرط، بأنـّه:
(ولأجل ذلك قلنا في مبحث البراءة عند التعرّض لمفاد الحديث، إنّه لا يجوز التمسّك به فيما لا يعلمون لرفع الحكم الواقعي الثابت في المرتبة السابقة على الشكّ، لعدم كونه بوجوده الواقعي ممّا فيه الضيق على المكلّف حتّى يقتضي الامتنان رفعه)، انتهى.
أقول: هذه العبارة صحيحة لا غبار عليها، إلاّ أنـّه ذكر قبلها فرض كونه ممّا في رفعه التوسعة على المكلّف، مع أنـّه من الواضح أنّ رفع الحكم الواقعي كما لا ضيق في وضعه لا سعة في رفعه،لعدمالتكليف على_'feتحصيله كما أشرنا إليه، والأمر سهل.
الأمر الرابع: أن يكون المرفوع من الاُمور التي كان وضعها ورفعها بيد الشارع، إمّا بنفسها، أو بمنشأ انتزاعها، فالآثار التي ليست كذلك، لا يمكن شمول الحديث لها كالآثار العقليّة والعادية.
وبالجملة: هذه الاُمور الأربعة لابدّ من وجودها لكي يصحّ جريان الحديث، ولكن أضافوا لهذه الأربعة أمرين آخرين ممّا لا يمكن المساعدة معهما نتعرّض لأحدهما، وهو الذي ذكره المحقّق العراقي في نهايته، حيث قال:
(الأمر الخامس: الظاهر اختصاص الرفع برفع ما لولاه يكون قابلاً للثبوت، تكليفاً كان أو وضعاً، فما لا يكون كذلك لا يشمله الحديث، وبذلك يختصّ المرفوع في عنوان النسيان بمثل إيجاب التحفّظ دون التكاليف المتعلّقة بنفس المنسيّ، فإنّها مرتفعة بقبح التكليف بما لا يطاق)، انتهى [1] .
وفيه أوّلاً: إنّ شرطيّة ذلك لا معنى له، لأنـّه إن لم يكن قابلاً للثبوت تكليفاً أو وضعاً لولاه لما معنى لرفعه، لأنّ الرفع إنّما يصحّ فيما يصحّ وضعه، فيدخل ذلك في الشرط الرابع، وليس شيء مستقلّ.
وثانياً: إنّا لا نسلّم كون المراد من رفع النسيان هو نفي إيجاب التحفّظ، بل سيأتي إن شاء الله تعالى بأنّ رفع النسيان كان نفسيّاً لنفسه بلحاظ ما يصحّ نفيه، الموجب لنفي وجوب الإعادة، وعليه فهذا الشرط لا يمكن المساعدة معه.
***
هذا آخر ما أردنا إيراده، وكان ختامه يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر رجب المرجّب، من سنة خمسة وعشر وأربعمائة بعد الألف من الهجرة النبويّة الشريفة، كتبه أقلّ خَدَمَة أهل العلم، المشتاق إلى رحمة ربّه وعفوه السيّد محمّد علي ابن المرحوم آية الله الحاج السيّد السجّاد العلوي الگرگاني عفى الله عنهما.
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين.