درس خارج اصول استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

95/06/27

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: التخيير الناشئ عن تزاحم الحكمين

 

وأمّا على القول الآخر، وهو القول بسقوط الخطاب في كلٍّ من المتزاحمين، ثمّ بملاك كون المناط في كلّ منهما تامّاً في المتزاحمين، يَستكشف العقل خطاباً تخييريّاً آخر بعد سقوط الخطابين الأصليين، فبالرغم من عدم موافقتنا مع هذه الدعوى، إلاّ أنّ سنخ الخطاب التخييري المتحقّق بعد سقوط الخطابين، سنخ الخطاب التخييري في القسم الأوّل، غاية الفرق بينهما أنّ التخييري في القسم الأوّل كان بالتشريع والجَعل من ناحية الشارع بدواً، والتخييري هنا كان الكاشف عنه هو العقل، فيكون إمّا تخييراً عقليّاً ـ برغم أنـّه مخالفٌ لظاهر كلامهم ـ أو أنّ الكاشف هو العقل من جهة نسبة الحكم إلى الشرع بعد السقوط، وبذلك يصبح التخيير أيضاً شرعيّاً.

وعلى هذا، لا فرق بين هذا القسم والقسم الأوّل، إلاّ من جهة تحقّقه بعد سقوط الخطابين دونه .

 

الموضوع: التخيير الناشئ عن تعارض الدليلين

 

القسم الثالث: من الأقسام هو التخيير الناشئ عن تعارض الحجّتين، وتنافي الطريقين، كتعارض فتوى المجتهدين المتساويين، ومؤدّى الخبرين مع تساويهما في المرجّحات المذكورة في باب التعارض، فهو :

تارةً: يلاحظ على القول بالطريقيّة، بأن يكون المجعول فيها نفس الحُجيّة والطريقيّة، من دون أن يحدث مصلحةً في مؤدّى الطريق بسبب قيامه، بل المؤدّى باقٍ على ما كان عليه قبل قيام الطريق من الحكم، حيث يكون الأصل في باب التعارض التساقط، وعدم حجّية شيء منهما بالنسبة إلى المؤدّى، فيكون التخيير في الأخذ بأحد المتعارضين بلحاظ التعبّد، من جهة الأخبار الآمرة بالتخيير في الأخذ، فهذا التخيير أجنبيٌّ عن القسم الأوّل والثاني.