درس خارج اصول استاد سید محمدجواد علوی‌بروجردی

93/12/19

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: اصول عمليه/ اصالة عدم التذكية

وقال السيد الخوئي قدس سره: فاإنها ـ النجاسة ـ مترتبة على عنوان الميتة، والموت في عرف المتشرعة - على ما صرح به مجمع البحرين - زهاق النفس المستند إلى سبب غير شرعي، كخروج الروح حتف الأنف أو بالضرب أو الشق ونحوها، فيكون أمرا وجوديا لا يمكن إثباته بأصالة عدم التذكية. وعليه فيتم ما ذكره الفاضل النراقي (ره) «من معارضة أصالة عدم التذكية بأصالة عدم الموت، فيتساقطان ويرجع إلى قاعدة الطهارة.»[1] وإن كان التحقيق جريانهما معا، إذ لا يلزم منه مخالفة عملية، ومجرد كون عدم التذكية ملازما للموت - لان التذكية والموت ضدان لا ثالث لهما - غير مانع عن جريانهما، فان التفكيك بين اللوازم في الأصول العملية غير عزيز كما في المتوضي بمائع مردد بين الماء والبول مثلا، فإنه محكوم بالطهارة الخبثية دون الحدثية، للاستصحاب مع وضوح الملازمة بينهما بحسب الواقع.» [2] ثم اورد (قدس سره) علي المحقق الهمداني فقال: ثم إن المحقق الهمداني (ره): ذهب إلى أن النجاسة مترتبة على عدم التذكية، واستدل على ذلك بما في ذيل مكاتبة الصيقل من قوله عليه السلام: «فان كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس»[3] باعتبار أن مفهومه انه لو لم يكن ذكيا ففيه بأس. والمراد بالبأس النجاسة، لأنها هي المسؤول عنها في المكاتبة. والظاهر عدم دلالة المكاتبة على ذلك، وانما تدل على نفي البأس عما كان يستعمله في عمله من جلود الحمر الوحشية الذكية في قبال الميتة المذكورة في صدرها، فلا مفهوم لها، ويدل على ما ذكرناه ذكر الوحشية في الكلام، لان كون الحمار وحشيا لا دخل له في طهارة جلده يقينا.»[4] اما المكاتبة:فهي ما رواه محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن عبد الله الواسطي، عن قاسم الصيقل قال: كتبت إلى الرضا (عليه السلام): إني أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة فتصيب ثيابي، فأصلي فيها ؟فكتب إلي: اتخذ ثوبا لصلاتك. فكتبت إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام): كنت كتبت إلى أبيك (عليه السلام» بكذا وكذا، فصعب علي ذلك فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشية الذكية، فكتب إلى: كل أعمال البر بالصبر - يرحمك الله - فإن كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس. [5] وظاهر الروايهة فنفي البأس عما يستعلمله في عمله اذا كان من جلود الحمر الوحشية الذكية في قبال الميتهة.وفنفي البأس راجع الي الطهارة بقرنيهنة صدر الرواية بقوله (عليه السلام): اتخذ ثوباً لصلواتك، الظاهر في عدم الجواز الصلواة في ما يصيب تثوبه من جلود الحمر الميتة.الا ان الكلام في ثبوت المفهوم في قوله: «فاإن كان ما تعمل وحشياً ذكياً فلا بأس»، حيث ان مدعي السيد الخوئي (قدس سره) عدم ارادة المفهوم من الجملة ‌بقرنية ذكر الوحشية ‌في الكلام حيث انه لا دخل له في طهارة جلده.ولما افاده (قدس سره) وجه.ولكن العهمدة المشكل في سند الرواية.فاإنه رواه الكليني عن الحسين بن محمد.وهو الحسين بن محمد بن عامر الاشعري، الذي كان راوياً لكتب معلي بن محمد. وثقه النجاشي والعلامهة. وهو من الطبقة الثامنهة.وهو رواه عن معلي بن محمد البصري ابو الحسن. قال النجاشي: «مضطرب الحديث والمذهب».[6] وقال ابن الغضائري: «المعلي بن محمد البصري ابو محمد نعرف حديثه وننكره، يروي عن الضعفاء ويجوز ان يخرج شاهداً».[7] والظاهر رجوع الاضطراب فيه الي فنقله عن الضعفاء، فيدل علي عدم ضعفه في الحديث، الا انه لا تنصيص علي وثاقته.والمهم ان من روائته محمد بن الحسن بن الوليد. وكذا انه من رجال تفسير علي بن ابراهيم.والظاهر انه من الطبقة السابقهعة.وهو رواه عن محمد بن عبدالله الواسطي، ليس لنا علم بحاله غير نقل معلي بن محمد عنه، ونقله عن قاسم الصيقل، وعده السيد البروجردي من الطبقة السادسة.وهو رواه عن القاسم الصيقل.وليس لنا علم بحاله ايضاً.غير انه روي عنه احمد محمد بن عيسي ومحمد بن عبد الله الواسطي. وعلي بن الريان وافاد السيد البروجردي كاأنه من السابقعهة، والظاهر كونه سهواً من قلمه الشريف، واأنه من السادسة، وعليه فاإن ما استدل به المحقق الهمداني غير تام سنداً.

 


[1] مستند الشيعة، المحقق احمدبن محمدمهدی النراقي، ج15، ص148 و 149.
[2] مصباح الاصول، تقير البحث السيدابوالقاسم الخوئي، السيدمحمد الواعظ الحسينی، ج2، ص313.
[3] وسائل الشيعة، الشيخ الحرالعاملی، ج3، ص462، أبواب النجاسات، باب34، ط آل البيت.
[4] مصباح الاصول، تقير البحث السيدابوالقاسم الخوئي، السيدمحمد الواعظ الحسينی، ج2، ص314.
[5] وسائل الشيعة، الشيخ الحرالعاملی، ج3، ص462، أبواب النجاسات، باب34، ط آل البيت.
[6] رجال النجاشي، النجاشي، ص418.
[7] رجال لابن الغضائري، ابن الغضائري، محمدکاظم رحمان ستايش، ص96.